الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصولية العدو الأخطر على الدين ..

فاضل عزيز

2015 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحرص الأصوليون أنصار الدولة الدينية و تسيس الدين الذين يُنصِّبون أنفسهم كأوصياء على الدين، يحرصون على تسييج عقول الناس وإحاطتها بأسوار تحجب نور المعرفة عنهم و تحرمهم من فهم عميق للدين وترسيخ الإيمان به في العقول، وذلك بمنع تداول أي نصوص أو آراء ناقدة لرؤيتهم وتفسيرهم للنصوص المقدسة او حتى ساعية لطرح فهم عصري لها مغايرة لطرهم السلفي الذي تجاوزه الزمن ولم يعد يصلح لفهم الدين والعمل بتعاليمه اليوم بحكم تطور نواميس الحياة.. كان حريا بهؤلاء الأوصياء الذين يصادرون حقوق الناس في فهم الدين والتعمق فيه، أن يعملوا على ترقية فهم عميق وحقيقي للدين وتطوير عقول الناس وإعطائهم الفرصة في ترسيخ إيمان حقيقي وعميق بدينهم، بدل تجميدهم وتشييئهم وتحويلهم الى مجرد آلات تردد ما يلقى عليهم من رؤى تجاوزها الزمن ومنعهم من إعمال عقولهم في انتاج فهم عصري للدين .

تشكل سياسة مصادرة العقل وتجميده التي ينادي بها أنصار التيارات الدينية اليوم تعديا خطيرا على الدين في حد ذاته فضلا عن كونها اعتداء على حرية الفكر وإعمال العقل، ذلك انهم بحرصهم على وضع الدين داخل أسيجة وأسوار من المنع وحضر إعمال الفكر في إنتاج فهم عميق لمعانيه و بلورة قراءة جديدة للنصوص المقدسة تتماشى وما حققه الانسان عبر قرون من التحضر، هم بهكذا تصرف يحرمون الدين من مواكبة عقول الناس ويضعونه في حضانة لا تليق به كدين سماوي أنزله الخالق لإسعاد البشرية، بل إنهم بذلك التصرف يعكسون مخاوف غير معلنة تتموضع في عقلهم الباطني حول ضعف وهمي لهذه النصوص ومخاوف من عدم قدرتها على تحدي ما ينتجه الفكر الإنساني وما يعتقدون أنه فشل هذه النصوص في الإجابة على تساؤلات العقل البشري المتجددة حول الوجود وماهيته.

إن المؤمن الحقيقي بالدين السماوي لا يجب أن تكون لديه أية مخاوف او شكوك في قوة وقدرة النصوص المقدسة على الإجابة على تساؤلات الإنسانية وإقناع البشر بواقعية هذه الإجابات وقوتها وقدرتها على تحدي العقل البشري بالمنطق والبرهان. إن التشكيك المباشر أو غير المباشر(تجميد الاجتهاد ومنع تفسير عصري للنصوص المقدسة) في قوة أي نص سماوي مقدس من قبل أتباعه هو في الواقع إعلان غير مباشر عن الشك في قدسية هذه النص وفي مُنزله، وفي أحسن الحالات هو تعبير صريح ومباشر عن العجز عن فهم هذا النص وتفسيره بما يستجيب ويجيب على تساؤلات العقل الانساني..

إن النصوص المقدسة السماوية كحقيقة موحى بها من الخالق، لا يجب وضعها في موقف الضعيف غير القادر على تحدي عقل بشري مخلوق ، فالنص السماوي المقدس يجب أن يكون فوق كل شبهة أو ضعف، وأن يكون المؤمن به قادرا على إقناع الناس بصحته بالحجة والجدل العقلاني وليس بالحجر والمنع كما هو جار اليوم في أكثر من مجتمع تحكمه تيارات دينية منغلقة على رؤية سلفية، فالأنبياء الذين تلقوا هذا الوحي من السماء لم ينشر عقائدهم ويحققوا لها مكانة في عقول الناس بالقوة والحجر والمنع، بل كان الجدل والحوار والإقناع العقلاني هو سلاحهم الذي مكنهم من نشر عقائدهم عبر قارات العالم والتي لا زالت قائمة ولم تفقد قوتها رغم مرور قرون على نزولها.. إن سياسة الحجر والمنع التي يتخذها أنصار تسييس الدين والدولة الدينية اليوم سلاحا لفرض رؤيتهم العاجزة للدين تشكل اكبر وأخطر سلاح يهدد بتقويض الدين وزعزعة الإيمان به في قلوب وعقول أتباعه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاصولية هى ثمرة الدين الحقيقية ؟
س . السندي ( 2015 / 8 / 15 - 14:03 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي الفاضل فاضل وتعقيبي ؟

1: الاصولية التي نراها اليوم ليست إلا ثمرة الدين الحقيقية ، فلنكن شجعان ونضع النقاط على الحروف ؟

2: ألم يكن يقل السيد المسيح قوله المأثور (الشجرة الجيدة تثمر ثماراً جيدة ، والشجرة الرديئة تثمر ثمراً رديئاً ) فكل الأديان أشجار من ثمارها تعرف ، فهل يجتنى من الشوك عنب أو من العوسج تين ؟

3: وأخيرا ...؟
بالمنطق والعقل ياأصحابي كيف أن يستقيم خلق إنسان وربه يقول له ( إنكح ما طاب لك ... ) القول الذي لا يقوله إلا فاسق ، وغيره الكثير ، سلام ؟

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في