الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الاختلاف

صبيحة شبر

2005 / 10 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حق الفكر والعقيدة وإبداء الرأي والدفاع عنه ، بذكر الحوادث والأقوال التي تعزز من صحة الرأي المذكور وتدافع عن صوابه ، من حقوق الإنسان التي نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية ، ونص عليها الدين الإسلامي فبل أكثر من أربعة عشر قرنا ، اذ قال ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) حيث يأمر القران محمدا بان يتناقش مع أهل الكتاب من اتباع الديانات السابقة للإسلام بالطرق الحسنة ، اذا أراد ان يقنعهم بالإيمان بالدين الجديد وترك الدين القديم الذي وجدوا أنفسهم مقتنعين به ، وقد قال القران أيضا ( لا إكراه في الدين) بمعنى ان الناس أحرار في الاقتناع بالدين الذي يتلاءم مع اتجاهاتهم الفكرية ، ويتوافق مع دوافعهم في الحياة ، هذا من الناحية النظرية ، أما من الناحية العملية الواقعية ، فلا نجد هذا الاحترام للرأي الآخر ، ولا ذلك التقدير لحملة الدين الذي يختلف مع آرائنا وتوجهاتنا ، أننا نجد الكثير من الناس يدعون أنهم يحترمون الرأي الآخر ويتعاطفون مع معتنقيه ، اذا كان اولئك المعتنقون يحترمون الآراء الأخرى ويقدرونها ، ان احترام الآخر ينبغي ان يكون بالمثل ، فلا يمكن ان احترم إنسانا لا يحترمني ، كما لااستطيع ان أحب شخصا يكن لي الكراهية ، فالجملة التي تقول نسالم من يسالمنا صحيحة غالبا ، في الواقع لانجد احتراما لأراء الآخرين التي تتعارض مع آرائنا ومعتقداتنا ، فإذا تناقش اثنان في شان من الشؤون نجد الأصوات المنبعثة عن جدالهم ترتفع بالرغم عنهم ، لان كل واحد منهم يظن انه صاحب الرأي المصيب وان الآخرين يحملون الرأي الخاطيء ، نفعل هذا الامر ونحن نكرر صباح مساء اننا نحترم الرأي الآخر ونحترم صاحبه ، لنأخذ مثلا الاختلاف الحاصل بين المتدينين الذين يؤمنون بالحياة الأخرى مثلا وبين الذين لا يؤمنون ، قليل من المؤمنين بالله واليوم الآخر وقد يكونون نادرين ، يحترمون الرأي الآخر ويقدرونه مع انهم يحملون أفكارا مناقضة له تماما ومنقلبة عليه ، الأكثرية من المؤمنين يحاربون الذين لا يؤمنون مثلهم في كل شيء ، يشكون بهم وبإخلاصهم حتى في الأعمال ، ويعتقدون ان كل من لا يؤمن باله واليوم الآخر يمكن له ان يرتكب كل ما يشاء بدون وازع من ضمير ، ويدعي هؤلاء ان من لا يخشى الله يرتكب كل الفواحش والآثام بدون تردد ، فهم يظنون ان عقاب الله هو الرادع الوحيد عن ارتكاب الكبائر والجرائم والخطايا
ونجد هذا الموقف من غير المتدينين ، فهؤلاء الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر لا يحبون المؤمنين ويتمنون لهم الموت ، وعندما كان صدام يعدم الكثير من الإسلاميين كان بعض العلمانيين يصفقون طربا لأنهم أنقذوا من بعض المخلوقات التي يتمنون لها الموت ويرون انها غير جديرة بالحياة
يمكن لنا ان نحارب من يحاربنا ، وليس من حقنا ان نحارب أشخاصا لم يحاربونا وإنما يختلفون معنا في توجهاتهم ، من حق الإنسان ان يهاجم من يجبره على تغيير معتقداته ، وليس من حقه ان يعادي إنسانا مسالما يؤدي ما يراه صحيحا من معتقدات ولا يرغم أحدا على الإيمان بمثل آرائه وأفكاره ، ،من حق الإنسان ان يدافع عن آرائه بكل ما يستطيع من إصرار وقوة ، ولكن ليس من حق احد ان يرغم الآخر على أي من الأمور اذا كان ذلك الآخر يحترم إنسانية الإنسان ولا يحاول إرغام مخلوق على شيء لا يرضاه
احترام الرأي الآخر يجعلنا ندافع عن آرائنا وأفكارنا وقد نضحي ونحن في حالة دفاع ونحترم في نفس الوقت آراء الآخرين ان لم يحاولوا فرضها على الآخرين بالقوة ، والإقناع يكون بالحجة والدليل العلمي القوي وليس بإجبار الآخرين او الاستهزاء بهم او مهاجمتهم وهم لم يرغبوا يوما بالإضرار بنا او الإساءة إلينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي


.. 164-An-Nisa




.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ


.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ




.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا