الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حددوا نسلكم... فلقدضاعت أرضكم

أحمد خالد

2015 / 8 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتبدل الأشياء, وتتغير المفاهيم, ويختلف الفكر بمرور الزمان لدرجة أن العادات والتقاليد التى لطالما ظنناها رواسخ ثابتة أصبحت تتبدل وتتغير .
كان الأجداد يتفاخرون بكثرة الأولاد بل ويتبارون فى ذلك فكان الفرد منهم لديه من الأولاد ما إن عددهم لتنوء به كفا الأيدى أولى العشرة. وإعمالاً بمنهج التغيير وإسقاطه على أرض الواقع نجد أن الأهتمام بكثرة الأولاد قد قل فى هذا الزمان وأصبح التركيز منصباً على عدد أقل وتربية أفضل, فلم يعد الأولاد عزوة كسابق العهود.
حسناً, فقد بدأنا نعمل فى الآونة الأخيرةعلى ال Birth rate´s control أى تحديد النسل أو تنظيم النسل ,بيد أن الأمر لا زال بحاجة إلى تنظيم أكثر فالأقتصاد فى تأخر والرقعة الزراعية فى تراجع, والقوة الشرائية قلت, وتناول أقتصاديون وسياسيون هذا الأمر وبينوا مدى خطورة ذلك على مستقبل الأجيال القادمة, بل وتتدخل أهل الأدب والفن ممن يحملوا على عاتقهم رسالات الإصلاح الاجتماعى, وقد أعاد الأستاذ الدكتور خالد سالم هذه القضية على الأذهان مرة أخرى منذ أيام قلائل تحت عنوان "أرض الكنانة بين الإنجاب والحجاب" ضمن سلسلة كتاباته الأدبية والسياسية "لكنها تدور" عبر موقع الحوار المتمدن,واستغرب الكاتب من كثرة المواليد رغم قلة موارد أرض الكنانة, الأمر الذى لا ينم عن زكاء أشتهر به المصرييون منذ قديم الأزل, فأثار فى ذهنى القضية التى لطالما أجلتها, وأظن أن الفرصة قد سنحت لأتكاتف معه .
ولست بصدد تناول الموضوع من الناحية الاقتصادية فكلنا يلمس المشاكل الناتجه جراء هذا الأمر, وكلنا يرى بعينة حالات التدهو فى الصحية,والتعليم, والازدحام,والبطالة...ألخ. وعدم تحديد النسل يعود لأسباب متنوعة, أبرزها دينية , إذ يرى الكثير من رجال الدين حرمة تحديد النسل لأن ذلك يتعارض مع قضاء الله وقدرة, فأتساءل وهل التنبوء بالكوارث ومحاولة منعها أو تقليل خطرها لا يتعارض مع قضاء الله؟! ففى كلى الحالتين هناك ناقوس خطر يدق فإذا أمتلكنا الوسيلة التى تحد من الخطر فهل هذا يضر الدين فى شىء؟!.
أذكر مدرس مادة التربية الدينية التى تعرضت للأهانة من قبل مدرسيها ودارسيها لأنها مادة لا تضاف للمجموع, (لا أعلم لماذا؟) هل هو كيد كائد؟ أم أننا نشكك فى بعضنا البعض فنخاف أن يستغل المدرس المسلم أو المسيحى الأمر ويزيد أقران ديانته فى الدرجات؟ أم أن الدين أصبح مكفول لرجاله فقط داخل جدران المعبد؟... على كلٍ فقد كان ذلك الأستاذ يخبرنا دائماً أن كل شىء قائم على النية, لذلك إذا حددت نسلك بغية معارضة الملك (لا قدر الله) فعليك أن تتحمل عاقبة أمرك, وإذا كانت نيتك مواجهة خطر داهم فما قول رجال الدين؟!
ويرى آخرون أن السبب هو حديث رسول الله الذى يوصينا فيه بالتكاثر حتى يباهى بنا الأمم يوم القيامة, وأصاب رسول الله وأخطأ من تمسك بنص الحديث وأراد تنفيذه كالأعمى دون التمعن فى فهمه, فعندما أوصى الرسول بذلك كانت الدولة الإسلامية فى طورها الأول وبحاجة إلى كثيرٍ من المسلمين كى تقوى شوكتهم ويشتد عودهم أما الآن فأصبحنا كغثاء المطر.
إذن فوصايته صلى الله عليه وسلم لنا بالتكاثر لا تتعارض مع تحيد النسل (الآن) لأننا حققنا الوصية وأصبحنا كثير بالفعل, لدرجة أن مصرنا الرحبة ضاقت علينا, ألا تعلم أننا نتجاوز المائة مليون نسمة؟
.
والآية الكريمة {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادكُمْ خَشْيَة إِمْلَاق} لا تنطبق علينا لأنها نزلت على قوم يئدون بناتهم شية أن تورث من مال أبيها وقد يقتلون أولادهم ( الذين قد جاءوا للحياة بالفعل), أما فى حالة تحديد النسل فأنت لا تقتل روحاً, وإنما توقف نسل سيخرج ليتربى فى ظروف أنعدمت فيها الأخلاق والدين, وإنهار فيها التعليم, وتدهورت فيها الخدمات وتجاوز الأمر حدود الأدمية والإنسانية. فما المانع أن نتوقف لننظم الصف, ونربى ما بأيدينا تربية تجعله صلى الله عليه وسلم يتباهى بهم , وعندما تتحسن الظروف أفعل ما شئت.
ولا أخفى عليك سرا أن للأولاد لذة, فهم زينة الحياة الدنيا ونعمة غالية من الله , لكنها تتحول إلى نقمة عندما ينشغل الأب عنهم ما بين عمل الصباح وعمل ما بعد الظهر فلا يستطيع مجالستهم ولا تربيتهم تربية حسنة, لتصل بنا الأمور إلى ما نحن عليه الآن , ولا شىء يدعو للفخر؟!
ويسألونك عن الفخر, قل بالكيف لا الكم...
وتستمر سلسلة تسألاتى أإذا كان رسول الله بيننا اليوم ورءا كم أن عددنا المهول لا يملك قوته, ولا يخبز عيشه بيده, وبسبب الكثرة وقلة الموارد تدنت الخدمات وانتشرت البطالة والجهل والفقر وعلى إثرهم جرائم شتى من قتل وسرقة وزنى...ألخ ,أكان صلى الله عليه وسلم سيسمح بهذا؟!
أذكر أننى ذات مرة (عندما كنت تابع فكرياَ) كنت أعترض على من ينادى بتحديد النسل, وكان ردى على من يناقشوننى أن الصين أكبر مثال على التقدم رغم كثرة عددها, لكننى أدركت خطأ المقولة حينما قرأت عن القوانين الصينية الصارمة وسياسة الطفل الواحد, ورأيت أبناء الصين مشردون فى شوارع القرى المصرية لبيع الملابس والتليفونات المحمولة وغيرها من الأشياء...
جميلٌ جداً أن تعمل, فالعمل, كل العمل ما دام شريف, عباده, وأعذرنى فى استعمال مقولة أجدادنا "الأيد البطالة نجسة", لكن أن تخرج من بيتك وتتشرد فى البرد القارص, والحر الشديد لتعمل فى بلد أجنبى كبائع متجول, فهذا لا يليق, وأن لا أناقض قولى السابق بأن العمل عباده, ولا أدين الصين, ولا أقلل من شأن هؤلاء الصينيين المتجولين, بل -على العكس تماما- أكن للجميع الأحترام, ولكنها دعوى إلى تحديد النسل, إذا كان عدمه يشردنا عن وطننا لنعمل كمتجولين فى الشوارع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسئولية الدولة بلاها استعباط
Arnab Awy ( 2015 / 8 / 31 - 15:50 )
مسئولية مهنة المعلمين لها حدود مهنية أهمها عدد التلاميذ في الفصل • ٢-;-٤-;- تلميذ و تلميذة العدد المقبول أكثر من ذلك تَجَنِّي على المُعلِّم و التلاميذ كلهم ~ سمحنا بتكاثر المصريين فلنهتم بتنشئتهم بإنشاء مدارس كافية للزيادة السكانية • السنة الدراسية لا تقل عن ١-;-٨-;-٠-;- يوماً • و هذه مسئولية الدولة بلاها استعباط ~ و الأهلية و الأخلاق مسئولية المعلمين ~ {شريطة أن تُطبَّق القاعدة الخالدة التي تقول إنه لا حقوق بلا واجبات} (كما كتب أحمد عبد التواب) ~ مجانية التعليم الإلزامي لأول طفلين في الأسرة مهما كان عدد الزوجات ~

اخر الافلام

.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا


.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي




.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية