الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدخل الثقافى لفهم وضعية المرأه العربيه

سيد سعيد

2015 / 8 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بعيدا عن تنوع تعريفات الثقافة يمكن ايجازها بأنها ذلك الكل المركب فى كل مانفكر فيه ونفعله ونعتقد. ..هذا المركب يربط الثقافه بنمط الحياه الكلى لمجتمع ما
والواقع أننا فى دراستنا للابعاد الثقافية لوضعيه المرأه فى بلادنا سوف نميز بين اربعه حقول من حقول الثقافه قادره على أن تفرض فاعليتها بشكل مباشر أو غير مباشر على وضعية المرأه فى بلادنا وهذه الحقول هى
1 حقل ثقافه رؤي العالم
2 حقل الثقافة السياسيه
3 حقل ثقافه العلاقات الاجتماعيه
4 ثقافه إنتاج الدلالة

أولا :حقل تقافة رؤى العالم
--------------------------
وتعنى ثقافه رؤى العالم. .الثقافه التى تمثل السبل التى تتبعها المجتمعات لوضع تصور عن العالم، ،كما تعنى الطريقه التى تنظر بها الذات الإنسانية إلى نفسها وإلى الآخرين، ،وإلى الكون المحيط بها كما تتضمن نظره ا لذات إلى الظواهر وما يكمن وراءها من تصورات وقيم وأحكام ونزعات، ،كما يشمل المفهوم طريقه نظر الإنسان إلى جسده وروحه وعلاقة الروح بالجسد والنظر إلى الجسد من الزاوية الشخصيه والدينيه وإلى الموقف من الجسد العارى وتأثيره على الفرد وكذلك النظر إلى بعض الحركات الجسدية مثل حركه العيون والحواجب والايدى وحركة المشى وغبرها ومغزى هذه الحركات ومدى تقبل المجتمع لهذه الحركات أو رفضها كما يدخل فى إطار مفهوم رؤى العالم الحياه الجنسيه وطريقه النظر إليها والقيود حول إشارات معينه ومدى ارتباط هذه النظره بالتصورات الدينيه وخاصه تلك التى تتعلق بجسد المرأه وتحديد ما يعتبر عورة ويجب اخفاؤه
لقد نظرت بعض الثقافات إلى الجسد الانسانى باعتباره فى منزله أدنى من الروح وجعلت الجسد مسكنا للشيطان ومصدر للشر وللشهوه وللخطيئه والدنس وأصبح الجسد مجالا للتحقير وللاحساس بالذنب والخجل لذلك يجب مراقبه الجسد من خلال سلطات عديده متنوعه ومن ثم عقابه فى حاله انفلاته ووقف اندفاعاته ومن خلال تشريعات دينيه وأخلاقية وغالباً ما يتم حصر وظيفه الجسد فى إطار مهمه التناسل
ومن ناحية أخرى تعتبر المرأه فى بعض الثقافات والديانات كرمز للاغواء

الأنثى فى مثل هذه الثقافات شهوان وآثمه بطبيعتها، ،،،انظر موقع المرأه ودلالة وجودها فى حكايات الف ليله وليله لذلك فالقانون فى تلك الثقافه يتهاون مع الرجل فى جريمه الزنا والذى يشارك فيه امرأه واعتباره شاهد إثبات ضد المرأه. .. !!! كما يتم التخفيف فى عقوبة الرجل الذى يقتل المرأه بدافع الشرف
الاغواء فى مثل تلك الثقافه لا يكون إلا انثويا فالرجل يمثل سلطه العقل
ولأن المرأه فى تلك الثقافة ماركة بطبيعتها فإن سلطه الضبط لا تستطيع أن تعتمد على وازعها الاخلاقى أو الدينى لأنها مراوغة ولذلك فمن الأفضل مصادره جسدها وتعطيل مصدر الشهوة فيه كما فى حاله الختان وهكذا تصبح المرأه سجينة جسد معطل وشهوة محجوزه ويصبح جسد المرأه أسيرا لسلطة الرجل

رابعا : حقل الثقافة السياسيه.
---------------------------------------
ويقصد بحقل الثقافه السياسيه مجموعه القيم والمعتقدات ذات الصلة المباشره بتنظيم علاقات السيطره وعدم التكافؤ بين القوى وتنظيم الترابية الاجتماعية
والواقع أن العالم العربى بدرجات متفاوته تسيطر عليه نظم أبويه بطرياركيه حيث تسود نظم قبائليه أو عشائرية وفى ظل علاقات شبه اقطاعيه ومع وجود دوله مركزية وضعف وجود العائله حيث تتقلص سلطه الأب نسبيا وتنتقل سلطته إلى الدوله التى أصبحت تقوم بهذا الدور ويكون رئيس الدوله هو كبير العائله ،،تذكروا ماكان يردده السادات عن كونه رئيس العائله وأخلاق الريف. الخ
تلعب الثقافه الأبوية فى العلاقات الاجتماعية والسياسية دورا قمعيا. .وفى المجال الاجتماعى يحتفظ المجتمع الابوى عاده للمرأه بمكانة وضيعه وحيث تفرض السلطه الأبوية سلطتها الذكورية على النساء، ،الحريم،، ولكى تحافظ على التراتب الإجتماعى بعد أن تصبغها بطابع أخلاقى ودينى حتى تبرر طابعها القسرى السياسى ويكون قبول هذه السيطره من قبل النساء طوعيا استسلاما للسلطة الاخلاقيه والدينيه
ويكون كبح جموع الجسد الانثوى مقبولا أخلاقيا ودينيا
تتحكم السلطه البطريركيّة فى جسد المرأه من خلال شكلين. .الأول خارجى قسرى مثل فرض الطاعة والخضوع للرجل. .وهذا الشكل خارجى ملموس. ..والشكل الآخر يبدو طوعيا تجدده محددات ثقافيه كالعادات والتقاليد والأعراف والقيم الاخلاقيه
السلطه هنا تتخذ من جسد المرأه قاعده للانتشار داخل الجسد الاجتماعى كله فهى أى السلطه تسعى إلى ضمان مجتمع طيع ومراقب لأحكام السيطره عليه دون مقاومة. .مجتمع منضبط وغير متقلب
هذه السلطه لا تسمح بحريه المرأه لتظل دائما فى حاله من العجز والمهانة. .من أجل الاحتفاظ بإمكانه المتميزه للرجل

ثالثا : حقل ثقافه العلاقات الاجتماعيه
---------------------------------------
وهذا الجانب من الثقافه وهو ينشط فى مجاله الخاص بالقيم الاجتماعيه. .أى مدى المشروعية التى تمنحها ثقافه ما لدرجه عدم المساواة بين الرجل والمرأة وداخل العائله وفى علاقه الفئات
الاجتماعية بعضها ببعض
فى مجتمعنا وإلى وقت قريب كان الزوج يسأل عندما يعرف أن زوجتة وضعت مولودة ،،هل هو ذكر أم أنثى. ? ،،ويكون هذا السؤال علامه البدايه لأهم أنواع التمييز
هكذا تنتظر الأنثى خضوعا للمعايير الاجتماعيه التى استقرت فى لاوعيها فس وف تنمو الطفلة على ثقافه التمايز بين الأب وآلام وبين الأخ والأخت وسوف تنتمى منذ ولادتها إلى عالم الحريم وسوف تتربى على الخجل بل الخوف من جسدها وسوف يتم زجرها باستمرار عندما ينكشف جزء من جسدها حتى لو كان أثناء اللعب وسوف يتم منعها من اللعب مع الصبيان حتى لو كانوا من اقاربها
هذه البيئه سوف تؤثر فى النمو المعرفى والانفعال لانى
سوف تتفاعل وتر وتتميز مع المعايير التى يقرها الرجال وخاصه فيما يتعلق بالضبط الذاتى لجسدها وسوف يصبح هذا الضبط الذاتى لا شعوريا مع الأيام
تنشا الطفلة وقد تم تحديد دورها كانثى وظيفتها الاساسيه الإنجاب وتربيه الأطفال والاهتمام بالشؤون المنزلية
سوف تتصرف فى إطار ثقافه التفرقة بين الذكور والإناث ويبدأ سلوكها يتميز فى اتجاه ماتتوقعه منها تلك الثقافه بازاء ميلها الجنسى بعد أن تتعلم قيمه العيب والذى يتم اختزاله فى سلوكها إزاء الرجال وفى تحديد دور جسدها الانثوى وما يجب اخفاؤه منه
ستموت الأنثى بينما تتكرس فى أعماقها حياه معتمه لاشكال طقوسيه واجتماعية غامضة وسط كوابح ومحرمات وممارساته سوف تتحكم في حياتها إلى الأبد

حقل إنتاج الدلالة الثقافيه
---------------------------------
وهو الحقل الذى يرتبط على نحو عميق للغايه بالقيم الثقافيه فى مجتمع ما..وهذه الدلالات قادره على أن تفرض فاعليتها على الرغم من التقلبات السياسيه والاجتماعية وعلى البروز فى أكثر من عصر تاريخى
ويلعب الدين واللغة والأعراف والتقاليد والقيم الأخلاقية والايدلوجيه علامات مهمه فى هذا الحقل
لا تكتفي العلامات بالدلاله فقط على طبيعه السلوك الاجتماعى وتوجهاته بل أيضا تعمل على آثاره الانفعالات وآثاره ردود الأفعال وتحريك المواقف فكل تأويل هو استحضار لسياق وكل سياق جزء من ذاكره وعلى سبيل المثال يمكن الاشاره إلى ما تثيره كلمه الشرف ليس فقط من دلالات ولكن أيضا ما تثيره أيضا من انفعالات وردود أفعال
والجسد فى ثقافتنا هو الوجه الدلالة للذات وانفعالاتها والمشكله أن كثير من هذه الدلالات تتجاوز طابعها الاستعمالى فى تنظيم الحياه الاجتماعيه وتتحول إلى مثيرات للمشاعر والعواطف خاصه اذا صبغت هذه الدلالات بصيغة أخلاقية أو دينيه فتتحول إلى سنن
تؤكد هذه الدلالات وتساندها حكايات وقصص وأساطير قديمه لتكون مرجعية لهذة الدلالات حين تصدر صور عن كيد النساء وتؤكد حكايات الف ليله عدم الثقه فى النساء عموما
كما يضع التراث الشعبى المرتبط بالثقافة الأبوية المرأه بشكل عام فى منزله أدنى من الرجل وتتمحور هذه النظره لو اطلعنا على الأمثلة الشعبيه
،،ضل راجل ولا ضل حيط
اقعدى فى عشك لما يجى اللى بنشك
المرأه ضلع اعوج ولسان أطول
هنيالك ياللى تعيش بلاهم. ..بقصد النساء
الخ
اللغه تشارك فى التأكيد على العلاقات التميزيه بين الرجل والمرأة
ففى لسان العرب يتم تعريف الأنثى من ماده انث أى اللين والضعف والسهل. .بينما يتم تعريف الذكر من ماده ذكير أى الصلابة وسبافاتها المتنوعه
أن معظم القواميس تحط من شأن المرأه وعلى من شأن الرجل فتصف الرجل بأنه قوه بناء والمرأه بأنها قوه تدمير وتقدم صفات المرأه فى قوالب جاهزة مثل حب الظهور والمكر والغيرة والنميمة وغيرها
وتحدثنا المراجع العربيه عن تعريف الرجل بالشجاعة والمروءة وهذا التعريف وحده يكفى لتبرير قيمه الذكر ومركزيته فى الثقافه العربيه فهو يتمتع بدلالة الحمايه والقوامه والشهامة وكلمه رجل تعنى صدق الوعد وكلمته لا ترد
وعندما يسب الرجل يوصف بأنه، ،مره، ،أى امرأه أو أنه ثرثار كالنساء والمراه الجميله توصف بأنها. .فرسه ليمتطيها الرجل. .أما العفة فتختزل فى شرف المرأه
هذا الانحياز اللغوى لا يبدو فقط خلال القواميس بل فى نسق المفردات المكنونة والمنطوقه وأنظمتها الدلالية وأساليب الوصف والتخاطب اليومى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا


.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة




.. LBCI News(04-05-2024)- شبكة اغتصاب الأطفال.. شبهات عدة وقضاء


.. حملة توعوية لمحاربة التحرش الجنسي في المغرب




.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام