الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالمدرسة راجعين، -شهداء- بالملايين ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي


عالمدرسة راجعين، "شهداء" بالملايين ..!!
أليوم، الذي يُصادف الأول من أيلول، هو يوم إفتتاح السنة الدراسية في اسرائيل، وفي ظني أيضا ، بأن السنة الدراسية في غالبية الدُول العربية تبدأ في ايلول ، قبله بإيام أو بعده بأيام . لذا يمكن القول بأن هذه الفترة هي فترة العودة إلى المدارس ..
أفقتُ وصغيرتي باكرا، وهي التي قضت شهرين في "بطالة" تامة ،تنقلت خلالها، ما بين المطبخ والحاسوب، عدا اسبوعٍ قَضتهُ مع ولَدَى أختها الجامعية في مدينة حيفا . ومع ذلك لم تَشْتَق لا للمدرسة ولا لمقاعد الدراسة ، بل تذمرت وململت بكلمات مبهمة حين ايقظتها في السادسة والنصف صباحا لكي تحضر نفسها للذهاب الى المدرسة .. ولا يظُنَّنَ أحد بأنها من الطالبات غير النجيبات ، فهي تحصل كل سنة دراسية على كؤوس وميداليات وشهادات تقديرية لتفوقها الدراسي .
ولقد اقتبستُ من المرحوم عرفات شعاره الشهير الذي ينطبق عليه المثل ،"نسمع جعجعة ولا نرى طحنا"، لكنني حوّرتُه ليناسب هذا المقال ، ووضعت كلمة "شهداء" بين قوسين، لكي أُشير الى "الشهادة" المعنوية وليست الفعلية .
فالمدارس العربية في طول وعرض الوطن العربي، ما هي إلا مقابر جماعية للإبداع وللمواهب، بين حيطان صفوفها "يستشهد" العقل ويُغتالُ التفكير الحر ، وذلك لعدة أسباب ، نحاول ايجازها في ما يلي :
1.يعتمد التعليم العربي ، بما في ذلك التعليم العربي في اسرائيل على التلقين والحفظ . وليس على الطالب سوى حشو دماغه بالمعلومات دون الحاجة الى اشغال العقل ، التحليل والنقد . وبهذا يتحول العقل الى مجرد
"رأس محشي"، ومقارنة باليو-اس -بي ، هذا الجهاز الصغير يُعتبر هذا "الرأس المحشي" ، فارغاً.
2.يعمل في سلك التعليم، أشخاص غير راضين لا عن عملهم ولا عن رواتبهم .. فغالبية الذين يدرسون في كليات تأهيل المعلمين ، هم أولئك الذين ليس لهم حظوظ في القبول للكليات المرموقة ، كالطب والهندسة ، لذا فمهنة التعليم بالنسبة لهم هي أهون الشرور .
3.تفشي الفساد والمحسوبيات في جهاز التعليم ، فالتعيينات تتم وفق القرابات العصبية والسياسية ،من اصحاب القرار، وليس وفق الكفاءات ، كذلك الحال هو مع "توزيع العلامات " ، فالذي يدفع يحصل على علامة كاملة ، والصفر العظيم الذي حصلت عليه الطالبة مريم من مصر ، مزّق القناع وكشف العورة، عن جهاز التعليم الفاسد .
4. المعلم العربي المقهور والمقموع (على كافة الصُعد) ، "يَفِش خُلقه" ، أي يُنفس عن غضبه بالأطفال المساكين ، والطلاب ينكلون بزملائهم الأصغر سنا ، وهكذا دواليك. فالظلم والعُنف الذي يتعرض له الطلاب ، هو الذي يقودهم "الى" أن يكونوا عنيفين ايضا . وما حالة الطالب الاردني الذي بصق في وجه استاذه وهو على منصة التخرج من الجامعة ،إلا دليل على الكبت والقمع الممارس ضد الطلاب ، حتى الجامعيين منهم .
5. غياب برامج تنمية مهارات التفكير والعمل الابداعي ، من المناهج الدراسية ، خَلقَ أجيالا كاملة من الببغاوات التي لا تعي ما تُردده ..!!
6. البنى التحتية المتهاوية ، والبيئة الملوثة والموبوءة ،بكل انواع الملوثات والقاذورات ، تنشر الامراض الجرثومية ، فبدل ان تكون المدرسة بيئة علاجية تحولت الى بيئة مُعدية مرضية ، وتكفي نظرة على حمامات الطلاب والطالبات .
7. في غياب المختبرات والتكنولوجيا التعليمية ،اصبحت السبورة والطبشورة ، أعظم تكنولوجيا تعليمية في العالم العربي في القرن الحادي والعشرين .
8. اكتظاظ الصفوف التعليمية بعدد كبير من التلاميذ ، يفوق قدرة المعلم على نقل المعلومة ،كحد أدنى ، ويؤدي الى عدم انضباط تعليمي .
9. انعدام التعليم التكنولوجي المُعاصر ، والتأكيد هنا على المُعاصر..
واسباب كثيرة أخرى ، تؤكد ما ذهبنا اليه ، بأن المدرسة تحولت الى مقبرة لأحياء يسيرون على أقدامهم .
وهكذا ، أليست العودة الى المدارس ، بمثابة "استشهاد" روحي ونفسي ؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما