الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مغالطات النقاش العربي (الملحدين والمتدينين)
مهند احمد الشرعة
2015 / 8 / 27العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دائما ما تستوقفني النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي والنقاشات التي تظهر على الفضائيات وقنوات الاعلام ونادرا ما أجد نقاش ينتهي على خير او تراجع المخطئ عن خطأه لا أعرف لماذا هذا التمسك بالاخطاء والتشبث بها خاصة عندما تصدر من أشخاص يدعون أنهم مثقفين واثناء النقاش يظهر لك أنهم مجرد أنصاف مثقفين ومدعين ثقافة لا أكثر.
المثقف هو شخص يمتلك المعلومات ويستطيع توظيفها على أرض الواقع وتدل شخصيته على أنه متقبل للاخرين ومتقبل لأفكارهم ان لم تكن متطرفة فالتطرف لا يقابل بالأحضان بل يجب أن يقابل بفعل متطرف مثله لايقافه عند حده.
لنعد لموضوعنا لماذا التعصب والتحجر الموجود لدى الكثير من المؤمنين والملحدين العرب؟ لماذا لغة الاقصاء ونبذ الاخر؟
علينا أن نعي أمرا واحدا في البداية أن الخطاب المتطرف سيولد خطابا متطرفا كرد فعل طبيعي ونتيجة حتمية للحركة التاريخية وهذا ما يحصل اليوم إن جوهر بيئتنا وعقليتنا التي عشنا فيها هو جوهر متعصب فإن لم تكن الاسرة متعصبة فإن المجتمع سيرسل ذبذبات تعصب لتشكل جزءا من جوهر الانسان العربي وبطبيعة الحال فالجوهر لا يتعرض لتغيرات ولكن هل نستطيع اخفاؤه او تحطيمه؟ هذا الامر يحتاج لجهد شديد وجلد للذات وعملية هدم كاملة لكل ما تربى عليه الفرد من يقينيات مطلقة.
علينا أن نعي مشكلة المنطقة فالمنطقة مصدومة جدا لتقهقرها وتراجعها وانحطاطها الغريب هنا أن الكثيرين يفسرون ذلك لقلة الدين وضعف الوازع الديني ولا احد ينظر لانجازات المتدينين في تفجيراتهم ومصائبهم وتشددهم السافر وهؤلاء قد أصبحوا منقسمين لقسمين قسم علماء سلاطين وهم مع طغاة المنطقة وقسم اصوليون ويريدون العودة للاصول القروسطية وكأننا باختراعاتنا وانجازاتنا العربية تجاوزنا الحداثة!!!
اغلبيتنا الساحقة قد تربت في ظروف متشددة فنحن ابناء عشائر واسر ومناطق واقاليم وطوائف واديان و طبقات تتقوقع على نفسها بشكل يشابه ترتيب رقع الشطرنج البيضاء والسوداء لو اخذناها مقتطعة هذا من جهة العاطفة اما من جهة الفكر فهم من احزاب وايدولوجيات مختلفة والمضحك المبكي بالاحزاب العربية انها لا تقل دوغمائية في خطاباتها عن تلك التي نسمعها من رجال الدين وشيوخ العشائر وارباب الاسر ورؤساء الطوائف وفي تاريخنا المعاصر دليل واضح فجميع الاحزاب التي ارتقت للسلطة قامت باقصاء الاطراف الاخرى وتشبثت بالكرسي ولا يوجد حزب واحد انتبه لمشكلة الاسلام الاصولي بشكل صحيح اذ حاولوا القضاء عليه مما ادى الى جعل قادته قديسين في عيون الجماهير.
اليوم الملحدين واللادينيين والمتدينين العرب ((كأغلبية)) يتجهون بخطى ثابتة نحو تحطيم المنطقة أكثر فأكثر وهم يزيدون الانقسام والتباعد ما بين جميع الاطراف فمن جهة المتدين الاصولي فهو لا يزال متمسكا بحد الردة ومقولة الاسلام هو الحل ومن جهة الملحد المتعصب فهو متمسك بمغالطات الماضي الاسلامي أكثر من تمسكه بمحاولة التأكيد على أن علينا تجاوزها وأن نحاول اصلاح الاسلام وتشريعاته لنتمكن من التعايش والتفاهم مع المسلمين.
إن نقاشات المسلمين والملحدين اليوم لا تبحث عن أية حلول أو منطقة مشتركة نتمكن من الانطلاق منها نحو غاية الاصلاح الشامل نحن نعيش بنفس المنطقة وبنفس الدول وان نقاشاتنا اللاهوتية لا تسمن ولا تغني من جوع فما هي الفوائد المترتبة على مسألة وجود اله او عدمه ؟ فلو وجد اله فاتركوا ايها المتدينون امرنا له وان لم يوجد فلماذا أيها الملحدون تركزون عليه لماذا نشتم الالهة التي لا نؤمن بها؟ هذا ما وجد مكتوبا بأحد الاثار في سوريا. لماذا نشتم الهة أشخاص فكرهم مختلف ولا يتقبل شتم الهه بابتسامة كما يحدث في اوروبا ؟ علينا أن نتفهم ظروف المرحلة علينا أن نعرف أنه لا يوجد قفزات في تطور المجتمعات....سواء أكان هنالك اله أم لا فعلينا ان نصل لطريقة لنعيش جميعا في كنف واحد وأن نستوعب جميعا متطلبات العصر وأن نقوم بعملية اصلاح لنفوسنا ثم لأفكارنا لنتجه لاصلاح اديان المنطقة وجعلها تتناسب مع مسيرتنا للحاق بقطار الحضارة فالحضارة اليوم هي حضارة انسانية عالمية ذات ثقافات مختلفة.
إن من أهم واجباتنا هي الدعوة لإعادة اصلاح منظومة التعليم ومن أهم واجباتنا نشر الفكر الحر وافهام الجماهير أن العلمانية ليست كفرا إن أهم ما علينا فعله هو السعي والتركيز على الدراسات الاصلاحية في الاسلام ونشرها والترويج لها بل علينا الترحيب بأي مسلم يعتبر أن التشريعات الاسلامية صالحة فقط لزمكانها الذي نزلت به وقد لاحظت العديد من الملحدين يريدون جذب هؤلاء للإلحاد لا أعرف لماذا ؟ ما الذي سنستفيده منهم؟ ان وجود أمثال هذا الشخص بين المسلمين مفيد للجميع بشكل أكبر فإصلاح أي دين أو فكر مرتبط بتيارين تيار خارجي وتيار داخلي يتنبه لأخطاء المنظومة المعرفية لدينه ويحاول اصلاحها لقد تم اصلاح المسيحية في أوروبا عبر تيار العلمانيين الخارج عن الكنيسة وتيار علماني مسيحي تحت لواء الكنيسة وبالفعل استطاعوا النجاح بذلك.
ولكن علينا أن نكون حذرين مع الاسلام فكل شيخ هو كنيسة ومحكمة تفتيش قائمة بذاتها كل شيخ بامكانه أن يفتي ويهدر.
أصدقائي لن أطيل عليكم علينا أن نفهم أن عملنا بشكل فردي بعيدا عن المسلمين المعتدلين (أقصد المسلم المعتدل بحق المتفهم لمتطلبات المرحلة والمشاكل التي نواجهها) لن يؤدي الى نتيجة بل هو يزيد الأمور تعقيدا وإن الجدل الدائر حول وجود اله أو عدمه هو نقاش حول أمور لا تنفعنا ولا تصلح واقعنا علينا الابتعاد عن الميتافيزيقيات والثيولوجيا والتركيز على الأرض لنترك السماء قليلا ولنركز على الارض...
حبا بالأجيال القادمة ركزوا على الأرض.....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الحقيقة
نصر نصر
(
2015 / 8 / 28 - 22:26
)
سيدى..
أظهرت احصائية كبري لمؤسسة بيو ان اكثر من 80% من المصريين يؤيدون الشريعة و عقاب المرتد و جلد الزاني إلخ..
مع تقديرنا لرأيك..
.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي
.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس
.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد
.. 119-Al-Aanaam
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال