الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازية الإسلامية

ياسر ضحوي

2015 / 8 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العقبة الكبرى التي تواجه العلمانيين في طرحهم للعقلنة ولفصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة هي اصرار الدوغمائيين ان العلمانية ضد الدين متمثلاً في الإسلام السياسي أو الخلافة , والمأساة التي تفاقم المشكلة هي مناقشة الفهم المنغلق للدين من داخل المنظور الديني فقط دون سواه ... في إحدى المواقع المخصصة للحوار والمناقشة سأل احدهم : مع وجود كل هذه الديانات كيف اختار الدين الصحيح ؟

قدم الموقع اجابة جميلة جداً للسؤال متمثلة في منهجية للبحث عن الإجابة الصحيحة , إطار هذه المنهجية يتلخص في ثلاث نقاط وهي :
1 - الثبات المنطقي : أن تكون تعاليم هذا النظام العقائدي مترابطة ولا تعارض فيما بينها .
2 - الإثبات الواقعي : وهي أن تكون إدعاءات النظام العقائدي مدعمة بأدلة , فمثلا او قلت أن النبي فلان عاش في المنطقة كذا فلا بد أن تكون لديك براهين وادلة مثل الآثار وخلافه .
3 - الصلة الوثيقة بالوجود : وهو أن يتوافق النظام العقائدي مع الواقع كما نعرفه .

لنقم بإسقاط هذه الإطار المنهجي على الإسلام الجهادي والعالم الآن يعاني من داعش وبوكو حرام واخواتهما , فهنا في السودان تتعالى اصوات بعض دعاة الإرهاب عن الولاء والبراء والإنتماء للأمة وليس للوطن والشعب , ويدعمون كلامهم بكم مهول من الآيات والأحاديث توجب الجهاد ... والمحصلة المنطقية لما ينادون به هو أن الإنتماء لأمة الإسلام ينفي الإنتماء للإنسانية !

إن النتيجة المنطقية لما ينادي به الجهاديون هو أن تهاجر الأقليات المسلمة لدار الإسلام وتترك دار الكفر , وان تضطهد الأقليات غير المسلمة , وأن نحتل العالم كله ونغيره بالقوة الى ما نريد ! فحربنا عليهم واجبة وحربهم علينا إعتداء والأمان لنا حق والأمان لهم باطل وسبيهم لنسائنا اعتداء وسبينا نساءهم حلال زلال ويجب أن نحارب كل كافر يحرك جيشا معتدياً وأن نقف متفرجين حين تمارس جيوش المسلمين الإعتداء ! بإختصار أن يكون المسلمون في حرب ضد العالم أجمع وهذه حرب لا منتصر فيها ...

عزيزي الإرهابي :

إن الطريق الى الله وجنته لا بد أن يكون عقلانياً وإلا فإن دخول الجنة يكون بالوراثة وبالتالي نفيت عن الإله العقلانية والعدالة , اللجوء للسيف والرصاص والقنابل دليل على أنك لا تستطيع أن تثبت صحة منهجك منطقياً وعقلانياً ... لا يعترض احد على الإسلام الروحاني والشعائري ولكن فيما يخص الدولة والآخرين أو العالم أجمع كما يحلم دعاة الخلافة فيجب عليك أن تثبت صحة منهجك وتفوقه من خارج المنظومة الدينية وأن لا يكون مخالفاً للعقل والأخلاق وشكراً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها