الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احساسي بمتعة الحياة يحصل عند الخروج عن صف القطيع

سامي كاب
(Ss)

2015 / 8 / 13
المجتمع المدني


السعادة هي وصف لحالة العيش الممتع

والمتعة هي وصف لحالة حسية ( احساس لذيذ ) يعطي شعورا بالمتعة

الاحساس اللذيذ هو حالة اللذة تلك الحالة الناتجة بالجسد اثر تغيرات فيزيائية وكيميائية وحيوية بالعموم وبمعنى آخر هرمونية ومكيكانيكية وفسيولوجية وحيوية

اذ يشترك في صناعة الاحساس باللذة العقل والحواس والدم والقلب وكافة اعضاء الجسد وكل خلية في الجسد

وكلما كان الجسد راقيا بتركيبه الفسيولوجي وبمواصفاته الوراثية المنقولة من خلال جيناته من الاسلاف كلما كان احساس المتعة راقيا ومركزا وشفافا

ومن هنا فان الاحساس باللذة والمتعة والذي يقود الى احساس السعادة حيث مجموع احاسيس المتعة يكون مرتبطا بعالم الفكر والذكاء اي بمقدار تطور الذكاء عند الانسان حيث مركز الذكاء وهو الدماغ ومن ثم جهازه العصبي بكل تشعباته واركانه

وعليه نفهم بان السعادة الحقيقية واللتي تاتي من الاحساس الحقيقي باللذة والمتعة تاتي من خلال الفكر اي من خلال الفهم والاستيعاب والتمييز والادراك والقياس والربط والتقدير والاستقراء والاجتهاد لكل المدخلات الحسية من خلال حواس الانسان اثناء ممارسته حياته بواقعه الحياتي

اذا وبالمعنى الحيوي نقول بان اللذة تاتي ترجمة لاشارة حسية منقولة من الواقع المعاش تعتمد في درجتها اي قوتها ومعناها وتركيزها على تلك الاشارة قبل ان تنقل للحواس ومن ثم للدماغ

اي ان صفة السلوك المنقول هي التي تحدد صفة الحس بذاك السلوك وما على الدماغ سوى الترجمة الواقعية الحقيقية لما وصله من معلومات حسية نقلتها الحواس بواسطة الاعصاب الطرفية

فالسلوك اللذيذ يؤدي الى احساس باللذة والسلوك الممتع يؤدي للاحساس بالمتعة ومجموع اللذة والمتعة يخلق الاحساس بالسعادة ومجموع احاسيس السعادة يسمى بهناء العيش

وبالعودة للمتعة او احساس اللذة ولنسأل اولا .. ما هي المتعة ؟

المتعة باختصار هي حالة حسية تتوفر بذات الشخص عندما يمارس سلوكا غير مألوف او غير نمطي او غير مقلد او مقيد او موجه او محدد او مقنن اي ان يمارس سلوكا جديدا مبتكرا حرا هو من يقرره ومن يسلكه وينظمه ويقوده ويقدر نتائجه ويتحمل مسؤوليته وهو صاحبه

واثناء ممارسة هذا السلوك بهذا المعنى يحس الشخص بالثقة المطلقة بنفسه وبالقوة الكاملة على العيش بمفرده وادراة شؤون حياته بنفسه ويحس بانه قادر على صناعة منهجه الحياتي بذاته وصناعة حياته ايضا بذاته وبانه هو سيد نفسه وسيد حيزه الوجودي بل وهو الآمر الناهي الخالق المغير القادر المقتدر المحيي والمميت وهو الملك الاعظم والمدبر لهذا الكون باكمله

هي المتعة القصوى والاحساس باللذة الكبرى ان تحس بانك سيد الكون او بالمعنى الاعم بانك اله الكون

والبداية ... بداية المشوار هي الخروج عن المألوف

خطوة تمثل الخروج عن صف القطيع

خطوة الانحراف عن الصف او عن السياق العام

خروج عن المتبع وعن التقليد والعرف والمفهوم العام

خروج عن الفكر الاجتماعي وعن العقلية الجمعية

والخروج يعني هنا ليس التنصل من الاصل او الخيانة العظمى او الاختلاف بهدف المخالفة انما يعني التميز

يعني البحث عن عالم غني رديف يضيف لعالم القطيع المجتمعي زخما معرفيا وثقافيا وعلميا وتقنيا في كل جوانب الحياة

خروج عن صف القطيع عن النمطية عن العالم المحدود نحو الفضاء الكوني اللا محدود بحثا عن عوالم جديدة تضيف لحياة الانسان احساسا بالرفاه والسعادة والهناء وترتقي بوجوده الى اعلى درجات الوجود

اللذة اصبحت هي تلك الاحساس الذي احسه نتيجة فعل افعله خارجا عن المالوف وعن التقليد والمتبع والمعروف

فعل جديد افعله بارادتي الذاتية ابرمجه بعقلي احسه باحاسيسي دونما اي تدخل خارج ذاتي جسديا ونفسيا وعقليا

اللذة احساس يتصاحب مع الاحساس بالثقة بالنفس وبالقوة وبالسيطرة وتاكيد الذات واثبات الوجود والارادة وهندسة المكان والزمان وصناعة الظرف والموضوع والتحكم بالحيثيات ومصائر الامور

اللذة تعني ان اكون انا كما هو انا في كل الظروف الزمانية والمكانية وكل الاحوال المنطقية وغير المنطقية وتعني ان اكون انا سيد الموقف وصانع القرار والاول والآخر وانا من يريد ومن لا يريد وانا صاحب الحياة وصانعها ومقررها من بدايتها لنهايتها

وقمة اللذة هنا ان اصل الى احساس انني انا الله

لا احد قبلي ولا احد خلقتي ولا احد يأمرني ولا احد يحد منهجي بحياتي ولا احد يملكني ولا احد يستعبدني

انا سيد نفسي هو الخالق الآمر الناهي المبرمج المكون المصور المحاسب الرقيب

انا صانع الحياة وسيد الكون

لذتي ان اطير باحساسي خارج المنظومة الكونية التي وجدت بها

خارج المجتمع بمفاهيمه وعاداته وتقاليده وافكاره وغاياته واهدافه ونواميس طبيعته ودينه ومعتقداته وخارج مساحة وجودي الواقعية

ان ابحث عن فضاء جديد يحويني ابني به مملكتي اسطر على جدرانه افكاري ارسم على ارضياته فلسفتي بحياتي

فضاء كبير لا متناهي يسعني بحركاتي اللا محدودة في البناء والانتاج والعطاء ووفي الفكر والعمل من اجل الخلق الجديد والحياة الجديدة والشخصية الجديدة والمجتمع الجديد

ابحث عن فضاء اعيش به حريتي ... الحرية المطلقة

اعيش به الامن والسلام والحب بالمعنى المطلق

احقق به انسانيتي حسب تكويني الذاتي ومفهومي وحسي وفكري

هو فضاء مفتوح من كل الجوانب نحو اللا نهاية لكل انسان او كائن حي ذكي بمقدوره العيش بهذا العالم كي اعيش معه حياة كلها لذة بمجتمع جديد خارج المجتمع السائد وبفكر جديد وحس جديد مختلف ونمطية جديدة اصنع من خلالها احساسا باللذة والمتعة

متعة التفوق والتغيير والتميز والاختلاف والسيطرة وسيادة الموقف والقدرة على صناعة الاختلاف والتجديد والخروج عن المالوف والتبعية

عالم لذيذ ممتع بقيادة الانا ومن صناعة الانا

عالم السعادة والهناء واللذة الحقيقية

عالم خارج حدود القبيلة والعائلة والقومية والدين والمعتقد والعرف والتقليد والنمطية والمفاهيم المحدودة الموروثة الغبية والافكار الغيبية والوهمية والتصورية

عالم العلم والمنطق والحقيقة والواقع والمادة والتقنية

عالم العمل والانتاج والفعل والتغيير والصناعة والابتكار والحداثة

عالم الانسان ... هو ذاك الكيان المادي الذكي الراقي

كيان ذكي راقي يستحق ان يعيش بعالم راقي غير خاضع لمعايير محدودة بعقلية متخلفة نمطية تلك عقلية القطيع الحيواني كما هي بداية حياة الانسان البدائية

لقد تخطى الانسان مرحلة حياة القطيع بفكره ومنهجه ونمطه السلوكي وحسه الى مراحل متقدمة بفعل التطور والزمن

وما الاحساس باللذة اللا هواحساس من مجمل الاحاسيس الذكية التي استحدثت لديه اثر تطوره الفسيولوجي وعليه فان اللذة جزء من منظومته الحسية المصاحبة لحياته الراقية

حياة الانطلاق والتمدد والحرية والانفلات من قوقعة الخلق البدائية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»