الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – مُقدِّمة للسلسلة.

نضال الربضي

2015 / 9 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – مُقدِّمة للسلسلة.

قادتني متابعاتي لما يجري في مساحات الحوار الإلكترونية على أنواعها: منتديات، فيسبوك، موقع الحوار، إلى الاستنتاج أن القارئ العربي في توجُّهَيْه ِ الديني و اللاديني ما زال بعيداً عن حقيقة أصول الأديان و مرامي مؤسِّسيها الأوائل، و أنُّه يراها من خلال ِ عدَّة ِ مصافي:

- الأولى: هي مصفاة ُ الصدق و الكذب. فاللاديني يُكذِّب و يُشكِّك و يبحث عن سوء النِّية و قصد الخداع في الدين، بينما نقيضُهُ الديني لا يرى في مُعتقدِه سوى الحق و الصدق، و يُنزِّه رموزَه و شخوصه عن كلِّ نقد ٍ أو فحص ٍ. و كلا المنهجين خاطئ، لأن الانطلاق َ من حُكم ٍ مسبق على الدين بأنه: كذب ٌ و تزوير، أو حق ٌّ و عدل، هو تجاهُل ٌ أو جهل ٌ بـِ الظروف الموضوعية التي أحاطت بتأسيس ِ الأديان، و بالبيئة ِ التي احتضنتها، و بالتفاعلات النفسية و العقلية للمؤسِّسين الأوائل و تراكمات مخزونهم الثقافي و الديني و تأثيرها على هذه التفاعلات و بمُنتجاتِها.


- الثانية: مصفاة ُ الخلفيِّة الحضارية ِ و الثقافية ِ للمُتلقي، و التي من خلالها تمرُّ المعاني في القوالب ِ الفكرية ِ المألوفة ِ فتخرجُ حاملة ً لمعاني ٍ جديدة غير ِ تلك َ التي حملتها الأديان ُ عند تأسيسها، و يصحُّ أن نقول َ أن هذه القوالب َ تراكمات ٌ تطوُّرية لتمازُج ِ الأدلجة الدينية مع الممارسات الشعبية و التخصيص ِ الفردي للمُعتقدات و الطقوس نتيجة َ دمجها من قبل الفرد ِ و المؤسسة في الحياة ِ العامَّة من جهة و في الوعي ِ الفكري الحديث من جِهة ٍ أُخرى، عبر الزمن انطلاقا ً من ظهور ِ الدين و حتى عصر ِ المُتلقيِّ له.

- الثالثة: مصفاة ُ المنفعة و التعظيم، و هي أن يحكم َ الشخص ُ على الدين من خلال ِ الفائدة التي تتحقَّق ُ للأول و تعود ُ عليه من الثاني. كأن يرى اللاديني أن الشرائع و الطقوس و العبادات لا تُقدِّم ُ أي َّ قيمة ٍ ملموسة ٍ للفرد فيقودَه ُ الاستنتاج ُ إلى دونية ِ الفكر الديني، أو كأن يرى الديني ُّ أن الراحة َ النفسيَّة َ المُتحصِّلة َ من العبادات تُعينُه على متاعب ِ الحياة ِ و همومها فُيعظِّم الدين و يرى في تلك الراحة ِ دليلا ً على عُلوِّ هذا الفكر ِ و تساميه. و ترتبط ُ هذه النقطة ُ بالتي قبلها بشكل ٍ مباشر لأن القوالب َ الفكريَّة َ المُعاصرة للمتلقي سوف تكون ُ الأداة َ التي يحكمُ بها على الدين بعد َ أن مرَّ من خلال ِ مصفاة ِ المنفعة، إننا هنا أمام َ مِصفاة ٌ مُركَّبة.

- الرابعة: مِصفاة ُ المؤسَّسة ِ الدينية، و هي أن يُحكم َ على الدين من خلال الأشخاص ِ و الرموز ِ و الجماعات ِ المؤسَّسَة ِ التي تنتمي إليه. و في هذه النقطة كلام ٌ كثير، فمن جهة ٍ علينا أن نعترف َ أن هؤلاء ِ الأشخاص و تلك الجماعات تقرأ ُ نصَّها منذ ُ أن تأسَّست و تبني فهمها و ممارساتها تباعا ً له و تأسيسا ً عليه، و بالتالي فهي مصدر ٌ جيّـِد ٌ للمعلومات عن مقاصد ِ النصوص و مراميها،،،

،،، أما من جِهة ٍ أُخرى فإن تعدُّد َ هذه الجماعات و اختلافها يُشكِّكُ بقوة ٍ في كونها مصدرا ً صادِقا ً للإخبار عن المقاصد و المرامي، فمقاصِدها و رؤاها مُتعدِّدة و مُتضارِبه و مُتناقِضة على الرغم من مرجِعِها النصي الواحد مما يعني أن النصَّ لا يُفهـَم ُ إلَّا من خلال ِ القارئ، و أن سطوة َ هذا القارئ هي مصدرُ قدسية ِ النص ِّ و هيبتِه ِ و دلالاته و أبعادِه ِ و معانيه، استتباعاتِه كاملة ً،،،

،،، مما يعني بالضرورة أن فحص َ المؤسسة ِ الدينية و الجماعات ِ المُنبثقة ِ عن الدين هو فحص ٌ لمؤسِّسين فرعين أكثر َ منه فحصا ً للدِّين ِ نفسه، و هنا مكمن ُ الخطر ِ و موضِع ُ الحذر ِ و جدوى مادَّة ِ التَّأنّـِي ِ و الفرز، و مبلغ ُ إما حُسن ِ التشخيص ِ و التفكيك أو سوئهِ ، حين َ رفع ِ طبقات ِ تراكُمات ِ الفهم ِ و التَّأويل ِ و الأدلجة ِ و الموروث ِ، عن النص، و الذين أتت بهم المؤسَّسات ُ و الجماعات، دون َ إهمال ٍ لهم أبدا ً، فهم في النهاية ِ أبناء ٌ لنصوصِهم شارحون َ لها، و يكون هذا بوضعِ النصِّ و شارحِه ِ و مؤسستِه ِ، و بيئته الحضارية و الثقافية و المعرفية مع الأبعاد ِ النفسية للمؤسسين الأوائل ِ الأصول ِ و ظروفهم الحياتية الاجتماعية و النفسية ِ و السياسية في ميزان ٍ له ُ كفَّات ٌ كثيرة لا كفَّتان ِ فقط، لتتوازن َ العوامل ُ المؤثِّرة بحسب ِ ما يجب ُ لِكُل ٍّ منها.

و لقد وصلنا في هذه ِ المُقدِّمة ِ المُوجزة إلى السؤال ِ الأهم: ما شأن ُ كل ِّ هذا في الفكر الأبوكاليبتي؟ و سيكون ُ الجواب أن المسيحية َ نشأت كمذهَب ٍ يهوديٍّ بحت، لم يكن يهدف ُ إلى الانفصال ِ عن الدين الأم، لكنَّه ُ كان مذهبا ً خاصَّا ً يرى أن العالم و من فيه قد أصبح َ في قبضة ِ قِوى الشر، و أن هذه القِوى ستنمو و تكبر ُ و تسيطِر ُ حتى تبلغ َ ذروة َ قوَّتها، و أنه لا يمكن ُ إيقافُها بأي ِّ فعل ِ أرضيٍّ كان، و لذلك فسيكون ُ انقلابُها و دمارُها فعلا ً إلهيَّا ً بحتا ً، و هذا الفعل ُ لا محالة َ قادم، بل إنَّه ُ مُتحقِّـق ٌ و حاصل ٌ في حياة ِ المؤسِّسين أنفسِهم كما توقعوا و خيَّب َ التاريخ ُ توقعاتِهم.

سأتصدى في هذه السلسلة لتقديم ِ المسيحية من خلال ِ تحليل ِ نصوصها في العهد ِ الجديد، بعد َ أن أعود َ بكِم من رحلة ٍ معكم إلى العهد القديم ِ الذي بُنيت عليه ِ النصوص ُ الجديدة، حتى أُثبت َ لكم ما ذهبت ُ إليه ِ من زعم ٍ سابق عن ماهية المسيحية ِ و منشئِها ومقصد ِ مؤسِّسيها و أهدافِهم، فاحصا ً التعاليم َ الأخلاقية َ الموجودة َ فيها وواضعا ً إياها في الإطار ِ الذي أراد مؤسِّسوها أن تكون فيه، ثم سنرى سويِّا ً الإطار الأخلاقي َّ المُعاصِر َ لها كيف تمت َ عملية ُ إعادة ِ تسيـِـقـِـهِ (أي وضعُهُ في سياق ٍ جديد)، و كيف يخدمُ هذا السياق ُ الجديد البُعد الإنساني و يتَّفِق ُ مع الثقافة ِ السلامية ِ للعلمانية في أكثر ِ المواضع و يُؤسِّس ُ بشكل ٍ جلي ٍّ لقبول ِ بذور ِ الفكر اللاديني الإنساني الجامع، كيف َ يفترق ُ عن هذا الفكر ِ في مواضِع َ أخرى، و بهذا نفهم ُ المسيحية َ حقَّا ً، بتجرُّد ِ الباحث و حيادِه.

و عليه أقدِّم ُ للقارئات ِ و القرَّاء ِ الكرام هذا التبويب َ البسيط، و الإطار َ العام و الخطوط َ العريضة لمحتويات ِ هذه السلسلة ِ:

- ما معنى الأبوكاليبتية.
- ما هي ركائز ُ الأبوكاليبتية.
- كيف نشأت الأبوكاليبتية و من هم أبرز ُ رموزِها في العهد القديم.
- المناخ الفكري و السياسي الذي احتضن َ مؤسسي المسيحية الأوائل.
- الدعوة الأبوكاليبتية لمؤسِّس المسيحية الأول: يسوع الناصري.
- أثر الصَّـلب على تطور الفكر الديني عند تلاميذ يسوع.
- بولس أبوكاليبتيا ً.
- أثر الفكر البولسي على إحداث القطيعة مع اليهودية.
- تطوُّر الفكر المسيحي الأبوكاليبتي بعد موت بولس من الأبوكاليبتية الأفقية إلى العامودية.
- الأثر الكارثي لحقن ِ الفكر المسيحي في السياسة و إدارة الدولة في عهد قسطنطين و بعده.
- إجبار الكنيسة على العودة إلى أصولها الأولى.
- المسيحية المُعاصرة و إعادة تسيــِق الأخلاق الأبوكاليبتية اليسوعية.
- مواضع: التقاء الأخلاق المسيحية المعاصرة مع، و افتراقُها عن، الفكر الإنساني.
- المسيحية كأحد جذور الفكر العلماني الغربي.

أرجو اعتبار هذه المقدِّمة دعوة للقارئات و القراء الكرام لتقديم مقترحاتِهم عن التبويب و المحتوى، قبل أن أبدأ بتقديم السلسلة.

مع التقدير الوافر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - االباحث نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2015 / 9 / 5 - 13:40 )
اسعدني مقدمة سلسلة مقالاتكم وهي مواضيع قد كتبت فيها كثير من المقالات ولااشك في ان مقالاتك ستكون مثيرة للجدل ..
بالنسبة للرسول بولس كان يمثل التيار الاممي الكوني في المسيحية وسابق عصره في نظرته الى المراة بخلاف القراءة التقليدية والتي تعتبره معاديا للمراة . ثقافة بولس والدروس في الشريعة اليهودية والتي تلقاها على اعظم معلمي عصره جمالائيل ممزوجة بالفسفة الرواقية والهوية الرومانية جعلت منه انسانا كونيا لايوجد مثله في القرن الاول الا شخصان هما فيلو الاسكندري اليهودي والذي اعطى للتوراة تفسيرا رمزيا وبعدا كونيا بعيدا عن التعصب والثاني الخطيب الروماني الشهير شيشرون وهو وبولس من مدينة طرسوس والتي انجبت اعظم الفلاسفة الرواقيون امثال زينون .بسبب هذه العوامل وبسبب لاهوت التبرير بالايمان الذي شرحه في رسالتيه الى اهالي رومية وغلاطية وهي من الرسائل المؤكدة النسبة اليه انتبه الى تعارض الشريعة اليهودية مع حب المسيح لذا حدث له الانقلاب اففكري في الطريق الى دمشق .لكن بعض رسائله ليست من كتابته بل من كتابة تلامذته والذين اسؤوا الى المراة واضافوا ..يتبع ..


2 - في الانتظار
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 5 - 13:45 )
تحية أيها الأخ الغالي
بانتظار على احر من الجمر
دام فكرك وقلمك (يعني لوحة المفاتيح )هههههههه
سلام


3 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2015 / 9 / 5 - 13:49 )
رسالة رقم (2 )..
وقد تمت اضافات لاحقة الى رسائل بولس وقام اباء الكنيسة بمهاجمة اليهودية بسبب القرار الذي اتخذه المجمع اليهودي الاول الذي انعقد في بلدة جمينا في نهاية القرن الميلادي الاول واتخذ فيهما اهم قرارين وهما تثبيت كتالوج اسفار العهد القديم من التوراة واستبعاد الاسفار اليونانية وثانيهما قرار المؤتمر بفك الشركة مع المسيحيين وطردهم من المجامع اليهودية واعتبارهم هراطقة . من هنا يعتبر الكثير من الباحثين المسيحيين وهذا بحثت عنه في سلسلة دراسات في الكتاب المقدس اصدار كنيسة اللاتين في بيروت ان هجوم يسوع على الفريسيين والكتبة ورؤوساء الكهنة في الموعظة على الجبل في انجيل متى والحدة التي تحدث بها يسوع مع اليهود هي من تاثير القرار اليهودي اي ان انجيل متى ولوقا قد تم تدوينهما بعد انعقاد المؤتمر اليهودي الاول او تمت اضافة هذه الفقرات لاحقا حيث يصفهم بالعميان واولاد الافاعي وغيرها من الاوصاف الشنيعة .
ختاما انني بانتظار الاجزاء الاخرى لندخل في حوارات مطولة ..تقبل اسمى تقديري ووافر محبتي .


4 - العزيز / نضال الربضي
شوكت جميل ( 2015 / 9 / 5 - 19:24 )
تحية طيبة أخي الكريم

بحث و اختيار موفق في مسيس الحاجة اإليه ،و لعله يكون نموذجا للنقد الديني المحايد لمن يتصدون للنقد الديني.

أربعة عشر عنصرا ،بالإضافة إلى المقدمة الجميلة ، أراها واعدة و وافية ؛ و الحق شد ما لفت انتباهي العنصر الأخير (المسيحية كأحد جذور الفكر العلماني الغربي )، تلك التي يتجاهلها أكثرهم ،و يضربون صفحاً عنها ،و كأن الدين في عداوة -فطرية- مع العلمانية فيغمطون -حركة الإصلاح الديني- في أوربا دورها في فصل الدين عن الدولة و مساهمتها في التنوير و التمهيد للعلمانية ،رغم أن التأريخ يأتي على ذكر رجال دين كان لهم من الأثر الخطير ما لا يمكن تجاهله إلا على وجه التقصير أو التعصب، و أتمنى أن تسهب في هذه النقطة الغير مطروقة كثيرا

خطة بحثك المتكاملة ،حقيقُ بها أن تطبع في كتاب نحن في انتظاره.

أخلص التحايا


5 - العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 6 - 08:58 )
تحية طيبة أخي العزيز وليد!

يسعدني حضوركم في المقالات لما تقدمونه من أفكار سديدة تطرق مواضيع منسية و أبواب لا يعلم المعظم بوجودها.

ستتناول السلسلة الأبوكاليبتية المنطقة المجهولة للقراء العرب (مسيحين، مسلمين، لا دينين) في المسيحية، و هي منطقة الجذر الذي نمت منه الشجرة، إنه جذر ٌ يعود إلى ما قبل المسيحية، إلى السبي البابلي، حين تحطمت أحلام شعب ٍ اعتقد أنه مختار، ثم رفض أن يتخلى عن الفكرة لأنها أصبحت هويَّة ً وجودية ً شاملة، فكان لا بُد َّ أن يجد البديل.

لم يكن البديل هو الأبوكاليبتية بنسختها الأخيرة، لكن أبوكاليبتية ًً قبلها، تحصَّلت الأبوكاليبتية الأخيرة كنسخة تطورية منها، و هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في السلسلة.

دمت بود.


6 - العزيز قاسم!
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 6 - 09:00 )
صباح الورد أيها الصديق الطيب!

أستمدُّ للكتابة ِ نشاطا ً من حضوركم و متابعاتكم جميعاً، و أُعوِّل ُ على ملاحظاتِك َ بحكم ِ خبرتك َ في اللغة العبرية و في تقاليد المتدينين اليهود، لتزويدي بالملاحظات الثمينة.

دمت َ بود!


7 - العزيز الجميل شوكت!
نضال الربضي ( 2015 / 9 / 6 - 09:04 )
سلاما ً قلبيا ً صافيا ً لشاعرنا و مفكرنا الجميل!

أتابع ُ خواطِرك َ الشعرية َ المُنتقاة َ بعناية، و هي على قصر جُملِها غنيَّة ٌ بالمعنى، و لقد شدني الضفدع ُ الذي أحبَّ الطين، و لم يعجبه ُ التنظيف، و إني أرى أنك على خُطى كليلة و دِمنة، طارق ٌ لتلك َ الأبواب خلف الرموز ِ و الإشارات.

إن عقلك الراجح قادر ٌ على تقديم الروائع من البحوث ِ و المقالات، و أتمنى أن تعود َ لكتابة ِ الأبحاث مثل تلك التي تناولت الرومان و مجتمعهم مثلا ً. إن قدراتك يجب أن لا تضيع، فهذا حرااااامم بكل معنى الكلمة، فكر رجاء ً في الأمر.

وافر الاحترام و التقدير!

اخر الافلام

.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان


.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر




.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس