الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عورات تأريخية / الحلقة الثانية

خلدون الغانمي

2015 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


احتميت بخندق لم تعرف ان تفكر به لولا رجل فارسي كان ممن حولك، ولامتنانك له بعد تراجع خصومك كرمته بانه منكم اهل البيت، انتهت المعركة دون قتال حقيقي سوى ذلك الغبي العجوز الذي كان صديق عمك يوماً ما حيث قفز ليقتلك عبر الخندق واستطاع ابن عمك وصهرك الشاب القضاء عليه بشق الانفس.

انتهت المعركة وكعادتك بعد كل معركة خرجت منها مهزوما او منتصراً كنت تتوجه لاحدى قبائل ابناء داوود وتطردهم من جوارك، ولكن لسبب ما قررت هذه المرة القضاء على هؤلاء.
ماهو السبب انك اردت القضاء عليهم؟

هل هي الخيانة؟! نعم انت وضعتها شعاراً لحملتك عليهم فقد خانوك بالاتصال باعدائك.

فأتاك ذو الاجنحة ليخبرك برسالة من السماء ان لا تضع سلاحك قبل ان تجهز على القريظيين فهم ليسوا سوى اولاد القردة الذين ارادوا خيانتك والقضاء على ملكك.

فذهبت اليهم كما فعل نبوخذ نصر أيام بابل. وكالعادة مع جيرانك من اصحاب القبعات السود حاصرتهم فانصاعوا لامرك بعد الحصار. فلن يستطيع اي أب ان يرى ولده الصغير يموت جوعاً دون ان يضع رقبته امام سيفك حتى يحصل ولده على لقمة يسد بها رمقه.
وسلموا لك مدينتهم وطلبوا منك العفو عنهم والسماح لهم بالرحيل كما فعلت مع ابناء عمومتهم قبلهم.

ولكنك وقفت امام رؤيتين: ان تتركهم يرحلون وانتهى الامر وتكون مدينتك قد خلت من خصومك او ان تريهم اشد انواع الانتقام فيكونوا عبرة لغيرهم ودرساً تأريخيا على وحشية الهك الذي لن يسمح لأحد ان لا يكون خلف "المبعوث بالرحمة".
ولا تنس فالقريظيات هن الاجمل بين نساء مدينتك وقد تحظى على من شغلتك بينهم وقلت عنها لو تشفعت لديك لاطلقت سراحهم رغماً عن انف الهك الذي امرك بقتلهم.

فذهبت الى الخيار الثاني واغرقت مدينتهم بدماء 900 من الذكور. وحتى لا يقال عنك انك مجرم كبير قمت بالتحري ان كان ذلك الذكر بالغاً ام لا بالكشف عن عورته لتر ان نبت له شعر عليها. ثم تأخذه الى تلك الحفرة لتقطع رأسه مستمتعاً.
ثم لتعود زاهياً وغانماً لبناتهم واموالهم واراضيهم... وتصطفيها لنفسك بعد ان قتلت اباها واخاها وزوجها امام عينها امتثالا لاوامر القتل المقدسة من السماء.

هل خانوك ام انت من خانهم؟ سؤالٌ لا معنى للاجابة عليه بعد كل هذه القرون...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحكمه عابره للقرون
صلاح البغدادي ( 2015 / 9 / 17 - 19:39 )
استاذ خلدون
سؤالك له معنى حتى لو بعد الف قرن
الاسكندر الاكبر عاش قبل صاحبك ب(1000)عام
حاصر الاسكندر احد القلاع في افريقيا، فيها النساء فقط ،بعد ان سقط كل الرجال
احد النسوة قالت للاسكندر اذا قتلتنا سيقولون عنك هذا القائد الذي قتل النساء
واذا قتلناك سيقولون عنك هذا القائد الذي قتلته النساء،فماذا تختار
فقال القائد الحكيم: ويل للاسكندر قطع كل هذه المسافات ليتعلم الحكمة من النساء،وانسحب عائدا.
هذا هو الفرق بين القائد الحكيم والقائد القاتل
....شكرا لك استاذ خلدون بان ذكرتنا بالقائد القاتل


2 - بطل من الظلام
أحمد حرقان ( 2015 / 9 / 17 - 22:34 )
المعضلة تكمن في أن ظلاميونا ما زالوا يرون فيه القدوة ويقلدون أفعاله، وهنا تبرز أهمية هكذا مقالات.

اخر الافلام

.. استمرار اعتداءات المستوطنين اليهود على الحافلات المحملة بالم


.. كل يوم - اليهود قبل 48.. شتات بلا وطن واستيطان بلا حق




.. الأردن في مرمى تهديدات إيران وحماس والإخوان | #التاسعة


.. د. جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر والحديث:كانت هناك مقترحات




.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان