الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة على سجادة المتاهات .. ولا طريق الى الله .0

عبده جميل اللهبي

2005 / 10 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دائماً مايقولون لي بانني تائهة في هذه الحياة ..اما هم فقد وظفوا انفسهم مرشدين للتائهين على حساب متاهاتهم الحقيقية .. فهل بوسعنا ان نرجع الى ذواتنا ونسألها هل حقاً نحن تائهون ؟ وكيف يمكننا ادراك ذالك ؟ اسئلة صعبة ..قد نجد لها اجوبة شافية في هذا التحليل الذي يبين بوضوح، فضيلة الضياع والتيه التي نهرب منها...

عندما كنت صغيرا وتهت في المدينة بسبب انني كنت اتتبع حذاء والدي . كنت ارقب حذاءه لئلا اضيع في ذالك الزحام ، وفجأة تشابهة علي الاحذية في الزحام ، فوجدت نفسي حينها اقتفي حذاء شخص اخر غير والدي .. فهل التائه يعلم بانه تائه ويحتاج الى من يرشده ام يحسب نفسه الطريق الى روما الذي يتالق اليه التأهون؟ ..
إن الانسان بطبيعته قابل للضياع في هذه الحياة الزاخرة بالمتاهات والمليئة بالطرقات السوداء . قد يضيع في فكرة ما حتى يغرق فيها حتى الثمالة او عقيدة ينغمس بها ويظل يسلي نفسه بانه سيد العارفين ومرشد للتاهين ، مثلي عندما كنت اتعشم بذالك وانا الذي عشت في متاهات اكثر فداحة وعمقا ..
حتى تلافيف المخ البشري اشبه بمتاهات معقدة كالتي نرسمها لاطفالنا في مجلاتهم ونعلق عليها بالقول ” اختبر ذكائك ”
يزعم الاغلبية من الناس بان هناك خيطا يؤدي الى الحقيقة ويعتقدون ان من امسك بطرفه وصل الى سنام الحقيقة وسلم النجاة …
غير ان الواقع يفرض غير ذالك فليس سوى خيطاً من دخان . يضع امامي امال كاذبة وادلة زائفة …
ليست الحقيقة ضائعة ، بل نحن الضائعون والتاهون عنها ..لانها قد تكون بايدينا ونحن منصرفون عنها ..وعلى ذالك يجب ان لانستغرب اذا وجدنا رجلا يحمل مصباحا في وضح النهار وهو يبحث عن شيء ما ..
فقد يكون هذا الشيء المفقود هو الحقيقة التي كان يبحث عنها الفيلسوف اوجين بنفس الطريقة وبذالك اصبح مصباح اوجين رمزا للبحث عن الحقائق القريبة البعيدة ..
مازال الجهل هو المسيطر على واقع البشر وهذا هو الشيء الذي يجعل من المتاهة اكثر اتساعا واكثر تشعبا ..
فنحن عديمي الرؤية ولانمتلك صوابية الموقف او حتى الشجاعة التي امتلكها الشاعر الجاهلي الذي اعترف بتبعيته لغزية غواية ورشدا بقوله:
وماانا الا من غزية ان غوت ………غويت وان ترشد غزية ارشد
وعبر عن فضيلة الاحساس بالضياع والتيه ، لان هناك ضائع يدري وضائع يحسب نفسه مرشدا للضائعين ..
ان الاحساس بالضياع والتيه متعة لا يشعر بها الا اولئك الذين يؤمنون بنسبية الاشياء ..
فكثير من الناس يكدح في متاهات لاوجود لها على حساب متاهاتهم الحقيقية ويدورون في حلقة مغلقة بعيدا عن ازمانهم وواقعهم التاريخي ..
وحين يقال ان الطرق كلها تؤدي الى روما . تكون روما هي ام المتاهات جميعا ..
فالكل يعيشون في متاهات معقدة واكثر خفاء وفداحة والمخرج منها سراب بقيعة ولا طريق الى الله ......0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في