الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللانهاية اصطلاحا

مازن ريا

2015 / 9 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اللانهاية اصطلاحاً:
تشير كلمة Infinity، Infinte إلى كل ماهو لا نهائي، عدد لا يحصى، لانهاية، لامتناهٍ ،... اللانهاية مفهوم ذهني مجرد لا يشير إلى ماهو مملموس أو حسي، إنما لكل ما هو في حالة دائمة من التغير و الصيرورة، وعدم الاكتمال، ومن هنا نجد صعوبة في تعريف اللانهاية، سواء من ناحية تعريفها بالسلب وهو أضعف أنواع التعريف، أم من حيث الابتعاد عن التعريف بالمفهوم والذهاب مباشرة إلى التعريف بالماصدق، أو الإثنين معاً، حيث يعرف اللا متناهي بشكل عام بالنقيض أي المتناهي وهذا مانجده عند جميل صليبا في معجمه إذ يقول:((ما لا حدّ له ولانهاية له)) في حين يستثني إبراهيم مدكور ما لا حد له من التعريف ليقول اللامتناهي ((ما لا يمكن أن تكون له نهاية)) ، أما لالاند في موسوعته فيفرق بين لا متناه من جهة كونه صفة((لا متناه أما لا حدّ له أما بهذا المعنى وهو إنه حاليا أكبر من كل كم معطى من طبيعة واحدة)) ، ولا متناه من جهة كونه اسم ((هو اللامتناهي في المحمول، في الأغلب مقدار أو مسافة لا متناهية)) .
ويشيرعبد الرحمن بدوي إلى استخدام مفهوم اللامتناهي بعدة معانٍ مختلفة:((إذ يطلق على ما ليس له حدّ وعلى ما لا شأن له بالحدّ، وهو أمر سلبي وناقص، أو هو أمر إيجابي وتام، واللا متناهي أمر بالقوة فقط إنه في حال الصيرورة لا في حال وجود، أوهو أمر بالفعل ومعطى كله )) .
يبدو أن هذه المعاني يفرضها منطق الثنائيات، بمعنى أن لكل شيء نقيضاً، أو ضداً يعرف من خلاله، فالسالب ضد الموجب، والنقص ضد الكمال، والتغير ضد الثبات فإذا كان المتناهي ثابتاً كان نقيضه اللامتناهي متغيراً، فضلاً عن أنها تتضمن فكرة واحدة حول اللامتناهي وهي فكرة الاستمرارية سواء بالإضافة أو التقسيم .
وتذكر المعاجم والموسوعات تمييزاً بين اللامتناهي وبين اللامحدود، حيث يذكر جميل صليبا في معجمه أن ((اللامحدود هو الذي لا يمكن أن يرسم له حدود بالفعل وإن كانت له حدود ممكنة، على حين أن اللا متناهي هو الذي لا حدود له على الإطلاق)) ، وهذا مايذهب إليه إبراهيم مدكور أيضاً إذ يقول:((اللا محدود ما لا يمكن أن نرسم له حدود في حين أن اللامتناهي لا حدود له إطلاقا)) ، أما لالاند فيضع اللامحدودIndefinite في تعارض مع كل من المتناهي واللامتناهي بالقول: إن اللامحدود ((ما يمكن جعله أكبر من كل كمية معينة وهو معطى كمتناه في مقابل اللامتناهي الراهن الذي يكون لا تناهي الممكنات، وهو ما يسمى اللامحدود)) .
أما بدوي فيطلق اللامحدود((على الاسم غير المحصل الذي قرن فيه لفظ السلب بشيء مثلا لا- إنسان فهو اسم لا محدود لعدم دلالته بالمطابقة على شيء معين ويطلق اللامحدود على القضايا المهملة التي موضوعها كلي أو في بعضه مثلاً الإنسان أبيض وقد سميت مهملة لكون كمية الموضوع فيها غير محدودة كما يطلق على كل القضايا المعدولة التي محمولها اسم غير محصل مثل الإنسان لا أبيض)) .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل توجد أدلة يقينية على وجود فكرة اللانهاية الحقيقية أم هي مفهوم بلا ماصدق ؟
يرى أرسطو أن وجود اللا نهاية تفرضه عدة امور وهي:
((الزمن ليس له بداية ولا نهاية، إمكان انقسام المقادير إلى غير نهاية، لايمكن دوام
الكون والفساد ـاڈE1ا إذا كان مصدرهما لا متناهيا ،كل ما هو محدود إنما هو محدود بشيء أخر، فكرنا قادر على تصور عدم نهاية العدد وانقسام المقادير))
بينما يرى برتراند رسل استحالة البت بيقين:(( بأن هناك في الحقيقة مجموعة لانهائية من الأشياء في العالم ... إلا أنّ هناك هاجساً يثُير القلق وهو أنّها وهمية ومضللة ومن ثم ليس هناك سبب لاستنتاج منطقي يحملنا على الاعتقاد بأنّها صحيحة، وفي الوقت ذاته هناك بالتأكيد عدم
وجود سبب منطقي يقف بالمرصاد ضد المجموعة اللانهائية )) .
ومع كل المحاولات التي بذلت لتعريف اللانهاية وتحديدها، يبقى مفهوم اللانهاية غامضاً وملتبساً يحوي على الكثير من الإشكالات لأن طرح أي تصور عن اللانهاية هو مناقض للانهاية لأننا نكون بهذا التصور وضعنا نهاية اللانهاية أو اللامتناهي، ومن جهة أخرى، مايبدو انه متناهٍ هو لامتناهٍ ، فالقطعة المستقيمة المحدودة من طرفيها لها بداية ولها نهاية فهي متناهية، ولكنها تحوي عدداً لانهائياً من النقاط فهي لا متناهٍ، كيف يمكن لما هو متناهٍ بوجوده، أي الإنسان، والمحدود بقدراته العقلية أن يدرك أو أن يتصور ما هو لا متناهٍ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تبدو كالقطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أدهشت


.. أصوات من غزة| سكان مخيم جباليا يعانون بسبب تكرار النزوح إلى




.. يحيى سريع: نجحنا حتى الآن في إسقاط 5 مسيرات أمريكية من نوع ط


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني في مدينة تبريز عاصمة محافظة




.. تحذير من حقن التخسيس لأصحاب هذا المرض