الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفكيك مقولة: تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال !

صلاح يوسف

2015 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اليوم صام اليهود يوم الغفران، وصام المسلمون يوم عرفة باعتباره كفارة عامين، واحد إلى الخلف، وواحد إلى الأمام. اليوم امتلأت وضجت مواقع التواصل بتبادل المسلمين للتهاني بمناسبة الصوم وكأنهم يباهون على بعضهم. يقولون ( تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ) أو ( تقبل الله طاعتكم ).

وصالح الأعمال التي يباهي المسلمون بها بعضهم ليست عبارة عن ابتكارات أو اكتشافات في الفيزياء أو الطب أو الفلك .. صالح الأعمال ليست ابتكار علاجات أو لقاحات مضادة لفيروس الإيدز أو الإيبولا .. والأعمال الصالحة عند المسلمين ليست بناء نواد للشباب أو مراكز ثقافية لتعليم العزف أو الرسم أو النحت أو التمثيل .. كلا، صالح الأعمال عند المسلمين هي تورية المقصود منها تحديداً الصيام .. والتساؤلات الخانقة التي ترفع ضغط أي مفكر سوي هي، ماذا يفيد المجتمع من صيامكم وقيامكم وقعودكم ؟؟!

العالم الإسلامي غارق في الفقر والبطالة والتخلف والإرهاب والقمع مع إصرار غريب من قبل المجتمع المتخلف على رفض الفكر الناقد للتراث، والرافض حتى لقراءة أمهات الكتب الإسلامية التي تؤكد أن الأساطير والأكاذيب التي يروجها الداعية راتب النابلسي وأشكاله حول أخلاق الصحابة هي مجرد تخدير لأحاسيس ومشاعر السذج والأميين والبسطاء.

ولعل الانتقائية المفضوحة التي تميز الفكر الإسلامي تساهم في التضليل، فيأخذون نكتة من هنا أو ملحة من هناك .. آية محددة من هذه السورة وآية من تلك .. حديث من البخاري وآخر من مسلم .. لكن مع تجاهل كامل لروايات يخجل منها أي إنسان سوي .. فمثلاً عمر بن الخطاب عندما خطب من علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم ( كشف عن ساقها ) وهذا أمير المؤمنين عمر ، الأمر الذي دفع الفتاة الصغيرة إلى مجابهة الخليفة بقولها ( أرسل فلولا أنك أمير المؤمنين لوجأت عينك – انظر حياة الصحابة للكاند هلوي ج 2 / ص 588 ). أما بالنسبة لفوضى الانتقاء في آيات القرآن فهو بلا حدود .. ينتقون آية تقول ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين - البقرة 190 )، ويتركون ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) ويتجاهلون ( اقتلوهم حيث ثقفتموهم ) ويتجاهلون ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ) ( قمت بحذف كلمات حشو فارغ متعمدا ) !

إن الأعمال الصالحة هي الاختراعات والابتكارات التي تساهم في تقدم الإنسانية وصنع الحضارة .. أما الصيام والصلاة فهي طقوس فردية لا تفيد المجتمع ولا تحارب الفساد والانحطاط الأخلاقي والجريمة في بلاد المسلمين حتى باتت جميع الشعوب العربية تطمح إلى الهرب والهجرة إلى الدول التي اعتمدت نعمة العقل والتفكير العلمي واحترمت الإبداع .. الأعمال الصالحة أيها المسلمون ليست في القيام والقعود ورفع المؤخرات إلى السماء، فكل صلاتكم لا تعالج الفقر ولا البطالة ولا المرض ولا الجهل، وتباً لكم ولأعمالكم التي تتخيلون أنها صالحة بينما هي في الواقع لا تزيد عن كونها دروشات وخرافات قديمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح سعيد
سناء نعيم ( 2015 / 9 / 24 - 05:27 )
صدقت اخ صلاح
تبا لهم ولاعمالهم
بالامس كان يوم عرفة واغلب الناس عندنا صائمون وكل المحيطين بي صاموا هذا اليوم (المبارك) حتى كدت اعتقد اننا في شهر رمضان لولا اني شاهدت المقاهي مفتوحة.
فكثرة العبادات هي اكبر انجازات المسلم التي يتباهى بها المشايخ ويسمونها صحوة اسلامية اما الاختراعات فهي من انجاز الكفار صحيح لكن المسلم يسطو عليها وينسبها(للحضارية الاسلامية) كما قال كبيرهم الذي علمهم التدليس محمد عمارة:
هذه بضاعتنا ردت الينا
الكافر يواصل الابداع والمسلم يستمر في الخداع
اوروبا تستقبل اللاجيئين والسعودية والمسلمون يبنون لهم المساجد هناك
هذا هو انجازهم
فمتى يستفيق الغرب من غفلته ويعامل السعودية بالمثل ؟
المؤسف ان امثال النابلسي يتناسلون واتباعهم في تزايد لكن هذا لايدعونا لليأس بل حافزا لمواصلة العمل قصد كشف الغطاء عن جبل الزيف وقصة عمر مع ابنة علي صدمتني لكن معرفتي بحقيقة التراث العفن جعلتني اصدقها رغم انها فعلة مقززة لاتصدر من نفس سوية.
تحياتي


2 - لماذا حدف نعليقي رقم1
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 9 / 24 - 05:43 )
عنوان المقال ما هي الاعمال وما هي اصلحها وبينت فيه ما هي الاعمال وما هي اصلحها من وجهة نظري وليس فيها اسآءة لاي احد. فاذا قلت ان الصوم ليس من اصلح الاعمال فهل تجنيت على احد؟؟. اوقلت ان الحج هو من اصلح الاعمال لانه عمل تجاري فهل تجنيت على احد؟؟. الاخوة الكرام ارجو النشر ويسعدني ان ارى جوابا يفند رؤيتي وهذا هو فن الحوار ولكم الشكر.


3 - الى الاخت سناء المحترمة!!
سمير آل طوق البحرآني ( 2015 / 9 / 24 - 06:20 )
لا تصدقي كل ما تقرئينه ولا سيما قصة عمر وزواجه من ابنت علي فهي فبركة من صنع الامويين الاعداءالالداء لبني هاشم حيث ابادوهم تحت كل حجر وشجر واعلنوا سب علي على المنابر وما اسلامهم الازيف واتخذوه للحكم فقط لان الاسلام كان الهوية العربية. كل ما وصلنا من كتاب وسنة غير جدير بالثقة. ان الرواة المرتزقة مثل ابو هريرة وكعب الاحبار ووهب ابن منبه ومن شاكلهم كانوا اداة بيد الامويين لفبركة اخبار ضد منأوئيهم من الهاشميين لان اسلام الامويين كان اسلام خوف ليس الا وعندما آلت لهم الخلافة انتقموا لقتلاهم بتزييف الاخبار تارة وبالقتل تارة اخرى. لقد اخبرنا التاريخ ان عمر وبتدبير منه تم الهجوم على بيت علي لحمله على البيعة عندما تمت في سقيفة بني ساعدة فكيف يتقبل العقل ان عليا سيزوجه ابنته ام كلثوم؟؟.هذا شاعر النيل حافظ ابراهبم بقول في قصديته المهداة لعمر:
وقولة لعلي قالها عمر ** اكرم يقآئلها اكرم بملقيها
حرقت دارك لا ابقي بها احدا ** ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها.
ما كان غير ابي حفص يفوه بها ** امام فارس عدنان وحاميها
تاريخ الاسلام كله فبركات كتبها المنتصرون وهم الامويون والعباسيون.
تاريخ 99% منه مزيف .


4 - احسنت
يحيى طالب ( 2015 / 9 / 24 - 06:30 )
احسنت على المقال ولا اود التعليق واخذ حريتي لاني عملتها سابقا وراح تعليقك ياصابر !! لمخالفته الشروط !!!!!!!!!!!! والعاقل يفهم - تحياتي


5 - الاخ سمير البحراني
يحيى طالب ( 2015 / 9 / 24 - 07:07 )
اذا كان التاريخ الصلعمي مزور 99 % فلماذا لانتركه كله ونخلص ونريح عقلنا !!؟ هل تخاطر بشراء سلة طماطم فيها 100 حبة والبائع يقول لك ان فيها واحدة فقط صالحة للاكل و99 منها معفنة وسامة !!؟ اما عن علي وال البيت فاعتقد ان فيها مبالغة في تعظيمهم وتعلية شانهم من قبل محبيهم الى درجة الخيال السوبرماني في البطولات والاخلاق وغيرها ! علي اخذه صلعم الدجال وهو طفل صغير ورباه على خرافاته الصلعمية وصار الاب الروحي له واستغل قوته فجعله البودي كارد له اقتل هذا واقتل ذاك حتى في تصفية قبيلة بني قريضة اليهودية قام بها علي وسعد بن معاذ قتلوا 600 او 700 من رجالها وصبيانها بدون ذنب لان صلعم اراد ذهبهم ولم يحصل عليه ! اما سيرة حياته الباقية فهي مثل الاخرين حارب وقتل من يخالفه وحروبه مع عائشة ومعاوية تثبت ذلك كله على المناصب لكنها مغلفة بغلاف نشر الحق والدين الذي هو كذبة صلعمية من الاساس التاريخ كما يكتبه المنتصرون يكتبه الخاسرون ايضا كما يحلو لهم واعتقد بعد مئة سنة او اكثر سيكون تاريخ صدام الحفرجي هو مثل تاريخ الحسين وامثاله - مات وقتل لنشر الحق والفضيلة والحقيقة هي على المناصب وياما في التاريخ مظاليم تحياتي


6 - أستاذ صلاح
عدلي جندي ( 2015 / 9 / 24 - 15:04 )
معذرة
صالح الأعمال يُصد بها الحركات والتمتمة بكلمات والإمتناع عن الأكل في سبيل دخول الجنة وليس صالحها من أجل الإنسانية
مثلا
هناك خبر عن حاج من بنجلاديش يؤمن أن من يموت في أرض محمد بالربع الخالي يدخل الجنة ولذلك قام بشنق نفسه أثناء فروض الدوران حول حجر مكة وذلك الأمر يُعتبر أيضا من صالح العمل حيث يصل في لمح البصر إلي ما هو صالح له في التمتع بأنهار الخمر وطوابير الحُسان والغلمان وهكذا
يا دكتور هؤلاء تمت تصفية عقولهم كالزوبمبي ( بحسب قصة الفيلم العبقري ) ولا خلاص لتلك الشعوب إلا عندما تتغير منظومة التعليم والثقافة وطالما الزومبي مسئولون عن تشريع الدساتير والقوانين فلا خلاص بل تظل دول إنتاج السلاح والمخدر الديني تعمل بأقصى طاقتها ولا يهم عدد الضحايا من المؤمنين بل المهم عدد الصفقات وقيمتها
اليوم قِتل حوالي 800 حاج وحاجة( غالبية الموتي من النساء ) وبحسب الآية الرجال قوامون علي النساء حتي في الحج وسلملي علي القابع في سمواته والصامت عن أمته والقاتل دون رحمته
تحياتي


7 - يسعد مساك سناء نعيم
صلاح يوسف ( 2015 / 9 / 24 - 16:50 )
أنا حدث معي ما هو أشد وأنكى من مظاهر رمضان، حيث ذهبت إلى المتجر لشراء ربطة خبز فلم أجد، سألت التاجر أين الخبز فأجاب أن اليوم هو يوم صيام والناس لن تحتاج الخبز للفطور !!! حتى في شهر رمضان الخبز موجود ولكن في يوم عرفة أصبح غير متوفرا .. إنها هستيريا وجنون يجب التصدي لهما .. شكرا للمرور وتحياتي لك


8 - فهد العنزي من السعودية
صلاح يوسف ( 2015 / 9 / 24 - 16:52 )
في الحقيقة أنني لم أدخل إلى البريد الإلكتروني ولم أقرأ تعليقك المحذوف .. اصبر وما صبرك إلا بالله ههه


9 - العزيز يحيى طالب
صلاح يوسف ( 2015 / 9 / 24 - 16:55 )
مشكور يا صديقي من أجل المرور ومن أجل التعليق اللي بيني وبينك هههه اصبر ولك الجنة !


10 - الأخ سمير البحراني مرة ثانية
صلاح يوسف ( 2015 / 9 / 24 - 17:02 )
أشكر الأخ يحيى طالب لتعليقه الرائع على مداخلتك الموجهة إلى الأخت سناء، ولكني أضيف أيضاً، أنه إذا كانت أمهات كتب التاريخ مزورة فنحن لا نملك غيرها، فكيف مثلا يصلي الناس ويصومون ؟ وكيف نتاكد من طهرانية الدولة الإسلامية التي تؤكد حتى كتبها ومدوناتها بأنها كانت دولة استبدادية ظالمة ؟ ما الحل برأيك مع هذا التراث ؟؟؟ أعتقد أننا لو تأملنا الشعوب الأخرى التي تقدمت فلن نجد فيها دار واحدة لتحفيظ القرآن ولا مواقع لأحاديث محمد من نوع ( إذا قتلتم فأحسنوا القتل .. وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ) ومن نوع ( من قتل قتيلا عليه بينة فله سلبه ) أي أن على القاتل أن يفتش جيوب القتيل وينهب ما فيها ويمضي .. هل برأيك هذا نبي مرسل من السماء أم بلطجي رئيس عصابة ؟؟؟ يجب التخلي عن الدين جملة وتفصيلا .. مع شكري لمرورك واهتمامك


11 - الأستاذ عدلي
صلاح يوسف ( 2015 / 9 / 24 - 17:11 )
تحية طيبة .. في الحقيقة كان يمكن التوسع في الموضوع بصورة أكبر، فالمسلمون لا يتجاهلون العلم ومنجزاته فقط، بل يتجاهلون أمورهم الاجتماعية والاقتصادية مثل محاسبة السلطة على نسبة البطالة ومعدلات الفقر .. لا يطالبون الدولة بإنشاء أي مشروعات مفيدة مثل محطة توليد كهرباء أو مصانع أو بناء مدن جديدة لحل الضائقة السكانية .. في كثير من البلاد الإسلامية توجد فصول دراسية للأطفال بها 70 طفل يجلسون كل أربعة في مقعد، ومع ذلك يتبادلون التهاني بيوم الصيام على اعتبار أن الصيام هو فقط العمل الصالح .. يا رجل هؤلاء أمة يعشعش فيها الفساد، فجميعهم يصلون ويصومون من أجل المظاهر ولكن مع انتشار الكذب والقتل والرشوة والاحتيال والدعارة وتجارة المخدرات .. أنا بصراحة سأكتب هذه الأيام بعض المقالات التي تعبر عن حزني وغضبي ..
شكرا للمرور والاهتمام وتقبل مودتي


12 - اين العقل
على سالم ( 2015 / 9 / 24 - 20:10 )
استاذ صلاح اليك تحيتى ,حقيقه انى استغرب من عقول المسلمين الجامده والتى اكيد يوجد عطب بها , تم اليوم موت اكثر من سبعمائه حاج ومعظمهم لايتحدثوا العربيه ولايفهموا ايات القرأن وهم يتسابقوا ويسرعوا لضرب الشيطان اللعين بالجمرات , هذه محنه العقل المسلم العقيم الحالم بالجنه والعشاء مع محمد من لحم الطيور وشرب الخمور وبعد ذلك يتجه الى الحوريات وقد تخلصوا من ملابسهم تماما للقاء المؤمنين الموحدين بالله ورسوله ويبدأ موال النكاح اللانهائى بأرب لاينثنى , حقيقه اننى اشفق على هؤلاء القوم البؤساء ,اتمنى ان يصحى العقل ويترك خزعبلات محمد الى الابد , محمد كان كارثه على البشريه ,لكن متى يتم هذا ؟


13 - محنة العقل المسلم
صلاح يوسف ( 2015 / 9 / 25 - 06:14 )
أخي عدلي صباح الخير .. في الواقع كتبت مقالات كثيرة عن أزمة العقل المسلم، لكننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من العمق خاصة فيما يتعلق بالاعتداء الوحشي القذر على عقول الأطفال البريئة. هي حرب ضروس ضد قوى التخلف وعلينا أن نخوضها باقتدار بالتعاون والمساندة من المستنيرين والمثقفين .. أزمة العقل هي الأخطر والأكثر ألما ....... تحياتي