الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احترنا من وين نبوسك يا قرعة /2

عماد ابو حطب

2015 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الصراع على كراسي اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف:

احترنا من وين نبوسك يا قرعة / 2

ما العمل؟
هذا السؤال أصبح لا مهرب من الإجابة عليه إلا أن كان الطرح للاستعراض.انا أدرك أن ما سأطرحه من اقتراحات ستألب عش الدبابير ضدي وسيصطف المازنيون والمومياءات معا في صف واحد للدفاع عن امتيازاتهم التي سيخلخلها النقاط المقترحة.
في البداية وحتى لا نتهم بالعدمية أو التطرف يمكن القول إن طرح الفريقين صحبح من الناحية الشعاراتية ولكن صحة الشعارات ليست دوما هي الطريق الامثل.
من الضروري التوضيح أولا أن علم السياسة هو علم التعامل مع الواقع والتعامل المجدي يحتاج إلى قراءة دقيقة للواقع وقيادة قادرة على استنباط البرامج من هذه القراءة وهذا الأمر افتقدته الحركة الوطنية الفلسطينية منذ توقيع اتفاقية أوسلو حتى الان.
ودون أي اتهامات بتقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية أو القضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني ما هو الواقع الذي علينا التعامل معه؟
نستطيع أن ندفن رؤوسنا في التراب كالنعام ونصرخ نحن شعب واحد ولنا برنامج واحد. وإذا كان من الصحيح أننا شعب واحد إلا أننا بتنا لا نملك ذات البرنامج النضالي بحكم الظروف الموضوعية التي نعيشها كشعب فلسطيني موزع.
يمكن القول أننا كشعب بات موزعا ضمن أربعة كتل سكانية ضخمة لكل منها تكوينها وظروف معيشتها وحتى تطلعاتها المختلفة التي وان جمعها تحرير الأرض كشعار عام إلا أنه ليس من باب أوليات كل تجمع بذات الأهمية المولية له بالنسبة للتجمع الاخر.ولهذا بات كل تجمع له أولويات كفاحية تختلف عن التجمع الآخر .
الشعب بات ضمن الكتل التالية:
1/الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية تحت سلطة المقاطعة والقيادة الوافدة إليه من الشتات.وهنا البرنامج النضالي المرفوع :استكمال الانسحاب من أراضي الضفة وممارسة سلطة أوسلو سيادتها على هذه الاراضي باعتبارها أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية أو الدولة المستقلة ومحاولة الوصول إلى حل حول القدس الشرقية باعتبارها العاصمة المعلنة لهذه الدولة.
من يدقق في كافة النشاطات الكفاحية للحركة الشعبية في الضفة لا يلمس إلا شعارات وقف الاستيطان ووقف تهويد الضفة والانسحاب الإسرائيلي من مناطق السلطة.وهي شعارات صحيحة تلبي حاجة سكان الضفة تحديدا في استكمال سيادة سلطتهم على الضفة بناء على اتفاق أوسلو ولا يمكن لأحد أن يشكك في مشروعية هذه الشعارات الكفاحية . ولكن الجميع يقر بأن هذه الشعارات المشروعة ليست برنامجا كفاحيا لباقي أجزاء الشعب الفلسطيني الممنوع اصلا من أن يكون جزءا من سكان الضفة أو أن تشمله قوانينها بالدخول إلى هذه الأراضي والعيش فيها خطوة نحو استكمال مواطنيته بالعودة إلى أراضيه المحتلة عام 48.
ومن يدقق في الخطاب السياسي للحركة الشعبية أو المنظمات الفلسطينية أو حتى قيادتها المازنية يلاحظ تغييب مقصود وبشكل كامل لأي حديث عن حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة واللاجئين باعتبارها قضايا حل نهائي ليست مطروحة على قيادة مقاطعة رام الله فهي مخولة عمليا وعبر حكوماتها المتعاقبة بإدارة حياة سكان الضفة الغربية وحل اشكالاتهم نتيجة عدم انسحاب الاحتلال من بقية الضفة. أي حديث عن أن سلطة رام الله أو حكومتها هي حكومة عموم الشعب الفلسطيني ليس إلا ادعاءات فارغة تكذبها وقائع الحياة اليومية والقائلة بأن واقع هذه السلطة لا يخولها الحديث باسم عموم شعب فلسطين ما دامت لا تمثل إلا سكان الضفة ومادام عاجزة اصلا عن الدفاع عن مصالح من تدعي تمثله وما دامت لم تنتخب اصلا إلا من سكان الضفة الغربية .لهذه السلطة حكومتها ومجلسها التشريعي وإدارتها ووزارتها وحتى جواز السفر الخاص بها...وهذا الأمر لا تملكه بذات الدرجة بقية تجمعات الشعب الفلسطيني.
2/ سلطة حكومة غزة والمنشقة عن حكومة رام الله والمسيطر عليها من حركة حماس. هنا يختلف المشهد قليلا عن سلطة رام الله وأن اتفق معه في تفاصيل عدة.هنا لا يوجد احتلال إسرائيلي مباشر وبهذا فشعار الخلاص من الاحتلال منجز للقوى المتواجدة وحكومة حماس لكن المشكلة بالحصار الخانق المفروض على القطاع ولهذا فبرنامج حكومة حماس والقوى السياسية والحركة الشعبية يقوم أساسا على فك الحصار عن غزة وإدارة حياة سكانها وفق تصورات وبرنامج حماس والقوى المؤتلفة معها.ومن يدقق في تفاهمات حماس/انطونيو بلير سيكتشف دون عناء أن هذا هو برنامج حماس وحكومتها واختفاء أي حديث عن اللاجئين والدولة الموحدة والعودة والقدس والاستيطان...إلا الحديث الخطابي الدعاوي الهادف فقط إلى ذر الغبار في العيون.
في غزة هموم السكان والحركة الشعبية انفصلت واقعيا عن هموم الضفة.ورغم أن الحكومتين انبثقتا عن اتفاق أوسلو وكليهما ممثلتين في المجلس التشريعي إلا أن الواقع وبرنامج كل منهما بات مبتدأ عن تمثيل مجموع سكان الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وبات على أرض الواقع لكل تجمع همومه وإشكالياته وحتى برنامجه الكفاحي المفترق عن برنامج القسم الاخر.
إن كان هذا واقع التجمعين الذين توجه لهما برنامج الدولة المستقلة فما هو حال التجمعين الباقيين؟
هذا ما سنعرج عليه لاحقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قراءة عسكرية.. واشنطن تعلن عن خطة لإنشاء رصيف بحري عائم قبال


.. تكدس غير مسبوق لسفن الشحن وناقلات النفط في موانئ جيبوتي




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة انقلاب سيارة وزير الأمن القومي الإسر


.. ما أبرز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائ




.. ضرب وسحل محامية أمام المحكمة الجعفرية في بيروت يغضبان اللبنا