الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر - يكتي الأخير - بين القديم والجديد

كامل عباس

2005 / 10 / 23
القضية الكردية


مقدمة :
أعترف مسبقا بأن معلوماتي عن الأحزاب الكردية في سوريا ( ومنها حزب الوحدة ) ضحلة جدا , مع انني متعاطف مع قضية الأكراد منذ زمن بعيد ,( وقد زرفت الدمع أكثر من مرة واكثر من عام في عيد النيروز حزنا عليهم لأنهم لم يكونوا قادرين في ان يحتفلوا به ويشعلوا النار في ذلك اليوم كما يحلو لهم ) ولكن ذلك لا يعفيني من تقديم ملاحظاتي على تقرير الحزب الأخير الذي أرسله الرفاق الي عبر بريدي الالكتروني وطلبوا مني ذلك , وها انذا البي الدعوة بكل محبة واحترام وتقدير لهم .
تتصدر التقرير عبارة - أيها الرفاق أيتها الرفيقات - . وقد أحبطتني تلك العبارة وأخرت قراءتي له , لأنهه تذكرني باستنفار الهمم , كما كان الحال أيام الحرب الباردة من اجل النضال ضد الأمبريالية عن طريق أداة النداء . وجديدها أنها قدمت الرفاق على الرفيقات على غير العادة
التقرير صادر عن المؤتمر الاعتيادي الخامس كما يقولون , وهذا مايدل على ان ولادة هذا الحزب ونشأته الأولى تمت في ظل النظام العالمي السابق والذي كانت فيه كل أحزاب اليسار في منطقتنا , عربية وكردية وتركية وايرانية . ترى ان التنافض الرئيسي هو مع الامبريالية عدوة الشعوب , والديمقراطية الاجتماعية أهم من الديمقراطية السياسية . بدأت كل تلك الأحزاب تعيد النظر بمسلماتها وخاصة موضوع الديمقراطية السياسية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي , وترفع لواء الدمقرطة الشاملة في كل المجالات . واذا صح ذلك فان اول ما يجب ان تفعله لتكون صادقة مع طرحها وجماهيرها , أن يبدا كل حزب بنفسه ليجعل بنيته التنظيمية وعلاقاته الداخلية علاقات ديمقراطية ,انها معركة بين القديم والجديد ليست سهلة داخل بنية جميع الفصائل والمنظمات والأحزاب, بما فيها التي ترفع لواء الديمقراطية وحقوق الانسان وتمت ولادتها في ذلك الزمن الرخو, وهي تاخذ عنوانا واضحا هو منصب الأمين العام . لنلاحظ مثلا أن قوى عديدة ما تزال تتمسك بامينها العام ولم تضع في لا ئحتها الداخلية مبدأ واضحا ينص صراحة على عدم التجديد له لأكثر من مرتين , وهذه هي بوابة دمقرطة العلاقات الداخلية في أي حزب أو جمعية او فصيل , سياسيا كان ام اجتماعيا ام انسانيا
إن قوى عديدة في المنطقة ما تزال ترتبط برجلها الأول و لاتستطيع التخلي عنه
- نايف حواتمة
- وليد جنبلاط
- جلال الطالباني
- مسعود البرزاني
- حسن عبد العظيم
- يوسف فيصل
- أكثم نعيسة
- ....الخ
يشذ عن ذلك في سوريا – حزب الشعب الديمقراطي السوري – الذي انتخب أمينا عاما جديدا في مؤتمره الأخير , وجمعية حقوق الانسان التي لم تجدد لأمينها العام المحامي هيثم المالح وانتخبت بشكل ديمقراطي طاقم جديد غير طاقم الاستاذ المالح ومعاونيه السابقين رغم حسن أداءهم . أما في فلسطين فهناك الجبهة الشعبية التي لم تجدد للدكتور جوج حبش , وفي لبنان لم يتم التجديد للمرحوم الشهيد جورج حاوي في الحزب الشيوعي اللبناني أيضا أيضا
لاأعرف اين يقف حزب الوحدة في هذه المعركة وهل مازال يأخذ بمبدأ الديمقراطية المركزية ام لا ؟ وهل انتخب أمينا عاما في مؤتمره الأخير , ام تم التجديد للأمين العام السابق ؟ أتمنى ان يضعوني بالصورة . وان يرسلوا لي كل شيئ عن حزبهم لأقدم رؤيتي لواقع وآفاق الحزب المستقبلية , وحتى يتم ذلك أكتفي بثلاثة ملاحظات حول تقريرهم العام .
حول العولمة :
قرأت فقرة (الوضع الدولي – الاقليمي ) الواردة في التقرير عدة مرات وخلصت الى نتيجة مفادها أن رؤيتهم للنظام العالمي الجديد مشوشة وتحمل الكثير من بصمات القديم , بدا التقرير كما يلي (( شهد العقد الأخير من القرن العشرين بداية حقبة جديدة عنوانها هيمنة القطب الواحد على الساحة الدولية إثر زوال الثنائية بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وخروجه من دائرة الصراع الدولي )), كما جاء فيه أيضا , (( إن الهجمات الإرهابية في 11 أيلول 2001 دشنت مرحلة جديدة حملت عنوان مكافحة الإرهاب الذي أصبح الهدف الرئيسي لحرب عالمية جديدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي تغيّر مفهومها الآمن القومي ليشمل في حدوده مناطق واسعة من العالم ))
لم يكن التقرير واضحا بنظرته للنظام العالمي كنظام جديد متقدم على النظام السابق وهو خطوة الى الأمام على طريق تحرير الجنس البشري ساهمت فيها الحضارة وثقافة الانسان وحقوقه التي نصت عليها المعاهدات الدولية , لم أفهم ايضا اذا كان الرفاق يناهضون العولمة ام انهم يرون فيها بعض الايجابيات ويريدون مقاومة جوانبها السلبية من داخلها ؟ بصراحة رأيت تقريرهم في هذا الجانب ضبابي وغير واضح وأتمنى أن يوضحوا رؤيتهم للنظام العالمي الجديد بكل شفافية .
حول القضية الكردية :
ورد في التقرير فقرة تحت عنوان – الوضع الكردستاني – وتكلم صراحة عن كردستان العراق وكردستان تركيا وكردستان ايران . ولكنهم تجنبوا ذكر كردستان سوريا , كما تكلموا عن الأخوة الكردية في هذه المناطق . اما انا فسأقدم لهم رؤيتي بدون لف او دوران وبشكل واضح لا لبس فيه . أنا أرى ان للأكراد هوية قومية لا تقل وضوحا عن الهوية العربية . لغة وتاريخ وآلام وآمال مشتركة وعادات وتقاليد وتراث ودولة في الماضي . ولكن العصر الحالي وتحول العالم كله الى قرية واحدة يجب أن يجعل ممن يقدمون انفسهم من دعاة التقدم الاجتماعي , ان يكون همهم خدمة الانسان في كل مكان في المقام الأول , هل النضال في القرن الواحد والعشرين من أجل دولة كردية يخدم الانسان في هذه المنطقة ويطورها بغض النظر عن قوميته , أم انه يشعل حرائق نحن بغنى عنها ؟. عندما يقنعني الرفاق أن ولادة دولة كردية جديدة ممكن بشكل ديمقراطي وبدعم العالم وهيئاته, سأكون اول المناصرين لقيام الدولة الكردستانية من اكراد الدول الأربعة . ولكن قراءتي للمستقبل في ظل اللوحة الحالية تفيد العكس . بناء على ذلك فان أي دعوة لدولة كردستانية جديدة , لا اراه يخدم انسان الشرق الأوسط عربيا كان ام تركيا أم كرديا ام ايرانيا . أما عن ظلم الأكراد في هذه الدعوة النهائية فهو صحيح , ولكن ليس الأكراد وحدهم الذين ظلموا في التاريخ وحسب ويجب أن ننظر الى الأمام وليس الى الوراء . هذا يعني أن علينا التحدث عن اكراد العراق وأكراد تركيا واكراد ايران وليس عن كردستان العراق وكردستان تركيا وكردستان ايران , وعن حقوقهم القومية الكاملة غير المنقوصة في كل دولة من هذه الدول بما فيها الحق في الاعتراف بهم كقومية ثانية وما يتبع ذلك من حقهم بالتعلم بلغتهم الخاصة والحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم وصولا الى الحكم الذاتي في كل دولة شريطة ان يكون ذلك الحكم دافعا بالدولة وبكل ابنائها الى الأمام ولا يسهل عودتها الى الى الخلف .
حول التحالفات داخل سوريا :
جاء في فقرة الحراك الثقافي ما يلي ((لقد شكل ذلك الإعلان في مستهل عام 2005 عن تأسيس لجنة التنسيق الوطنية للدفاع عن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان بمشاركة كل من التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا وكذلك الجبهة الديمقراطية الكردية تحولاً نوعياً في إمكانية تلاقي مختلف الأطياف والقوى السياسية والفعاليات الديمقراطية المعارضة ))
أحيل الرفاق هنا الى مقال كتبه واحد من ثلاثة أثنوا عليه في التقرير , وهو الدكتور منير شحود . فقد كان العنوان كما يلي – لجنة التنسيق تداعت .........- وكا ن غرضه نقد الفقرة التي نصت في بيانهم على ضرورة الديمقراطية من اجل سحب الذرائع من الخارج , وكأن المواطن السوري لايحتاج الى الديمقراطية كانسان مثله مثل كل أبناء البشر !!!
الى الرفاق أقول : ان نسج التحالفات داخل سوريا يجب ان يبنى بطريقة مختلفة عن تلك التجربة التي تروق لهم . في سوريا يجب ان نفتش عن اصطفاف جديد ومدروس وغير موسمي , عنوانه - من الاستبداد الى الديمقراطية - في هذه الحالة , المناخ الدولي يساعدنا على ذلك , وليس كما يتوهم جزء كبير ممن شاركوا في تأسيس لجنة التنسيق, ولا يزالوا يودون توزيع نضالهم بالتساوي بين الاستبداد الداخلي والامبراطوي الخارجي .
ختاما ارجو ان يتسع صدر الرفاق لملاحظاتي لكي اقدم المزيد منها من موقع الحرص ودفع الحركة الديمقراطية السورية الى الأمام , وشكرا لهم على ثقتهم بي.
كامل ابراهيم عباس – اللاذقية










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي