الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداديات

خالد علوكة

2015 / 9 / 26
المجتمع المدني


بغداد ست البلاد ، بغداد دار السلام ، بغداد سرُه العراق ، وبلد الرشيد . ورد عن أبي القاسم المظفر بن عاصم بن ابي الاغر إنه قال ( دخلت بغداد وفيها كوخ واحد وعندما جاء جعفر المنصور سؤل عن المنطقة قالوا لاندري فالسؤال توجه الى رجل هناك من ألاوليين فقيل له ماأسمك فقال داد فقال له ماذا يقال عن هذا الموضع فقال هذا - باغ لي - يعني البستان فقال المنصور سموه باغ لداد فسميت بغداد ) المصدرالخطيب البغدادي – تاريخ بغداد ألمجلد الاول ص 62 .والمعروف عن (داد في التاريخ إنه كبير الهة الجو في جميع آلهة بلاد الرافدين ) وباغ في اللغة الكوردية تاتي باغجة بمعنى حديقة وبستان .
زرت العاصمة بغداد يوم 20/9/2015/ في زيارة عمل ، نزلت في مطار بغداد الدولي عصرا ومن حسن الصدف إلتقيت الست (فيان دخيل ) ألنائب في البرلمان العراقي وسلمنا عليها وكانت مستعجلة ولكن بادرتها بسؤال الساعة ماقصة الطفلة الايزيدية في باريس مع ألرئيس الفرنسي هولاند وأجابتني [باغلظ ألايمان بانني ليس لي علاقة بمقابلتها وطريقة لقاءها بالرئيس هولاند] ويبدوا للامر كثير تلابس وخلط والمشكلة ليست بشخص ومسؤول إنما مجتمعنا المحيط يريد قلب النجاح وسلبه وقد يمتعض البعض بنجاح غيره وجب ردم التداعيات وليس ترويجها وكثيراَ مانخطأ ونحن نكتب مقالاً مثلا فكيف بالذي يعمل وله مسؤوليات.
المهم بغداد موضوعنا ألتي اصابها هي الاخرى مرض الصديق والجار والمجتمع المحيط بها من انواع الاحزاب والطائفية والميليشيات بحيث تصدم أول نزولك العاصمة ب عصابة وزارة النقل تفرغ جيبك بسيارات حكومية لكي توصلك من مطار بغداد الى البتاوين/1 بقطع وصل ب 60 ألف دينار ،علما جئنا من اربيل الى بغداد بالطائرة بضعف هذا السعر!! وطريق المطار جميل حقا كسابق عهده ودخول المدينه يقبض النفس من كثرألاوساخ وتعليق صور عديدة لشخصيات لاتفضي بهدف الحرية إنما قفر المذهبية وكثير صور معلقة على الحيطان لشهداء بعد 2003 بالمئات كانك في زمن لافتات شهداء القادسية السوداء وهذا مقلق باستمرار نزيف الدم وموت شباب تاركين زوجاتهم واطفالهم يتامى الزمن الطائفي المقيت. اليوم للاسف بغداد كثيربيوتها تظهرعليها التراب ومغلقة ومهجورة وازبال هنا وهناك وقصور وعمارات الدولة الراقية اصبحت سكنى ومقرات لمسؤولين كبار والمظاهر المسلحة في كل مكان وكأنه عسكرة مجتمع وزيارة لساحة التحرير ترى عشرات القنوات الفضائية تلتقي مواطنين لبيان رأي الشارع العراقي دون جدوى بالحلول ومن الذي يسمع كلمة الحق ؟.. ووضع بغداد يحتاج الى اكثر من ساحة تحرير للوجدان وألضمائر ألميته . ومسؤولي الحكومة الحالية قد لايجدون حرجا ولايستحون من اهلهم وعوائلهم وعشيرتهم ومذهبهم الديني من اتهام الشعب لهم بالحرامية والبوق وضرب صورهم بالعصي والاحذية وحالهم في مقولة ألحكيم أحيقار (أعضد يداَ كانت ميسورة فجاعت وأكففها ليد كانت جائعة فشبعت ) .
في الجانب الاخر من حياة بغداد الجميلة تجد الحياة مستمرة ومتكيفة رغم الكوليرا والخراب فمنهم من يلعب مع اطفاله في المنتزهات والنوادي ومنهم من يشتري حاجيات العيد وألاعراس ومنهم من يلحظ بحسرة أيام زمان حياة البغداديين من أمان وطيبة وحب وتأسف من اماني ضاعت بعد ان كان لها ميعاد وذكريات لذيذة . والحكمة تقول عن بغداد (من أقام في بغداد سنه كاملة وجد زياد ة في عَمله ) بل في راحته أيضا وهذا صائب وكذا من فاز وحَكم بغداد يوما حملت اسمه معها وأشتهر تاريخياً ومثال زمن الدولة العباسية والخليفة هارون الرشيد – 786- 809م الذي سميت المدينه باسمه لما قدم لها من خدمة وتتطور فأسس بيت الحكمة وأنشأ معمل ورق بغداد وانجازات عظيمة لاتحصى علما بانه سني المذهب ومن مواليد مدينه الري وتوفي في مشهد أي لم يكن بالولادة بغدادي.
ولكن اليوم ظلام دامس في بغداد ومن يحكم بغداد ناس من اهل العراق واهل بغداد نفسها ولها حق عليهم ، وقد باتت اليوم إطلالاَ وخراباَ بدل من يعمل في حكم بغداد يترك له أثر جميل يرفع رأسه ويمجد فترة حكمهم المظلم ولسان حال الشعب يقول لهم ( باسم الدين باكونا الحرامية ) طبعا لادين لحكام بغداد اليوم وقول ألحجاج يبصق عليهم ب { دينكم دنانيركم وقبلتكم نسائكم ومعبودكم تحت قدمي } هذه العبارة اودت بحياته وقتل ابن عربي ايضا بسببها عندما قال { ياأهل الشام معبودكم تحت قدمي } قصد بها نقوداً تحت اقدام وقوفه وعند الحفر وجدا جرتين ذهب كما تقول الرواية .
ليس الارهاب وحده لادين له ف حكام بغداد أيضاً كذلك ينهبون ويلعبون بمال السحت الحرام ويسرقون بالتراضي وبتوافق طائفي من خَزنه دولة بغداد وسلة عنب بغداد الملئى بالذهب وتمطر لهم سماء بغداد ملايين الدولارات منذ 2003م ولاحساب ولاكتاب عن مصير ألميزانية ولا أين واردات ألدولة والصادرات تسجل مصروفات مستحقة لإسماء وهمية لمشاريع موجودة على ورق الخرائط فقط ...حقاً لبسني ألحزن والحسرة من رؤية خراب بغداد والدمار والسلبيات الكبيرة التي تعصف بها لتأتي باجل العراق كله ، وآخر المراد كفى و{هناك رؤوس أينعت وحان وقت قطافها } قالها الحجاج زمانا في العراق.... فمتى تقطف رؤوس الحرامية ومفسدي ومخربي بغداد وتعود أيام - ساعد الجابي باصغر نقد كافٍ - .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة


.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ




.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ


.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق




.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا