الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين والمدارس الأهلية المسيحية ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


بوتين والمدارس الأهلية المسيحية ..!!
بدأت ألسنة الدراسية في إسرائيل في الأول من أيلول ، ككل سنة دراسية طبعاً ...ما عَدا المدارس الأهلية المسيحية ( على طلابها من المسلمين والمسيحيين)، التي أعلنت إضراباَ مفتوحاً حتى تتم مُساواتها بالمدارس الرسمية .. فالمدارس الأهلية المسيحية ،تُصَنّفُ ، وبهدف تخصيص الميزانيات ، على أنّها مدارس مُعترف بها وغير رسمية ..!! لهذا فالحكومة تخصص لها ميزانيات أقّل من المداس الرسمية المُعترف بها ..!!
جاءت هذه المُقدمة لتوضيح خلفية الإضراب الذي يشملُ ما يُقاربُ الأربعين ألف طالبٍ، موزعين على هذه المدارس ، وقد مضى على الإضراب ما يُقارب الثلاثة أسابيع ، ودونما إحراز أي تقدم في المُفاوضات ...!!
وتضامنا مع إضراب هذه المدارس ، أضربت المدارس العربية في اسرائيل كافةً يوماُ تضامنيا واحتجاجيا، وأثارَ أعضاء القائمة المشتركة الموضوع في الكنيست ..
والمدارس الأهلية المسيحية تحديدا ، كان لها الفضل الكبير في نشر التعليم الثانوي وفوق الثانوي في فلسطين وغيرها من بلاد المشرق ، وسِمِنار المعلمين الروسي في الناصرة ،خَرّج الكثير ممن كان لهم لاحقا، دورٌ في إثراء الحياة الثقافية في فلسطين ، مع دار المعلمات في بيت جالا ، ويذكر حنا أبو حنا ، بأن " لقد بلغ عدد المدارس التي تم افتتاحها في فلسطين ولبنان وسورية حتى عام 1914 تاريخ اندلاع الحرب العالمية الأولى وإعلان المدارس ووقف النشاطات الروسية في المنطقة، نتيجة اعلان الروس الحرب على تركيا واحتساب الدولة الروسية على الطرف المعادي للدولة العثمانية - 114 مدرسة ضمت في صفوفها وتخرج فيها حوالى 15 ألف طالب وطالبة وكان من بينها دار المعلمين - السُمِنار - للطلاب في الناصرة، ودار المعلمات للبنات في بيت جالا بالقرب من القدس. وكانت الدراسة داخلية في هذين المعهدين لمدة ست سنوات تلي الدراسة الابتدائية، يتخرج فيها الطالب مؤهلاً ومجازاً للتعليم نظرياً وعملياً، وكان في مخطط الجمعية انشاء جامعة في المنطقة عام 1914." هذا ناهيك عن رهبانيات أُخرى كالفرنسيسكان والتي أقامت شبكة من المدارس الأهلية ..
ومن ضمن خريجي هذا السمنار برزت أسماء لامعة ٌ كميخائيل نعيمة ، سليم قبعين ،خليل بيدس ،انطون بلان، كلثوم عودة، واسكندر البيتجالي، ولطف الله حمراق، عبدالكريم سمعان، ناصر عيسى، حنا خليل، نعمة جرجورة، شكري سويدان وغيرهم .ناهيك عن أعلام في الأدب ، الصحافة والفن تخرجوا من مدارس الارساليات والرهبنيات في طول البلاد وعرضها ..
ورغم أننا لسنا في مجال إستعراض أسماء الخريجين ، لكن مي زيادة وجبرا ابراهيم جبرا ، هما علمان من الاعلام الذين درسوا في المدارس الأهلية المسيحية ..
بالمُختصر ، تاريخ المدارس الأهلية ، مُشرّفٌ ، ولعبت هذه المدارس دورا هاما في "إحياء" اللغة العربية في المؤسسات التعليمية إبّان الحكم العثماني الذي علّم التركية في "مدارسه" بدلا من العربية ، وعززت هذه المدارس الشعور القومي في اوساط خريجيها والذين تحولوا بدورهم الى دعاة للتحرر والاستقلال .. ولنَعُد الى الحاضر ، فقد كانت المدارس الأهلية هي "المُتنفس " الدراسي للفلسطينيين من مواطني دولة اسرائيل ، لنُدرة المدارس الثانوية الرسمية العربية في اسرائيل ،حينها ..
ومن البديهيات في اوساط المواطنين العرب في اسرائيل ، بأن المدارس الأهلية المسيحية هي افضل المدارس الثانوية قاطبة ، ويقوم القادرون بإرسال أبنائهم للدراسة فيها ، لأنها ذات مستوى تعليمي رفيع ، وتتصدر نسبة نجاح طلابها في امتحانات الثانوية العامة ، قائمة المدارس في المراكز الأولى في اسرائيل بنسبة نجاح تقترب من ال -100% ..
ورغم محاولات البعض من المسيحيين وفي الأونة الأخيرة ، الدعوة للخدمة العسكرية للمسيحيين في اطار جيش الدفاع الإسرائيلي بحجة الحصول على المساواة في الحقوق ،إلّا أن الغالبية الساحقة من مسيحيي البلاد ، يرفضون ذلك ، بل ويُعزّزون انتمائهم الوطني والقومي يوميا .. ولم تنفع هؤلاء دعوتهم هذه ، في مساواة المدارس الاهلية المسيحية ، بالمدارس الرسمية ..
توجهت مؤخرا القيادات في هذه المدارس للرئيس الروسي بوتين ، ليطرحَ على جدول أعمال لقاءه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ، قضية مساواة المدارس الأهلية بالمدارس الرسمية .. وقد سبقَ ذلك ، توجيه ملف المدارس الأهلية لسيادة البابا ، وإجتماع مع ممثلي سفارات بعض الدول الأوروبية ... لعرض المشكلة أمام الحكومة الاسرائيلية ...
واليوم أعلنت منظمة المعلمين الثانويين الإضراب ساعتين في الصباح ، تضامنا مع المدارس الأهلية المسيحية في البلاد ..
كل هذا لم يُغير من موقف الحكومة ووزارة المعارف ، والتي ترفض مساواة هذه المدارس بالمدارس الرسمية ، رغم أنها تخصص ميزانيات مساوية لمدارس غير رسمية ومعترف بها ، في الوسط اليهودي والإستيطاني...!!
فهل هناك نية للقضاء على المدارس الأهلية المسيحية ؟؟!! ستُبدي لنا الأيام ذلك ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز بهاء همبكة الدندون المحترم من الفيسبوك
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 20 - 11:41 )
شكرا وتحياتي
اعرف من هذه الجماعة ، لكن يبقى السؤال
من الذي أنشأها
ومن الذي يدعمها ، يحميها ويزودها بالسلاح؟
مودتي


2 - أن هي مقصودة
عتريس المدح ( 2015 / 9 / 20 - 18:44 )
عزيزي قاسم
أرى أن السياسة العنصرية لدولة إسرائيل ضد المدارس العربية وخصوصا المدارس المسيحية الأهلية تنبع من ادراك ساسة اسرائيل العنصرية لدور هذه المدارس التنويري ولما لهذه المدارس من أثر ايجابي في تخريج قادة صناديد ضد سياسة الابارتهيد التي تتبعها اسرائيل


3 - العزيز عتريس الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 21 - 05:01 )
صباح الخير
وتصديقا لاقوالك ترفض هذه المدارس وقياداتها (الدينية والتربوية ) ، ترفض تدخل الكاهن المقرب من السلطة والداعي الى تجنيد الشباب المسيحي في هذا الشأن!!
لك مودتي


4 - العزيز بشارة الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 21 - 12:19 )
تحياتي وطلبتُ نشر تعليقك
شكرا على المُشاركة في تجربتك مع المدارس الأهلية ..
لكن السيد بينيت فهو وزير وليس وزيرة
فائق مشاعر الصداقة

اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما