الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر اخرى في دستور لاقليم مدني أم كوردي أم ديني 2-3

خالد علوكة

2015 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نظرة وافكارلدستور إقليم كوردي (2 - 3):- ( الجزء الثاني )
---------------------------
يخرج القول في وجهة النظروطرح ألافكارفي دستورالاقليم ليس من باب عقدة الاقليات أو التشكيك بمبادئ الشريعة والاديان ، بل من أصل وأرث وحدة الوجود القومي والتاريخي كهدف سامي يضع الجميع في صواب واقع وحدة ماضي المصير الانساني المشترك ..وكما لم نجدعند خالق ألكون سبحانه وتعالى ( لم تجد في كتبه مايقول على الدولة حماية الاديان بقانون ، فاذا الله لم يحمي دينه بنفسه فهل تستطيع جماعة اومؤسسة أن تحمي الدين نيابة عن ألآله ، كما جاء في مقال المغربي عبدالرحمن بيضة ) . وجعل الدين كمقياس ومصدر وحيد للتشريع يقود الى أسلمة الدولة والمجتمع ويخلق حروب ويغذي نزاعات طائفية كما هو الحال في اوضاع العراق وسوريا وافغانستان واليمن .ولابأس في جعل الدين او الشريعة ( أحد مصادر التشريع وليس المصدر الوحيد) لعل ذلك يبعد ألاخطاء وألاثم الذي تقع في رقبة الدين وحده / وثانيا بناء الدولة ليس بالدين وحده بل بالعلوم الاخرى ايضا ولايمكن حشره في كل زاوية ولابد من فصل الدين عن الدولة وبالتالي فصل الدين عن القانون ، وحتى لا يفرض تدين معين بقوة القانون والدستورمع وجود معتقدات اخرى.
دون شك بان عدد نفوس المسلمين في الاقليم ألاكثرية وهم مؤمنوون ومتعبدون .. وهذا لايفضي خضوع الاقلية لقوانين دولة الاغلبية... وقد استلم الاكثرية ألمسلمة السلطة والحكم (كمثل عادل) بعد الكفاح وحسب نظام وقانون الانتخابات الذي لاينص ويخص دين معين للمشاركة في الانتخاب بل شمل جميع الشعب باديانه وقومياته وطوائفه ضمن سن الانتخاب القانوني ، وكذاعند صياغة قانون ودستور الاقليم ألحالي وجب ان يكتب ويكون شاملا للاكثرية والاقلية لحماية كافة مكونات الشعب بدستور وقانون عام مدني وليس حماية فئة معينه بتقنيين خاص .
واذكر عند نجاح قيام الثورة الايرانية ألاسلامية ذهب وفد من كورد ايران لطلب حقوقهم من الامام الخميني فعند لقائه بهم أجابهم وهل يوجد في القران حقوق للاكراد بل ألموجود حقوق المسلمين وانتم مسلمون وهكذا بقى كورد ايران مسلمين فحسب دون ذكر وتفعيل لحقوقهم بل تهميش وغياب عن الساحة الايرانية وهنا المفارقة في حجة رفع راية الدين في كل حاجة وموقف حسب مصلحة الكبار ونسيان حقوق الشعب القومية ألآخرى بحجة الدين الواحد .
ويقول المفكر العراقي هادي العلوي ( هناك تمايزات ثقافية وحضارية بين الشعوب التي تعتنق الاسلام مثل اللغة والعادات والتقاليد والذاكرة التاريخية التي تاتي بعد اللغة وهذه تاتي بعد الدين ) وضرب مثال في جذورعيد نوروز عند الكورد وهذه لايمكن محيها او الغائها من ذاكرة الشعوب بوجود وفرض شريعة الاديان ... (وذات صلة ايضا المسلمون في الهند يطبقون نظام الطبقات كما يصنعه ألهندوس نتيجة صعوبة ألتحويل من عرق إلى عرق ) أي بعد أسلمتهم المصدر / ص66 من كتاب ألسنن النفسية لتطور ألامم للمؤلف الفرنسي غوستاف لوبون ...
و بقى الكورد هكذا شعب كبير بلا وطن ودولة مستقلة تحميه وتجمع شتاته وبقى أقلية قومية مغيبة تجاه القوميات المجاورة لها من عرب وفرس وأتُراك ، واليوم ألكورد في الاقليم يعتبرون الاكثرية المسلمة وهذا يحملهم مسؤولية تاريخية في منح حقوق بقية ألشعب من ألاقليات ألاخرى عند صياغة دستورخاص بهم ويجب ان لايعاد الغبن والتهميش الذي عاشوه يوما ما في ان يُكرروه تجاه إخوانهم في قومية المقاومة والتحرر والانسانية.
ووقفة أخرى عند دخول بلاد فارس وال عثمان في (ألاسلام ) وكيف إستغلوا واستفادوا من توظيفه لصالحهم تماما كدولة وامبراطورية قومية مزدهرة وحكموا العالم كل واحد منهم باسم ألاسلام لاكثر من 4 قرون .وكذلك عديد من الدول العربية والاسلامية وخاصة بغداد وانقرة وطهران تعارض ( استقلال الكورد وقيام دولة كوردية ) . بينما هناك رغبة دولية خارج المحيط الاسلامي تؤيد ذلك علنا فكيف يتبنى ألاقليم دستورا اسلاميا يرفض مسلمين وحكام عرب وفرس وأتراك من فكرة الاستقلال بحجة القومية الكوردية ؟ وهذا لايعني بانك غير مسلم بل أنت أكثر عدلا وخلقا منهم في اسلامك وحكمة تاريخية قريبة كيف حرر الكوردي المسلم صلاح الدين الايوبي القدس في معركة حطين ولم يعي التفكير بالنظرلمصير قومه وملته في انشاء او قيام دولة واستقلال كوردي لهم تقي عاديات الزمان ؟ وعودة للماضي القريب أيضا يجب أن يأخذ مشرعي دستور إقليم كوردستان بنظر الاعتبارحوادث ومآسي التاريخ المسيئة لحرية واستقلال الكورد ورفض دول عربية واسلامية ذلك وضياع حقوقهم الانسانية ونتذكرفي أولا : منع تطبيق الحكم الذاتي لمناطق الكورد بعد الحرب العالمية الاولى عند إقراره في معاهدة سيفر في 10 آب 1920 بين تركيا والحلفاء ،
وثانيا: إسقاط جمهورية مهاباد الكوردية في ايران عام 1946م بمعاونة الروس
وثالثا : ابادة الكورد والالتفاف على بيان آذارالتاريخي في اتفاقية الجزائر عام 1975م ؟
ورابعا : أنفلة الكورد بتسمية ذلك من آيات الدين في الثمانينات وأعقبه أكبرمجزرة في تاريخ الاقليات الكوردية بحجة الاديان والمذاهب متمثلة بجينوسايد سنجار ومجزرة سبايكر وكلها صدرت من داخل المجتمع الديني ومن عند دول عربية واسلامية مع علمها ألتام بايمان الكورد بالاسلام وكتابه وسنته.
ونرى الحدود موجودة حتى بين الخالق والمخلوق فإن للمخلوق حدوده التي لايتجاوزها ولكنها أيضا تعني إنها هوية محددة وجوهر مستقل . والعرق واللغة الكوردية يجب أن تكون هوية محددة لقوميتها إضافة الى كونها جوهر مستقل ذو أرث تاريخي يرجع الى خلقها وعرقها لا الى نظمها بايدولوجية ومعتقد معين . وكذلك نجد العلاقة بين الخالق والمخلوق هي علاقة إتصال وانفصال وكذا العلاقة بين الدين والقومية هي علاقة اتصال إيماني موحد وتنفصل في طبيعة اللغة والقومية ومعتقدات آلاخرين من خصوصية عرق الوجود قبل وصول الدين المكتسب اليها. وتمكن الدين في الانتشارشرقا وغربا والتوسع طولا وعرضا بينما تبقى حدود (العروق ) ثابتة مغروسة بالجذور ومحددة بنطق وارث وعنوان خاص لكل ملة وقوم .
وقد يظهرجليا يوما بعد يوم شيوع الدين وذوبان القوميات فيه ضمن مفاهيم عدة منها (الاسلام هوية دينية وقومية ..او تبني الدين مقابل القومية - أو تهيئة ذهنية بقبول الدين بدل ومحل القومية ، أو الدين هو ألحل .. ) وهذا عين التبدل في عرق الشعوب لاغراض الدين. وكما إن بناء دستورإلاقليم بقانون (مميز مدني انساني ) يحتذى به ويكون غير مكرر يحقق نجاح يغلب النمطية في بناء دستورعادي مماثل لدول عديدة مجاورة . وبقاء العرق ضروري للحفاظ على خصوصية المنطقة وشعبها ألمتنوع ألاعراق وأقصد هنا ليس تبني قانون لآقليم كوردي منفرد فقد لاتنفع القومية بتعميمها على بقية القوميات وفشل القومية العربية واضح للعيان على الرغم من عروبة الاسلام الشامل كدين ودولة . ويجب على لجنه صياغة دستور ألاقليم وضع نصب أعينهم بان دول العالم وحتى ألامم ألمتحدة قد (لاتفكر) وتعمل في إيجاد حل لمستقبل ومصير الشعب الكوردي في سوريا والعراق وتركيا وايران ودول أخرى وألذي يعاني ألتشتت وألاضطهاد منذ قرون ويستغلوه كقومية مع أقلياته الدينية لتحقيق مطامعهم الخبيثة ؟ وعليه يفضل دستور وقانون مدني للاقليم (يفكر) بالحل وألعمل بالامل الطويل ويوظف الانسانية والقومية لخدمة ألجميع دون تمييز .
يتبع ....3- 3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية