الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطياف جان جاك روسو ( 2 ) في العقد الإجتماعي

رواء محمود حسين

2015 / 9 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يوضح تورين أن التناقض بين الحداثة الإقتصادية والمواطنة، والتي سعى كل من مونتسكيو وفولتير أن يجعله محتملاً عن طريق السلطة السياسية، رآه روسو أمراً مأساوياً ولا يمكن تجاوزه لأنه قائم على التناقض بين النظام الطبيعي والنظام الإجتماعي. وينتقد روسو المجتمع وزخارفه وعدم المساواة فيه، ولكن ذلك يتم باسم التنوير، من خلال الدعوة إلى طبيعة هي بمثابة النظام والإنسجام أي العقل. ويريد أن يضع الإنسان في هذا النظام بجعله يفلت من الفوضى الناتجة عن النظام الإجتماعي. وهذه النزعة الطبيعية عند روسو هي نقد للحداثة متجاوز للتنوير وفلسفته، الأمر الذي سيتابعه فلاسفة الأنوار بعد روسو خصوصاً كانط حتى القرن التاسع عشر، أي نقد المجتمع الظالم والحلم في مدينة مكشوفة، وبالعودة الفلسفية للوجود والعقل، إن نقد روسو لا يدعو إلى الحرية الشخصية أو إلى التراث الإجتماعي ضد السلطة، ولكن يدعو للنظام ضد الفوضى وللطبيعة والجماعة ضد المصلحة الخاصة ( الان تورين: " نقد الحداثة "، ترجمة أنور مغيث، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 1997 م، ص 43 – 44 ).
يناقش روسو في كتابه: " العقد الإجتماعي " المسائل الآتية:
المجتمعات الأولى، حق الأقوى، العبودية، الميثاق الإجتماعي، السيد، الحالة المدنية، إمتناع التنازل عن السيادة، إمتناع إنقسام السيادة، الإرادة العامة، السلطة والسيادة، الحياة والموت، القانون والتشريع، الشعب، تقسيم القوانين، الحكومات، الديمقراطية، الأرستقراطية، الملكية، مفهوم الإرادة العامة، التصويت، الإنتخابات، الحكم المطلق، الرقابة، الدين المدني ( جان جاك روسو: " في العقد الإجتماعي "، ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي، مصر، 2012 ).
يذهب روسو في كتابه: " العقد الإجتماعي " أن الناس إذا كانوا لا يستطيعون إنتاج قوى جديدة، بل وتوحيد القوى القائمة وتوجيهها، لا يكون لديهم وسائل للبقاء غير تأليفهم، بالتكتل، مقداراً من القوى يمكنه أن يتغلب على المقاومة وتحريك هذه القوى بمحرك واحد وتسييرها متوافقة. ويحاول روسو أن يجد حلاً لمشكلة الشر الناتجة عن الإجتماع الإنساني بالذهاب إلى إيجاد شركة لتجير وتحمي بجميع القوى المشتركة كل مشترك وأمواله، وبقاء الفرد حراً حتى في حالة إنضمامه إلى المجموع. وينبغي التسليم الجماعي لشروط العقد الإجتماعي، ومن ثم فإن نقض الميثاق الإجتماعي يؤدي إلى استرجاع كل واحد حقوقه الأولى واسترداد حريته الطبيعية التي عدل عنه في سبيل المجتمع. والشرط الأساس بيع كل مشترك في المجتمع جميع حقوقه مع المجتمع بأسره بيعاً شاملاً، لأن الشرط متساو نحو الجميع، وأنه لا مصلحة في جعل الشرط ثقيلاً على الآخرين ما كان متساوياً نحو الجميع. عقد الشركة يؤدي إلى هيئة معنوية مؤلفة من أعضاء بمقدار أصوات المجلس، بدلاً من الشخصية الخاصة بكل متقاعد، ومن ذلك العقد تنال هذه الهيئة وحدتها وذاتيتها المشتركة، وحياتها، وإرادتها، وبإتحاد الجميع يتشكل ما يسمى اليوم ( الجمهورية ) ( روسو: " في العقد الإجتماعي "، ص 37 – 39 ).
إن إنتقال الإنسان من الحالة الطبيعية إلى الحالة المدنية، كما يرى روسو، أدى إلى تغير الإنسان، بإحلاله العدل محل الغريزة، ومن ثم فقد اضطر الإنسان إلى مشاورة عقله قبل الإصغاء إلى هواه، وبالتالي فقد حرم نفسه من مكاسب كبيرة وفرتها له الحالة الطبيعية، التي دفعت مسبقاً بالإنسان إلى النمو، والإتساع العقلي، وشرف المشاعر، وسمو الروح، إن إنتقال الإنسان إلى الحالة المدنية قد انتزع منه إلى الأبد تلك السويعة السعيدة والتي حولته إلى حيوان موجود وذكي بعد كان حيواناً أرعناً قليل العقل. وما يخسره الإنسان بالعقد الإجتماعي هو حريته الطبيعية وحق مطلق في كل ما يحاول وما يمكن أن يحصل، وما يكسبه هو الحرية المدنية، وتملك ما يجوز، بالإضافة إلى الحرية الأدبية، التي جعلت الإنسان سيد نفسه على الحقيقة ( روسو: " في العقد الإجتماعي "، ص 42 ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -