الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفلات أم كلثوم وسفور المصريات

ديانا أحمد

2015 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حفلات أم كلثوم وسفور المصريات

بقلم: ديانا أحمد

حفلات أم كلثوم وكيف كانت نساء مصر أنيقات سافرات متبرجات متوائمات مع العالم والغرب والعصر ولسن محجبات ولا منقبات ولا معبآت فى العباءة

حين تشاهد حفلات أم كلثوم التلفزيونية المرئية الأبيض والأسود والملونة فى الستينات من القرن الماضى فى مصر ، وتطالع الجمهور ... غناء أصيل عملاق دعمته ألحان محمد عبد الوهاب والسنباطى وكلمات أحمد رامى ونزار قبانى وآخرين .. حين تطالع الجمهور الجالس للاستماع والاستمتاع بأغنيات أم كلثوم الطويلة حيث تتفرد بقوة صوتها عن أى مطربة أخرى وتتفرد بإذاعة سميت باسمها ذكرتها من قبل فى إحدى مقالاتى هى وإذاعة القرآن الكريم وكلتاهما أنشأها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وهى إذاعة لا تذيع فقط أم كلثوم بل تذيعها وتذيع محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وسعد عبد الوهاب وغيرهم من فطاحل الغناء المصرى العريق فى الزمن الجميل ... وأما إذاعة القرآن الكريم فهى تذيع القرآن بأصوات مقرئينا المصريين العظام وليس بأصوات أقزام الخليج والكيان السعودى الحاليين ....

حين تشاهد حفلات أم كلثوم التلفزيونية المرئية الأبيض والأسود والملونة فى الستينات من القرن الماضى فى مصر ، وتطالع الجمهور .. جمهور متمدن يشبه تماما ممثلى وممثلات السينما المصرية والأمريكية فى الستينات أيضا وفى أفلام الأبيض والأسود .. جمهور من الزوج والزوجة من قلب الشعب المصرى الصميم المثقف من الطبقة المتوسطة من الرجال والنساء المصريات بلا حجاب ولا نقاب ولا عباءة .. بل فساتين وملابس النساء فى الستينات على أحدث الموضات العالمية الأوروبية والأمريكية آنذاك وأجمل تصفيفات الشعر والأقراط والعقود .. والرجال كلهم متأنقون أيضا بالبذلة الكامل من سترة "جاكت" وكرافتة وبنطلون وقميص ، بذلات الستينات الوقورة الأنيقة ، سألتُ أمى عن ذلك وعن كون الأفلام المصرية آنذاك أيضا تصور الرجال بالبذلات الكاملة ، قالت لقد كانت البذلات رخيصة الثمن جدا من غزل المحلة .... وأنا بالطبع من أنصار الملابس الأقل رسمية من البذلة للرجال أفضل البلوفرات والملابس الكجوال التى كانت فى الستينات أيضا ولكن مع ذلك كان شكلهم ملائم لهذا الزمن بالبذلات .. أناقة خاصة ومميزة .. فراشات أنيقة بصحبة أزواجهن المتأنقين أيضا والمتمدنين .. قارن هؤلاء بنساء مصر ألفين وخمسة عشر ورجال مصر وشباب مصر ألفين وخمسة عشر وأيضا قارن هؤلاء بنساء ورجال ممالك الخليج الفارسى الظلامية والكيان السعودى الداعشى الاخوانوسلفى ، شتان بين الثريا فى الستينات والثرى الحجابى النقابى العبائى الاخوانوسلفى المقرف اليوم فى مصر وطوال الزمن فى الكيان السعودى وممالك الخليج الفارسى .... ولا غرابة .. فزمن عبد الناصر كان عملاقا فى كل شئ حكومة وشعبا ثقافة وفناً أدباً وإبداعاً علماً وحرباً وعلمانية وحريات سفوراً وتبرجاً .. كان عملاقا فى زعمائه فى العالم ومنهم ناصر ودول عدم الانحياز وتيتو ونهرو وهيلاسى لاسى وخروشوف .. عملاقا فى مطربيه وأفلامه وأدبائه وفنانيه وحتى راقصاته الشرقيات ... وزمننا قزم فى كل شئ وحقير فى كل شئ أبطاله مرسى وطنطاوى والسيسى والبرادعى وصباحى وبلال فضل ومعتز عبد الفتاح وهيثم المالح والمجلس الانتقالى السورى وجبهة النصرة وداعش والبشير وممالك الخليج الفارسى والقاعدة وأوباما وزبالة السينما والدراما والغناء المصرية ...

لماذا لا تغار المصريات اليوم فى ألفين وخمسة عشر من أمهاتهن وجداتهن ومن مصريات النصف الثانى من القرن العشرين ، ويعودن إلى أناقة وسفور وتبرج حفلات أم كلثوم ؟ ويخلعن ويدوسن بأقدامهن على الحجاب والنقاب والعباءة أزياء داعش والإخوانوسلفيين والخلايجة وربيعهم العربى وصومالهم وأفغانستانهم وسودانهم وباكستانهم وأردوغانهم. سؤال يطرح نفسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 164-Ali-Imran


.. 166-Ali-Imran




.. 170-Ali-Imran


.. 154-Ali-Imran




.. 155-Ali-Imran