الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية.. موقف من الدولة

خلدون الشامي

2015 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"فصل الدين عن الدولة" و"الالحاد" تعريفان رائجا في المجتمعات الراكدة لـ العلمانية، حيث يتزعم الخطاب الديني والعقل الاجتماعي تفسير الكون والاخر. فصل الدين عن الدولة تعريف ساذج للعلمانية ، وهي كذلك ليست تفسيرا للالحاد كما انها ليست "هوية شخصية". العلمانية هي "موقف من الدولة" حيث لا أيديولوجيا لها، محايدة في قضايا "الدين" ولا تستخدم في قناعة مقدسة.
والعلمانية مصطلح عملاني حديث لجماعة المفكرين الأحرار (هولي ووك) معني بـ السلطة الزمنية لا سلطة "المقدس"!
وليس في طبيعة العلمانية تقديم تفسير للالحاد، السابق للعلمانية، والقديم من قدم الاعتقاد بما فوق الطبيعة والايمان بالماورائيات. فاينما ظهرت الديانة ظهر الإلحاد.
والدولة التي تفهمها العلمانية هي الدولة الحديثة التي تعرف بالدولة المدنية، وهي كيان تمكين السلطة الزمنية ونزع سحر الحكم المطلق والرأي الجبري، علمانية، لا تفضل دينا رسميا ولا تعادي كل دين أو أتباعه!
والدولة المدنية محايده إزاء المعتقدات والضمير! لا تقطع بـ "دين رسمي" لها ولا ينص دستورها على اعتراف بالإلحاد.

و للدولة المدنية شكلين علمانيين:
الأول: دولة لا تفضل رسميا أحد الأديان، ونظامها القانوني والقضائي علماني يعتمد العقل البشري والعقد الاجتماعي.
الثاني: دولة ذات "تقاليد دينية راسخة"، تفضل دينا واحدا، لكن التشريع والقضاء فيها علماني. كما هو نظام الدولة في كل من ‏الدانمارك، بريطانيا، واليونان.
اما الدولة الدينية، فتعتمد تشريعيا وقضائيا على الدين، تفضل رسميا دينا واحدا وأتباع هذا الدين او المذهب او الطائفة! كما هي الفاتيكان، ايران والسعودية!
اما الدولة المناهضة للدين: فالقانون والقضاء فيها علمانيان، ترفض رسميا أحد الأديان أو جميعها، كالصين مثالا!
وكل دولة مدنية هي علمانية وليست كل علمانية دولة مدنية! عندها تكون دولة فاشلة شمولية وشوفينية! وأكرر: والعلمانية، هي فقط "موقف من الدولة" وليست هوية شخصية.


*أكاديمي، أستاذ الفيلم الوثائقي والاعلام المرئي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس داود شكري: الكنيسة بتحاول تقولنا هو ليه الح


.. عظة الأحد - القس داود شكري: المسيحين سموا نفسهم الطريق في ال




.. 141-Ali-Imran


.. 142-Ali-Imran




.. 144-Ali-Imran