الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الفساد أتحدث ج 3

سامح سليمان

2015 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن المجتمعات التلقينيه تخاف وترتعب من النقد وتعتبره مهدد لقيمتها وكيانها بسبب توحدها مع الفكره او المعتقد وعدم اعتيادها على الاختيار والفصل بين الذات والموضوع، دون اعطاؤه أى حق أو فرصه أو وسيله أو أمكانيه للدفاع عن أراؤه وأفكاره والرد على ما ينسب اليه من أتهامات ـ وأغلاق أى منفذ يستطيع من خلاله أن يمارس حقه فى التعبير عن أراءه وأفكاره ومعتقداته، ومصادرة أى عمل أبداعى من أنتاجه وربما أيضا مصادرة حياته كما حدث ومازال يحدث مع الكثير من الأدباء والمفكرين النقديين التقدميين،ولهذا لا نجد أى تفاعل أو فوران أو وهج فكرى أو ثقافى أو ابداعى أو تنويرى بل مجرد أرتعاشات تنويريه ما تلبث أن تخبو وتنطفئ ويتراجع صاحبها بفعل حاله القمع والتخويف والترهيب الشعبى وأحياناً الرسمى .
( فى مجتمعاتنا لا يحق لنا البحث عن الحقيقه الا فى ميادين الوهم،ولا يسمح لنا بمحاربة النقل والتلقين الا بالمزيد من النقل والتلقين)
إن حياتنا العلميه والثقافيه والأجتماعيه مقيده ومحشوه وممتلئه عن أخرها بركام واكوام وتلال وأطنان من المسلمات والأفكار الأسطوريه التجهيليه التغييبيه والقيم الذكوريه الابويه الاستعلائيه العنصريه الفئويه الأستئصاليه القبليه العشائريه، نحن فى احتياج شديد الى التحلى بشجاعه المواجهه والأعتراف بالخطأ والرغبه فى التغيير الى ما هو افضل وانسب والسعى الجاد الدؤوب نحو التغيير لكى نتمكن من القيام بثوره فكريه وعلميه شامله حقيقيه تحررنا من سلطان وقيود الرجعيه والماضويه والتحجر والركود والجمود، وتجتث وتستاصل ماادى الى اصابة عقلنا الجمعى من أنغماس شديد فى الخرافه والغيبيات والبحث عن الانتصارات الدونكيشوتيه فى عوالم الماورائيات .
إن الحريه هى روح الأبداع وأرضه الخصبه وهى الهواء الذى يتنفسه المبدع، الأبداع لا وجود له فى ظل الخوف وتقديس الثوابت والقيم والأفكار التراثيه وتغليب النص على المصلحه،وأضفاء القيمه على الفكره كلما أزدادت أقدميتها أو أزداد عدد الأفراد المؤيدين لصحتها !!
فالكثره العدديه ليست من أدله الصحه والصواب،بل ربما تكون من أدله أزدياد الجهل والغوغائيه والقابليه للحشد والتجييش والقطعنه ، وكذلك اقدمية الفكره او الحدث او العقيده او المعتقد وتصديق وايمان عدد من الاجيال المتتاليه بصحة تلك الفكره او العقيده،او صواب المعتقد او امكانيه حدوث الحدث ليس دليلا على الصحه،فالخطير فيما يتعلق بالموروثات ان الناس تاخذها بجديه اكثر كلما مر الزمن ، فقد يحول الوقت كثير من اسخف واتفه الخرافات والاساطير واكثرها سوء وبلاهه وهذيان الى واقعه مسلم بحدوثها مع مرور الزمن .
إن العقل النقدى المبدع الحر الأبتكارى الخلاق لم ولن يعرف القبول بالمسلمات والتسليم بصحة التفسيرات التراثيه السطحيه العفويه ، والتراجع أمام الخطوط الحمراء،والأنقياد والتأييد والرضوخ لأجماع القدماء والثوابت الفكريه والأجتماعيه،أو عصمة وتقديس النصوص والتفسيرات والأفكار والرؤى والنظريات،العقل النقدى هو عقل مشتعل بالرغبه فى المعرفه والأستقصاء والبحث الدؤوب عن الحقيقه. "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد تعبنا و سئمنا
ماجدة منصور ( 2015 / 9 / 22 - 20:13 )
سيدي الأستاذ..معك حق في كل كلمة لفظتها و نطقتها و لكن ما الحل؟؟؟كيف نتنفس الحرية و قوى الظلام تلاحقنا أينما ذهبنا!! و كم أفواهنا هو أسهل عقاب يمارسه علينا أعداء الإنسانية و الحياة نفسها0
نحن نحاول منذ أن تفتح وعينا على تسليط الضوء على فساد مجتمعاتنا العربية الغارقة في الوهم البغيض فلقد سئمنا و تعبنا قبل الأوان و خسرنا من أموالنا و صحتنا و راحتنا و هناؤنا و ما زال الحال يتدهور من سيئ الى أسوأ و أصبحت كل القوى المهيمنة و المسيطرة تنظر إلينا بعيون الشك و الريبة لا بل إن تهما كثيرة يتم رصًها و تحضيرها لإستخدامها في الوقت المناسب!!!0
لن يتم اصلاح الحال مالم تراجع المؤسسات الدينية و المتمثلة في الأزهر و السعودية نفسها و موقفها تجاهنا...نحن لا نريد شرا بمجتمعاتنا لأن الشر المتواجد يكفينا لعشرة أجيال على الأقل بل نريد إصلاحا حقيقيا و هذا الإصلاح لا يمكن له أن يرى النور مالم نبتدأ بتنقية الأديان_أقول الأديان كافة_من إرث العنف و الدم و الفوقية والتي تزخر بها كتب الأديان قاطبة0
من المفترض أن الأديان قد جاءت لخير الإنسان ولكن ما نراه من أثر الأديان علينا لا يوحي بالخير مطلقا0
الحديث سوف يطول

اخر الافلام

.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah


.. 236-Al-Baqarah




.. 237-Al-Baqarah