الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البدايات 01 - انثربولوجي 01 - دين الانسان 01

رياض محمد رياض

2015 / 9 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


البدايات
دراسة تبحث في أصل الكون و الانسان و كيفية نشأة الحياة من وجهة نظر الأديان و الأساطير و العلم و مجموع ما أنتجه التراث الثقافي الإنساني على مر العصور من خلال ما وصل الينا منه ، سنستعرض كل ما توصلت له قريحة البشر من تفسيرات لوجودنا و وجود هذا العالم من حولنا من أقوال علماء فلاسفة أنبياء آلهه و عامة البشر .

انثربولوجي 01
دين الانسان بحث في ماهية الدين و منشأ الدافع الديني .
تأليف : فراس سواح
الطبعة الثانية – دار علاء الدين للنشر و التوزيع و الترجمة .

* تعريف الدين
وليم جيمس :
هو الأحاسيس و الخبرات التي تعرض للأفراد في عزلتهم و ما تقود اليه من تصرفات و تتعلق هذه الأحاسيس و الخبرات بنوع من العلاقة يشعر الفرد باتصالها بينه و بين ما يعتبره الهيا .

هربرت سبنسر :
إن الأديان على قدر اختلافها في عقائدها المعلنة تتفق ضمنيا في إيمانها بأن وجود الكون هو سر يتطلب تفسيرا ، فالدين هو الاعتقاد بالحضور الفائق لشيء غامض و عصي على الفهم .

ماكس موللر " 1822- 1900" فيلسوف و مؤرخ أديان ألماني :
الدين هو كدح من أجل تصور ما لا يمكن تصوره و قول ما لا يمكن التعبير عنه ، إنه التوق الى اللانهائي .

م. رافيل في كتابه مقدمة في تاريخ الأديان :
الدين هو اشتراط الإنسانية بإحساس بالإتصال بين العقل الإنساني و عقل خفي يتحكم بالكون و ما ينجم عن ذلك من شعور بالغبطة .

ف. شلرماخر " 1768- 1834" :
الدين هو الشعور باللانهائي و اختبار له ، و المقصود باللانهائي هنا هو وحدة و تكامل العالم المدرك ، هذه الوحدة لا تواجه الحواس و إنما تنبيء نفسها للمشاعر الداخلية و عندما تتحول هذه المشاعر الى تأملات فإنها تخلف في الذهن فكرة الله ، و الخيال الفردي وحده هو من يسير بفكرة الله نحو المفارقة و التوحيد ، أو نحو نوع غير مشخص للألوهة يتسم بوحدة الوجود .

إدوارد تيلور 1832-1917 مؤسس علم الانثربولوجي البريطاني - بتصرف من كتاب "primitive culture " :
إن تعريف الدين بتوكيده على الايمان بكائن أعلى يخرج كثيرا من المعتقدات البدائية – تعتقد في أرواح الأجداد و النجوم و غيرها - من دائرة الدين مع العلم أن هذه المعتقدات البدائية هي بدايات الدين و ما الكائن الأعلى الا تطور منها ، فالأفضل أن نعرف الدين بالحد الأدنى و ليس بالحد الأقصى فنجعله هو الإيمان بكائنات روحية عامة تتحكم في شئون الدنيا و ليس كائن أعلى واحد .


جيمس فريزر 1854- 1941 ، انثربولوجي بريطاني ، من كتابه الغصن الذهبي :
الدين هو عملية استرضاء و طلب عون قوى أعلى من الانسان يعتقد أنها تتحكم بالطبيعة و الحياة الانسانية و هذه العملية تنضوي على عنصرين أحدهما نظري – الاعتقاد بقوى عليا – و الآخر تطبيقي عملي – محاولات استرضاءها – و لا يصح الدين بغير توفر هذين العنصرين اللاهوتي الفكري و التطبيقي الطقسي .

إميل دورهايم 1858- 1917 ، فيلسوف و عالم اجتماع فرنسي :
نقد تعريف فريزر لأنه قصر الدين على الممارسات التي تتضمن توسلا لكائنات ماورائية تسمو على الانسان بينما هناك ديانات واسعة الانتشار لاتدور معتقداتها حول أرواح أو آلهة و هذه الكائنات لا تلعب إلا أدوارا ثانوية إن وجدت ، فالبوذية مثلا نظام أخلاقي بدون مشرع و إيمان بدون إله و البوذي غير معني بمن خلق العالم أو كيف و كل همه يتركز في الكدح من أجل التحرر و تخليص روحه من سلسلة التقمصات في عالم الشقاء و الألم و في كدحه هذا لا يستعين بآلهة أو كائنات ماورائية بل يعتمد على ذاته أما هذه الكائنات فهي مثله أسيرة عالم بائس هي فقط أقدر منه على التحكم في عالم المادة .
فالدين لا يمكن تعريفه إنطلاقا من علاقة الانسان بهذه الكائنات بل يجب تبسيط الدين و مركباته الى ما هو مشترك بين جميع الأديان و هي المقدسات و الدنيويات ، فالدين هو نظام متسق من المعتقدات و الممارسات التي تدور حول موضوعات مقدسة يجري عزلها عن الوسط الدنيوي و تحاط بشتى أنواع التحريم ، هذه المعتقدات و الممارسات تجمع كل أتباعها و العاملين بها في جماعة معنوية واحدة تدعى المؤمنون ، هؤلاء يمكنهم ممارسة طقوس تعدية / عبور / تخطي للانتقال مما هو دنيوي و التعامل مع ما هو مقدس .

ميرسيا إلياد من كتابه " المقدس و الدنيوي " الصادر عام 1956 :
يتجلى المقدس دوما كحقيقة من صعيد آخر غير صعيد الحقائق الطبيعية ، و يعلم الانسان بالمقدس لأنه يتجلى له يظهر نفسه شيئا مختلفا عن كل ما هو دنيوي و يمكننا القول أن تاريخ الأديان من أكثرها بدائية الى أكثرها ارتقاء عبارة عن تراكم تجليات حقائق مقدسة ، و ليس ثمة انقطاع لاستمرار الظهورات الالهيه بدءا من التجلي في شيء كحجر أو شجر و انتهاء بالتجلي في الانسان كيسوع عند المسيحين ، إنه الفعل الخفي نفسه .. تجلي شيء مختلف تماما ، حقيقة لا تنسب الى عالمنا ، في أشياء تشكل جزأ لا يتجزأ من عالمنا الدنيوي و الطبيعي .

رودلف أوتو ، لاهوتي ألماني ، في كتابه فكرة المقدس الصادر 1917 :
المقدس فقد معناه الأولي و تحول الى جملة من التشريعات الأخلاقية و التقوى السلوكية ، أما الحالة الأولية للوعي بالمقدس فتجربة انفعالية غير عقلية هي أساس الدين و لا جدوى للتفسيرات العقلانية لدراسة الدين ذلك لأنه جزأ لا يتجزأ من الطبيعة الانسانية و موجود معها منذ البداية و بينما تكون التعبيرات الظاهرية عن الدين عرضة للتبدل و التغير مع الزمن فإن التكوين السيكولوجي الذي يجعل الدين مقبولا عند الانسان ثابت لا يتغير .

فراس سواح :
الدين الذي أقصده هو التعبير الجمعي عن الخبرة الدينية الفردية ، التي تم ترشيدها من خلال قوالب فكرية و طقسية أدبية ثابته تتمتع بطاقة إيحائية عالية بالنسبة للجماعة . هذه القوالب التي ترشد الحس الديني و تجعل من الدين ظاهرة جمعية عبارة عن" معتقد و طقس و أسطورة " و أراها هي المكونات الأساسية للدين .


* أشكال الظاهرة الدينية

الظاهرة الفردية :
هي الخبرة الدينية الفردية المباشرة ، تظهر في نفس الفرد بصورة ذاتية حيث يظل الفرد في حيرة من أمره محاولا الإهتداء لإجابات لما يعتمل في صدره من أسئلة و هنا إما أن يجنح هاربا الى دين مجتمعه ليفسر له و عليه أن يرضى بالإجابات المقدمة ، أو يظل يكدح بمفرده للوصول الى الحالة التي يتجلى له فيها المقدس إما برسائل و هواتف خفية ولطائف يفهمها وحده أو وحيا مباشرا في هيئة كائن يتجسد له هنا تتوج رحلته التأملية بالمعرفة اللدنية و يسطع بداخله نور الحقيقة التي توصل اليها و يظل بالخيار يبلغ ما توصل اليه الى عموم أفراد مجتمعه و يصبح نبيا و رسولا بدين جديد أو فقط يكتفي بسلامه الروحي بطريقته الخاصة في التوصل الى الإله المقدس و حين يموت تموت معه .

الظاهرة الجمعية :
هي تبني المجتمع لخبرة و معرفة الفرد الدينية التي توصل اليها بمفرده ، و تناوب أفراد جيلا بعد جيل على هذه المعرفة لصقلها و الإضافة اليها فيظهر المعتقد الراسخ الذي بدأ بالفرد ثم يضاف اليه طقس يمارسه كل أفراد المجتمع و أسطورة توضح المعتقد يتم تلقينها لباقي أفراد المجتمع ليسهل تسرب الدين الى نفوسهم .

الظاهرة المؤسسية :
المؤسسة الدينية هي بنية اجتماعية حديثة نسبيا في تاريخ الحضارة الإنسانية ، و هي كيان مصطنع مفروض على الحياة الدينية ارتبط ظهوره بظهور المؤسسة السياسية ، كان ظهور الدين المؤسسي مرهونا بظروف تعقد الحياة الاجتماعية ، عندما وصلت المجتمعات الى مستوى اقتصادي متطور حقق فائض دائم من الانتاج سمح بتفريغ عدد لا بأس به من الأفراد للإشراف على المعبد و إدارة الشئون الدينية . أحيانا غلبت المؤسسة الدينية نفوذ المؤسسة السياسية و تحكمت هي في السلطة الزمنية بالإضافة للسلطة الروحية ، و أحيانا تقوى المؤسسة السياسية و تستخدم المؤسسة الدينية لتحقيق أغراضها و نشر أهدافها كل هذا يعتمد على قوة من في السلطة سواء الروحية أو الدينية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً