الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح في جدليات – 13 – لوسيفر.

نضال الربضي

2015 / 8 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بوح في جدليات – 13 – لوسيفر.

يُعتبر ُ كليف باركر Clive Barker أحد َ أقطاب روايات الخيال و الرعب عالميا ً. و تتميزُ أفكارُه بالغرابة، و الابتكار، و الابداع، و الخروج عن المألوف، و تجاوز الإنساني ببرود و قسوة شديدتين تتجليان في سرده الآلي المفصل للأحداث.

جرعات ُ الصدمة في نصوص ُ كليف باركر مُتكرِّرة و قوية، و تتجاوز ُ القدرة على توقع الأحداث بشكل ٍ يكاد ُ يكون ُ دائما ً، مع حرصِهِ الشديد على عرض الألم و الإحباط و اليأس و القسوة و الظلم و الشر بشكل ٍ طاغ ٍ، ووصفِه المفصل لمشاهد العذاب و التعذيب و السادية و الجنس بطريقة ٍ فريدة تحمل ُ القارئ َ إلى وسط ِ الحدث فيما يُشبِه ُ خبرة ً مُعاشة ً لكن من داخل ِ كتاب ٍ و بأداة ِ: النص.

في روايته ِ "الأناجيل ُ القرمزية" The Scarlet Gospels يقذف ُ باركر بالقارئ ِ في وسط ِ عالم ٍ من السحر و الشعوذة، و الهمجية ِ الجهنَّـميّة للكاهن ِالشيطان المدعو "رأس الدبابيس" PinHead. لهذا الكاهن ِ طموح ٌ غير محدود، فهو يريد ُ أن يُحطِّم نظام َ جُهنّم و يأسِّس َ لحقبة ٍ شيطانية ٍ جديدة، و في سبيل ِ ذلك َ عليه ِ أن يبلغ َ بمعارِفِه ِ حيث ُ لم يبلغ أحدَ، فيجمع َ في نفسِه ِ لا فقط قدراتِه النابعة من طبيعتِه ِ كشيطان لكن أيضا ً معارف َ السحر ِ و الشعوذة التي اخترعها البشر،،،

،،، و حتى يتحقَّق َ لهُ ذلك، عليه أن ينفرد َ بالسحرة ِ من البشر، واحدا ً واحدا ً، فيعذِّب من حان دورُهُ مُجبرا ً إياهُ على الاعترافِ بأسماء كتبِه ِ و مخطوطاتِه و أماكنها، و بأسرارِه و قدراتِه، حتى إذا ما حصل َ على الكُتب و المخطوطات ِ و الأسرار و العلوم قتله أو قتلها مُنهيا ً عذابه(ها)،،،

،،، يستفيضُ باركر في سرد التعذيب ِ مُفصَّلا ً و وصف و توصيف ِ الأحداث، و يبرزُ آدوات ِ التعذيب، و يشرح ُ كيف اتخذت طريقها إلى جسد الضحية، و إلى أي عضو ٍ قصدت، ثم كيف تعاملت مع ذلك العضو، و الأسلوب َ الذي انتهجتُه لإيقاع الألم، و تأثيرها على العضو ِ نفسه من حيث تشويهها لتركيبه و فسيولوجيته و انفطاره و خروج الدم ِ منه، و مسير َ الدم ِ و سيلانه،،،

،،، لا بل إن باركر يصعدُ من الجُزئِّ العُضويِّ المفصَّل نحو الأكثر شمولية ً ليصف َ الأعضاء الأخرى، ثم يستمر ُ صعودا ً ليصف الجسد َ كاملاً، بينما يكون ُ أثناءَ كل ِّ هذا الوصف ِ الدمويِّ العنيف ِ البارد القاسي الشنيع قد أدخل القارئ َ في بُعد ٍ آخر َ هو البعد النفسي لمشاعر الضحية و ألمها و رعبها، لكي يمتلئَ الوجدان ُ بعاملين ِ يتبنـَّـيان ِ و يُتمِّـَـان ِ الأثر َ الكامل لنص باركر، الأول هو عامل الصدمة النفسية من هول الوصف ِ المُستفيض للعذابِ الجسدي، و الثاني هو عامل ُ توظيفِ تعارض ِ فعل ِ التعذيب مع الردِّ التلقائي للطبيعة البشرية عند القارئ.

اختيارُ باركر لعنوان روايته توظيف ٌ ذكيٌّ للكلمات لتختصر َ محتوى الكتاب في بالكامل. فالأناجيل Gospels هي كلمة لها دلالة مسيحية من حيث أنها: البشرى السارة، لكن معناها المُعاصر يرتبط ُ بالمؤسَّسة الدينية و باستدعاء ِ هيكلها التنظيمي و سلطتها الدينية أكثر منه بالقيمة النفسية الإيجابية لمفهوم الخلاص و لما يجلبهُ على المستوى الفردية من حرِّية و فرح و حياة أفضل،،،

،،، فإذا ً يقصد باركر أن يقول أن الأناجيل Gospels هي رمزُ حضور ِ السلطة المؤسسية. ثم بعد ذلك َ يستخدم ُ بذكاء ٍ شديد لفظ Scarlet و الذي يحمل في الإنجليزية معنين:

- الأول: هو اللون القرمزي.
- الثاني: هو السلوك الفاسق و الداعر.

لكي يقودنا (أي باركر) بتحليل ِ ما سبق لحقيقة ِ جمعِه ِ في لفظ Scarlet دلالة َ اللون الأحمر ِ المائل للبرتقالي و المعروف بالقرمزي - و هو لون الدمِ، دم ِ ضحايا الشيطان ِ كاهن ِ جهنَّم - و دلالة َ أفعال ِ هذا الكاهن ِ البربرية الهمجية الفاسقة الداعرة، التي تنفصل ُ عن، و تخالف ُ أيَّ، عُرفٍ إنساني أو طبيعي،،،

،،، إن َّ باركر يقول لنا: كتابي حامل ٌ لكل ِّ ما هو: خبر ٌ شرِّير و دموي، هكذا و بكل بساطة ٍ ووضوح! و بالفعل هذا هو الكتاب لمن استطاع َ أن يُكمله إلى نهايتِه.

إنَّهُ إبداع ٌ أسود، قارص، قاسي، خبيث، لئيم، ماكر، ذكي، مُنحط، مجنون، سادي، مازوخي، وحشي، يحملك َ إلى عالم ٍ آخر، فيه ِ ستمضي وراء الشيطان ِ كاهن ِ جهنَّم َ في رحلتِه ِ تتلقــَّـف ُ كل جنُوِنِه، و يدقُّ قلبُك َ مع كل ِّ ضربةٍ و ارتقابا ً لكل ِّ خُطوة ٍ حتى يقف َ هذا الشيطان ُ اللئيم في آخر الكتاب ِ أمام َ سيِّده ِ الأعلى، لتكتشف َ أنه ما فعل َ ما فعل َ إلا ليصل َ لهذه ِ اللحظة، ليضع َ نفسَه ُ و علومَه ُ التي انتهك َ في سبيل ِ الحصول ِ عليها قوانين الأرض و قوانين جُهنَّم َ على حد ٍّ سواء، في خدمة ِ هذا السيد، الذي هو أكبر ُ الشياطين و أعلاهُم و أكثرهُم جمالا ً و إشراقا ً و شرَّا ً: لوسيفر، حامل ُ النور، زهرة ُ الصباح ِ المنيرة ُ الساقطة ُ من أمام ِ الإله ِ المطرودة ِ من حضرتِه للأبد.

لكن ِّ رياح َ جهَّنم َ كرياح ِ بحار ِ الأرضِ، تجري بما لا تشتهي مراكبها، فزهرة ُ الصباحِ لوسيفر، و حين َ يدخل ُ عليهِ الشيطانُ الكاهن ُ، ليس عندَها سوى جُثــّــَـة ٍ هامِدة ٍ ميتة، على عرش ٍ باردٍ عظيم، تخترقُ جسدَه ُ شفرات ٌ كحِراب ٍ عملاقة، دفعتها إلى داخلِه ِ آلة ٌ جهنَّمية اخترعها لوسيفر نفسه، صمَّمها و قد رسم عليها نقوشا ً من كل ِّ حضارات الأرض و أسحار ِ البشر ِ و معارفهم، ثم جلس على عرشه و شغّــلها لتقوم َ بعملها الذي صنعها من أجله،،،

،،، لكي تقتُلَه ُ ملكا ً على عرشه، مُنتحرا ً، في عمل ِ تحدٍّ أخير لإرادة الإله الذي يحبُّه، هذا الإله الذي حكم َ عليه ِ بالطرد ِ من حضرته، و بالخلود الأبدي، بعيدا ً عنه، بعيدا ً عن عشقه، فجاء َ انتحارُهُ آخر عمل كبرياءٍ و شموخ ٍ يصنُعُهُ، كذروة ٍ للتحدي و تتويج ٍ للتــَّـمرُّدِ، و إعلان ٍ اخير ٍ صاخِب ٍ للاستقلالية ٍ و الفردية،،،

،،، إنها رسالة ُ لوسيفر الأخيرة، التي في شقِّها الأول تعترف ُ لا فقط بكبريائه لكن أيضا ً: بِحُـبـِّه ِ لهذا الإله، و إعجابِهِ به، و اعتماديَّتِه المُطلقة عليه، و رغبتِهِ بإعادة ِ الاتحاد ِ به، و المثول ِ في حضرتِه ِ و التماهي مَعَهُ لكن دون أن يخسر َ فرديتَهُ كلوسيفر و تميُّزَه َ و كرامتهُ الشخصية،،،

،،، و في شِقِّها الثاني تصرخُ فاضِحة ً قسوة ً إلهية ً مُفرطة ً في جوانب َ ثلاث ٍ:

- الأول: في الحكم ِ المُتعسِّف ِ النهائي بنفي لوسيفر نفيا ً أبديـَّا ً غير َ قابل ٍ للتغير ِ أو التبديل.
- الثاني: في الأثر ِ الشديد على لوسيفر.
- الثالث: في الأثر الشديد على الإله نفسِه الذي يُحبُّ لوسيفر.


إن َّ مشهد َ لوسيفر المُنتحِر لهو من أجمل ِ المشاهد ِ التعبيرية ِ القويِّة ِ شديدة ِ التأثير في دلالتها و سطوتِها و صدمتها الفكرية، التي تُعلن ُ عن قوَّة ِ علاقة ٍ قديمة ٍ بين الإله و بين لوسيفر، فشلت القدرة ُ الإلهية ُ نفسُها في إلغائها، إنها قوَّة الحبِّ الذي يعلو فوق الألوهة ِ نفسها، و فوق َ الشرِّ نفسه، إنها قوَّة ُ الوجود ِ المفارِق ِ لمفاهيم الألوهة و الشيطنة، بدلالة ِ الحبِّ، الذي يظهر ُ هنا مُتماهيا ً مع الوجود، تعبيرا ً عنه، و تجسيدا ً له، و مرادفا ً لمعناه،،،

،،، إن المشهدَ هو الحبُّ معلِنا ً عن نفسِه ِ في فعل ِ انتحار ِ كبير ِ الشياطين ِ و رئيسهم: لوسيفر الجميل!

ماذا يصنع ُ الشيطان ُ كاهن ُ جهنَّم َ "رأس ُ الدبابيس" PinHead حين َ يشاهدُ سيِّده ُ منتحراً؟

كيف تنتهي القصة، بل لنقل هل تنتهي القصَّة؟

اسئلة ٌ عليكم أن تقرأوا لتكتشفوا إجاباتِها!

ختاما ً: في كل ٍّ واحد ٍ منا إله ٌ و شيطان، و هما باختصار: الإنسان في كلِّ حالاته، و هما كذئبين يتقاتلان، يحيا منهما من تُطعِمُه ُ و تحاربُ إلى جانِبه، و ستجد ُ قارئ الكريم و قارئتي الكريمة أنك تطعِم ُ كليهما بمقدار و تمنع ُ عن كليهِما بمقدار، و أن َّ واحدهما لا يمكن ُ أن يحيا بدون ِ الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كليف باركر،مخيف، كيف سأقرؤه؟
ليندا كبرييل ( 2015 / 9 / 1 - 05:16 )
تحياتي أستاذ نضال الربضي المحترم

من السطور الأولى اختبأت وراء ستارة وأنا أقرأ مقالك، ثم أصبحت أقرأ سطراً وأفوّت آخر،لا يشدني إلى مقالك سوى لغتك الجميلة ،كذلك علمي الأكيد أنك لا تختار للقارئ إلا المفيد
فداخلني الارتياح وخرجت من وراء الستارة وأنا أقرأ فقرة (مشهد لوسيفر المنتحر)

قوَّة الحبِّ الذي يعلو فوق الألوهة ِ نفسها، و فوق َ الشرِّ نفسه، إنها قوَّة ُ الوجود ِ المفارِق ِ لمفاهيم الألوهة و الشيطنة
يا عيني يا أستاذ على هذا الكلام الجميل، أين منه وصف باركر لمشاهد التعذيب والقسوة واليأس والسادية
لالالا
لن أقرأ باركر، كلامك أروع من وصفه الذي وصفتَه حضرتك بالابتكار والإبداع
أنا راضية ومكتفية بوصف الربضي وسأترك لكم السيد باركر وشيطنته في الوصف

أخيراً
أنستني الفقرة الأخيرة الاحتماء بالستارة، ووجدت نفسي أقرأ برضى قولك الكريم
في كل واحد منا إله و شيطان

نعم أستاذ، نحن آلهة صغيرة على الأرض، الشيطان أيضا كان ملاكا فيما مضى وشيطنوه لأنه تمرد على الخنوع وعبر عن رأيه بحرية

مع التقدير


2 - تشجعي سيدتي ليندا و تناولي الكتاب، فأنت ِ لها!
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 1 - 09:10 )
أجمل التحيات لنهار ٍ طيب للعزيزة ليندا!

أشكرك ِ لثقتك ِ في اختياري للمواضيع و إطرائك ِ على لغة المقالات، أعتز بك ِ و بكل القارئات و القراء الكرام.

الحب يعلو و لا يُعلى عليه، لكننا لا نجده إلا وسط الألم و العذاب، و ربما أن باركر يتعمَّد ُ الأخيرين ليُبرز َ الأول، أو أنني أفسِّر منهجه على هذا الوجه، إلا أنني في الحالتين أعتقد ُ أن شيطانه دائم ُ الثوران و توَّاق ٌ إلى الصخب في الإنسان فيدفعُهُ ليسكب الرعب!

و أنا أقرأُ الرواية لم يخطر ببالي أنها ستكون ُ موضوعا ً لمقال، أما حين َ وصلت ُ إلى مشهد اكتشاف ِ انتحار لوسيفر أحسست ُ انني وضعت يدي على لؤلؤة ٍ فكريِّة ٍ ثمينة، فأي ُّعقل كعقل باركر يرى في لوسيفر حُبَّا ً لألهه وسط الكبرياء الشيطاني!

إنها رؤية جديدة لموضوع ٍ عتيق، تطرقُه ُ من زاوية ٍ مميَّزة تجعلنا نعيد فحص قصَّة ِ سقوط ِ لوسيفر و ملائكته برُمَّتها، فهل ينبذُ الإله بهذه البساطة محبوبه الأول و الأعمق لوسيفر؟ و هل يتخلى لوسيفر عن حبِّه للإله بهذه السهولة و يقنع ُ بالسقوط و النبذ ِ و الهجران؟

بل هي كان لوسيفر من الغباء ليتمرَّد عالما ً النتيجة؟

أسئلة للعقل ِ الباحث!

دمت ِ بود!


3 - إبليس الشهيد !
شوكت جميل ( 2015 / 9 / 2 - 19:48 )
تحية أخي نضال
أقول_ بلا مجاملة _ :إن ثم كتابات تمس خبيئة دفينة في كل واحد منا حينما يقرؤها فيحدث نفسه :كيف لم أنتبه من قبل إلى هذا ؟ و مقالتك من هذا الصنف و من الطراز الأول .


أثناء قراءتي لتحليلك رواية -باركر - _و قد تجاوز تحليلك باركر نفسه_!_و أنت قابضٌ على مشهد الشيطان مصلوبا على كرسيه ، تداعت إلى الذاكرة رواية -الشهيد- لتوفيق الحكيم ، و إذا الحكيم يرى فيها الشيطان مغلولاً بدوره الحتمي في رواية الكون الكبرى ، فتقع السماء و العقائد و الأديان جميعاً في مأزق وجودي و قد أعلن الشيطان توبته!.و من ثم رفضها !فيزعج بكاؤه السماء و منطقها ،و يحكم عليه بالنفي ..و يئن الشيطان منسحقاً :(وجودي ضروري لوجود الخير ذاته ، نفسي المعتمة يجب أن تظل كذلك لتعكس مجد الله )...فيقبض عليه جند الله ليطرحوه إلى الأرض و نسمع صرخته الرهيبة ،التي وضعها الحكيم على لسانه، و هي تشق الفضاء شقاً :( أنا الشهيد..أنا الشهيد)

و لعل هذا المنطق في حتمية وجود الشيطان هو ما كان وراء الأديان الأثنوية بالاعتقاد في وجود إله للخير و إله للشر ، إذ لا وجود لأحدهم بغير الآخر

بالطبع للاهوت الديني تفاسير أخرى
أخلص التحايا


4 - نعم داخل كل منا إله وشيطان فنحن اصحاب هذه الأفكار
سامى لبيب ( 2015 / 9 / 3 - 01:25 )
رائع عزيزى نضال .. اعجبنى ختامك للمقال(في كل ٍّ واحد ٍ منا إله ٌ و شيطان، و هما باختصار: الإنسان في كلِّ حالاته، و هما كذئبين يتقاتلان، يحيا منهما من تُطعِمُه ُ و تحاربُ إلى جانِبه، و ستجد ُ قارئ الكريم و قارئتي الكريمة أنك تطعِم ُ كليهما بمقدار و تمنع ُ عن كليهِما بمقدار، و أن َّ واحدهما لا يمكن ُ أن يحيا بدون ِ الآخر)
لأشاركك هذه الرؤية ان فى داخل كل منه إله وقد تناولت هذه الجزئية فى إحدى مقالاتى بسلسلة لماذا يؤمنون وأرغب فى كتابة ثانية لها بعد أن توفر لدى مشاهد وزوايا رؤية كثيرة.
تبقى إضافتك أن فى داخل منا شيطان وأرى رؤيتك متماسكة ومقنعة بعد هذا السرد الرائع.
تحياتى


5 - العزيز الجميل شوكت!
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 3 - 11:10 )
سلاما ً قلبيا ً طيبا ً أيها الصديق الكريم!

غمرتني بلطفك، فأشكرُك َ و أبتهج ُ بحضورك و تعليقاتك الثَّريـَّة!

بذكائك َ الحاد ِّ التقطت َ باركر و قرنته ُ بالحكيم، فاكتملت لديك َ الرؤية، و أصبح َ واضحا ً أنَّ: الشر َّ ظهير ُ الخير، و الخير َ حليف ٌ للشر، و كليهما وجه ٌ لكيان ٍ واحد ٍ إذا ما حطمنا تابوهات اللمس و الفحص وجدناه في جوهرِه الإنسان َ مُفكِّرا ً في بيئتِه ِ القديمة مُتجذِّرا ً في معارفه البسيطة مُنطلقا ً منها و بأدواتِها لتفسير ِ الوجود بشكل عام، و قِوى الطبيعة، و ما يدور في نفسه من مشاعر َ و أحاسيس و رغبات و تناقضات، و موقعه من كلِّ هذا و علاقتِه به.

لا يمكن أن نفهم َ الدين بمعزِل ٍ عن علم النفس، و أرى أنني أنجذب ُ إلى فرويد بشكل ٍ خاص، و كتابيه: سيكولوجية الشذوذ النفسي عند الجنسين، و الطوطم و التابو، و هما مرجِعان ِ أحسب ُ أنهما يقولان ِ لا الكثير لكن المعظم إن لم يكن الجميع.

أهلا ً بك دائما ً، و أعتزُّ بك!


6 - العزيز سامي لبيب!
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 3 - 11:21 )
تحية ً عبقة بالمحبة أيها الصديق الفيلسوف!

منذ صغري و أثناء قراءتي للكتاب المقدس بعهديه كانت أسئلة ٌ كثيرة تتقافز ُ و تتشاحن ُ في رأسي:

كيف يغوي يهوه داوود لُيحصي الشعب ثم يضرب ُ بملاكِه سبعين ألفا ً و ينجو داوود؟
كيف يُغرق يهوه الناس و يقذفهم في موقع آخر بالنار؟

لماذا يصنع ُ ما يصنعُه الشيطان في مواقع أخرى؟

انزعجت ُ و أنا المُراهق ُ الوديع ُ الواثق ُ بالإله، من رهان ِ الإله و الشيطان على أيوب المسكين، ماذا؟ هل هذا معقول؟ يتراهنان على أيوب و يقتلان أولاده و يدمران حياتَه هكذا و بمجرد جلسة ِ صفا بينهما، شو هذذذااا؟

بقت الأسئلة تتقافز حتى أخمدها الحب في العهد الجديد، ثم هناك قفزت أسئلة جديدة:

لماذا لا يُقبل للسيد أحد إلا إذا اجتذبه ُ الأب؟ طيب اجتذبهم كلهم يا آآآآب أليس هذا هو الهدف من مجئ يسوع؟ لكنه لا يجتذبهم!

ثم وجدت ُ نفسي أتحير كيف أنه يقول أنه يبقيهم عميانا ً لكي لا يبصروا و طُرشا ً لكي لا يسمعوا لكي لا يتوبوا فيشفيهم.

إلى أن أدركت بعد صراع سنوات ٍ طويييييلللللللة أننا خلقنا الإله و الشيطان، و أن الإنسان أعظم ً و ارقى منهما! (أو أشدُّ انحطاطا ً أحياناً)!

أعتزُّ بك دوما ً!

اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا