الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لويزات ايغيل أحريز و شرف الجزائريات

رضا محافظي

2005 / 10 / 19
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بنشرها لكتاب في مارس من سنة 2001 م بعنوان "جزائرية" ، و بايداعها دعوى قضائية أمام العدالة الفرنسية ضد الجنرال شميدت ، الضابط السابق بالجيش الفرنسي بالجزائر بعد أن كذب ما تضمنه كتابها ، تكون السيدة لويزات ايغيل أحريز قد دخلت معركة مع رموز البطش العسكري الفرنسي سابقا في الجزائر بعد أن سردت تفاصيل معاناتها من التعذيب الوحشي و الاغتصاب خلال احتجازها في سجن المستعمر و هي – آنذاك – البنت اليافعة الضعيفة .

البنت البريئة اليافعة تجد نفسها فجأة سنة 1957 م بين جدران غرف مظلمة ظلمة قلوب من وضعوها بينها و تخضع لفنون التعذيب النفسي و الجسدي التي أبدعها مجرمو الجيش الفرنسي بالجزائر و ليس لها من ذنب إلا أنها نادت مثلها مثل الملايين غيرها باستقلال بلدها و تحرره من قبضة المستعمر المعتدي .

و تمر الأيام و تحصل الجزائر على استقلالها و تخرج ايغيل أحريز من السجن و تمارس حياتها العادية مع عائلتها و مجتمعها الصغير . لكن ضميرها الحي يستفيق من جديد بعد خمسة و أربعين سنة على ما عانته في تلك السنة المشؤومة و تنفتح جراحها من جديد و تنبعث الرغبة في السيدة المظلومة في الانتقام لنفسها و لمثيلاتها و للشعب الجزائري برمته . انتقامها جاء في صيغة كتاب تنشر فيه تفاصيل معاناتها على يد جلاديها و تنقل الى العالم من خلاله الصورة الحقيقية للوجود الفرنسي بالجزائر لأزيد من قرن من الزمان . كتاب ، و ان كان يتعلق بشخص واحد فاه يعكس حالة المئات أو الآلاف من حرائر الجزائر اللائي حاول أعوان المستعمر تدنيس شرفهن . ايغيل أحريز الآن مرآة لصفعة شريحة من نساء الجزائر أرادت في هذا الوقت أن تعري ماضي فرنسا بالجزائر و تسقط عنه قناعه و تضعه بين يدي قضاته في أروقة عدالته وجها لوجه لمحاسبة النفس و الاعتراف بالذنب .
الأيام القليلة القادمة هي وحدها الكفيلة بأن تجيبنا ان كان لفرنسا ضمير حي تحاسب به ماضيها و تصلح به أخطاءها و ان كان في فرنسا عدالة تنصف البسطاء المظلومين و الشعوب التي سلبت ارداتها و حريتها و استغلت أبشع استغلال . و ان كانت السيدة ايغيل احريز ستستطيع توجيه فرنسا الى احياء ضميرها فانه سيكون لها شرف الانتصار لشرف كل الجزائريات اللائي عانين من جراء الاستعمار و ستكون قد قامت بما تنوء به جهود مؤسسات كاملة و نالت شرفا يحلم بنيله الكثيرون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة