الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة عن رواية راشد يحصد

طاهر فرج الله

2015 / 9 / 2
المجتمع المدني


لمؤلفها حسن عبد الرازق
أثار المؤلف (حسن عبد الرازق) بروايته الموسومة (راشد يحصد) موضوعاً هاماً يتمثل بقدره البعض من البشر التنقل من مبدأ الى مبدأ ومن حزب الى حزب لا لشيء الا من اجل الحصول على غنيمة ترضي جوارحهم او نزواتهم , والمثل الذي استعان به ليكون بطلا لروايته كان ( راشد ) هو خير من يمثله هذا الوقع , ولكن مثله كان متدنيا جدا حتى ليمكن القول عنه انه يمثل قاع الرعاع , فهو تارة سكير وتارة اخرى منحرف انحرافا يصعب الالتقاء بنظرائه لما يملك من ابتذال في السلوك وتسلق لارضاء غرائزه اذ انه لم يتوانى قيد انملة في الانتماء الى صفوف حب تقدمي عسى ان ينال مبتغاه لما يعرف في التراث العربي (الغزل بالمذكر) وما ان وجد الفرصة ملائمة حتى وثب على احد رفاقه ليغتصبه بعد اجتماع حزبي في احدى البساتين , الا انه تلقى المزيد من اللكمات والركلات ليطرد منبوذا من ذلك الحزب , بعد ما شاع خبره في البرية فعرف ذلك البستان ببستان لوط.
على ان ما يلفت الانتباه دهشه الكاتب لتنقل بطله الذي اصر في لقاء معه ان فحوى روايته تمثل الواقع , وقد انتقل بطله فيما بعد الى حزب اخر واخر حتى شوهد في الوريقات الاخيرة من الرواية وهو زعيم اسلامي يقتطف ثمارمجهود رخيص قام به في مقاولة مشبوهة .
إن من يخبر الحياه ويصارعها لا يجد امثال هؤلاء غريبي الاطوار لا نضير لهم ,فالقرآن الكريم يخاطب الاعراب بالنص :
بسم الله الرحمن الرحيم ( لا تقولوا آمنا بل قولوا اسلمنا ) , وذلك للفرق الواضح بين الاسلام والايمان :
ولوجود نضراء المشار اليه ابان الرسول (ص) قال عن الرعية عندما سئل عنها :
الرعية عالم ومتعلم والبقية همج رعاع لا يعبأ الله بهم . فيما اجاب الامام علي (ع) عن نفس السؤال بالقول :
( هَمَج رَعَاع أتباع كل ناعق , لم يستضيئوا بنور العلم , ولم يلجأوا إلى ركن وثيق , واجمع الناس في تسميتهم على أنهم غَوْغَاء , وهم إذا اجتمعوا غلبوا , وإذا تفرقوا لم يعرفوا , )
ولكن ما هو ملفت للنظر حقاً مجموعة اخرى من المؤمنين الصادقين الذين يتخذون من مبدئهم قدس اقداس مستعدين للتضحية من أجله ولكنهم يجدون انفسهم غير قادرين على تحمل شتى صنوف العذاب والتعذيب الذين ينهالان عليهم من قوى السلطة الغاشمة في وقت يتنصل عنهم مسؤلوهم في ذلك الحزب ويكتفوا بالادانة والشجب في صحف خارج البلاد , وما ان يفلح احدهم بالحفاظ على حياته بعد خروجه من حزبه قسراً , يجد نفسه ان ما في داخله الكثيرمن الحماس والقيم والمبادئ ليخدم به الوطن فيبحث للحصول على متنفس ليضخ مبادئه مرة اخرى ولكن تجربته المريره مع حزبه السابق الذي تنصل عنه وتركه لقمة سائغة بيد اعدائه تدعوه الى البحث عن حزب آخر وربما ولسبب * ما ينتمي الى حزب جديد ورغم تنقله هذا الا ان عزاءه الاوحد انه كان صادقا ومؤمنا في بناء الدولة والانسان معا, فهل يشمل مثل هؤلاء بأولائك ؟
ام ان هذا السؤال يحتاج الى بحث واسع بمفرده , علماً ان هناك الكثير من الزعماء ومؤسسي احزاب كانوا فيما مضى اعضاء في احزاب أخرى .
المحامي
طاهر محمد حسين فرج الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل


.. مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: الوضع كارثي ومؤلم




.. مندوب جامعة الدول العربية: الجانب الأمريكي لا يريد أي دور لل


.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة : جويتريش




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة:أمريكا بدأ