الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة بين كفين !!!

ساكري البشير

2015 / 9 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


يشهد مجتمعنا الإسلامي نوعين من المدافعين عن حقوق المرأة، فالأول يندد بإلتزامها بتعاليم الدين مع تعصبه، والثاني لحاول تحريرها مما هي فيه واصفا غيره بالرجعية، ولطالما أزعجتني هذه الثنائية البائسة في مجتمعنا، فأكن به ينادي إما معي أو ضدي، فالأول يمنعها من حقها في التعليم والعمل والثاني يحاول نسخ صورة عن المرأة الأوروبية التي نشاهدها عبر التلفاز وكأنهم بائعات هوى على طرق البارات وحفلات الرقص الجماعية، هذا المنطق الأرسطي الذي نسير به أدى بنا في هاوية جعلت من المرأة إما خادمة في بيت أبيها أو زوجها، أو هي سلعة تباع وتشترى.
فطغيان الجنس الذكوري وسلطته على المرأة قد حرمها في الكثير من حقوقها التي فرضها عليها الشرع والشارع، والمنظور الإسلامي لا يميز بينهما، بل جعل لكل منهما دوره، ولا تتحقق هذه الأدوار إلا بتحقق التكامل والتجانس بينهما، وهو ما يؤكده الدكتور علي شريعتي في قوله : " إن الإسلام بقدر ما يناهض نزعة التمييز العنصري بين المرأة والرجل، فهو لا يساند الأفكار الداعية إلى المساواة بين الإثنين، وبعبارة أخرى إن الإسلام يرفض التمييز ولا يقبل المساواة أيضا، بل يسعى إلى فسح المجال إجتماعيا لكل من الرجل والمرأة بلعب دوره وإحتلال مكانه الطبيعي في عملية البناء والتطور؛ الإسلام يعدُّ التمييز بين الرجل والمرأة جريمة وجناية، ولا يقرّ في الوقت ذاته بمبدأ المساواة بين الجنسين، وذلك أنّ الإنسانية تأبى الأول، والطبيعة لا تنسجم مع الثاني".
ويقول أيضا: "المرأة في نظر الطبيعة ليست أقل شأنا من الرجل وليست مثله أيضا؛ فالطبيعة تنظر إلى الإثنين مخلوقين يكمّل أحدهما دور الآخر في المجتمع والحياة؛ ومن هنا يحرص الإسلام خلافا للحضارة الغربية، على منح المرأة والرجل حقوقا طبيعية لا حقوقا متساوية ومتماثلة، وهذا أروع موقف يمكن أن يتخذ في هذا المضمار". – معرفة الإسلام، ص 314/315- .
فالإسلام لا يحاول التمييز بين المرأة والرجل من ناحية الفيزيولوجية بقدر ما يحاول التمييز بين الأدوار التي تلعباها من جهة والرجل من جهة أخرى، والعمل لم يكتب للرجل فقط، والعلم لم يكتب للرجل فقط، وإنما للمرأة حق في هذا المجال، ولعل التاريخ يذكرنا بأبرز النساء مثل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وزينب والخنساء وغيرهن كثير من اللواتي صنعنا تاريخهن الخاص.
فالمشكلة هنا لا تكمن في المرأة بحد ذاتها مثلما يعتقد البعض، بل في البيئة التي تعيش فيها تلك المرأة، وفي مجتمعنا بصفة خاصة، ليبرز لنا الصراع بين المتعصبين والعلمانيين إلى السطح، وليحكي لنا هذا الصراع مرارة الرجعية والإنحلال الخلقي، والجمود الفكري.
وعصرنا لا يحتاج إلى مثل هذه الصراعات ليعود إلى رشده، ويعيد النظر في حق المرأة، وليس بحثا في المواثيق التي يعدها الغرب ودعاة الرأسمالية بل نستقي فكرنا وقوانيننا من الشرع الرباني، الششرع الذي مجد المرأة ليخرجها من عبوديتها، الشرع الذي سن لها حقها يوم كانت كتمثال يرمى في أحضان عشق الهوى.
المرأة الحقة ليست تلك المرأة التي تتباهى بلباسها وجمالها، وليست تلك المرأة التي تتشبه بالغرب، بل المرأة الحقة هي سميرة موسى عالمة الذرة المصرية التي كانت تدعوا دائمًا لأهميّة امتلاك السّلاح النّووي وتؤمن أنّ ملكيّته تسهم في تحقيق السّلام لتموت وهي تكافح في نقل العلم النووي إلى العالم العربي.
والمرأة ليست مادونا التي يكفيها بضعة سنتيمترات لتلبسها بل هي غادة المطيري العالمة السعودية التي نالت أرفع جائزة للبحث العلمي في أمريكا، فتمّ اختيار بحثها من بين 10,000 بحث علمي للفوز بجائزة الإبداع العلمي من أكبر منظّمة لدعم البحث العلمي في أمريكا والّتي تبلغ قيمتها 3 ملايين دولا، وهي تترأس اليوم مركز أبحاث في جامعة “كاليفورنيا، سان دييغو” يُعنى باستخدام تكنولوجيا النانو في العلاج الطّبي.
فالمرأة ليست تلك المغنية الممثلة التي تقتل الأجيال بغنائها وعارئها بل هي جميلة بوحيرد الجزائرية التي كافحت وناظلت لأجل إستقلال الوطن، جميلة التي صنعت تاريخا رغم أنوثتها.
فعورة المرأة ليس الحجاب ولا تحرر منه، بل في ما تقدمه للمجتمع، ولكي تصنع لنا أجيالا يجب أن تتعلم وأن تعمل، وأن تربي أبناءها وتطبخ لزوجها وتبر والديها وأن تمسك القلم وتكتب وأن تبحث وتنقب في شتى مجالات العلم، كل ذلك لا ينقص منها شيء، بل يزيدها إحتراما وإجلال، لنوفر لها بيئة إسلامية خاصة بنا راقية تحتمي بأخلاقه وليس بيئة غربية ترمى في أحضانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام


.. المشاركة أمال دنون




.. المشاركة رشا نصر


.. -سياسة الترهيب لن تثنينا عن الاستمرار باحتجاجاتنا المطالبة ب




.. لبنى الباسط إحدى المحتجات