الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللامتناهي بين الوجود بالقوة والوجود بالفعل

مازن ريا

2015 / 9 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يتناول أرسطو مسألة اللانهاية من خلال تحديد موضوع العلم الطبيعي الذي هو الوجود المتحرك حركة محسوسة بالفعل أو بالقوة بالقول:((لما كان العلم الطبيعي ينظر في المقادير والحركة والزمان، يجب ضرورة أن يكون كل واحد من هذه إمّا متناهياً وإمّا غيرَ متناه)) وباعتبار أنّ الطبيعة مبدأ الحركة كان لابَّد من تعريف الحركة بالقول:((هي كمال ما بالقوة بما هو كذلك)) أي هي (( انتقال الهيولى إلى الصورة)) ، والحركة عند أرسطو أنواع ولأجل تعيين هذه الأنواع((يجب الرجوع إلى معنى أعم من الحركة، وهو التغير فكل تغير هو من طرف إلى طرف ضده وعلى ذلك فلا تغير من اللاوجود إلى اللاوجود وإنَّما التغير من اللاوجود إلى الوجود ويسمى كونا ومن الوجود إلى اللاوجود ويسمى فسادا ومن الوجود إلى الوجود ويسمى حركة)) ، وبما أن اللامتناهي مرتبط بالتغير كان خارج اللاوجود، ومتعلق بالوجود هذا الوجود وجود بالقوة كما يسميه أرسطو تميزاً له عن الوجود بالفعل.
والوجود يتعلق بالحركة التي تحدث حسب أرسطو في مقولات ثلاث هي:
الكيف والكم والمكان، ((الحركة التي من كم إلى كم تسمى حركة نمو أو تخلخل إنْ كان إلى زيادة وتسمى حركة ذبول أو تكاثف إنْ كان إلى نقصان والحركة من كيف إلى كيف تسمى استحالة والحركة التي تكون من أين إلى أين تسمى نقلة))، أمّا الحركة في المكان فتسمى بالنقلة وهي الحركة الأكثر جوهرية لأنها تمثل شرطاً وأساساً للحركات الأخرى، وحركة النقلة متعددة أكملها الحركة الدائرية، وهي حركة الأفلاك العلوية الأبدية والأزلية، وبما أنّ الحركة تشمل المتصل والمتصل يقبل الحركة الدائرية، وهي حركة الأفلاك العلوية الأبدية والأزلية، وبما أنّ الحركة تشمل المتصل والمتصل يقبل القسمة إلى ما لانهاية وجب النظر في اللانهاية من خلال السؤال : هل اللا متناهي موجود أو لا؟ وإن كان موجودا فما هو؟
يرى "أرسطو" أن كل من سبقوه أصابوا عندما قالوا بوجود اللامتناهي ولكنه اختلف معهم في شكل هذا الوجود واعتباره مبدأ إذ يقول:(( بالواجب جعلوه جميعا مبدأ، فليس باطلا ظنوا كلهم أنه موجود. ولا له منزلة أخرى سوى منزلة المبدأ، فإنَّ كل شيء فهو إما مبدأ أو عن مبدأ، وليس اللانهاية مبدأ وذلك أنه إن كان مبدأ فهو نهاية له)).
أرسطو، إذاً يعترف بوجود اللامتناهي، إلا أن هذا الوجود ليس وجوداً محسوساً أو واقعياً إنما هو وجود ممكن سماه وجوداً بالقوة مقابل الوجود بالفعل، فاللامتناهي عند أرسطو هو نوع من أنواع الوجود بالقوة أما المحسوسات المادية التي لها وجود بالفعل فهي متناهية، فالخط لا يتألف من نقاط لا متناهية بالفعل لأنه متصل ولكنه يقبل القسمة إلى ما لانهاية رغم أن هذه القسمة اللامتناهية بالقوة لن تتحقق أبداً تحققا كاملا بالفعل.
المصادر
1-أرسطو، الطبيعة
2-ستيس، وولتر، تاريخ الفلسفة اليونانية
3-كرم ،يوسف، تاريخ الفلسفة اليونانية
4- المرجع السابق
5-ابن سينا، عيون الحكمة،
6-أرسطو، الطبيعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول دفعة من المساعدات تصل إلى غزة عبر الرصيف الذي أنشأته الق


.. التطبيعُ السعودي الإسرائيلي.. هل يعقب التهدئة في غزة أم يسب




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثث 3 رهائن قتلوا في هجوم حماس


.. وفد جنوب إفريقيا: قدمنا طلبنا للمحكمة ليس لأننا حلفاء لحماس




.. سعيد زياد: الفشل المتراكم للاحتلال هو من سيخلق حالة من التصد