الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهد من تاريخ الأندلس السياسى والعسكرى (الأمير الحَكم بن هشام )

طه يوسف

2015 / 9 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هو الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل ثالث أمراء البيت الأموى فى اسبانيا وقد تولى الحكم سنة 180هـ وهو فى السادسة والعشرين من عمره واجه الكثير من الصعوبات مع اعتلاءه أريكة الحُكم فى اسبانيا فما أن علم عماه (سليمان وعبد الله ) بوفاة هشام حتى قدما من المغرب فجاء سليمان من طنجة لمحاربة ابن أخيه طمعا فى السلطة ، فاستعد له الحكم ، والتقى الجمعان وكان الظفر من نصيب الحكم بن هشام وقطع رأس عمه سليمان وطاف بها على سن رمح فى قرطبة ، أما عبد الله فبعد محاولات فاشلة فى أخذ السلطة من يد الحكم تحالف مع شارلمان العظيم ملك المانيا وامبراطورية الرومان المقدسة وفشل أيضا فأغلقت كل الطرق أمامه ولم يجد سبيلا من طلب العفو من الحكم بن هشام فأقره على حكم ( بلنسية وطرطوشة وبرشلونة ) وتزوج ابنه من ابنة الحكم بن هشام .

لم تتوقف الحركات المطالبة باسقاطه بعد القضاء المبرم على عميه فالثوارت فى تلكم الأزمان كانت تندلع بصورة كبيرة سواء التى يقودها قادة عسكريون أو العامة بإيعاز من الفقهاء وأرباب العلم الشرعى ، وقد تعرض عرش الحَكم للعديد من الثورات لا مجال للاسهاب فيها هنا تكفى الاشارة لثورة واحدة كانت لها صيت كبير داخل اسبانيا وهى ثورة يطلق عليها (ثورة الربض ) والربض هو حى كبير فى مدينة قرطبة حاضنة الإمارة الأموية فى اسبانيا وكان للفقهاء ورجال الدين دور محورى فى اندلاع هذه الثورة ويمكن تفسير غضب الفقهاء والاجتماع لخلع الحكم بن هشام أن الحكم كان يجمع فى يديه السلطات كلها وحدّ من نفوذ رجال الدين على عكس فترة ولاية أبيه هشام الذى كان يتمتع رجال الدين فى عهده بنفوذ واسع ، ضاق العامة بحكم (الحكم ) فذهبوا لمحاصرة القصر فما كان من الحكم بن هشام أن أرسل بجنده لحى الربض ودمره وأحرقه وجعل عاليه أسفله فما أن علم الثوار بما حاق بهم رجعوا للحى لينقذوا ذويهم وتجارتهم وهنا وقعت الواقعة وكانت المذبحة فعمل جند الحكم السيف فى الثوار ويقدر المؤرخون عدد القتلى فى مدة ثلاثة ايام بنحو 10000 آلاف قتيل ولم يكتف الحكم بن هشام بذلك بل أمر بهدم هذا الحى وأوصى خلفائه من بعده بجعل حى الربض كما هو لا تُبنى فيه أى مبان ومن اسم حى الربض والقمع العنيف لثورته اطلق على حُكم (الحكم اسم الحكم الربضى ) وصدق من شبهه بأبى جعفر المنصور الخليفة العباسى فى قسوته .

إن الانشغال بالأمور والصراعات الداخلية جعل من شمال اسبانيا مطمعا للممالك المسيحية فيقول الدكتور حمدى عبد المنعم فى كتابه (تاريخ وحضارة المغرب والاندلس ) " عمد نصارى الشمال كعادتهم على انتهاز كل فرصة سانحة للاغارة على أراضى المسلمين وشجعهم انشغال حكومة قرطبة بقمع الثورات المختلفة " وكان للمكاتبات والمراسلات والتحالفات السياسية التى كانت تتم بين الفرنجة وبغداد حاضنة الخلافة العباسية دور فى محاولة القضاء على المسلمين هناك أو إن شئنا الدقة القضاء على الحكم الأموى الذى كان يناطح الخلافة العباسية ، وقد بذل الحكم بن هشام كل الجهود العسكرية لصد هذه الغارات وبعد أن أنهكت الحروب الطرفين سعى الطرفان للمهادنة فكانت معاهدة السلم بين الحكم بن هشام و شارلمان العظيم التى استمرت حتى وفاة شارلمان .عام 814م. وتوفى الحكم بن هشام سنة 206هـ / 822م بعد فترة حكم حافلة بصراعات شديدة فى توطيد الحكم الأموى فى الأندلس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة محتجزين إسرائيليين من غزة تفتح باب الاحتمالات في الحرب


.. مصر تندد بالهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات وتطالب بوقف ال




.. القنبلة الأميركية GBU 39.. سلاح إسرائيل الفتاك في غزة! | #ال


.. انهيار أرضي مفاجئ يؤدي إلى ابتلاع طريق سريع في ولاية #وايومن




.. قتلى بقصف إسرائيلي على مدينة غزة ومخيم البريج| #الظهيرة