الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحترم الإسلام وكل الأديان

جهاد علاونه

2015 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من ناحية المبدأ, كل المقربين مني الذين يعرفونني حق المعرفة يعرفون بأنه من المستحيل على رجل مثلي أن يكون ضد معتقدات الناس الدينية وآرائهم المذهبية, فأنا أحترم كل الأديان والمعتقدات وأهم تلك الأديان التي أحترمها اليهودية والمسيحية والإسلام, ولم أفكر يوما بتوجيه أي إهانة لأي متدين, أنا أومن بحق الجميع بأن يعيشوا حياتهم الدينية وأن يمارس الجميع شعائرهم الدينية مهما كان نوعها, أنا أومن بضرورة التنوع في الحياة فالتنوع سمة من سمات الحياة العصرية, ففي الشارع خارج المنزل الكثير من الطوائف المنقسمة عن الدين الواحد, فأيضا هنالك انقسامات وتكتلات وصراعات داخل الدين الواحد, فالإسلام ينقسم إلى سنة وشيعة والشيعة تنقسم إلى مذاهب والمذاهب تنقسم أيضا وكذلك المسيحية وكذلك اليهودية, يجب أيضا أن نعمل على تحقيق العدل والسلام الدائم داخل كل ديانة يجب أن يحترم المسلمون بعضهم البعض على اختلاف معتقداتهم ومذاهبهم وأفكارهم, يجب على كل دين أن تحترم فيه الطوائف بعضها البعض وذلك حتى نتجنب الحروب وحتى نتجنب المزيد من سفك الدماء.

إن أغلبية الحروب التي نعاني منها هي بسبب عدم احترام المذاهب بحق الآخرين بالتعايش معهم في مجتمع تعددي وتحت لواء دولة تؤمن بالتعددية السياسية والفكرية والدينية وتحت لواء دولة تؤمن بحق الجميع من الاستفادة من مقدرات الوطن.

بعض الناس يعتقدون بأنني ضد الإسلام لمجرد أنني أكتب كلاما جميلا عن المسيحية وهذا وهم واعتقاد خاطئ أنا أحترم كل الأديان والمعتقدات وأتمنى على الدول العربية الإسلامية أن يصل فيها الإسلام إلى مستوى المسيحية في الدول الغربية التي تحترم حقوق الإنسان, فأنا لست ضد المسلمين ولا ضد الإسلام ولكنني ضد المسلم الذي يقتل أخاه المسلم أو يعتدي على جاره المسيحي أو اليهودي وضد اليهودي الذي يعتدي على المسلم أنا أتمنى أن أعيش داخل دولة تكون فيها كل مكوناتها متسامحة مع بعضها البعض, أتمنى أن أشاهد الكنيست بجانب الكنيسة وبجانب المسجد وأن يدخل المسلم إلى الكنيسة ليصلي فيها وأن يدخل المسيحي إلى المسجد ليصلي في داخله وكذلك في الكنيست والهياكل اليهودية, أتمنى أن ألقي بتحية الصباح والمساء على جاري اليهودي وجاري المسيحي وأن نأكل أنا وهو في مطعم واحد وأن يكون بقريتنا مسجدا وكنيسة وكينيست, أتمنى أن أرى السلام يزدهر ويترعرع بين المسلمين أنفسهم وبين كافة الأديان السماوية, لا أريد أن أرى لبنانا آخر أو سوريا أخرى في الوطن العربي, أتمنى أن أجد مسلمين يؤمنون بحق غيرهم بأن يعيشوا إلى جوارهم وأحلم بأن أعيش داخل دولة عربية مسلمة تحترم حقوق الإنسان والأقليات الفكرية وأن تدافع عن الجميع بحقهم بأن ينعموا بحياة كريمة وإلى الأبد...آمين.

أتمنى أن أرى الإسلام العلماني الذي يفصل بين الدين وبين الحياة, بين السياسة وبين الدين, بين القانون المدني وبين الدين, أتمنى أن أرى دولة عربية إسلامية الجميع فيها أمام القانون سواء مهما اختلفت مذاهبهم وأديانهم ومعتقداتهم, أتمنى أن نصلي جميعا لرب السماء وأن نلتزم بقانون مدني يحكمنا جميعنا على مبدأ المساواة بين الجنسين وبين كافة أصحاب المذاهب والمعتقدات.

من هنا تنبع أهمية نظرتي ونقدي الفكري الديني, أتمنى مثلا أن أرى موعظة المسيح على الجبل وهي تُدرس بكافة المدارس الإسلامية لِما تحويه هذه الموعظة من مبادرات تصنع حياة سعيدة للإنسان....اتمنى على الاسلام أن يتعلم الكثير من الأديان الأخرى وتجاربها مع المجتمع والحياة, فكل الأديان سبقت الاسلام بالظهور وسبقته أيضا بالتطور فطالما أخذ الإسلام في بدايته عن الأديان الأخرى كالمسيحية واليهودية فلماذا أيضا لا يأخذ عنهما العلمانية في العصر الحديث؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا ليس اوان للتراجع
صلاح البغدادي ( 2015 / 9 / 7 - 19:14 )
السيف،المنجنيق،البندقيه،المدفع...والقنابل العنقوديه والذريه.
سلسلة صناعة الموت لاتنتهي
هذه الاسلحة قد تكون عندك او عند عدوك
اللعبة هي في كيفية الاستخدام
فجاءة ومن غير سابق انذار،خرج علينا وحش ظلامي ،متوحش غادر،كشر عن انيابه وبدآ سيناريو حصد البشر والحجر
عن هذا الوحش ،كنا نقرآ في تاريخنا التليد
سلاح هذا العدو،بسيط....الكلمة
كلما قتلت من الاخر اكثر،كلما قطعت اوصال اطفاله وسبيت نساؤه اكثر،كلما دمرت اثاره واحرقت حضارته اكثر.....كلما اكثر اقتربت من السدرة اكثر
هذا سلاح عدوك،لاتوجد غير الكلمه
وماهو سلاحك وسلاحي بوجه كل هذا الغدر
الكلمه ،كلمتك وكلمتي
ياابن علاونه....هذا ليس اوان للتراجع.......تحياتي


2 - ليس تراجعا
جهاد علاونه ( 2015 / 9 / 7 - 20:06 )
ربما خصومي وهذا ما اعتقده قد فهموا المغزى والمقصود من المقالة اكثر مما فهمه عشاق واصدقاء كتاباتي.


3 - طريقك مسدود مسدود يا سيدي جهاد
بولس اسحق ( 2015 / 9 / 7 - 20:22 )
يا سيدي العزيز جهاد علاونه المحترم..مقالتك هذه ذكرتني باسطورة سيزيف..فما اصعب ومن المستحيل المستحيل ان تصل بالصخرة الى قمة الجبل..وبالتاكيد انك ستتناثر الى اشلاء لان الصخرة التي تحاول ان ترتقي بها..احذر انها ملغومة ومليئه بالمتفجرات وستنفجر عليك لا محال في اية لحظة حتى وان كانت نيتك سليمة..فالقوم الذين تحاول ان ترفع الصخرة عن طريقهم ليستدلوا على الطريق باتوا مقعدين عجزة لا قدرة لهم على المسير..اشبة بوحوش كاسرة اصابتهم الشيخوخة..ولا وسيله امامهم للاستمرار بالعيش سوى الانقضاض على كل من يقترب من وكرهم سواء كان صيادا او عابر طريق او حتى من جماعة الرفق بالحيوان ويحاول المساعدة..فهذه الوحوش الكاسرة باتت لا تميز..المهم انها تبقى على قيد الحياة وان كان نوعها رزيلا تعيسا..وعليك يا سيدي العزيز ان تفهم المغزى..فليس كل ما يتمناه المرء يدركه..فمكتوب عليك ان تستمر في حمل الصخرة الى ان تنقرض الشعوب التي ظننت انك تستطيع او قدمت حلولا وكانك تحلم في وضح النهار(احلام اليقظة)محاولا المساعدة!!..تحياتي.


4 - الاسلام غير المسيحية يا جهاد
الدرة العمرية ( 2015 / 9 / 19 - 22:47 )
جهاد علاونة ما يتمناه للاسلام هو ان يتطور كما نطورت المسيحية.يعني يريد تحريف الاسلام وترك الاسلام في المساجد فقط........يعني يريد تدمير الاسلام باسم المحبة يعني يريد القضاء على الاسلام.لأ يا سيد علاونة الاسلام دين ودولة الاسلام ليس ايمانا فقط بل شريعة يعني قوانين وعلى المسلم الايمان بها وتطبيقها

اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس