الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي

سيف زهير

2015 / 9 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


سيادة الوزير، لا توجد بالعالم وزارة تستحق الاسئلة والاستغرابات اكثر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، فان نظامنا التعليمي وخططه العلمية لتطوير الواقع الدراسي لم ترتقي الى ان تكون محاولة بسيطة لمواكبة التطور العلمي بمسيرة الجامعات العالمية وعموم البلدان، فلو اردنا ان نحسب موقعنا بين جامعات العالم سنقف خجلين دون ان نبرر او نلمع موقعنا بانجازات بسيطة، الى اليوم جامعاتنا تفتقر الى المختبرات والادوات المتعلقة باغلب الاختصاصات العلمية مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم توحيد المناهج الدراسية باغلب الجامعات العراقية وتفاوت كبير بين مواد الكليات الحكومية والاهلية، مع عدم كفاءة العديد من الاساتذة الذين حصدوا الشهادات العليا في زمن الواسطات، لكن هذا لا ينفي وجود عدد كبير من التدريسيين الاكاديميين الاكفاء. سيدي الوزير، ان عملية صناعة القرار في وزارتكم الموقرة جعلت الكثير من المتابعين لعمل الوزارة يشعرون بالاستياء نتيجة عدم الدقة باتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل الاف الطلبة الذين يعيشون اليوم تحت ضغوطات نفسية وامنية لا يجابهها اي طالب بالعالم وينجز مهامه بالتخرج والنجاح وفق الصورة المثالية للطالب المجد. توجد اليوم امثلة كثيرة للتفوق في مجال التعليم العالي في دول العالم ومنها مثلا النموذج الفلندي والياباني واوجه التشابه من ناحية الايجابيات الساحقة فيما بينهم مثير للاهتمام حقا، فاولا يكون التنسيق واضح بين التربية والتعليم دون تنصل احدى الجهتين للمسؤولية بحجة انها من اختصاص الثانية، مع الاخذ بنظر الاعتبار اختصاص كل جهة بالتاكيد. فالتعليم يكون للجميع والزامي وفي مرافق دراسية مرفهة تليق بالطالب. ويخول الاستاذ الذي نال درجة معينة يمكن ان تسمح له ممارسة مهنة التدريس من عدة نواحي وليس كما يوجد عندنا فيوجد اساتذة اليوم لا يرتقون لان يكونوا مسؤولين على بناء جيل واعد، وايضا يوجد اهتمام كبير بالطالب من الناحية العلمية والنشاطات الدراسية والثقافة العامة، كثيرة هي الايجابيات ولا يمكن لنا دراستها هنا الا ان اهم ما اردت ان اشير له هو صناعة القرار وستراتيجية العمل وفق خطط مدروسة تجدي نفعا بالمستقبل القريب او البعيد لهم. ما جعلني اكتب هنا هو موضوع اتخاذكم لقرار وضع الامتحان التنافسي لخريجي السادس العلمي والذين حصلوا على درجات تؤهلهم لدخول الكليات الطبية، ففي الحقيقة ان شروط الوزارة بهذا الامتحان غريبة حقا، كيف يمكن ان يتم امتحان طالب بمواد السادس الاعدادي وهو قد تخرج منها قبل ايام؟ واضافة الى ذلك هو غرابة حديثكم عن توجيه اسئلة عن معلومات عامة للطلبة اثناء اختبارهم! فما هي هذه الاسئلة وهل حقا ان طلبتنا لديهم معلومات عامة وثقافة اطلاعية في الوقت الذي يفتقر الاستاذ التدريسي نفسه الى الثقافة والمعلومات العامة؟ جنابكم الكريم يعلم جيدا بحجم الفساد الموجود في البلد، وسهولة امكانية تحويل هذا الامتحان التنافسي الى سوق للمعاملة بالدولارات التي ستمكن البعض من دخول كلية الطب وحرمان البعض الاخر مع احترامنا للجان الامتحانات التي ستشكل، ناهيكم عن الضغوطات السياسية التي ستمارس بحق الكثير منهم من قبل المتنفذين. وهل من المعقول ان تذهب جهود السنوات الطويلة من الدراسة والاجتهاد لتحدد في ثلاث ساعات مشحونة ومفاجئة للطالب؟ وان كان الغرض الاساس منه هو لمكافحة الغش الذي حصل في الامتحانات النهائية كما قيل فان هذا ليس ذنب الطالب بل مسؤولية وزارة التربية والمعنيين وهذا هو احد اسباب عدم التنسيق كما ذكرت، بالاضافة الى ذلك فان الذي حصل على اسئلة الامتحان بالسادس سيتمكن من العبور بنفس الطريقة بأي اختبار، مع الاخذ بنظر الاعتبار استثنائية العام الدراسي الماضي من احداث سياسية وامنية وحتى اقتصادية، نرجوا ان تكون الوزارة اكثر دقة باختيار نوع القرارات وكذلك بتوقيتات معقولة ونحن نأمل خيرا بعملكم من اجل القضية العلمية، ناهيكم عن مشاكل تلقاها الطالب كثيرة، من مشكلة الطلبة المبعوثين للخارج الى رفع الاجور الدراسية للكليات المسائية مرورا بالغاء نظام العبور لطلبة المجموعة الطبية الى هذه اللحظة والمشاكل كثيرة، ختاما يا سيادة الوزير انقل لك رأي يطرحه الكثير من ابنائك الطلبة يتمحور حول ان تكون هذه الخطوة تشجيع للدخول الى الكليات الطبية الاهلية وهذا ما لا يحمد عقباه.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة