الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظاهرة العنفية في الاسلام

صلاح زنكنه

2015 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعتقد أن الاسلام كمنظومة ايدلوجية تم تثبيتها وترسيخها عبر السيف والدم والبطش والغزو والاحتلال ونهب الأموال وسبي النساء وفرض الجزية وشرعنة الارهاب عبر أدبياته المتواترة في الكتاب والسنة والمرويات حتى أقترن بالقوة والعنف والوحشية وسفك الدماء والتاريخ الاسلامي الذي دونه المؤرخون المسلمون الأوائل يعج بحوادث ووقائع دموية يشيب لها الولدان أن الاسلام في ظاهره كنصوص وتدوينات , دين رحمة وعدل ومساواة لكن واقعه الذي تجسد في التاريخ يقول غير ذلك ويناقضه تماما حيث القسوة والظلم وألغاء الأخر وأرتكاب أعتى الجرائم بأسم الدين والحفاظ عليه وأعلاء راية الله أكبر الذي أنتج منظومة دكتاتورية غاشمة ورجالات سلطة وقادة عنفيون لا يتوانون عن ذبح طفل رضيع اذا شكل مصدر قلق لسلطانهم وخالد بن وليد والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهم من خلفاء وولاة وأمراء خير مثال على ما نقول .
هذا الأرث من العنف والقسوة والجبروت ظل ملازما للحركات الاسلامية التي تناسلت جيلا بعد جيل والتي تطبعت وتلونت بهذا الأرث الدموي وانغلقلت على نفسها وتشرنقت على ذاتها كونها تمثل الحقيقة المطلقة بكل تجلياتها وهي الفرقة الناجية الوحيدة التي تضمن الجنة وملذاتها والأخرون مرتدون متمردون كفرة , قتلهم وابادتهم واجب شرعي وجهاد في سبيل الله .
الكثير من المسلمين السذج يعتقدون أن هذه الظواهر العنفية ليست من صلب الاسلام وانما زج بها زجا لتشويه سمعة الاسلام والمسلمين وهي حالة طارئة حتمتها الظروف الموضعية آنذاك
لكن واقع الحال والوقائع التاريخية تنسب هذه الظواهر الى البنية التكوينية للاسلام الذي أسس دستورا عرفيا عنفيا غير قابل للنقض والنقد والمراجعة والمسائلة مادام ينطلق من اللاهوت المقدس الذي يبرر كل الأفعال الأجرامية حفاظا على عرش الله وتعاليمه التي نصت على الفتك بالعدو المتربص بهذه الأمة التي هي خير الأمم , والعدو هو الأخر المختلف المغاير الأجنبي ذو العرق المختلف والدين المغاير والثقافة الأخرى واللغة الأعجمية , غزوه واجب وقتله جهاد وهتك أعراض نساءه حلال زلال ونهب أمواله غنائم وانفال حسب أبجديات الخطاب الاسلامي المتمترس بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والوقائع التاريخية التي بررت هذه الأفعال وأضفت عليها هالات البطولة والتبجيل وراح المخيال الشعبي يأسطر الحوادث والحروب والغزوات والشخصيات الاسلامية وفق هوى الجمهور الغوغائي ويصنع أيقونات مقدسة لها يمنع ويحرم المساس بها بأي شكل من الأشكال , حتى تحولوا بمرور الزمن الى تابوات تفرض هيمنتها على الذاكرة الجمعية التي استسلمت لقوة وجبروت التابو المقدس .
وقد تمخض الاسلام السياسي الذي أسس له معاوية بن أبي سفيان (بتشريعات وأليات وولاة وقضاة ودواوين لأدرارة دفة السلطة كون الاسلام دعوة دينية خالصة لاتشوبها نزعة ملك ولا حكومة كما أكد الشيخ الأزهري علي عبد الرازق ) عن حركات وانتفاضات وثورات لم يحالف النجاح معظمها وتم قمعها جميعا دون رحمة وبطش بقادتها وزعمائها وكان أبرزها الخوارج التي مثلت اليسار المتطرف مقابل اليمين المتطرف من أهل السنة الماسكين بزمام الحكم فيما مثلت المعتزلة الجانب المعتدل في هذه المعادلة حسب وجهة نظر الباحثين في الشأن الاسلامي ولنا في القرامطة والبرامكة وثورة الزنج شواهد دامغة على وحشية العقليات الاسلامية عبر تاريخها الطويل ومدى عنفيتها وهتك شرائع الأرض والسماء على حد سواء .
وكان الصحابي الزاهد أبو ذر الغفاري أول ثائر اسلامي خرج من الحاضنة الاسلامية الناشئة التي انغمست في ملذات السلطة والجاه والمال وتمرد على الجور والطغيان وغياب العدالة الأجتماعية وأعلن العصيان جهارا وصار ناطقا رسميا بأسم الفقراء والمعدومين فلاقى ما لاقى من اهمال وتهميش وابعاد ومات وحيدا غريبا في صحراء الاسلام القاحلة .
وهاهم أحفاد الاسلام السلفي الريدكالي ( قاعدة ونصرة وداعش وبوكو حرام والخ ) يبطشون بالناس شرقا وغربا شمالا وجنوبا وأينما حلو حل الخراب والبطش والتقتيل والتجهيل والتجويع وهدم العمران وغلق دور العلم ومحاربة العلماء وتحريم الفن وقمع الأدباء والفنانين ومحو الأثار ونسف معالم الحضارة الحديثة وتكفبر الأخرين وكم الأفواه ونشر الخرافة والخزعبلات والعودة الى الوراء قهقريا وقهريا والغاء المستقبل والانغماس في عفونة الماضي التليد حد الأختناق .
أن قرأة الاسلام بعقل نقدي موضوعي وفق رؤية تاريخانية محايدة سيكشف اللثام عن جرثومة العنف والأرهاب في بنية المؤسسة الاسلامية منذ نشأتها الاولى والى اليوم والتي خلفت تلالا من الجماجم ونهرا من الدماء وعصبيات قبلية ونعرات عنصرية وشحن طائفي بغيض وكراهية الشعوب والأمم والأستعلاء عليها وتخوين الأخرين وتكفيرهم مادامت الجنة قد خصصت للمسلمين وحدهم من دون البشرية التي مأواها جهنم وبئس المصير حسب الخطاب الاسلامي المتزمت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ