الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو فلسفة بحث علمي معاصر

زاهر نصرت

2015 / 9 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


الفلسفة تبحث عن الحكمة والحكمة هي الحقيقة والصدق والمعرفة المتعمقة في ظواهر الحياة والكون ، ومع هذا فأن نظرة بسيطة الى تطور المفاهيم العلمية عبر الثلاثة الاف سنة الماضية تبين لنا ديناميكية الحقائق ، فالحقائق العلمية ليست ثابتة وليست حتى صحيحة في كل الأزمنة وما بدا صحيحاً قبل خمسين سنة مثلاً قد لا يكون الان كذلك .

فمما لا شك فيه ان التقدم العلمي لأي بلد لا يمكن ان يبنى على فراغ ولا ان يبدأ من الصفر في التعامل مع المفردات العلمية والتكنولوجية فالذي يريد التقدم العلمي في عصر الثورات العلمية اليوم عليه ان ينطلق بسياقات جديدة للقفز على المراحل التي استهلكها العالم المتقدم وقدم التضحيات في سبيل الوصول للمرحلة التي وصلها الان .

ان معقولية المفاهيم العلمية في زمن معين تعتمد على التطورات الذهنية المتراكمة في ذلك الزمن اولاً وعلى الوسائل التي يستخدمها العلماء في الفحص والاستقصاء ثانياً . ان سبب تبدل المفاهيم الأساسية هو تطور الفهم العلمي للظواهر الطبيعية وهذا يؤدي بالتالي الى تطور العلوم ، وهذا التطور يهدف فيما يهدف اليه الى توفير تقنيات حديثة تسهل حياة البشر في كل مرافقها وتسعدهم ... بالرغم من وضوح اهداف العلوم وفلسفتها فان الدول الكبرى ما زالت تحتكر المعرفة لان فلسفتها لا تقوم على نشر المعرفة الإنسانية المفيدة بل على احتكار العلوم والمعرفة لاضطهاد الشعوب " الضعيفة " ونهب خيراتها الطبيعية .

واذا ما ارادت الدول النامية ان تلاحق التقدم العلمي بالسياق التاريخي نفسه الذي مرت به الدول المتقدمة فأنها لن تصل ابداً الى التقدم المطلوب والمعاصر ، ففي المرحلة التي ستكون قد وصلت الى بدايات التحول الصناعي نجد ان الدول المتقدمة تقفز مراحل عدة الى امام متجاوزة الحالة التي وصلتها سابقاً وذلك لان طابع الثورة الصناعية والتكنولوجيا المعاصرة هو طابع القفزات لا طابع التطور البطيء لان ثورة المعلومات والمكتشفات الحديثة توصف بانها انفجارية لأنها بكل اكتشاف جديد تخلق صناعات جديدة وبمرحلة قصيرة جداً عن السياقات التي كانت تمر بها هذه التحولات في عصر الثورة الصناعية الأول .

لذا نلاحظ من مجال الحالة العلمية في العلاقات الدولية ، ان الدول الكبرى تخص نفسها بالتقنيات المتقدمة وتمنعها عن الدول الطموحة .... لهذا فان فلسفة العلوم عندها لا تقوم على الحكمة والصدق والحقيقة بل تهدف الى تحقيق الانانية والطمع ، اذن وجـب علينـا ان نعي الدرس جيداً ونضع فلسفة دراسات عليا وبحوث في نظرة بعيدة تقنياً عن " مصائد " الاعتماد على الخارج وان نكوّن كادراً علمياً رصيناً يبني الأساس العلمي الصلب لا " الفوقي " بحيث نعتمد على قدراتنا الذاتية فقط مع متابعة التطورات العلمية في الخارج ومجاراتها وان نهتم بالجانب التطبيقي بالدرجة الأساس فضلاً عن الدراسات النظرية المتقدمة ولنا في جيلنا الصاعد الطموح الامل كل الامل في ان يحقق هذا الهدف .

زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة