الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المساجد كثكنات ، لا ك دور عبادة .

صالح حمّاية

2015 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بلد عريق في احترامه لحقوق الإنسان وحريته كالدانمرك ، لم يكن من المستغرب أن نرى مواطنين دانمركيين يطوقون مسجدا في لفته منهم للتعبير عن رفضهم للعنصرية لتي طالته ، ففي بلد كالدانمرك؛ الرائد في احترام حرية الاعتقاد وحرية التعبير ، كل مواطن يعتبر نفسه مسئول عن صيانة و حماية القيم التي قامت عليهابلاده ، وعليه فمن ناحية هذا التصرف من الدانمركيين فهو ليس من الغريب عنهم ، ولا الجديد ، لكن ما يجب قوله رغم إشادتنا الكاملة بهذا التصرف هو : وهل أصاب الدانمركيون حين حاولوا حماية هذا المسجد مما سموه عنصرية ضده ؟ وهل كانوا على حق حين اعتبروا أن المسجد دار عبادة ، وعليه لا يجب المساس به ؟ .

بتصوري الشخصي إن أول خطأ قام به الدانمركيون في هذه المسالة هو أنهم افترضوا ان المسجد هو دار عبادة، بينما هو ليس كذلك ، فبالنظر لتاريخ المسجد كما يروي المسلمون أنفسهم وليس غيرهم ، فالمسجد أبدا لم يكن دار عبادة ، بل المسجد وكما يعرف المسلمون دوره ، هو أساسا مكان لممارسة السياسة ، وفي أحيانا كثيرة هو أشبه بالثكنة ، حيث في جل تاريخهلم يكن المسجد يختلف البثه عن أي قاعدة عسكرية تضعها الجيوش في الدولة و المناطق التي تريد غزوها ، حيث يعتبر المسجد نقطة متقدمة لتجنيد العملاء و ادارة حركة الجنود ، ولدينا في هذا الباب ما عبر عنه أردوغان في قصيدته الشهيرة التي أدخلته السجن حين قال (مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، وهذا الجيش المقدس يحرس ديننا.) فالواقع هنا أن اردوغان ( والذي يعتبر نفسه خليفة إسلامي غير متوج ) يصارحنا تماما بدور المسجد ، فالنبي محمد ومنذ وضع المسجد كان واضح انه نقطته في الحشد السياسي و الشعبي لإتباعه ضد قريش ، حيث استخدم المسجد لحشد الرأي العام في المدينة ضد خصومه السياسيين ، ولا حقا حول النبي محمد المسجد الى تكنة لكي تقوم هي بدور تأطير الجنود حين دخل في حرب مع أولائك الخصوم ، فالمسجد كان هو ثكنته ، حيث المؤذن يقوم بالنفير الصباحي كل يوم للجنود ، و الذي على إثره تأتي جحافل المسلمين لتؤدي الطابور الصباحي ، في المقابل يقوم الإمام بدور المحرض ، حيث يتلوا على المصلين الخطب عن شر الكفار ، و عن ضرورة غزوهم وسبي نساءهم ، و طبعا هو الأمر الذي يستمر حتى اليوم ، و هو الذي يفسر لنا لماذا يدعوا شيوخ الإسلام للموت و الدمار في العالم ، بينما نجد بابا الفاتيكان يدعوا للسلام ؟ كما تساءل الكاتب التونسي رياض صيداوي ، فالحقيقة أن الأئمة والفقهاء المسلمين ليسوا رجال دين بالمعنى الكلاسيكي للكلمة لكي يهتموا بشؤون البشر بما تعلق بالعالم الآخر ، بل هم في الواقع اقرب للكتائب التي مهمتها الترويج للدعاية العسكرية للجيش ، فالفقهاء و الأئمة مهمتهم بالأساس تحميس الجنود وحشدهم بالكراهية ضد الآخرين ، أما عن المصلين فطبعا هم الجنود الذي يخوضون المعارك ، ويمكن ملاحظة هذا الأمر بسهولة حال أن ندقق في طريقة استخدام الإسلاميين للمساجد ، حيث بالنسبة للإسلاميين يعتبر المسجد النقطة المركزية لتجنيد الإرهابيين الأولى ، وهو المركز الأول للحشد و الدعم لمحاربة الآخرين كما حصل في الجزائر أو مصر في التسعينات ، حيث كانت المساجد هي ثكنات الإسلاميين التي منها يحاربون النظام الكافر و المجتمع الجاهلي على حد وصفهم .

وعلى هذا فحين نتكلم عن تصرف الدانمركيين ، ومحاولة حمايتهم للمجسد ، فرغم أن هذا تصرف نبيل وراقي من شعب راقي ، لكن هذا التصرف في الأساس تصرف خاطئ ، فالمساجد ليست دور عبادة ، ولا يجب أن تحضا بامتيازات دور العبادة ، بل هي ثكنات ، ويجب أن تعامل كثكنات ، وكذلك الحال مع المسلمين المصلين ، فهؤلاء ليسوا مواطنين لهم الحق في حرية الاعتقاد ، بل هم جنود معادون ، و عليه وجب أن يعاملوا على هذا الأساس ، لهذا فبالنسبة للمساجد فأحسن حل معها هو أن تغلق أو أن تهدم جميعها ، فهذه الأماكن ليست دور عبادة ، بل هي ثكنات ، و اليوم هذا التكاثر الفطري للمساجد في بلاد الإسلام ، وفي أوربا يجب القول أنه ليس تكاثر بريء ، بل يجب التحذير انه تحضير مستتر لحرب من الإسلام على العالم ، فالإسلاميون يكثرون بناء المساجد ، ويزرعون عملاءهم فيها لتحويل الناس إلى مقاتلين لدولة الإسلام ضد دولهم الوطنية ، وعليه أي دولة تحتم نفسها ، الأحرى بها ليس فقط مراقبة المساجد ، بل وتدميرها عن بكرة أبيها ، فأي دولة تسمح لتنظيم معادي بفتح مراكز لها لتجنيد المحاربين ، فهي دولة تنتحر ، ولدينا الكثير من النماذج على هذا ، والتي ليس أخرها سوريا التي لطالما حذر مفكروها من خطورة الانتشار الرهيب للمساجد ، وكيف أن هذا مضر بمصلحة البلاد و أمنها ، لكن السلطة السياسية هناك وكما فعلت المصرية و الجزائرية قبلها ، تساهلت مع الوضع ، فانتهى الحال إلى أن المسجد صار هو المكان الأول لمحاولة الدولة الوطنية السورية ، وهو طبعا الحال نفسه الذي ينتظر أوربا لو تساهلت مع هجرة المسلمين اليوم (خاصة المؤمنين منهم حقا ) إليها ، فهؤلاء ليسوا مواطنين ، ولا هم أشاخص لهم حرية الاعتقاد ، بل هؤلاء هم جنود دولة الله ، التي يريد الإسلاميون بناءها على انقاض الحضارة الإنسانية جمعاء .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وكر الدبابير
شاكر شكور ( 2015 / 9 / 2 - 17:59 )
نعم استاذ صلاح عندما يخرج المسلم من المسجد نرى وجهه وقد تجهم وعبس وظهر الغضب عليه بعد ان حقنته خطبة الجمعة بحقنة الكراهية والأنتقام والتحريض على الإرهاب بحسب الآية (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ، المسجد بلا شك هو ثكنة اوجدها نبي الإسلام لأجراء التعداد العام لجنوده ولمعرفة الموالين له وتشخيص الأعداء الذين يتغيبون لذلك كانت اشد العقوبة تفرض على من لا يحضر التعداد بحجة ان العقاب سببه ترك الصلاة ، الأسلاميون المهاجرون الى اوربا لا يكتفون بأكل العنب بل يفكرون في باطنهم بأخذ السّلة من صاحبها بعد قتل الناطور الذي يصنفونه ككافر وهذا ما يجهله الأوربيون الذين يدمرون بلدانهم بأيديهم فمن يربي ذئبا في بيته فاليتحمل غدره ومثال الغدر نأخذه من التاريخ الأسلامي الذي يؤكد ذلك فبعد ان استضاف النجاشي ملك الحبشه المسلمين الهاربين واكرمهم وبعد ان قوي جيش المسلمين ارسل محمد رسالة تهديد الى ملك الحبشة كرد الحسنه بالسيئه ، تحياتي استاذ صلاح


2 - معني المسجد
محمد البدري ( 2015 / 9 / 2 - 22:47 )
شكرا لهذه القراءة التاريخية لمعني المسجد الذي حوله المغفلون ممن غزا اوطانهم اجلاف البداوة العربية الي امكان عبادة وصلاة بنفس الاسلوب الذي مارسوه في ديانتهم السابقة علي الاسلام. فالمسجد وقت تأسيسه لم يكن اكثر من وكر لتجنيد المقاتلين وتعبئتهم معنويا وايديولوجيا ضد من سيحل عليه الدور كضحية في غزوات مقبلة. تحاك فيه المؤامرة وتجمع فيه الغنائم وتقسم عليهم.


3 - عين القصيد
على سالم ( 2015 / 9 / 3 - 01:49 )
شكرا استاذ صالح لهذا الانذار والتحذير ,فى الواقع انا اعيب على الاوربيين طيبتهم وربما عبطهم ,انهم يستقبلوا افاعى سامه اسلاميه ومستقبلا سوف تلتف هذه الافاعى على اعناقهم وتبث السموم فيهم وتقتلهم وتسبى نساؤهم ويعيثوا خراب ودمار ومذابح على شريعه محمد القاتل ,اوروبا يجب ان تكف عن هذا العبط والغباء والهبل ,المفروض فى الحقيقه هدم جميع المساجد فى اوروبا واحالتها الى متاحف او دور ثقافه وسوف اذهب اكثر من ذلك بالنصيحه لهم ان يبدأوا فى ترحيل جميع المسلمين الحاقدين الكارهين المرضى بدين الاسلام وشحنهم الى بلادهم البائسه والا سوف يكون مستقبل اوروبا اسود وكالح وعند ذلك لن ينفع الندم


4 - الحل الأمثل
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 3 - 09:39 )
حول قولك سيد صالح: (لهذا فبالنسبة للمساجد فأحسن حل معها هو أن تغلق أو أن تهدم جميعها ، فهذه الأماكن ليست دور عبادة ، بل هي ثكنات...)
رأيي أن غلق المساجد لا يكفي. الناس المخدرون بهذا الدين يمكن أن يعوضوها بسهولة بأماكن أخرى خفية كالدهاليز والبيوت وغيرها. الحل في ترك المساجد ومراقبتها حتى لا تخرج عن الدور الذي رسمته الدولة العلمانية لأمكان العبادة. الأفضل تنصيب كاميرات تماما مثلما تنصب كاميرات في الشوارع والأماكن العمومية. ومع ذلك فليس هذا هو الحل الأمثل مادام الناس يحملون مساجدهم في عقولهم. الحل الأمثل تنوير الناس وتنظيف عقولهم من الفكر الديني المتطرف الرافض للتعايش مع قيم الحداثة النبيلة. لقد حوصر الدين في الاتحاد السوفييتي سابقا كما حوصرت مؤسساته وهدم الكثير منها، وجرى تدريس الإلحاد في المؤسسات التعليمية ومع ذلك ظل الدين مثل العنقاء التي تنبعث من الرماد، وما أن رفع الغطاء حتى عاد المكبوت بكل قوة. حصانة اية مجتمع تكمن في وعي مواطنيه. تصرف الدانماركيين المدافعين عن المسجد ليس خطأ بل هو سذاجة وفهم بليد لمبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية التي يركبها الإسلاميون مؤقتا لحرفها عن مسارها.
شكرا


5 - إحالة مفيدة
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 3 - 09:53 )
أحيل القارئ، بعد إذن الكاتب، إلى مقال تنبئي (2002) نشره المفكر جورج طرابيشي تحت عنوان:
(إيديولوجيا حقوق الإنسان إذ تصبح تهديداً للديموقراطية )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=3311
تحياتي


6 - شكرا للكاتب
صباح ابراهيم ( 2015 / 9 / 3 - 11:17 )
شكرا للكاتب على هذا التنبيه الذي طالما تكلمنا عنه كثيرا لكن ادمغة الساسة في اوربا مغلقة وغبية وحتى شعوبها الطيبة القلب لا تفهم الخطر الداهم والطوفان الكاسح الذي يتسرب بصمت من تحت اقدام الشعوب الاوربية النائمة ، ان معظمهم لا يعرفوا شيئا عن مبادئ الاسلام الحقيقي ولكنهم يفهموا فقط مبادئ الانسانية والديمقراطية و التسامح والمحبة ، ان شعب النمسا والمجر يستقبل المهاجرين المسلمين بمحطات القطارات وهم محملين بالهدايا والطعام والماء والفواكه لهؤلاء القادمين من وراء البحار لغزوهم باسم اللجوء الانساني . وهم لا يعلمون انهم يتساهلون في ادخال الكثير من الافاعي والعقارب السامة بين اللاجئين المساكين ، والتي ما ان تحصل على الاقامة والجنسية ، ستطالب ببناء المساجد واقامة شريعة الاسلام وبيع اللحوم الحلال الاسلامية ورفض الاختلاط مع اهل البلاد لكونهم كفارا ونجسين .
ساسة اغبياء ومصالح سياسية قذرة تتحكم بمصير الشعوب ، وشعوب مخدرة بالديمقراطية لا تعرف الشر القادم مع اولئك الغزاة الجدد .


7 - لاللاسلام لا للارهاب لا لمحدمد
رجاء سامر ( 2015 / 12 / 5 - 18:59 )
اتفق تماما معك استاذ صالح كوني اعيش في الدنمارك منذ اكثر من عشرين عاما
للاسف ان طيبتهم تسمح لهم يثقون بالمسلميين ويبنون مساجد ماهي الاعبوات تفجيرية بالانتحاريين
الدنماركيبين يتصورون بان هناك مسلمون معتدلون والحقيقة هذا غباء كبير
فالمسلمات هنا في الدنمارك المحجبات يستهزؤن بالدنماركيين رغم انها تاخذ الاعانات الاجتماعية التي هي من ضرائب نساء البغاء
انا لاافهم من اجبر المسسلمات المحجبات على المجئ للدنمارك وطلب لجوء بينما هي كمحجبة عاهرة يمكنها العيش في ايران وافغانستان وباكستان والسعودية
سحقا للمسلميين الارهابييلماذا نعطيهم لجوء ويقتلونا بالتفجيرات

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah