الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما يستغرق اليساري في أَحلام اليقضة

بارباروسا آكيم

2015 / 9 / 22
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


لقد أَتقنَّ الإسلام منذ اللحظة السوداء المريرة التي ظهر فيها سياسة غسل الأَدمغة وتكميم الأَفواه وتحويل المجموع البشري في كل مكان وصل اليه الى قطيع يشبه بعضه بعضاً ، وإِستمر الحال على هذا المنوال الى يومنا هذا.! .. يعني اليوم مثلاً أَنت في العالم الإسلامي وتحديداً الدول التي يرسم فيها الإسلام الخارطة الاجتماعية ، لا تجد أَي قدسية لما يُسمى بالحرية الشخصية ..المجتمع كله مجتمع عسكرتاري مُحَشَّد، يوجه كالقطيع بالريموت كونترول ، حركاته مضبوطة ، ملابسه موحدة ، وتعليمات عسكرتارية صارمة : لا تَذُقْ ، لا تشرب ، لا تلمس ، ..الخ الخ ، في وسط هذا المشهد يحاول بعض المعتزلة اليساريين خلف شاشات الكومبيوتر مُداعبة الغرائز الدينية البدائية للقطيع عسى ولعل أَن يأتي اليوم الذي يتسلقون فيه اكتاف القطيع للوصول الى السلطة ، ثم بعد ذلك يُقيمون اليوتوبيا التي يحلمون بها (( جمهورية افلاطون الفاضلة )) وبعد ذلك سنغني معاً يامحلى عيشة الفلاح ، في مجتمع القطيع ..كلنا واحد لايوجد غني وفقير ..وهذا القطيع الإسلامي سيتحول الى عمال نشيطين يشربون الحليب ويصففون شعورهم ويسمعون كلام بابا وماما.! يعني هذه هي الطريقة التي يُفكِرْ بها بعض اليساريين ..أَو مايسمونه بقوة (( الجماهير )) وهم يتصورون بأَنَّ الجماهير قوة يستطيعون التحكم بها وركوبها.! بالنسبة لهؤلاء فأقول لهم : الجماهير كُل الجماهير وتحديداً هذا القطيع الإسلامي قوة مجنونة غوغائية إِرهابية تخريبية ! ، وقبل أَن تقودكم الى كرسي الحكم ستقودكم وانتم معلقين على الخوازيق الى قبوركم .. لا والذي خلقكم لن تجدوا حتى قبوراً .! والتجارب بهذا الصدد كثيرة والأَمثلة التاريخية واضحة ..وهناك مثل شعبي عربي يقول :(( التكرار يُعَلِم الحمار )) .! أَنا من الناس المؤمنين أَنَّ التغيير لايكون بمداعبة الغرائز الدينية البدائية ، بل يكون بالمواجهة المباشرة وإسقاط قدسية المقدس كُل المقدس .! ويكون كل شيء عُرضة للبحث والتحليل بعيداً عن ثقافة القطيع .. ولدينا في الصدد تجربة ناجحة ومستمرة بالحياة والحيوية أَلا وهي التجربة الغربية ، فلماذا لا نبني عليها .!؟ ، كما إِنني من المؤمنين ايماناً يقينياً راسخاً بأَنَّ التغيير تصنعه النُخب المثقفة المحبة للمواجهة المباشرة وليس القوة المجنونة المسماة بالجماهير ... أَيها الإخوة .. إِنَّ أَساس الإبداع هو الإختلاف ، والإختلاف لا يمكن أَن يوجد إِلا من خلال النقد ، والنقد لايمكن أَن يوجد في ظل ثقافة القطيع ، ثقافة الراعي والرعية ، .. الإسلام قتل (الأَنا) في الإنسان المسلم ، وقتل روح المبادرة ..المسلم اليوم يعيش لكيانات وهمية لا لذاته وحينما أَقول كيانات وهمية فأنا لا اقصد فقط الكيانات الميتافيزيقية ، بل كيانات وهمية لم يكن لها يوماً وجود ..مثل دولة الخلافة الإسلامية الفاضلة ، والإسلام الجميل الذي يذهب الى المدرسة صباحاً ويشرب الحليب ..وبسبب هذه الأَحلام الطوباوية فهو يدمر نفسه قبل أَن يدمر الآخريين ومساعدته على الإسترخاء في غيبوبته لن تخدمه ولن تخدم أَحد بل ستظر الجميع.. كالمريض باللوكيميا ويداريه طبيبه الخاص بالقول : ماشاء الله عليك 66 حصان يارجل ، خذ حبة اسبرين وستذهب عنك نزلة البرد.!!!
وهي طريقة قديمة فاشلة وجدت عند بعض الدجاجلة ومنتحلي المهنة تُسمى العلاج بالإيحاء .. يعني توحي لمريضك بأنه ليس مريض حتى يقوم جسمه بشفاء نفسه ذاتياً.!
هذا واستودعكم في البنك الأَهلي .. والسلام عليكم ورحمة الدولار وبركاته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشحن العاطفي
nasha ( 2015 / 9 / 22 - 13:11 )
الأستاذ بيبرس المحترم
لا زالت وستبقى طريقة الإدارة في الدول الإسلامية عاطفية بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق.
تلاحظ دائما أن القادة في خطاباتهم يستعملون كل أنواع الشحن العاطفي والمبالغة في مدح الشعب ومعتقداته وتاريخه وعبقريته وأخلاقه ....الخ
هذه هي الثقافة الإسلامية شحن عاطفي مستمر وتزويق بدون حدود والتستر على الأخطاء وإخفاء العيوب ومنع النقد .
هنا في العالم المتقدم الممارسات تختلف جذريا لا مكان للعواطف الكاذبة كل موضوع يعطى حقه حسب التخطيط العلمي المدروس.
القادة المسلمين يحاولون تقليد قادة الدول المتقدمة وسياساتهم ولكنهم لا ينجحون لأن الخلفية الثقافية لا تسمح بذلك.
لن تقوم قائمة لهذه الدول إلا بعد إعادة تأهيل الشعوب وتبديل المفاهيم الثقافية من الجذور
تحياتي


2 - nasha
بارباروسا آكيم ( 2015 / 9 / 22 - 14:34 )
يعني المشكلة مع الإسلام معروفة ومحسومة ، ولكن حينما تصبح القوى اليسارية التي كانت بمثابة منبر التنوير ومشعل الثقافة بوقاً لتزويق الواقع الشاذ هنا تصبح المشكلة اكبر .! هل الغرض من الكتابة بالنسبة لأَشخاص مثل سامي لبيب وكامل النجار هي الترف الفكري ، أَو لإضاعة الوقت .؟ أَم إِنَّ هناك اسباب حقيقية تدفعهم للكتابة من بينها تغيير الواقع الشاذ.؟ كلاهما يساري الهوى والهوية ونكن لكلاهما الإحترام والتقدير ..ولكنهما يقرئان الواقع الشاذ بشكل صحيح ولذلك قررا المواجهة .! اليوم أَلا ينتقد كامل النجار وسامي لبيب المسيحية وان كان بشكل اقل من الإسلام.؟ والجواب : بلا ، ولكن لااحد من المسيحيين يغضب لذلك لأَنهم يعلمون يقيناً أَنه لأَجل التغيير والتطوير لابد من اسقاط قدسية المقدس .. وانه لامُقَدَس سوى الإنسان ، اخي العزيز انا من الناس الذين يفخرون بالمسيحية ولكن كتراث انساني شخصي ، فيه الصواب وفيه الخطأ ونحن اولاد اليوم..تحياتي اخي ناشا


3 - 1 نحن اولاد اليوم
nasha ( 2015 / 9 / 23 - 01:34 )
الاخ العزيز بربروسا
وهل تعتقد انني متزمت وراح اموت في الميتافيزقيا يا عزيزي؟.
لا يا سيدي انا مثلك وربما اكثر منك اهمالاً للدين الشكلي والطقوس والميتافيزقيا.
عندما اعارض الاستاذ سامي ليس دفاعاً عن ايمان غيبي بالمعتقد كلا. انا اعارضه كمدافع عن الثقافة العامة والقيم الانسانية لانه يخلط المعتقدات الغيبية مع ثقافاتها ويضعها في خانة واحدة ويهاجمها جميعاً، وهذا غير صحيح وخطأ قاتل يؤخر التنوير ويظلله.
الثقافة التي انتجت العلوم والفلسفة والفنون والمستندة اساساً على الثقافة المسيحبة وبمشاركة عدد كبير من العقول التي كانت تنتمي اصلا الى المؤسسات الدينية وتربت في احضانها .اقول ليس من العدل ان تتساوى مع بثقافة اخرى لم تجلب سوى الدمار والموت والخراب.
تابعني من فضاك


4 - 2 نحن اولاد اليوم
nasha ( 2015 / 9 / 23 - 01:34 )
لو تراجع موضوع الاستاذ سامي لبيب (ابشركم باله ودين جديد) ستجد انه استنسخ لب الثقافة المسيحية بحذافيرها وترك الميتافيزقيا .
ماذا يعني هذا؟
يا اخي العزيز مثل ما يقولون (ما ينرادلها روحة للقاضي) لماذا دوناً عن جميع الثقافات في العالم بما فيها الهندية والصينية والاسلامية وغيرها تنبثق العلوم والفنون والفلسة بشكلها المعاصر من العالم الغربي؟
الميتافيزقيا والطقوس والمعتقدات والمثولوجيا هي مجرد حاوية او هيكل للثقافة وكانت السبيل القديم للبشرية لترسيخ القيم والاخلاق واصبحت تاريخ لا تضر مطلقاً لو فهم مغزاها.
الفيلسوف او المفكر او الكاتب غير السياسي ليس له الحق في التلاعب والتلون حسب الطلب ليرضي اكبر عدد من القراء.
نحن في عالم مفتوح يا اخي بربروسا واراهنك (لو بقينا احياء ) انه سياتي اليوم الذي سيكشف عن كل المستخبي قدام العالم كله. اننا في البداية وسيأتي اليوم الذي سينصب تماثيل لرواد التنوير مثل الاب زكريا بطرس ورشيد المغربي وكثير غيرهم في بلدانهم الاصلية.
تحياتي


5 - نكران جميل
nasha ( 2015 / 9 / 23 - 11:42 )
مع كل الاحترام لليساريين ولليوتوبيا التي يحلمون بها . بعد فشل التجربة الاشتراكية في موطنها الاصلية لا زالوا يبيعون الكلام ، وكما تعلم الكلام ببلاش ما عليه كمرك.
انها جعجعة بدون طحن ونكران جميل . كل رواد هذا الموقع من اليساريين يقيمون في الغرب الرأسمالي الإمبريالي الجشع . يوفر لهم الامان واحسن مستوى معيشي ومع ذلك يحاربوه دون هوادة وخصوصا الولايات المتحدة حالهم حال الإسلاميين.
وفي قسم منهم مثل صاحبنا الفيلي اللي مسوي نفسه أحمر أكثر من ماركس نفسة ما عنده مانع ينسف البلد الي معيشة من كثرة الكره والغل اللي شايلها ضد الثقافة اللي سمحتلة يعيش الدنيا طول وعرض.


6 - ناشا 1
بارباروسا آكيم ( 2015 / 9 / 23 - 17:20 )
أَخي العزيز ناشا في آواخر القرن الثامن عشر ظهر الفيلسوف اليهودي ( موسى مندلسون ) وقاد حركة إِصلاحية يهودية .. بعد 20 سنة تقريباً من بداية الحركة ..غير الديانة اليهودية تماماً الى الدرجة التي صارت فيها شبيهة بالمسيحية بإستثناء شيء واحد أَنه لم يضف اليها مسيحاً او ماشاكل.! الرجل طالب بالإنحلال من القيود التشريعية فيما يخص السبت وطالب كذلك بالإنحلال من القيود التشريعية فيما يخص الأَطعمة ، بل ذهب الى ماهو ابعد من ذلك الإنحلال التام من التشريع الديني والإحتكام للقوانين الوضعية .! ، فالمقصود أَنَّ محاولة الأُستاذ سامي ليست الاولى من نوعها..بالنسبة للمتافيزيقيا فأنا عزيزي لا اتذكر ان سامي لبيب هاجم الايمان الميتافيزقي ولا اتصور بأَنَّ الرجل يهمه هذا التصور او هذا الايمان من قريب او بعيد ، سامي لبيب يهاجم العقيدة ذات الطابع السياسي التي تريد فرض حضورها السياسي..واحياناً يكتب بنبرة ساخرة او بايقاع واقعي والغرض هو ايصال الفكرة..يتبع


7 - اخي الحبيب ناشا
بارباروسا آكيم ( 2015 / 9 / 23 - 17:50 )
أَخي ناشا ...يعني بالمناسبة الثقافة ايضاً ليست مقدسة .! وفي إطار عملية الغربلة كان المفروض أَن تنتقد على الدوام ، أَخي أَنا سأُعطيك مثال واحد وقس على ذلك..في سنة 2014 حصل اجتماع في الفاتيكان لمناقشة قضية الزواج الثاني وانا ذكرت هذا الكلام على صفحة الزميل نيسان سمو الهوزي ، نحن الآن في سنة 2015 ..ماذا كانت النتائج.. لااحد يعرف .! ماذا كانت المقررات .! لا احد يعرف .! طيب اخي لماذا هُم يتعبون انفسهم.؟! مارتن لوثر قالها منذ القرن 17 .. الزواج نظام طبيعي وموجود قبل المسيحية وقبل الكنيسة ، ولذلك لايُمكن اعتباره سِراً من اسرار الكنيسة .! فلماذا هذا الإصرار على الخطأ..هل يستحق هذا المشهد النقد أَم لا.؟ طيب المسيحيين الأوائل في القرن الاول والثاني كلهم تزوجوا خارج إِطار الكنيسة منهم من كان يهودي ومنهم من كان وثني..يعني هل تعتبر زيجات هؤلاء باطلة لكونهم متزوجين بغير عقد مسيحي.؟! الآن إِذا كان الجواب: لا ، فإذاً عقد المحكمة كافي لإثبات الزواج ..وكان الله يحب المحسنين


8 - nasha
بارباروسا آكيم ( 2015 / 9 / 23 - 18:17 )
بالنسبة لليسار اخي انا سبق وأن قلت هذا الكلام ..خذ عندك مثلاً حزب تودة الشيوعي الايراني كان اكبر حزب شيوعي في المنطقة القريبة من الشرق الأوسط حزب جبار عرمرم عدد منتسبيه في ذاك الوقت 15 الف عنصر من الكوادر الى الدرجات الدنيا..لكن ماذا حصل.؟ في لحظة غباء في لحظة طيش قرر البعض ان يرهن مصير الحزب لشخص معمم.. اول دفعة من المحاكمات العلنية ذهب ضحيتها 300 كادر واعضاء اللجنة المركزية ال 14 لا احد يعرف عنهم اي شيء ...اختفوا بعد الإعتقال الى يومنا هذا.!!! ..اختفوا ببساطة .! وتوج العمل الخميني القذر بإعدام 5000 شيوعي حتى سنة 88 .!! هكذا تم تدمير حزب تودة هذا الحزب الجبار العرمرم ، فكانوا كمن أَطلق الرصاص على نفسه

اخر الافلام

.. بعد مصرع رئيسي.. هذه تحديات كبرى تواجه إيران ! | الأخبار


.. سر من أسرار محمود وبيسان.. كيف تطورت علاقتهم؟ ????




.. انتخابات مبكرة وإدارة انتقال مضطرب.. امتحان عسير ينتظر إيران


.. جنوب لبنان.. حزب الله ينعى 4 من عناصره ويهاجم مواقع إسرائيلي




.. إعصار الجنائية الدولية يعصف في إسرائيل | #التاسعة