الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(العباديُّ) ليسَ حرّاً

رائد محمد نوري

2015 / 8 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1
سأغردُ خارجَ السِّربِ، وأختلفُ عن السّائدِ أو ما أتصوّرُ أنَّهُ السّائدَ، وذلكَ إذْ أكتبُ:- ما كانَ (حيدرُ العباديُّ) يوماً حرّاً ولا يكونُ، فكيفَ تصنعونَ منْهُ نجماً ترفعونه في سماءِ (العراقِ)؛ ليكونَ دليلاً في هذا اللّيلِ الطَّويلِ؟!*
2
في عامِ (57) أو (58) أو (1959) –حسبُ (رشيدٍ العبيديِّ)- وُلِدَتْ في (النَّجفِ الأشرفِ )فكرةُ تأسيسِ حزبٍ إسلاميٍّ شيعيٍّ على غرارِ تنظيمِ الأخوانِ المسلمينَ لدى أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ.
فكانَ حزبُ الدَّعوةِ. فريقٌ منَ المتديّنين السّاخطينَ على الشّيوعيّةِ؛ المستائين من رواجِ أفكارِها بينَ النّاسِ تنادوا إلى التّفكيرِ بتأسيسِ حزبٍ يأخذُ على عاتقِهِ مجابهةَ المدِّ الشّيوعيِّ، وثورةِ (14 تمّوز) (1958) ومشروعها الوطني، ويطرح بدلاً منْ ذلكَ مشروعاً لمجتمعٍودولةٍيخضعان لتعاليم الدّين الإسلاميّ!.
لم ترحّب مرجعيّة سماحةِ السّيّد (محسنِ الحكيمِ) بالفكرةِ، لكنّها لم تقف ضدَّها!، في حين كان سماحةُ السّيّد (محمّدٍ باقرٍ الصّدرِ) قلقاً!.
ظلَّ حزب الدَّعوةِ سريّاً، وخاض مع تيّراتٍ إسلاميّةٍ أخرى النِّضالَ ضدَّ ثورة (14 تمّوز) تحت رايةِ البعثِ والقوميين، لكنَّ الدَّعوجيّةَ سرعانَ ما أدركوا –كما أدرك غيرهم- أنَّهمْ لم يكونوا سوى أدواتٍ أسهمت في وصولِ البعثِ إلى السَّلطةِ!.
ومنْذُ سبعينيّتِ القرنِ العشرينَ –ولا سيّما بعد انتصارِ الثّورةِ الإسلاميّةِ في (إيرانَ)- صارَ حزبُ الدَّعوةِ عدوّاً لدوداً لحكومةِ البعثِ الثّانيةِ وسلطتِها المستبدّةِ. فحوربَ المنتمونَ لهُ ومَنْ يمتُّ لهمْ بصلاتِ قربى أو صداقةٍ بساديّةٍ...
في عامِ (2003) قبيلَ الحربِ على (العراقِ) وقفَ الدَّعوجيّةُ معَ الشُّيوعيينَ والأخوانِ المسلمينَ ضدَّ الحربِ، لذلكَ كانوا منَ الغائبينَ عنْ مؤتمري (لندنَ) و(صلاحَ الدّينِ)، غيرَ أنَّ قياداتِهمْ كانَتْ محظوظةً بعدَ الاحتلالِ، إذْ أتيحَ لها أنْ تقدِّمَ ثلاثةَ رؤساءِ وزراءَ أسهموا ويسهمونَ معَ لاعبين آخرين غيرهم في تعميقِ نظامِ المحاصصةِ وتشظّي البلادِ*
3
ظلَّ الحزبُ وفيّاً لرؤيةٍ إسلاميّةٍ ضيّقةٍ حتّى هوى في التاسع من نيسان عام (2003) صنمُ الظّالمِ بفعلِ دبّابةٍ (أمريكيّةٍ) كانَتْ واقفةً على مقربةٍ من (ساحةِ الفردوسِ). على الأرضِ اكتشفَ الدَّعوجيّةُ أنَّهمْ الأضعفُ والأقلُّ تأييداً في الشارعِ الإسلاميِّ الشّيعيِّ (العراقيِّ)!، لكنْ ثمّةَ مؤهّلاتٌ وظروفٌ موضوعيّةٌ جعلَتْ (الأمريكانَ) يغضّونَ الطّرفَ، ويقبلونَ بتسليمهم منصبَ رئاسةِ الوزراءِ.
فهلْ تغيّرَ الحزبُ بعد التّاسع من نيسان عام (2003)؟!
وإذا كانَ قدْ تغيّرَ، فما الذي اخْتلفَ فيهِ؟!
أولمْ يكنْ منْ المروّجينَ لنظريّةِ ولايةِ الفقيهِ التي تعارضها المرجعيّةُ التّقليديّةُ في حوزةِ (النَّجفِ)؟!
أينَ أدبيّاتِهِ اليومَ؟!
وماذا تتضمّن؟!
أسئلةٌ تظلُّ محتاجةً إلى إجاباتٍ منفتحةٍ على أسئلةٍ جديدةٍ*
4
مصادفةً صارَ (حيدرُ العباديُّ) رئيساً للوزراءِ، ثُمّ مصادفةً أتيحَ لهُ تقديمُ ورقةِ تغييرٍ سياسيٍّ تجعلُ منْهُ نجماً صاعداً في سماءِ (العراقِ). لا أعرفُهُ، لكنّني أتصوّرُ –وأرجو أنْ يخيّبَ ظنوني- أتصوّرُ أنَّهُ غيرُ قادرٍ على إيقافِ انزلاقِ العراقِ إلى الهاويةِ بسببِ انتمائِهِ لحزبِ الدعوةِ ضَيِّقِ الرّؤى، وبسببِ أنَّهُ طرفٌ من أطراف المحاصصةِ الطّائفيّة والعرقيّة، وبسببِ الاحتلالِ، وبسببِ أنَّهُ إذا ما تعارضَتْ –يوماً ما- مصْلحةُ الشّعبِ معَ مصْلحةِ المرجعيّةِ يميلُ إلى الثّانيةِ؛ لأنَّهُ تابعٌ غيرُ حرٍّ!.
فكيفَ تجعلونَ رجلاً تابعاً غيرَ حرٍّ ؛ ولا يسعى لأنْ يتحرّرَ –على الأقلِّ لحدِّ اللّحظةِ- نجماً ترفعونَهُ في سماءِ (العراقِ) المبتلى؛ ليضيئَ لنا الدَّربَ في هذا اللّيلِ الطّويلِ؟!
ثُمَّ لماذامططلوبٌ منّا –دائماً- أنْ نخوضَ بطريقةٍ فوضويّةٍ فجَّةٍ صراعاتٍ جانبيّةً صغرى تستنزفُ قوانا حتّى إذا ما قدِّرَ لنا أنْ نخوضَ صراعاتِنا المصيريّةِ الكبرى الأهمِّ، نخوضُها بأجسادٍ هزيلةٍ منهكةٍ، وقلوبٍ مكلومةٍ يرْهقُها ويثْقلُ كاهلَها النّزْفُ المستمرُّ؟!*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم لا؟؟؟
علي عدنان ( 2015 / 8 / 13 - 10:58 )
بدا الرجل باصلاحات لم يكن احد حتى اكثر المتفائلين ان يحلم مجرد حلم بها!!! فلماذا لايكون نجما صاعدا ؟؟؟
هي بداية مشجعة كثيرا وربما في قادم الايام سوف نشهد الكثير
تحية حب للسيد العبادي والى الامام ياشجاع

اخر الافلام

.. الشقيران: الإخوان منبع العنف في العالم.. والتنظيم اخترع جماع


.. البابا فرانسيس يلقي التحية على قادة مجموعة السبع ودول أخرى خ




.. عضو مجلس الشعب الأعلى المحامي مختار نوح يروي تجربته في تنظيم


.. كل الزوايا - كيف نتعامل مع الأضحية وفكرة حقوق الحيوان؟.. الش




.. كل الزوايا - الشيخ بلال خضر عضو مركز الأزهر للفتوى يشرح بطري