الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الفساد أتحدث ج 1

سامح سليمان

2015 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1 _ إن أبشع جريمه يرتكبها البشر على مر العصور، ضمن جرائمهم المتعدده، بخلاف الأتيان بأخرين دون أختيارهم الى هذه الحياه العبثيه القميئه لكى يقاسمونهم الحيره والخوف والألم ـ فالحياه ليست إلا تجلى للغباء والوحشيه ـ هو قتل فطرة الإنسان منذ طفولته ومجيئه غير الأختيارى، وهذه الفطره هى التساؤل والسعى نحو معرفه أصل كل شئ، بأعطائه أجابات جاهزه نمطيه مقولبه قد توارثوها على أنها الحقيقه الجليه الصافيه والصواب المطلق والنموذج الصحيح، ومعاقبة كل من يبدى رفضه أو شكه أو اعتراضه أو حتى عدم أكتفاءه بما تم تقديمه من أجابات وحلول. فالأتفاق والتعريف الدائم لمجموعه من المعتقدات والمرجعيات والنظم الأجتماعيه والتصنيفات الأخلاقيه والرؤى والتصورات عن أصل وطبيعة الأنسان والحياه بأنها الحقيقه المطلقه والصواب الدائم هو أعاقه لأستمرارية تطور الإنسان وأرتقائه التراكمى،وحكم ضمنى بالموت على العقل،لأنه يؤدى لتكبيله وتحجيمه وتقزيمه،وتقييد التفكير وألزامه بعدم الخروج عن أطر فكريه معينه ربما قد أنتهت صلاحيتها منذ أمد بعيد، فلا يوجد ما يسمى بالحقيقه الصافيه الخالصه المطلقه دائمة الثبات والجوده والصلاحيه،ولكن توجد ظلال وأشباه الحقائق، وليس من الممكن الوصول اليها إلا ببذل الجهد لمعرفة وأستكشاف أبعادها المختلفه وتحمل الأقتراب منها والأحتراق بلهبها. فاللحياه أشكال كثيره وللحقيقه أوجه متعدده وأكثر من زاويه لرؤيتها ـ هذا إن وجدت من الأساس ـ فالأنسان محكوم بدرجه كبيره بجيناته التى قد توارثها عن والديه وأجداده ومجتمعه وشعبه،وأيضاً محكوم بما قام بتحصيله وتوصل إليه كنتيجه لما وصله من أفكار سائده فى مجتمعه وعالمه والحقبه الزمنيه التى ألقت به إليها صدفة ميلاده،وبما لم تستطيع المجتمعات البشريه على مدار حقبها الزمنيه أن تمحوه من قيم وأفكار ومعتقدات وأطر قيميه .

2 _ إن اكثر من يدعون انهم مفكرين ومثقفين وتربويين واعلاميين وعقلانيين وتنويريين ولا يتحدثون الا من منطلق ودافع وطنى مخلص لا يهدف او يسعى الا للمصلحه العامه،هم فى حقيقة الامر لا يسعون إلا لأستبعاد وتغييب والتعتيم على كل فكر ومفكر عقلانى ناضج صادق حر تنويرى، وتدجين وتلويث وطمس العقول وأخصائها لأحداث عقم فكرى وخلق حاله من الجمود والنكوص الفكرى والنفسى والتعلق بأهداب انتصارات وامجاد الماضى الغابر والسعى الدؤب لبعثه وأستحضاره بكافة مفرداته من قيم وأفكار ومنهج وطريقه للحياه، واحداث حاله من التفاهه العقليه والتشتيت الفكري والضعف والاضطراب النفسي والأميه الثقافيه العامه والتوحد والتماهى والمحاكاه والهوس الجماعى الحاد بأيدلوجيه أو عقيده أو معتقد أو تيار او توجه فكرى او منهج ومرجعيه للتقييم والتصنيف أو رؤيه معينه تتوازى وتتوافق مع مصالحهم وتؤدى الى سهوله تنفيذ وتحقيق اهدافهم ومخططاتهم بدون أى معوقات وإلهاء العقول بالصغائر والتوافه من قضايا تم حسمها منذ زمن طويل فى بلدان اخرى اكثر تقدم وتحضر و رقى بمراحل شتى وأختزال أهتمامات وطموحات وتمنيات ورغبات وأحلام وقضايا مجتمعاتنا ـ ذات القابليه العاليه والأستعداد الفطرى الوراثى للشحن والحشد والتجييش والقطعنه ـ فى تحقيق أنتصارات أفتراضيه هلاميه فى ميادين ألخرافه والجهل والوهم والجنون،وبطولات ونجاحات ومكاسب ليس لها أى تأثير أو ناتج أو عائد أو مردود إيجابى على المواطن سواء على الجانب السياسى أو الأقتصادى أو الأجتماعى أو الثقافى ـ مثل مباريات كرة القدم ـ لتفريغ وأمتصاص وأستنفاذ ما بداخل الجماهير من طاقة رفض وغضب وسعى نحو حياة أفضل ورغبه فى أقتناص وانتزاع وأسترداد والمطالبه بالحصول على حقوقهم المسلوبه وكرامتهم المهدره المسحوقه وإنسانيتهم المفقوده والمستلبه. والالهاء المتعمد بأختلاق أحداث وظواهر معجزيه أعجازيه غيبيه غير ملموسه ، وحشد وتجنيد كافة مأجورى ومرتزقة وسائل الأعلام المرئى والمكتوب والمسموع وبالطبع بعض رجال المؤسسه الدينيه للتحدث فى تلك الوسائل ـ بمقابل مادى مجزى ـ عن هذه الظواهر ليل ونهار لينغمس المواطن أكثر فأكثر فى عالم الميتافيزيقيا والماورائيات ويطلب ويستجدى النصره والمعونه والخلاص من واقعه المظلم القمئ الكئيب من أرواح الموتى من الاولياء والأباء والأجداد والأسلاف بصفه عامه وتزايد أرتياد المقابر والأضرحه مما يعود بالنفع المادى والمعنوى طويل المدى على القائمين على أدارة المؤسسه الدينيه وأيضاً القائمين على أدراة تلك الأضرحه والمقامات ومكان حدوث الحدث والظاهره الاعجازيه الخارقه المزعومه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا