الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطبة الجمعة

عمار عرب

2015 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خطبة الجمعة :
إن ما يسمى بخطبة الجمعة هي شىء لم يكن في زمان الرسول ص ولكنها اختراع من اختراعات حكام بني أمية الكثيرة في الدين بمباركة كهنتهم الذين كانوا يديرون مؤسسته الفقهية الناصبية الجبرية والهدف منها تطويع الناس والسيطرة على عقولهم تحت مبدأ طاعة ولي الأمر منعا لخروج الناس عليهم في ذلك الوقت ..
ومن أفضل من يسيطر على عقول الناس من الكهنة؟
و من هنا كانت عودة الكهانة إلى الإسلام وهو ما رفضه الإسلام أصلا ...
و أتحدى أي إنسان أن يأتيني بخطبة جمعة واحدة من خطب الرسول ص التي يفترض أنها تجاوزت ال 400 خطبة بحساب بسيط في المدينة المنورة ...رغم ادعاء أصنام المذاهب الأرضية بأنهم جمعوا كل كلمة قالها الرسول ص حتى عند نومه واكله وشربه ودخوله بيت الخلاء واختلاءه بزوجاته وحاشاه بل و عند ارتداء نعاله إلا أنهم عجزوا عن الإتيان بخطبة جمعة واحدة من خطب المدينة التي ادعوا وجودها ...
والآن فلو كان فعلا جمع الحديث عن الرسول ص بعد 200 سنة من وفاته ممكنا لكان بالإمكان الإتيان بخطبة جمعة واحدة على الأقل قالها ...والعكس صحيح فلو كان هذا غير ممكن فهذا يعني أن ما يسمى بالحديث وهو كلام الرسول البشري لا يمكن جمعه ولو فرضنا إمكانية أن يكون بعضه صحيح فهو ليس دينا لأنه ظني الثبوت و القرآن هو الوحيد قطعي الثبوت وفي الدين والإيمانيات لا يوجد ظن فالله لم يترك دينه ورسالته الخاتمة للاهواء البشرية والسياسية لتلعب بها يقول تعالى في عبيد وأتباع الظنيات وهم الأكثرية حاليا وسيبقون إلى يوم الساعة مما ينطبق على أتباع المذاهب حاليا مايلي ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ))
- اذا فلماذا يكون إتباع كاهن المنبر خطأ كبيرا بل كارثة مجتمعية :
1 - لأنه غالبا ما يكون من أقل الناس علما ومع ذلك سمى نفسه عالما فهو لم يتعلم في حياته إلا القيل والقال و العنعنة و حكايات تاريخية للسرد ليس لها مصداقية تشبه حكايا الزير سالم وألف ليلة وليلة كلزوم للمصلحة فهو عمليا حكواتي بلباس كهنوتي وليس له إطلاع إلا بسيط على علوم الطبيعة و الفلسفة و المنطق و علوم تطوير المجتمعات و الاستثناء في ذلك دليل على صحة القاعدة ..حتى إن بعضهم أخذ الدكتوراه في" فقه الضراط "
و لا تعليق لي على ذلك إلا إن هذا نتيجة طبيعية وانعكاس طبيعي لحالة الانحطاط الفكري و الضراط الديني الذي وصلنا له .

2- لأن الوعظ لا يفيد بالمرة ! ...فلو فرضنا أن الكاهن سيتكلم فعلا عن امر يفيد المجتمع كنظافة الشوارع مثلا فرغم وجود ملايين المساجد في الوطن العربي ..الآلاف منها تتكلم كل أسبوع عن النظافة وأن النظافة من الإيمان وما إلى ذلك ومع هذا فشوارعنا هي اقذر شوارع العالم بينما رغم عدم وجود مساجد في سنغافورة إلا أنها واحدة من أنظف مدن العالم وقد حلوا الموضوع بقانون واحد يفرض غرامة عالية على كل من يرمي الأوساخ في الشارع تقدر ب 500 دولار وبعدها لم يعد أحد يرمي الأوساخ في الشوارع

3 - الكهنة هم أحد أهم أسباب تخلف المجتمعات لأنهم يعززون الخرافات والغيبيات في المجتمع كالاعور الدجال و ظهور المهدي و عودة المسيح ناهيك عن تعزيز وجود السحر و مس الجن و العين وما إلى ذلك من خرافات ..
وكمثال فقط اضربه على حجم المصيبة في إغتصاب العقول البشرية فهم قد أفهموا الناس أن معنى الحسد المذكور في القرآن هو ما يسمى ( العين ) ...وهي برأيي الإيمان بذلك هو من الشرك الخفي بالله عز وجل فمن يؤمن بها يؤمن بوجود قدرة خفية خارجة عن قدرة الله عز وجل تضر وتنفع موجودة عند أشخاص معينين وهذا هو الشرك بعينه ...وهذا طبعا دجل وكلام فارغ وهي سبحان الله لاتصيب المجتمع الغربي ولكن فقط المسلمين وبالذات من يؤمن بها ...أما من شر حاسد اذا حسد المذكور في القرآن فهي تعني الضرر المادي الذي قد يفعله الحاسد ضد المحسود كالقتل أو الكلام في عرضه وسمعته وما إلى ذلك فلذلك هو من فواحش بواطن الإثم ... ناهيك عن ترسيخ خزعبلات فك السحر والعلاج بالقرآن والرقية الشرعية التي اغتصب بسببها عشرات النساء الآمنات من قبل كهنة تعمل في هذا المجال وضاع بسببها ملايين الدولارات في جيوب المشعوذين.

4 - اللباس الكهنوتي المختلف عن لباس المجتمع هدفه ترسيخ صورة للكاهن بأنه فقط من يضع هذه العمامة هو من يفهم في دين الله أما غيره فمتبعون فقط يمنع تشغيل عقولهم في أي نص ديني ..وبالذات في تدبر القرآن فهنا المصيبة لديهم.

5 - صار أي شيء في الحياة يحتاج لفتوى كاهن حتى في أبسط الأمور كتربية الحيوانات المنزلية و دخول الحمام والمعاملات التجارية والبنكية و كمثال فقط كان تحوير معنى الربا في القرآن الكريم وبنتيجتها خسر آلاف المسلمون أموالهم كأجارات بيوت لأنه يخاف أن يأخذ قرضا من البنك ليشتري بيتا إلا من بنك إسلامي وهؤلاء هم الأكثر استغلالا وتلاعبا باسم الدين ...وصار قبل أن يخترع الإنسان شيئا مفيدا يسأل حلال أم حرام بدل مفيد أم غير مفيد .

6- تحالف المؤسسة الكهنوتية مع الحاكم ل جعل المجتمع يسير ورائهم كقطيع مطيع من الغنم لايعترض ولايطالب بحقوقه ولايلوي على شيء

7- توجه بعض الأذكياء الأتقياء وهم الأقل بين الكهنة لدراسة مايسمى بالعلوم الشرعية مما يؤدي لخسارة شخص كان يمكن أن يفيد المجتمع بعقله يوما ما في اختراع أو أمر مفيد ...و من ثم خسارته هو نفسه لعقله فالمبدأ الأول الذي يغتصبون به عقولهم هو مبدأ الدين دين نقل وليس دين عقل فيسلم لهم عقله دون مقاومة

8- سيطرة الكهنة على جزء كبير من ميزانية الدولة كرواتب لأشخاص ليس لهم فائدة في المجتمع و أثبتنا أن الوعظ لايفيد ناهيك عن التبرعات التي كان يمكن أن تطعم ملايين الجياع في العالم ففي مصر لوحدها ميزانية الأزهر وكهنته تقدر بمليارات الجنيهات كانت قادرة على قلب وجه مصر خلال الخمسين سنة الماضية.

9- حول بعض الكهنة المساجد في الأماكن التي فيها حرية فكرية إلى منابر للدعاية الحزبية أو الطائفية لتفريق المسلمين وهذه يجب التعامل معها كمسجد ضرار الذي أقيم لتفريق المسلمين فمنع الله رسوله من دخولها

10 - فتاوى القتل التي قتل بسببها عشرات الآلاف من المدنيين صادرة عن كهنة المنابر ناهيك عن فتاوى التكفير والاغتصاب والدعاء على المخالفين وبث الحقد والفرقة في المجتمع.

و لا يختلف في تسليم العقول للكهنة ممن يجلسون تحت منبرهم المتعلمين من غير المتعلمين للأسف وهنا تكمن خطورة ومصيبة مايسمى بخطبة الجمعة ممن لم يأت الأمر فيها ..فالأمر القرآني هو لصلاة الجمعة ليس إلا ...فلا تستخفوا بخطورة تكاثر الكهنة في مجتمعاتنا فقد كان أهم ماحصل بسببه هو مناداة الأغلبية بعد الثورات العربية لإسقاط الديكتاتوريات بحكم ديكتاتوري ديني يظلم و يقتل ويغتصب و لكن باسم الله بدل المطالبة بدول مدنية ديمقراطية حضارية علمية يسود فيها القانون فوق الجميع...فهل ترون حجم المأساة الحضارية التي وصلنا إليها بسبب هؤلاء ...ولازال البعض يقولون احترام العلماء واجب ...فهل تركوا لنا بلادا صالحة للحياة كي نحترمهم؟

د. عمارعرب 12.08.2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطبة الجمعة
شاكر شكور ( 2015 / 8 / 12 - 16:13 )
بأعتقادي لا بد من وجود شخص واعظ متعلم سوى كان مدني او مرتدي جلباب كهنوتي لمساعدة عامة الناس لشرح الطلاسم القرآنية غير الواضحة للشخص الأمي ، العلة ليست بوجود رجل كهنوتي محاضر في خطب الجمعة بل العلة في اختيار المحاضر للمواضيع التي تفيد البشرية وتنشر التآخي والمحبة بين البشر بأختلاف طوائفهم وأديانهم ، فلو شطبنا على كل الأحاديث وحصرنا مادة الخطبة بشرح لنصوص قرآنية فهل ستكون النتيجة مختلفة بوجود أيات الجهاد والحث على الكراهية ومقاتلة الكفار ...الخ ؟؟؟ تقول القرآن هو الوحيد قطعي الثبوت ، طيب القرآن يقول عن عيسى (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) وكل المفسرين قالوا ان عيسى سينزل حكماً مقسطا فكيف تنفي في الفقرة 3 عودة المسيح والقرآن يشهد بعودته ؟؟ المائدة 58 تقول (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ-;-) وهذا يعني بأنه كانت تعقد اجتماعات وكان لزوم لخطب الجمعة لغرض حث المقاتلين للغزو لنيل الغنائم والسبايا وإجراء تعداد للجيش لمعرفة الموالين فإذن خطب الجمعة كانت موجودة حتى وإن لم يدونها المؤرخون ، تحياتي للأستاذ عمار

اخر الافلام

.. ألبوم -كهان الكاف -: قصائد صوفية باللهجة التونسية على أنغام


.. 71-An-Nisa




.. 75-An-Nisa


.. 78-An-Nisa




.. 79-An-Nisa