الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هِجرَة أوطان أم غُربة أديان

خالد علوكة

2015 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هِجرَة أوطان أم غُربة أديان
ظهرت ألاديان التبشيرية في عالم الشرق فحسب بسهولة لوجود أرضية وجغرافيا ملائمة ودخل الناس فيها أفواجا واليوم يهرب ويهاجرالناس من الشرق واديانه أفواجاً أفواج ليركبوا أمواج بحر دون أن يصلوا بعد أن تدينوا بالصحراء في حر وقر وجنة موعودة وإذ بهم بالبحر غرقى ولم ينقذهم ويخلصهمً دين البلد الذي به ولدوا وعاشوا وهجروه بفزع وقذع وضاع قديم ألاوطان بحديث ألخلاص بالاديان .
في الشرق والعالم الاسلامي وطنك ودينك لاتَهجره حتى لوهَجرك – ولاتتركه حتى لو تَركك – ولاتَبيعه حتى لوباعك – وقد لاينفعك أويرفعك إلا بمقدار ضعفك وتخشاه عند حاجتك اليه مثل خوفك من ربك وتعبده بخشوع وهو يبعدك عن دنياك في رزقك وارثك وسكنك ويقرب اجلك برضى هجرك وطردك من روحك وبلدك لتقول لم يبقى لي شئ راضون بالهجرة والقدر.
ألاوطان والايمان والمحبة موجودان قبل ألاديان لكن بعد سطوة ألاديان التبشيرية تغيرت ألاحوال واستملك ألدين شعوب ألاوطان وقال أنا الله المختار ومن بعدي ألطوفان ولاأوطان ولاشعوب وبلدان والآخره مثواكم وإن تعذبتم بالدنيا فهو حلال ، وهل غاية الاديان في الاوطان إلغاء ونفي ألانسان ؟ ألله عندما خلق آدم جَبَلُه بالتراب والماء والهواء والنار ولم يقل له أنت كل ألاديان وكل ألاوطان بل لايعرف لليوم من أي دين كان عدا دين الطبيعة ولا بإي قبر في تربته يرقد ألآن ؟ يستطيع دين الطبيعة فقط كبح جماح شرورألانسان وطبيعة ألاديان تتدخل غرما وشرعا في كل مرافق ألحياة وفي قلب وعقل الانسان وبسطوة ورعب ورهبة السماء .
حالنا هذا يذكرني بقصة حقيقية حصلت في كينيا ( حيث يقول رئيسها السابق إنه جاء لبلادنا مبشرين وبيدهم الكتاب المقدس ونحن بيدنا ألآملاك من اراضي وبساتين وبعد فترة من التبشير تركنا أراضينا بايديهم ومسكنا الكتاب المقدس بإيدينا ! ).
كارثة ومحزن حقا أن تترك وطنك وتهاجر هكذا وإن ضاقت بك السبل وقل الامل وجاء ألاجل المحتوم بهجرة مكتوبة في لوح القدر فأكثر الانبياء هاجروا مسقط رأسهم مجبرين ولعدة اسباب ويظهر للهجرة فوائد إبتداء من نبي آدم المسكين الذي ترك الجنه ليذوق طعم الهجرة في ارضه وثم نبي ابراهيم الخليل في رحلته من اورفه الى الخليل وأعقبه طوفان قوم نبي نوح وهاجرأيضا زرادشت ثم نبي موسى وعيسى ومحمد وأتبعهم كثير متصوفة وأولياء وحواري وكهنة وكل هؤلاء بالدين هَجروا أوطانهم حيث لم يفلحواأول ظهورهم في نشر رسالتهم الآ بعد حين بفعل صبروقتال ويقين وثبتوا وجودهم بجديد دعوتهم ونفي ماقبلهم ..
أي شرق وعالم مجنون فيه وطن ودين يسلب كرامتك ووفائك ويعجل سفرك بالهجرة وينهي مستقبلك ؟ أي وطن هذا تعيش فيه ولايعيش فيك ولك بل عليك تدور الدوائر وتخر ألسرائروتجني ألآلم من مصائب دهر وعصائب عصر. كان المسيح دبلومسيا جذابا عندما ادرك مكبات الدنيا ومغزى الدين حين قال (ما لله لله وما لقيصر لقيصر) لكن اليوم غاب وهاجر المؤمنون عن وطن ما لله وتركوا لقيصر كل ماندرمن حلي وذهب وحجر وشجر ولم ينجوا وأخذت تبحث مغتربا وتصنع لك وطن بلا وطن ووثن ودين منتحل لاينفع حامله و بقية البشرسوى صغرلقمة خبز بعد أن كانت في وطنك منسف وطعام دسم سحبتها من فم أطفالك وهاجرت وتركتها لحيتان فساد رجال دين ووطن ...
يقول سيجموند فرويد 1859-1939م ( كما معروف أن يختار شعب من الشعوب إلها جديدا ولكن لم يحدث قط أن إختار أله من ألالهه شعبا جديداً ) . وقد لانستغرب هذا في قاموس الاديان ألتي غيبتنا وغربتنا من الدنيا بالاحكام والشرع والتفوه بلسان الله ، وهكذا يختار الواحد له شعباَ - أو يتبنى له إبناً أو يفضل خلقه عن غيرها ، وحقاَ - كل قوم بما عندهم فرحون (ألاية ) ، وألاله واحد لايقول لغيره سوى إنه إنسان واحد ولايقبل الرب ألقسمة إلا على واحد وخلق أنسان واحد من خالق واحد ولكن ألاديان صاحت بأكثرمن واحد في ودين وشرائع .
الله يرحمك يا ماركس 1883- 1918م عندما قال في الدين حكمته المشهورة ولااُعيدها تجنباً من رمي ذنب لماركسيين أصبحوا للاسف مثل ألذئب متهمون بكل سلبية واعوجاج في الكون ليس لهم يد بها . وعجيب امر الهجرة والغربة في هذه ألايام و التوقيت وقد قرأت تصريحا قبل فترة لم يحضرني مصدره قال ( سوف أغرق اوربا بمليون مهاجر ؟ وقد حصل ) ، وجثمان ألطفل إيلان الكوردي ألذي وجد مفطوسا طافيا على سواحل تركيا حرك وهز الضمير العالمي ألنائم وبكى رؤساء وشعوب في حزن وألم وهذا موسف حقاً وماذنب هذا الطفل وبينما نرى من جانب آخرمنذ سنوات سكوت وتماطل دولي وإقليمي ومحلي لاسباب حدوث غرق الطفل من حروب وحرق شعوب المنطقة ووجع سبي شرف نساء سنجار أليس هذا جزء من شرفكم وإنسانيكتم وتبدوا هذه الهجرة تدخل أيضا ضمن مفاجئات ومناورات التلاعب بوعي شعوب ألمنطقة بالجنه الموعودة وتفريغ وتفريخ حلقة أخرى من غرائب الحرب على (داعش).. والحقيقة ألناس أحرار في الهجرة طوعا أم قسرا وهجرة ألاوطان وتغرب ألاديان هي صفحة وعلامة من نهاية حضارة الشرق وتاريخه ألدموي وعالمه الغريب بتعدد التأويلات في مذاهب واديان وطوائف شتى والتي جاءت للهداية والتوحيد والايمان فاحترق الناس بها وتفرقوا شتاتا وصار أليقين طاعة عمياء وألغاء للاخر بحجة أركان الدين ولم يبقى غيرالاطلال واحلام ليل وكإننا ولدنا في مكان وجغرافية باطلة ورافضة لكل شئ لاينفع معها غير الهجرة مَثلنا رحلة ألحيوانات الموسمية أوالنسيان ومن يقدر أن ينسى بانه إنسان ..وآخر ألمطاف حكمة تقول (لكل نوع من الحياة نوع من التفكير )وهذا صائب لكن أن تٌجبر وتُفكر بِهجر وطنك ودينك وشمسك لتتسول في الغرب هذا ليس تفكير ولادين بل كفر وطفر فوق ألمنطق والعقل والدين والوطن .وصرنا خطار ومسافرين في بلدنا واسفاه وحسرتاه على من جاء العصر وبنى القصر - وحكم البلد ولد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 134-An-Nisa


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم




.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس


.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي




.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س