الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اولكا بطلة ستالينكراد

زاهر نصرت

2015 / 9 / 22
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كم من البطولات تضيع وسط دوي القنابل وصوت الانفجارات وطلقات المدافع ، ولكن قلما بقيت هذه القصص الرائعة خافية على التاريخ ، وخاصة عندما يجتمع الرواة ويتحدثون عن هذا الذي رأوه وسمعوه فتتحرك الأقلام لتسجيل تلك الصفحات الرائعة في حياة الشعوب التي صمدت وقاتلت وانتصرت حتى تحقق لها النصر على المعتدين .

وفي ستالينغراد ، تلك المدينة الخالدة التي كانت مسرحاً لأعنف واعتى المعارك في التاريخ الحديث أبان الحرب العالمية الثانية ... في ستالينغراد هذه التي حاصرتها جيوش النازي اثناء توغلها في الأرض الروسية لمدة تزيد على ستة اشهر كاملة من شهر آب / 1942 حتى شهر شباط / 1943 في محاولة لاحتلالها اولاً ثم عبور نهر الفولغا لكي يتسنى لها الوصول الى بقية انحاء روسيا ثانياً . واجهت قوات هتلر مقاومة ضارية ، خرج فيها كل رجل وامرأة من سكان المدينة الصامدة للدفاع عن ارواحهم واموالهم حتى الصبية الصغار حملوا الخناجر والبنادق وتعلموا كيف يصوبونها الى صدور جنود العدو .

وبقيت المعارك دائرة ، واستمر القتال سجالاً بين أصحاب الأرض والمعتدين حتى تحولت ستالينغراد الى مقبرة هائلة لأكثر من ( 350 الف ) جندي الماني ، وانتصر شعب المدينة الباسلة بعد ان تحول كل شيء فيها الى اكوام من الحطام والدمار تحت وطأة القصف المستمر لمدافع العدو .

ومن شفاه هؤلاء الابطال ، استطاع ميخائيل شولوخوف الكاتب الروسي الشهير الحائز على جائزة نوبل ، عن قصته المشهورة " الدون الهادئ " ...

ان يجمع العديد من قصص البطولة التي حققها أبناء مدينة ستالينغراد .
ومن بينها قصة الفتاة اولغا ذات الستة عشرة ربيعاً ، لقد تركها الالمان وراءهم بعد ان قتلوا كل افراد اسرتها ونالوا منها ما يناله الحيوانات من اناثهم بلا رحمة ولا شفقة ... حتى سقطت الفتاة على الأرض غير قادرة على الحركة فتركوها ومضوا في طريقهم باحثين عن فريسة أخرى ....
وعاشت الفتاة بعد ان ادركها بعض أبناء بلدتها في ريف المدينة الفقيرة الجائعة ، وقدموا لها الماء والطعام ، فأكلت وشربت وما كادت تستعيد قواها وتعود الى الوقوف على قدميها حتى صرخت : (( اريد مدفعاً من تلك المدافع الرشاشة التي تحملونها ... )) .

وقدموه لها فحملته وانطلقت في أثر هؤلاء الذئاب الذين هتكوا عرضها وافترسوا جسدها . ومن فوق احد الروابي العالية شاهدتهم يرقصون ويغنون ، كانوا اكثر من مئة جندي الماني من مختلف الرتب ، وانبطحت على الأرض وصوبت مدفعها بدقة ثم ضغطت على الزناد ولم ترفع اصبعها عنه ، وفي دقائق قليلة كانوا كلهم جثثاً هامدة لا حياة فيها .

وهبطت مسرعة من التل الى حيث رقدت جثث اعدائها هامدة ، لتحتفل وحدها بالنصر الذي حققته وعرفت احدهم وكان اول من هاجمها ، ورفعت حذائها وداست به على وجهه وبصقت عليه ... وفي هذه اللحظة انطلقت رصاصة ... رصاصة واحدة استقرت في قلبها ... لقد كان في النزع الأخير وفتح عينيه وعرفها ، فأطلق رصاصة من مسدسه الذي كان يحمله في يده ، وسقطت الفتاة على الأرض وماتت " بطلة ستالينغراد " .
وعندما عثروا على جثتها ، كانت قدمها الصغيرة لا تزال فوق رأس عدوها .



زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم