الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفكيك مقولة: الإسلام منهاج حياة !

صلاح يوسف

2015 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحولت هذه العبارة في أذهان عامة الناس إلى ما يشبه الحقيقة المؤكدة التي لا يأتيها الباطل، وهي عادة ما تستخدم لقمع أي نقاش عقلاني يهدف إلى المساس بدين الإسلام من باب نقده لإحداث التغيير المرغوب على تكوين العقل المسلم، الذي يعاني من أزمة الانغلاق والجمود والتصحر أمام مفردات حرية الفكر والاعتقاد أو الحداثة وملحقاتها من حريات شخصية أساسية، مثل حرية المأكل والملبس والمشرب، والتي يقمعها الإسلام بشدة، لكن دعونا من باب البحث عن مزيد من العمق، نتفق مع العبارة بالفعل، أي أن الإسلام منهاج حياة، ولكن أي حياة بالضبط ؟؟!

الحياة في ظل مسلمات العقيدة الإسلامية هي حياة متصحرة بائسة مملة، تفتقر إلى إعمال العقل، تفتقر إلى الروحانيات التي توفرها الفنون الإنسانية، وهو ما ينحو بالشخصية المسلمة إلى التوحش والغباء المفرط، فالموسيقى التي تم تحريمها هي شيء ضروري لتنمية الوجدان العاشق المحب للآخرين، فإلى متى تظل مدارسنا تخلو من حصص التربية الموسيقية ؟! إلى متى تحريم الرسم والنحت والتمثيل والرقص والغناء ؟؟! إلى متى هذا التدمير الممنهج للحضارة الإنسانية ؟؟!

وعودٌ على بدء، فما هي عناصر المنهاج الإسلامي للحياة ؟؟! فيما يلي سوف أساهم بما يخطر ببالي لحظة كتابة هذه السطور:

1- منهاج الإسلام السياسي

لم يطرح الإسلام أي آلية واضحة لاختيار الحكام أو محاسبتهم أو تغييرهم عند الفشل، فعمر بن الخطاب أكره علي بن أبي طالب على مبايعة أبي بكر، وعمر أوصى لستة من المبشرين بالجنة، أما علي ومعاوية فقد خاضا نزاعاً دموياً انتقل إلى ذريتهم ( الحسين واليزيد ) وقسموا المسلمين إلى طائفتين متناحرتين انشطرت بدورها إلى ملل ونحل وفرق يكفر بعضها بعضاً ويقتل بعضها بعضاً. الحاكم تتم مبايعته بعد أن تتم له الغلبة بكأس عسل مسموم ( قال معاوية إن لله جنوداً من عسل ) أو بضربة خنجر غادرة أو بطعنة سيف أثناء الصلاة، وفي العصر الحديث تطورت طرق الغلبة بالتآمر والانقلاب ! منتهى الإجرام في حق الناس، هؤلاء الناس ليسوا في نظر الإسلام أكثر من رعية عليهم السمع والطاعة وحمد الله والاستغفار وتريد المسطورات والأدعية والمحفوظات طوال اليوم. جميع خلفاء بني أمية وبني العباس كانوا ينقلبون على آبائهم، وما زالت هذه الآلية مستمرة حتى يومنا هذا عندما نقلب القطري تميم على أبيه حمد بن جاسم، بل إن السلطان قابوس قتل أبوه لكي يصبح سلطاناً لعمان ! بهذه الوحشية والفوضى يرسي الإسلام منهاج صعود الحكام والسلاطين إلى سدة الحكم.

2- منهاج الإسلام والديمقراطية

الأصل أن يتم الحديث عن هذه النقطة في بند الإسلام السياسي، ولكن رأيت أن من الأنسب توضيح وتفكيك هذه الأحجية في عنوان منفصل نظراً لأهميتها.
يخدع الإسلاميون عامة الناس والدهماء وحتى أشباه العلمانيين، بأن ممارستهم للانتخابات تجعل منهم قوة تمارس الديمقراطية، وفي هذا تضليل وكذب وخداع، فالديمقراطية تحدد فترة للحاكم، أو ما نسميه تداول سلمي للسلطة، بينما الإسلام كما رأينا لا يقترح سوى السم والخنجر والسيف والاغتيال وسيلة لتغيير الحاكم. الديمقراطية تبيح حرية الرأي والتعبير لمحاسبة الفاسدين أمام الرأي العام، ولنا في حكم الإخوان المسلمين في السودان وغزة أمثلة ساطعة لتعذيب وجلد الصحافيين وسجنهم أو حتى اغتيالهم ( شكري بلعيد والأبراهامي في تونس، وفرج فودة في مصر، ومهدي عامل وحسين مروة في لبنان ) .. فأي ديمقراطية تلك التي يتشدق بها أمثال فهمي هويدي عدو المثقفين الأول ؟ الديمقراطية تعني حرية التفكير والاعتقاد وليس ( من بدل دينه فاقتلوه ) .. الديمقراطية تعني ولاية للحكم يحددها الدستور وليس إمارة قمع وظلام وخرافات تمتد إلى الأبد كما في السودان وغزة.

3- منهاج الإسلام الاجتماعي

في المواريث ينص القرآن أن للذكر مثل حظ الأنثيين، والمرأة في المحكمة بنصف شهادة، وحتى المولودة لها نصف عقيقة، بل إن بول الطفل الذكر لا ينقض الوضوء بينما بول الأنثى نجاسة يوجب الوضوء. لقد بلغ الاستهتار والانحطاط في الشريعة الإسلامية أن جعل القرآن مساواة بين المرأة والغائط ( فإذا جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء ) !! هذا خلاف أحاديث محمد عن وصف المرأة بالشيطان مرة وبالعورة مرة أخرى . . نعم إنه منهاج كامل، ولكنه منهاج منحط قذر متخلف لا يوفر الحريات ولا المساواة ولا السلم الاجتماعي !

4- تربية الأطفال

محمد قال أن الصلاة مفروضة على الأطفال من سن السابعة، بينما يضربون لعدم الصلاة في العاشرة، أي أن العقيدة تفرض قهراً على الأطفال، وقهراً يشهدوا زوراً أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وأطفال المسلمين يجب أن يشاهدوا مشاهد ذبح البهائم وتعذيبها ليصبح ( الذبح ) عقيدة دينية، حيث قال محمد ( إذا قتلتم فأحسنوا القتل، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح .. كما قال من قتل كافراً عليه بينة فله سلبه، أي أن على القاتل المجاهد أن يفتش جيوب ضحيته ليسلب ما يجده بها من نقود أو ساعة يد أو إلخ ) نعم إن الإسلام منهاج حياة، ولكنه منهاج بدائي وحشي متخلف وهمجي . فإلى متى يستمر الناس في اتباع الإسلام وأخلاق الإسلام ؟؟!

5- عبادة محمد !

( هل صليت على النبي اليوم ؟! اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد ) .. محمد على خلق عظيم كما قال عن نفسه في القرآن، وهو أشرف الخلق، بل إن الله قد خلق السماوات والأرض لأجله، هو سيد الأنبياء وسيد الأولين والآخرين .. وإلى ما شاء العقل المنغلق من عبارات التقديس والثناء والعبادة .. ولكننا نتساءل: هل سمع عامة الناس بمذبحة بني قريضة الإجرامية ؟! هل سمعوا بتفسير آية 24 من سورة النساء ( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ) ؟! هل سمعوا بطلاقه لزوجته سودة بنت زمعة لا لشيء إلا لكونها أسنت عنده ؟ ( أسنت = كبرت وشاخت )، وأنه وافق على أن يبقيها مقابل أن تتبرع بيومها لعائشة ؟؟! هل سمعوا بحديث ( الحمد لله الذي جعل رزقي تحت سن رمحي ) ؟ هل فهموا أن محمدا كان يرأس عصابات لقطع طريق القوافل ونهبها وتوزيع أموال الناس على أصحابه ؟؟!

نعم، الإسلام منهاج حياة، صلاة وصوم لكن مع غش ونفاق وكذب وسرقة وسطو ورشوة وقتل وقمع وبطش، منهاج قذر يجب التخلي عنه في أقرب وقت، واتباع الحياة العلمانية الديمقراطية التي تحرر الناس من عبودية قاهرة مستبدة وظالمة، وفوق كل هذا فاسدة كما يشير الواقع البائس الذي أفرز الإخوان المسلمين وداعش والنصرة ولواء التوحيد وجند الشام وأنصار الله وبوكو إجرام !

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام من ذهب
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 9 / 25 - 12:06 )
سلام أخ صلاح:

قراءة مقالك عند بداية اليوم جرعة منشطة وأمل بعقلاء بلادنا.

من يقول أن الإسلام منهاج حياة وينظر إلى تاريخ المسلمين خلال الألف والأربعمئة سنة التي عاش فيها هذا الدين يرى بوضوح ماهو هذا المنهاج الفاشل الذي يتكلموا عنه.

إذا لم يواجهوا عقمهم بعقلانية ككلامك هذا لن يتقدموا قيد أنملة، كما يقولون...

الماء تكذب الغطاس كما يقولون وهاهو التاريخ الذي نعرفه وهاهو الإسلام فلنرى حجم فشل الإسلام في مواجهة أي شيئ...

هذا منهاج فاشل ياصديقي الكريم...

الإسلام منهاج فاشل وبالدليل القاطع..

مع التحية والتقدير


2 - منهاج زئبقي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 9 / 25 - 13:22 )
شكرا صلاح على جهدك التنويري. حول قولك في آخر فقرة: (نعم، الإسلام منهاج حياة، صلاة وصوم لكن مع غش ونفاق وكذب وسرقة وسطو ورشوة وقتل وقمع وبطش).
الإسلام منهاج زئبقي، ينطبق عليه المثل الشعبي عندنا: (ما يغضّبْ الراعي، ما يجوّعْ الذيب). إذا أرادوا الحديث عن التسامح جاؤوك بعشرات الآيات والأحاديث وإذا أرادوا التكفير والتبديع وجدوا بين أيديهم عشرات الأحاديث والآيات الجاهزة. لهذا لا تستقر شخصية المؤمن على موقف ثابت.
عندنا (لعل هذا المثال يصلح لمقالك السابق)، يبالغ رجال الدين في خطبة العيد وفضل هذا اليوم. ويدعون الناس إلى التراحم والتغافر والتزاور. يهب الناس بعد ذلك إلى التغافر من أجل نسيان الأحقاد والخلافات. وفي اليوم التالي ينسون ويعودون إلى ما كانوا عليه من الأنانية والخلاف. يعود التاجر إلى غشه والموظف إلى رشوته والمعلم إلى ابتزاز التلاميذ ليقبلوا دروسه الخصوصية والسائقين إلى إرهاب الطرقات والجار إلى الاعتداء على راحة جاره وسكينته... والأمثلة تطول.
هذه حال القاصرين مثل الأطفال الذين تتغير أمزجتهم بين يوم وآخر، يتعادون بسهولة ويتسامحون بسهولة. الراشدون وحدهم يبنون حياتهم على الصح. تحياتي


3 - إما الإقرار بالهزيمة وإما الانتحار ؟
س . السندي ( 2015 / 9 / 25 - 20:40 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي صلاح وتعقيبي ؟

1: بالمنطق والعقل كيف يكون منهاج حياة وهو الذي حرم الحياة من أكسيرها الروحي والعقلي كما قالت المعلقة وفاء ؟

2: بالمنطق والعقل كيف يكون منهاج حياة وفيه كل هذا السمّ والغل والتصحر تجاه نفسه والآخر ، حتى إمتد تصحره ليشمل ليس فقط البلدان بل وحتى عقل وضمير الانسان ( أنصر أخاك ظالماً ومظلوماً) ويقولون نحن نعبد ألله ؟

3: وأخيراً
مايحدث ألان للإسلام هو أخر سكرات الموت ، فحتى لو عاش سيبقى في غرف الانعاش ، لأن شلالات المعرفة والعم كوكل قد عرَيا كل خفي ومستور ولم يعد أمام المسلمين من خيار غير الإقرار بالهزيمة للنجاة بأرواحهم وعقولهم وإما الانتحار الجماعي ، سلام ؟


4 - الاسلام تحت الاضواء
على سالم ( 2015 / 9 / 26 - 03:43 )
الاستاذ صلاح ,لايوجد عندى شك ان السعوديه الان فى رعب شديد من ثوره المعلومات والفضائيات والانتيرنيت ,كنا الى عهد قريب لانملك هذه الرفاهيه ووضع مكونات الاسلام تحت طاوله البحث والدراسه عن بعد واصبح كل شئ متوفر بضغطه ذر ,كانت المجرمه السعوديه تضع سياج فولاذى حول دين الاسلام وتكفير كل من يحاول ان يسأل او يستفسر ,هذا الزمن الاسود ولى الى غير رجعه , الخوف من الخوض فى المنطقه الحمراء الخطره ليس له وجود الان ,اصبح كل الشباب يتسائل ويريد ان يعرف ويستكشف ويكتشف كوارث الاسلام والتى كان مسكوت عنها طوال اربع عشر قرن كالحه ,الشيوخ المجرمين فى حاله ذهول بعد ان سقطت عنهم السراويل المهترأه واصبحت اكاذيبهم وفضائحهم وفسادهم ماده شيقه ومسليه


5 - طقوس مضيعة للوقت والطاقة
محمد البدري ( 2015 / 9 / 26 - 04:27 )
حتي الصلاة والصوم فلا مردود منهما يمكن به تبرير اقامتهما. فالصلاة خمس او عشر مرات لا توفي اي شئ في حياة البشر الا تضييع الوقت وتمزيق الزمن أما الصيام فهو مضحك بطبيعته جوع وعطش واهمال في النشاط الانساني مع توليد حالة من العصبية والسعار لحظة السماح بملئ البطون، ولتلك اللحظة قصة اخري اشد غرابة من الصيام نفسه. تحياتي الي الفاضل د. صلاح يوسف


6 - قراءة
عدلي جندي ( 2015 / 9 / 26 - 09:33 )
الدين قراءة
وتختلف القراءات بحسب الثقافة الزمان المكان الغرض
للاسف اليوم قراءة دين أتباع بن عبد وهاب تتوافق وقراءة ما وصل إلينا من تاريخ عن الدين في زمن قراءة بن آمنة له
لن تتغير مجتمعاتنا علي الإطلاق إلا بتغيير منظومة من يقوم بالقراءة
من يقوم بالقراءة اليوم يستقوي علي البشر بقوة الدستور
عندما تصبح القراءة حق للجميع سيتغير المسلم وبدلا من تبعيته قراءة محمد (سيان النجدي أو القرشي) سيتغير العالم الإسلامي
وتصبح كتب الإسلام مجرد تعويذة يتبارك بحملها المسلم ويتعافي عقله فلا يصدق ما تسرده الشيوخ من تخاريف كانت يوما ما قراءة في دين إسمه الإسلام
تحياتي أخي الكريم وتحية لزوار صالونك

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah