الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى القرضاوي يريدها دولة ديمقراطية مدنية 1

عبد القادر أنيس

2015 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حتى القرضاوي يريدها دولة ديمقراطية مدنية

حتى القرضاوي يريدها دولة ديمقراطية مدنية، لكنها " .. دولة مدنية مرجعيتها الإسلام" كما جاء في عنوان مقالته المنشورة في موقعه:
http://qaradawi.net/new/library2/294-2014-01-26-18-55-04/4029-
في البداية هاجم القرضاوي العلمانيين لأنهم، حسب رأيه، اتفقوا على (حرمان الإسلام من حق إقامة دولة) وأنهم لَفَّقُوا (مزاعم حول طبيعة هذه الدولة المرجوة، فقد تَقَوَّلُوا عليها الأقاويل، وصوروها تصويرا مليئا بالأخْيِلَة والتهاويل. قالوا إنها دولة (دينية) ويعنون بالدِّينية: أنها دولة كهنوتية، تتحكم في أهل الأرض باسم السماء، وتتحكم في دنيا الناس باسم الله، ويدَّعون أن (حاكمية الله) التي قال بها داعيان كبيران من دعاة العصر: أبو الأعلى المودودي في باكستان، وسيد قطب في مصر، توجب أن تكون هذه الدولة دينية. كدولة الكنيسة الأوربية فيما سمي: (العصور الوسطى).).
القرضاوي أصاب عندما قال بأن العلمانيين اتفقوا على (حرمان الإسلام من حق إقامة دولة). فالعلماني الملتزم بشروط العلمانية المدرك تمام الإدراك لضرورتها الحضارية، لا بد أن يعارض معارضة لا هوادة فيها إقامة الدولة الإسلامية. السبب واضح من عنوان القرضاوي نفسه: (دول مدنية مرجعيتها الإسلام)، وأي دولة تكون مرجعيتها دينية فهي دولة دينية. وما يقوله العلمانيون ليس مزاعم بل حقائق، وأي دولة مرجعيتها دينية فهي بالضرورة (دولة كهنوتية، تتحكم في أهل الأرض باسم السماء، وتتحكم في دنيا الناس باسم الله..).
أما دولة القرضاوي المدنية فهي خدعة تمكن الإسلاميون من تمريرها في بلداننا بعد أن انخدع بها أشباه العلمانيين والانتهازيين. ولقد قرأتُ مقالات كثيرة، حتى في موقعنا العلماني هذا، تدعو العلمانيين إلى التخلي عن مصطلح العلمانية واستبداله بمصطلح (المدنية)، تحاشيا لاستفزاز الناس أو تخويفهم بسبب ما ترسخ في عقولهم من قناعات سلبية حول مضمون العلمانية. بل رأى كاتب كبير في شخص محمد عابد الجابري أن العلمانية لا محل لها من الإعراب في ديارنا، وأن الأخذ بالديمقراطية وحده كاف، و(أن "مسألة العلمانية في العالم العربي مسألة مزيفة"؛ لأن "الإسلام ليس كنيسة كي نفصله عن الدولة".. و“أن الإسلام دنيا ودين، وأنه أقام دولة منذ زمن الرسول، وأن هذه الدولة توطدت أركانها زمن أبي بكر وعمر، وإذن فالقول بأن الإسلام دين لا دولة هو (في نظره) قول يتجاهل التاريخ".
http://urlz.fr/2rL0
موقف الجابري وغيره من العلمانية يعبر، إما عن جهل مطبق، أو عن انتهازية مقيتة، كما أرى، خاصة إذا جاءت من سياسيين وصوليين همهم الأوحد استرضاء العامة والتسلق على ظهورها نحو السلطة. لهذا أشاد القرضاوي بموقف الجابري. وسأعود إلى موقف الجابري من العلمانية في مقال منفصل حول ما إذا كان يمكن الفصل بين الديمقراطية والعلمانية، كما رأى الجابري أم لا. أما الآن فأحب أن أتفرغ للقرضاوي ودولته المدنية ومرجعيتها الإسلام!
يقول القرضاوي: (وهذه الدولة في رأيهم (أي العلمانيين)، إنما يملك زمامها (رجال الدِّين) الذين ليس لأحد غيرهم أن يفسر الدِّين أو يصدر الأحكام، وهم يفسرون الدِّين من منطلق الجمود والأفق الضيق، ويرجعون إلى الأوراق القديمة، ولا ينظرون إلى الآفاق الجديدة. وهذه كلها دعاوى ما أنزل الله بها من سلطان، ولا قام عليها برهان).
ومرة أخرى أصاب القرضاوي. فأي دولة تكون مرجعيتها الإسلام لابد أن تكون خاضعة في إدارة شؤونها لرجال الدين، سواء تولوا هم السلطة فيها مباشرة أم تولاها (مدنيون) لا بد أن يراعوا حكم الشرع في كل خطوة يخطونها ولا بد أن يكون رجال الدين جزءا من السلطة، يؤيدون ويباركون ويزكون. ورأي العلمانيين في رجال الدين الإسلامي على أنهم (يفسرون الدِّين من منطلق الجمود والأفق الضيق، ويرجعون إلى الأوراق القديمة، ولا ينظرون إلى الآفاق الجديدة)، رأي صحيح لا غبار عليه؟
العبرة هنا ليس بمن يتولى السلطة بل بطبيعة هذه السلطة. فالنظام الديمقراطي العلماني لا يمنع رجل الدين من تولي السلطة أو الترشح لها ما دام ذلك يتم ضمن شروط العلمانية. الأسقف مكاريوس ترأس دولة علمانية في قبرس، كما ترشح القس جيسي جاكسن للرئاسيات في أمريكا، ولو فاز لما تغير شيء في علمانية الدولة الأمريكية.
لكن القرضاوي لا يهتم بحقائق التاريخ والجغرافية والسياسة حين يقول بثقة تبلغ حتى الغرور: (الحق أن الدولة الإسلامية: دولة مدنية، ككل الدول المدنية، لا يميزها عن غيرها إلا أن مرجعيتها الشريعة الإسلامية). فإذا قالت حذام فصدقوها، فإن القول ما قالت حُذام!!!
فماذا أبقى القرضاوي للدولة المدنية التي ينصحنا العلمانيون المزيفون أن نأخذ بها بدل الإصرار على الدولة العلمانية؟
دولة مدنية مرجعيتها الشريعة الإسلامية. فماذا يفهم القرضاوي في الدولة المدنية يا ترى؟
يشرح لنا معنى (مدنية الدولة): (أنها تقوم على أساس اختيار القوي الأمين، المؤهل للقيادة، الجامع لشروطها، يختاره بكل حرية: أهل الحل والعقد، كما تقوم على البيعة العامة من الأمة، وعلى وجوب الشورى بعد ذلك، ونزول الأمير أو الإمام على رأي الأمة، أو مجلس شوراها، كما تقوم كذلك على مسؤولية الحاكم أمام الأمة، وحق كل فرد في الرعية أن ينصح له، ويشير عليه، ويأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر. بل يعتبر الإسلام ذلك فرض كفاية على الأمة، وقد يصبح فرض عين على المسلم، إذا قدر عليه، وعجز غيره عنه، أو تقاعس عن أدائه. إن الإمام أو الحاكم في الإسلام مجرد فرد عادي من الناس، ليس له عصمة ولا قداسة. وكما قال الخليفة الأول: "إني وليت عليكم ولست بخيركم". وكما قال عمر بن عبد العزيز: "إنما أنا واحد منكم، غير أن الله تعالى جعلني أثقلكم حملا".)
هذه هي الدولة المدنية بمرجعية إسلامية كما قرر القرضاوي. وهي دولة يمكن أن تصح وصفا لدول إسلامية استبدادية مثل ممالك الخليج ومثل (جمهورية إيران الإسلامية)، بل قد لا تستحق جمهورية إيران الإسلامية هذا الوصف رغم استحواذ الولي الفقيه دستوريا على كل الصلاحيات، رغم أنه ليس منتخبا، بعد أن تكرَّم وأبقى للشعب بعض الفتات. أما دولة القرضاوي المدنية فلا تبقي لنا حتى الفتات، لأنها أصلا من مخلفات القرون الوسطى الظلامية شكلا ومضمونا. فحتى الألفاظ تعود إلى عصور ظلامية بائدة "القوي الأمين، "الجامع لشروطها".. "أهل الحل والعقد"، "البيعة العامة من الأمة"، "الشورى" "نزول الأمير أو الإمام على رأي الأمة"، "الرعية" "يأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر"، "فرض كفاية"، "فرض عين على المسلم" (يعني المسلم فقط طبعا!)، "الإمام".
أما مضمون هذا الكلام فهو كتلة من الأكاذيب. فدولة القرضاوي (المدنية) التي (تقوم على أساس اختيار القوي الأمين، المؤهل للقيادة، الجامع لشروطها، يختاره بكل حرية: أهل الحل والعقد، كما تقوم على البيعة العامة من الأمة..)، كذب في كذب. فمن يختار هذا القوي الأمين أولا؟
الحقيقة أن تاريخ الفقه السياسي الإسلامي لم يستقر على رأي في هذه المسألة. وحتى لو سلمنا كذبا مع القرضاوي بأن (أهل الحل والعقد) لهم دور ما فيه، فمن حقنا أن نسال: من هم هؤلاء القوم ومن أين جاؤوا ومن نصبهم علينا أهلا للحل والعقد؟
القرضاوي لا يرى أنه معني بهذه المسألة المصيرية جدا في حياة الأمم، رغم أننا نعرف كما يعرف هو، من خلال تاريخ الحكم الإسلامي، أن هذه الفئة المسماة (أهل الحل والعقد) مجرد خرافة، فلا هم كانوا في تاريخ الدولة الإسلامية يحلون ولا كانوا يربطون. هم مجرد مجموعة من مقربي الحاكم من المتسلقين والانتهازيين والأمعيين، يعينهم الحاكم بناء على هذه الصفة فيهم، ليكونوا مجرد ديكور في أحسن الأحوال، أما في أسوئها فلا وجود لهم كهيئة سياسية، وحتى فقهاء الإسلام الذين يحبذون وجودهم إلى جانب الملك، لعلهم هذا المنصب الرفيع يكون من نصيبهم، رأوا دائما أن رأيهم استشاري غير ملزم للحاكم. وحتى في حالة ما إذا صادف أن وُجِدَ منهم من تجرأ وعارض حاكما أخلَّ ببعض النصوص المقدسة مثل إعجابهم بذلك الفقيه التافه الذي استفتاه الملك بعد أن وطئ جاريته في شهر رمضان، فأفتى له بكفارة صوم شهرين متتاليين، وعندما قيل له لماذا اخترت أشد الكفارات (صوم شهرين متتاليين) على الملك، مع أن الشرع يبيح له عتق رقبة (تحرير عبد) أو إطعام ستين مسكينا، رد بأنه شدد على الملك لأنه قادر على الكفارتين الأخريين وبوسعه أن يتجرأ على الدين مرة أخرى، ومثل ذلك الإعجاب الساذج التي يكنه الإسلاميون لحكاية العز بن عبد السلام (بائع الأمراء)، مع أن الأمراء المماليك اشتروا أنفسهم بأموال الدولة وعادوا إلى السلطة، كما كانوا، يعبثون بالبلاد والعباد، حتى هذه الأمثلة فهي تافهة ونادرة ولم تؤثر في مسيرة الحكم الاستبدادي، لأن رجال الدين غير معنيين أصلا بالاستبداد، مادام الحاكم ينصبهم رقباء على ضمائر العامة ويصلي وراءهم.
هذا جانب بائس في دولة القرضاوي (المدنية). فماذا عن خرافة البيعة؟
تاريخ الفقه السياسي الإسلامي عندما يحدثنا عن البيعة، إنما يحدثنا عن إجراء شكلي هامشي مادام الحديث عن كيفية الوصول إلى السلطة من الطابوهات. بل حتى في العصر الإسلامي الذي يعده الإسلاميون العصر الذهبي للدولة الإسلامية، لا نجد فيه نظاما محددا متفقا عليه لاختيار الخليفة. أبو بكر اغتصب السلطة بعد أن بايعه عمر لقطع الطريق عن أهل البيت والأنصار الذين كانوا يريدونها فيهم. أبو بكر رد الجميل لعمر فأوصى بها له. عمر ترك الأمر بين خمسة نفر وأوصى بضرب عنق من يعترض على قرارهم، وبعد مقتل عثمان، سادت الفوضى ومنطق الغلبة إلى يومنا هذا.
البيعة إذن إجراء شكلي يتقرر بعد أن يتم تنصيب الخليفة أو الحاكم بأي طريقة ممكنة بما فيها الغصب. ثم يَنَادَى في الناس فيجتمعون ويبايعون الحاكم ويعودون إلى بيوتهم وتبقى الخلافة والسياسة شأنا من شؤون الحاكم، أما الرعية فعليها السمع والطاعة. ونظرا للفوضى التي سادت العصور الإسلامية فقد نهى الفقهاء عن الخروج عن الحاكم مادام لم يحرم حلالا ولم يحلل حراما كأن يهى عن الصلاة مثلا، أما الأمور السياسية والاقتصادية فلا شأن للحلال والحرام فيها.
قول القرضاوي بأن ( الإمام أو الحاكم في الإسلام مجرد فرد عادي من الناس، ليس له عصمة ولا قداسة. وكما قال الخليفة الأول: "إني وليت عليكم ولست بخيركم". وكما قال عمر بن عبد العزيز: "إنما أنا واحد منكم، غير أن الله تعالى جعلني أثقلكم حملا".)، مجرد خرافة.
الاستبداد بالحكم بدأ باكرا في تاريخ الإسلام، وهذا في حد ذاته، ليس عيبا، لولا أنه اكتسى ثوب القداسة. المصادر التي استقى منها القرضاوي هذه الحكايات هي نفسها التي تحكي لنا بأن عثمان بن عفان رفض التخلي عن الخلافة رغم المعارضة الشديدة لأنه رآها حقا إلهيا، قائلا: (لن أخلع قميصا سربلينه (أي ألبسنيه) الله). أما معاوية فقد تركها لابنه يزيد، دون من سواه، كما يقول بن خلدون (مراعاة المصلحة في اجتماع الناس، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية، إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم، وهم عصابة قريش وأهل الملة أجمع، وأهل الغلب منهم، فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها، وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصاً على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشارع).
http://islamqa.info/ar/186682
أما الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فقد خطب في الناس يوم عرفة فقال: "أيها الناس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه ورشده، وخازنه على ماله، أقسمه بإرادته، وأعطيه بإذنه، وقد جعلني الله عليه قفلا، إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم فتحني، وإذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني، فارغبوا إلى الله أيها الناس، وسلوه، في هذا اليوم الشريف الذي وهب لكم فيه من فضله ما أعلمكم به في كتابه، إذ يقول: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، أن يوفقني للصواب، ويسددني للرشاد، ويلهمني الرأفة بكم، والإحسان إليكم، ويفتحني لإعطائكم، وقَسْمِ أرزاقكم بالعدل عليكم، فإنه سميع مجيب" .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1163&idto=1163&bk_no=59&ID=1332
وهكذا كان الحكم الإسلامي طوال القرون حكما ثيوقراطيا مثلما وصفه القرآن (قل اللهم مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ-;- بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ-;- إِنَّكَ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
وعليه فقد كذب القرضاوي وصدق العلمانيون عندما قالوا: (..إنها دولة دينية.. تتحكم في أهل الأرض باسم السماء، وتتحكم في دنيا الناس باسم الله..).
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام نظام حكم قديم
nasha ( 2015 / 9 / 24 - 13:21 )
الاستاذ عبدالقادر انيس المحترم
انا ارى ان الشيخ القرضاوي محق في هجومه على العلمانيين لانهم فعلا اتفقوا على حرمان الاسلام من اقامة دولته الاسلامية.
ببساطة لان الاسلام نظام دولة فعلاً . يرفع لواء الدين ويستغل القداسة والعاطفة الدينية لترسيخ وتثبيت الحكم .
الدين هو السبيل الوحيد المتبقي لنظام سياسي قديم (الاسلام) لاقامة الدولة . اما باقي مستلزمات اقامة الدولة (الاسلامية) فكلها قديمة ولا تفي بالمطلوب في الوقت الحاضر.
اشكال فكرة القرضاوي في اقامة دولته (المنتهية الصلاحية) هو اخفاء عيوب نظام دولته (الموغل في القدم ) باقحام اساليب وادوات سياسية حديثة لا علاقة لها بمفهوم دولته المرجوة مثل ما يفعل ملالي ايران .
لو لدى الاسلاميين نظام حكم قابل للتطبيق العملي على ارض الواقع لما اقحمو الدين فيه.
الدين هو المادة اللاصقة (الوحيدة) لعناصر نظام الدولة الاسلامية.
تحياتي


2 - المرجعية الإسلامية والديمقراطية
صلاح يوسف ( 2015 / 9 / 24 - 14:42 )
أحجية البيعة وأهل الحل والعقد هي أمور جاهزة لمن له الغلبة بالسيف، ولنا أسوة في السلطان قابوس الذي قتل أباه لكي يصبح سلطانا مكانه. وتميم ابن موزة الذي انقلب على أبيه .. هكذا كان خلفاء بنو أمية يقتلون بعضهم بالسم أو بالخنجر المسموم .. لا نعلم ماذا يقص القرضاوي بمصطلح ( مدنية ) وماذا سيحل بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في ظل فلسفة السمع والطاعة ؟؟؟ الإسلاميون يخدعون الناس وحتى الكتاب وأشباه العلمانيين كونهم يمارسون الانتخابات واعتبار ذلك منتهى الديمقراطية، وهذا خطأ ومغالطات كبيرة، فالديمقراطية تعني حرية الاعتقاد وليس ( من بدل دينه فاقتلوه ) والديمقراطية تعني محاسبة الحكام في فترة انتخابية لولاية مؤقتة لأربع أو خمس سنوات أما البيعة فمدتها مع طويل العمر إلى ما شاء الله أو حتى يقتل أو يحدث انقلاب، لكن أين رجال الدين من كل هذه الفوضى ؟؟؟ هم يبايعون من له الغلبة بالسيف، والإسلام لم يصلح نظاما للحكم عبر التاريخ .. شكرا لمساهماتك الخلاقة


3 - ناشا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 24 - 20:57 )
شكرا ناشا على المرور وإثراء الموضوع. أتفق مع قولك: (هو اخفاء عيوب نظام دولته (الموغل في القدم ) باقحام اساليب وادوات سياسية حديثة لا علاقة لها بمفهوم دولته المرجوة مثل ما يفعل ملالي ايران .)
هكذا هم الإسلاميون، يسطون على منجزات الحضارة ويؤسلمونها ويفرغونها من محتواها ويقدمونها للناس على أنها إسلامية سبقت الحضارة الحديثة، بل هكذا فعلوا مع بعض العلوم الإنسانية خاصة. يفعلون هذا لكي لا يلتزموا بكل مستلزمات هذه القيم الحديثة كأن يعتبروا الديمقراطية مجرد انتخابات. خالص مودتي


4 - صلاح يوسف
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 24 - 21:00 )
شكرا صلاح على هذه الملاحظات الصائبة. في الحقيقة، العيب ليس في فشل أنظمة الحكم الإسلامية قديما وحديثا فقط، بل العيب في أنها صبغت حكمها بصيغة القداسة الدينية فتحول معارضوها إلى معارضين للدين، يعني كفارا، واستحال تطوير السياسة عندنا. خالص مودتي


5 - أمكر وأخبث البشر هو القرضاوى وأمثاله ( 1 )
زاهر زمان ( 2015 / 9 / 25 - 00:03 )
الكاتب المحترم / عبدالقادر أنيس
أشد الناس كذباً وغشاً ونفاقاً هم فطاحل مايطلق عليهم أتباعهم علماء الدين المسلمين اسلاماً محمدياً حقيقياً، ولعل من أكذبهم وأعظمهم نفاقاً وغشاً وخداعاً للعوام والبسطاء من المسلمين وغير المسلمين هو مفتى حلف الناتو المدعو جوزيف القرضاوى الشهير بيوسف القرضاوى ! هؤلاء فى حقيقتهم يعتنقون الدين المحمدى بكل ماورد فيه ، ولا يجرؤون على انكار حرف واحد فى قرءآن محمد أو سُنته ، ويستلذون بكل ماجاء به شرعه من قطع رؤس كل من ينكر أو يتجرأ وينتقد وينقض ماجاء به محمد أو غيره من مشروع سياسى ، زعموا أنه دينى وأنهم تلقوه عن اله فى السماء ، فهو فى الأساس يرتكز على سحق الآخر الذى ينكر زعم محمد أو من سبقوه بأنهم رُسُل من الاله المزعوم فى السماء ، ويبيحون ازهاق أرواح كل من يستعملون حقهم فى حرية الاعتقاد فى دين محمد بصفة خاصة أو عدمه ( من الممكن ألا يبيحوا دمك اذا أنكرت الأديان الأخرى ، بل يستلذون فى قرارة أنفسهم بنقدك وطعنك فى مصداقية أديان الآخرين وان كانوا كعادتهم فى النفاق الأعظم سوف يشجبون ذراً للرماد فى العيون ) !
يتبع


6 - أمكر وأخبث البشر هو القرضاوى وأمثاله ( 2 )
زاهر زمان ( 2015 / 9 / 25 - 00:24 )
انهم بمجرد أن تعلن أنك لا تصدق ماجاء به محمد أو من كانوا قبله حتى يتبارى القرضاوى وأمثاله فى اهدار دمك على الملأ ! وماأكثر الأغبياء من المحمديين الذين يتطوعون لقتلك تنفيذاً لفتاوى هؤلاء المخرفين كلاب السلاطين والحكام !
عندما يعلن مفتى الناتو وأمثاله من عتاة المنافقين أتباع دين ابن آمنة أنهم يريدون [دولة مدنية مرجعيتها الإسلام ] ، فما ذلك الا ضحكاً على عقول السذج والبسطاء ممن يطالبون بفصل الدين عن الدولة واعتباره مسألة شخصية بحته تدخل دستورياً ضمن نطاق الحريات الشخصية للمواطن فى أى دولة عصرية لا تفرق بين مواطن وآخر على أساس الدين أو الجنس أو اللون ، حتى يوافقوا على هذا الطرح ، فإذا ماحانت لحظة التمكين بتولى زمام الحكم من هم على شاكلة المنافق الأعظم القرضاوى وأمثاله من المحمديين ، بدأ هؤلاء فى تطبيق شريعة التصحر والبداوة بما فيها من قطع رؤوس وسمل أعين وبتر أرجل وأيدى ورجم على الملأ وفرض اتاوات على غير المحمديين !
يتبع


7 - أمكر وأخبث البشر هو القرضاوى وأمثاله (3)
زاهر زمان ( 2015 / 9 / 25 - 00:33 )
فإذا ماعترض دعاة الدولة المدنية ، يقال لهم لقد وافقتم على الدستور أن تكون الدولة [دولة مدنية مرجعيتها الإسلام ] واضربوا دماغكم فى الحيط ، أو شوفوا لكم بلد تانيه روحوا عيشوا فيها ! يعنى مثلاً دولة زى مصر فيها مايزيد على 15 مليون لا يؤمنون بالدين المحمدى يتركوا وطنهم اللى عاشوا فيه من قبل حتى أن يغتصب ابن العاص الديار المصرية ؛ يرورحوا يتشردوا فى أوروبا وأمريكا وغيرها من البلدان التى لا تعير الشريعة المحمدية أو غيرها أية اعتبارات دستورية ، وانما المواطنة فيها هى الأساس !
لو كان ذلك المنافق الأعظم القرضاوى والزندانى واخوان ابليس البنا وغيرهم من المنافقين يعنون مدنية الدولة قلباً وقالبا ً ، لما اشترطوا أن تكون ذات مرجعية اسلامية ، ولشجبوا وأعلنوا صراحة وعلى الملأ ، أن شريعة التصحر والبداوة تحتاج الى الكثير والكثير جدا من المراجعات التى تنقيها من كل مايتعارض مع مقومات الدولة المدنية الحديثة التى عمادها مبدأ المواطنة وليس الدين الذى يعتنقه المواطن . لكنهم جميعاً أحقر وأجبن من أن يقدموا على مثل تلك الخطوة !
تحياتى لكم وللسادة المعلقين ولادارة الحوار المتمدن


8 - جميعهم كذابون
محمد البدري ( 2015 / 9 / 25 - 04:51 )
لم اصادف رجل دين الا وكان كذابا، بوعي او من غير وعي، لكن البعد عن الحقيقة هو ما يبقي من حديثه وفكره. مشكلتنا إذن ليست مع هؤلاء فقط انما مع المثقفين الذين يعلمون الحقيقة ويوافقون علي لفظ مدنية مقابل التغاضي عن العلمانية. بهذا يبيعون انفسهم للسطة التي سمحت لهؤلاء المشايخ الكذابين (وهي علي يقين انهم كذابون) من اعتلاء كل ما هو اعلامي. تحياتي واحترامي وتقديري


9 - زاهر زمان
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 25 - 09:17 )
شكرا للصديق زاهر زمان على إطلالته وإثرائه للحوار.
وأنت تذكر مصر، تذكرتُ كم كانت الطبقة المصرية من الغباء بحيث تعاملت مع الإخوان المسلمين بعد الثورة بحماقة لا نظير لها وكأنهم لا يعرفون فكر الإخوان الذي قام منذ نشأته على معارضة كل قيم الحداثة. لقد قدمت الطبقة المصرية المحسوبة على الديمقراطية والعلمانية تنازلات خطيرة للإخوان عندما قبلت بتضمين الدستور موادا خطيرة مثل الإسلام دين الدولة والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وغيرها. لكن الإخوان الذين ادعوا الديمقراطية مؤخرا سرعان ما عادوا إلى أصلهم، وحينها شعرت الطبقة السياسية بالفزع وراحت تحتمي بالعسكر، وفوّتت على البلاد فرصة تاريخية كان يمكن أن تنقل مصر نحو الأمام. وعادت الأمور إلى نقطة الصفر. هكذا يتسبب أشباه الديمقراطيين والعلمانيين في غش الشعوب وإضاعة الفرص التاريخية السانحة. خالص تحياتي


10 - محمد البدري
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 25 - 09:24 )
شكرا لك صديقي محمد البدري على المرور وإثراء الموضوع. فعلا كما قلتَ (مشكلتنا إذن ليست مع هؤلاء فقط انما مع المثقفين الذين يعلمون الحقيقة ويوافقون علي لفظ مدنية مقابل التغاضي عن العلمانية.). النخبة السياسية والفكرية في بلداننا لم تكن أبدا في مستوى الأحداث ولا كانت في الموعد مع التاريخ. لهذا نجد أنفسنا اليوم نعود إلى القيام بمهمة تجاوزتها الشعوب المتطورة منذ قرون، ألا وهي مهمة التنوير وضرورة إحداث القطيعة مع عقليات وموروثات الماضي والتحرر من قصورنا الأبدي.
خالص مودتي


11 - الحرب خدعة
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 9 / 25 - 12:13 )
تحية أخ صلاح:

القرضاوي وأمثاله يريدون التسلل للحكم بأي وسيلة وبالطبع العلمانيون هم أعدائهم لأن العلمانيون يريدون تحجيم أمثا ل القرضاوي.

عرف المشايخ أنه وبسبب تكاثرهم وخلو الساحة من البدلاء أن يتسللو لحكم الكثير من البلدان وعندها ياأخي الكريم سيخلع الذئب مايرتديه وسيفترس الآخرين..

أنا شخصياً لاأصدق مايقوله أمثال القرضاوي المتصابي...

سلام


12 - المعذرة أخي الكريم
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 9 / 25 - 13:41 )
أخي عبد القادر:

قصدت أن أسلم عليك وكتبت أسم الاخ صلاح خطأً فمعذرة..حصل ذلك بعدما قرأت مقاليكما الرائعين وأختلطت على الافكار القيمة بين كاتبين متميزين جدا

المعذرة مرة أخرى


13 - مازال الناس يصدقونه
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 25 - 14:01 )
شكرا أخي محمد على المرور وإثراء المقالة. طبعا هناك من لا ينخدعون بكلام القرضاوي، وهو يتكاثرون هذه الأيام بعد النكبة التي تسبب فيها الإسلاميون لبلداننا. لكن أغلب الناس مازالوا مخدوعين. مازالوا يثقون في رجال الدين. مازالوا يصدقون أن دولة الإسلام الأولى كانت مثالية، مازالوا يحنون للعيش في دولة مثلها. لهذا يصوتون على الأحزاب الإسلامية. لهذا يجب مساعدة الناس على فهم حقيقة ذلك التاريخ البعيد. ويكفي لهذا أن يعرف الناس الوجه الآخر المسكوت عنه.
خالص مودتي.


14 - لا عليك
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 25 - 14:03 )
لا عليك أخي محمد، عرفت ذلك من مضمون تعليقك. تحياتي

اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم