الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيلم الإيراني (محمد رسول الله ) المواقف والإنطباعات

الطيب آيت حمودة

2015 / 9 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


°°°يهيمن على الساحة الإعلامية حاليا صراع الأضداد بين ( السعودية الوهابية) و (إيران الشيعية ) حول انتاج فيلم على النبي صلوات الله عليه وسلم ، فحياة النبي وصراعه مع الجاهلية وتأثيرات سيرته العطرة على الإنسانية عبر العصور مؤثرة جدا ، ولا بد من نقلها للعالم عبر الصورة والصوت ، فالرغبة تزايدت لمعرفة هذه الشخصية المتميزة التي غيرت كثيرا من القناعات الإنسانية ، فقد تنافست شركات عدة على انتاج أفلام عن حياة الرسول الأكرم ، توجت إحداها وهي شركة ايرانية بانتاج فيلم ضخم عن حياة الرسول كلف 50 مليون دولار ، من إخراج [مجيد مجيدي] الذي أكد بأن وجه الرسول لا يظهر في حين يظهر جسده وحركاته ، واستغرقت مدة تصويره ثماني سنوات .وهو الآن بصدد العرض في قاعات السينما الإيرانية في ثلاثة أجزاء ، تزامنا مع عرضه في دور السنما الكندية ، ثم الإنتشار التلقائي في العالم


°°° وتعنزم شركة .النور القابضة القطرية إنتاج فيلم ضخم مماثل عن شخصية الرسول يُصور في قطر بمزانية مليار دولار في سبع حلقات باللغة الأنجليزية بمباركة من الشيخ القرضاوي .فهو بمثابة رد السنة على الشيعة .


°°°ففي تاريخ السنما المصرية وجهت دعوة للمثل المصري القدير [ يوسف وهبي] لتجسيد دور النبي في فيلم انتجته شركة ماركوس الألمانية بعنوان ( النبي محمد) بتمويل مشترك مع تركيا في عهد زعيمها كمال أتاتورك عام 1926 ، فقام جدل كبير تسبب في مساءلة الممثل ومنعه من السفر رغم توضيحاته وتبريراته التي صرح بها ،منها قوله:
إ"نني إذا كنت قد رضيت أن ألعب هذا الدور فليس إلا لرفعة شأن محمد صلى الله عليه وسلم وتصويره أمام العالم الغربي بشكله اللائق به وحقيقته النبيلة، وليس الغرض من هذا الفيلم سوى الدعوة والإرشاد للدين الإسلامي، أما الصورة التي وضعتها لهذا الدور فهي صورة أعتقد على الأقل أنها تنبئ عن جلال محمد وطهارته وحسن صفاته، وليثق سيدي الغيور أنني أول من يعمل على رفعة شأن ديننا الحنيف، ولكن رجائي إليه ألا يصغى لأقوال الإفك وترهات قوم عُرفوا بالخديعة والملق".
بعد انسحاب الممثل المصري أوكل دور تمثيل الرسول حسب رواية [يوسف وهبي ] لممثل [ يهودي ؟]

. السعودية : فيلم مجوسي لا يجوز شرعا .

°°°الإسلام وإن كان منبته الحجاز ، فإنه دين طيار وصل حيث لم يصل سيف العرب ، فاختلاط الثقافات والأجناس تسبب في قراءات متباينة أحيانا للإسلام ، فالسعودية بوهابيتها وسلفيتها ترى أن فكرها وقراءتها [هي الإسلام الحق ] وهم [الفرقة الناجية ] ، وأكثر المعارضين لها شراسة ايران الشيعية ، وعداوتهما تاريخية قديمة تنامت بفعل امتداد الإسلام و العرب في بلاد فارس زمن الخليفة الثاني وحكم الأمويين ، فالقراءة الشيعية للسيرة النبوية لا تقبلها السعودية مهما كانت صائبة بحكم النزاع المذهبي ، فخرجات الشيعة دائما مقلقة ومنفرة للآل سعود بدأ [ ببناء العتبات المقدسة] في كربلاء ، [والنووي الإيراني ] المتعاظم ، واحتكار السبق في[ صناعة فيلم عن الرسول ] ، فالسعودية خائفة من انتشار القراء ة الشيعية لإسلام فلهذا هي دائمة المعارضة والشكوى في محاولة منها لاستقطاب الهوامش من المسلمين مثل افريقيا الشمالية، وإن قامت قنواتها التلفزية كمجموعة mbc بانتاج وعرض فيلم عن الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه ، فهي بحكمم هيمنتها على الحجاز الأرض المقدسة تريد الهيمنة على العالم الإسلامي برمته ، فالرسول رسولها ، والإسلام دينها ، واللغة لغتها فلا يجوز الإقتراب من رموزها سوى بمشورتها وبأمر منها ، لهذا كان رد فعل السعودية على لسان عبدالعزيز آل الشيخ الذي أفتى بقوله [ إن عرض إيران لفيلم عنوانه: «محمد رسول الله» أمر «لا يجوز شرعاً». ووصفه أنه «فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام». وحذّر من تداوله. وشدد على أن «رسول الله صلى الله عليه وسلم منزه عن ذلك، والرسول له صفاته المعينة وخلقية معروفة، وهؤلاء يصورون شيئاً غير الواقع، فيه استهزاء بالرسول وحط من قدره، صلى الله عليه وسلم، لأن هذا عمل فاجر، ولا دين له، وإنما تشويه الإسلام، وإظهار الإسلام بهذا السوء] وسارت فتوى مشيخة الأزهر حذوها . في حين يرى المتنورون من الإسلاميين بأن ما تقوم به السعودية ماهوى سوى نهج ذو نزوع سياسي هدفه كسر شوكة ايران في المنطقة خاصة بجوارها في اليمن والبحرين وسوريا .

°°°أتوقع بأن هذا الفيلم سيحقق إيرادات مالية كبرى للإيران ، ويزيد من حسرة الوهابيين الذين هم في حالة الدفاع وليس الهجوم ، سواء على المستوى العسكري أو السياسي أو الثقافي السنمائي ، فهم يعيشون دور التبرير والمعارضة تاركين [ للفرس الروافض ] مجال المناورة والحضارة والإنفتاح على عوامل التقدم التكنولوجي ، فالسعودية حاليا في موقف حرج فإن سايرات فهي تابعة وخاضعة ، وإن استمرت في معارضتها فسيفوتها القطار بانتاج قطر فيلم جديد بتشجيع زعيم الإخوان الشيخ القرضاوي القابع هناك في الدوحة .

°°°فنحن حاليا في وضع انفعال ، لايمكن أن ندلي بدلونا إلا بعد مشاهدة الفيلم بأجزائه الثلاثة ، فهل يستطيع الفيلم تجسيد حياة رسول الله بالدقة المطلوبة حسب الصورة التي هي مرسومة بأذهاننا ، سنرى ذلك بعد المشاهدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفيلم الإيراني وقبله الرسالة صور مزيفة
شاكر شكور ( 2015 / 9 / 4 - 17:05 )
اقتباس من المقالة : (فهل يستطيع الفيلم تجسيد حياة رسول الله بالدقة المطلوبة حسب الصورة التي هي مرسومة بأذهاننا ) ، السؤال هنا ماذا لو كانت الصورة المرسومة في اذهانكم هي صورة مزيفة يا سيد الطيب ؟ هل الصورة تريدونها كما ترغبون انتم ان تكون ام كما هي الحقيقة ؟ الصورة الحقيقية لو فتشتم كتب السيرة والتراث وأستعملت العقل بدلا من العاطفة قطعا سوف لن تسّركم ، تحياتي


2 - قد تكون صورة حقيقية.
الطيب آيت حمودة ( 2015 / 9 / 4 - 20:45 )
شكرا شاكر شكور

مأ أدراك قد تكون الصورة التي في ذهني هي الصورة الحقيقية التي قرأناها في كتب السيرة النبوية عند السنة ، أو قريبة منها على الأقل .
أنا اعلم أن تحكيم العقل سيؤدي إلى رفض الكثير من التصورات ،
في أذهاننا يعني أذهان أهل السنة مقابل الشيعة ,
تقديري .

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah