الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أي حد الثعلب يحتاج إلى الدجاجات- عن علاقة الإمبراطورية بالإرهاب ..

حازم العظمة

2005 / 10 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مقالتها : إفرازات الحرب الباردة (الحوار المتمدن- العدد 1233 ) تقدم د . نادية فارس عرضاًجميلاً للغاية عن العلاقة – العلاقات- بين الإدارة الحاكمة في الولايات المتحدة و الحركات السلفية الإسلامية
تلك العلاقة التي برزت بقوة على السطح إبتداءً من الحرب الأمريكية في أفغانستان
و تابعت فارس هذه العلاقة في تاريخها الأقدم عل الأرض العراقية منذ " نشوء و ارتقاء " نظام صدام حسين الفاشي ، و كيف أن التواطؤ ، و عملياً الحلف الأمريكي - الصدامي – الإسلامي أراد أن يردّ العراق إلى حيث يتمنون : أي بلاداً للتعصب الديني و المذهبي و القومي بمختلف ألوانه ، و يريدون مستقبلاً للعراق يشبه الذي يصنعونه لأفغانستان و يشبه الذي صنعوه مع حليفهم بن لادن الذي أسموه في وقتها مع " مجاهديه" الذين تمولهم المخابرات الأمريكية بـ "المقاتلين من أجل الحرية " ” freedom fighters”
، ... و كيف أنهم خاضوا " الجهاد" معاً ، "يداً بيد".. حتى يردّوا أفغانستان إلى عصور الظلام الأشد تخلفاً و الأشد همجية ، إلى "نظام" يتضمن فيما يتضمن تغطية النساء بالإرغام و منعهن من مغادرة منازلهن ، إلا للقبر ، و قطع الرؤوس و قطع الأيدي بالسيف و رجم " الزانية"حتى الموت و إلى ما هنالك ، تلك كانت الهمجية التي أتى بها الحلف الأمريكي- الاسلامي السلفي إلى أفغانستان ...

و نستطيع أن نتابع هذه العلاقة إلى أبعد من هذا أيضاُ منذ خمسينات القرن الماضي في " الرعاية" الفائقة التي خصت الإمبراطورية بها النظام السعودي ، و المستمرة حتى اليوم ، بل هي أقوى اليوم من أي وقت مضى،( هذا إذا أهملنا التهريج الذي يقوم به من حين لآخر بعض أعضاء الكونغرس في هذا الشأن أو ما تقوله للتزيين من بضع كلمات أحياناً رايس أو غيرها )
و نستطيع بدون جهد كبير أن نرى كيف أن الإمبراطورية الأمريكية هذه نفسها التي تزعم الديموقراطية و حقوق الإنسان و تعلن عن نيتها في أن تصدّر هذه و تلك إلى العالم كانت و ما تزال ترعى و تدعم بدون حدود و بكل ثقلها العسكري و المالي و بنفوذها الديبلوماسي نظام المشيخات و النخاسين هذا و الذي يطبق منذ عهود بعيدة نظام قطع الرؤوس و قطع الأيدي إياه بل و أضاف عليه من "إبداعاته " ..هذا النظام الذي يخلو من أي دستور و لو حتى شكلي ، و ليس فيه نظام للقضاء و المحاكم يمت إلى العصر بأي صلة .. و الذي يحمي و يخفي نظاماً للرق هو الأخير في العالم ، أعني الرق حرفياً ، ناهيك عن نظام الرق ، عملياً ، الذي يخُضع له العمال العرب و الآسيويين هناك ...
لم أسمع مرة عن " لجنة " في الكونغرس تطالب بالتحقيق في ، و بإلغاء الرق في السعودية بينما سمعت بعشرات اللجان التي شكلت لإسقاط نظام الحرية في كوبا بل و بالتحريض العلني لقتل فيديل كاسترو و قتل شافيز في فنزويلا و ببساطة لأن هذا الأخير انتزع السلطة من شركات النفط الأمريكية في بلاده

-تحت رعاية الإمبراطورية و جهاز استخباراتها و بتمويل النظام السعودي جرى تدريب عشرات آلاف الإرهابيين في أفغانستان و من ثم تصديرهم إلى كل دول المنطقة العربية
كان هذا الإسهام " الجهادي - الإسلامي" الأبرز في تاريخ نشاط وكالات الإستخبارات الأمريكية

- هل كان هذا جزءاً (مبكراً ) أو تاسيسياً .. من نظرية " الفوضى الخلاقة" ...الذي تدعو إليه اليوم كوندولبزا رايس ...

- بدأ التأسيس لـ الحرب – الحروب الأهلية ( التي يتمنون أن يشعلوها) في العراق من إجتماعات " المعارضة العراقية" أول ما بدأ في لندن حين أتت” CIA بالعمائم لـ "تمثيل" الشعب العراقي و بدأ عندها الحديث عن " مندوبي السنة" و "مندوبي الشيعة " وعن " نسب تمثيل " ، الأكراد .. و التركمان ...إلى آخره ...

- بدأ قبل ذلك في أثناء حرب الخليج الأولى حين وضعت الولايات المتحدة " الشيعة " و "الأكراد"( تحت حمايتها) ، إلا أنها في نهاية الحرب حين كان الطريق مفتوحاً إلى بغداد تركت " الشيعة" لمصيرهم أمام مابقي من أجهزة صدام و جيشه ليمعن فيهم تقتيلاً، لم يكن آن الأوان بعد ليأتوا هم بأنفسهم ، تركوا لصدام فرصة أن يقوم هو بنفسه بإكمال ما بدأه منذ زمن بعيد من تدمير العراق و قتل العراقيين
و دائماً من أجل هدف واحد وحيد : أن يبقى هو- و ذريته - في السلطة (ككل أقرانه من الحكام العرب)

- حين تبدأ الأبواق الأمريكية ( ليست بالضرورة أمريكية الجنسية أو اللغة) بالحديث عن حقوق الأقليات : اليزيديين و الكلدان و الآشوريين ، هذه الأقليات التي هي فعلاً ضحية الإستبداد ،يقع هؤلاء سريعاً بالفخ ( مثلهم مثل غيرهم ) ويعتقدون أن " المخلّصَ " الأمريكي سينقذهم و أن لاهمّ له سواهم ...

- "المشهد" نفسه يجري تأسيسه في مصر : السادات يبدأ بإضطهاد الأقباط المصريين ،يطلق يد الإسلاميين في قتلهم و تعذيبهم و تحويل حياتهم إلى جحيم فيأتي " المخلّص" الأمريكي ليبدأ في عقد مؤتمرات و تشكيل لجان في الكونغرس لـ "حماية" الأقباط .. ، أيضاً يقعون في الفخ و ينسون أنهم مصريون و أنهم يعانون من الإضطهاد، شانهم شأن بقية المصريين ، من نظام الإضطهاد المستمر : السادات- مبارك

إلى ماذا أردت أن أفضي من كل هذا ..
،الوصفة الأمريكية لبلدان شرقنا هذه ما تزال هي نفسها، تبدلت بعض التفصيلات إنما الأهداف الأساسية ما تزال : المزيد من التخلف من أجل فرض الهيمنة ، إثارة الإنشقاقات و التعصبات بكل أنواعها ومن ثم إيجاد المبررات للتدخل
و صولاً إلى الإحتلال العسكري ...
قبل سقوط النظام السوفييتي كانوا يستخدمون فزّاعة الشيوعية ، الآن بعد أن انهار الإتحاد السوفييتي يحتاجون إلى "خصم " ما.. ، بدونه لن يستطيعوا إقناع الأمريكي من الشعب بميزانيات التسلح الخرافية ، لن يستطيعوا بدونه أن يصدروا قوانين من نوع " باتريوت " الذي ليس إلا نسخة معدلة من القوانين المكارثية في عهد الحرب الباردة ، أبعد من هذا : بدونه لن يستطيعوا إدامة نظام الرأسمالية القائم على نهب الشعوب و إستغلالها ، و الذي لا يستطيع أن يعيش بدون الحروب .. ، ينَفَقُ إن حرم منها ، الخصم هذا وجدوه بسهولة في " الإرهاب " ،
هذا يعيدنا إلى سؤال : إلى أي حد الثعلب يحتاج إلى الدجاج ...
أنا برأيي أنه لو إفترس الدجاجات كلها لتضور جوعاً ، و لن يجد ما يقتات به في الأيام و الشتاءات العجفاء التي ستأتي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah