الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الاسلام دين متحضر ؟

عبدالله السلطان

2015 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يختلف كثيرا من الناس حول العالم و يتناقشون حول اذا ما كان الاسلام دين حضارة و سلام كما يقول البعض، او انه دين اجرامي متخلف كما يقول البعض الاخر.

قسم ممن يدعون ان الاسلام دين سلام و رحمة يؤمنون بان من يترك الاسلام يجب قتله و من ينتقد الاسلام يقتل و غيرها من الامور الاجرامية، و لكنهم يعيشون في عالم ديني متناقض حيث انه على الرغم من هذا الكم من الاجرام في معتقدهم فهم يرونه مسالم و جميل. قسم اخر ممن يدعون ان الاسلام دين سلام و رحمة يؤمنون فعلا بمبادئ حقوق الانسان و الحيوان و حريات البشر و المساواة بين البشر و حاولوا الموافقة بين مبادئهم المتحضرة و معتقدهم الديني.

و هناك ممن يرون الاسلام دين اجرامي متخلف و يستشهدون بكثير من الاحاديث الاجرامية في الاسلام و تفاسير اجرامية للقران و فقه الائمة الاربع المليء بالاجرام كدلائل على تخلف و همجية هذا الدين.

المشكلة التي يقع فيها هذين الفريقين هو انهم الاثنان يرون الاسلام على انه معتقد ديني واحد، و الحق انه ليس كذلك.
مثال: لو اتى شخص و سألك هل البشر متحضرون او متخلفون، فالاجابة هي ان هذا هو سؤال خاطئ فهناك بشر متحضرون و هناك بشر متخلفون، و كذلك الامر بالاسلام، هناك اسلام متحضر و هناك اسلام اجرامي.


يستخدم البعض مصطلحات مثل الاسلام السياسي ضد العلمانيون او الاسلام المتطرف ضد الاسلام المعتدل و هناك مشاكل في هذه المصطلحات.

(الاسلام السياسي ضد العلمانية): ما يقصد هنا بالاسلام السياسي هو السلفيون و الاخوان ضد الليبراليين و العلمانيين، و يسمى الفريق الاول بالاسلام السياسي لانهم يستخدمون الدين و يرغبون بادخاله في عالم السياسة. ما في الامر هو انه حتى خصومهم المسلمين الليبراليين يرون بان الاسلام يدعوا الى المساواة و حقوق الانسان و حريات البشر و بعضهم يستشهد بالدين لدعم مبادئه فحتى الفريق الثاني بالامكان اعتباره اسلام سياسي، فلم يسبق لي ان سمعت عن مسلم قال بان الاسلام لا رأي له نهائيا بالسياسة حتى يكون هناك اسلام لاسياسي، فحتى العلمانيين يرون الاسلام يدعوا الى المساواة و حريات البشر . اضف الى هذا بان ما يجب على المتحضرين فهمه هو ان استخدام هذا المصطلح للحديث عن اتباع الاسلام الاجرامي لا يخدمنا نحن المتحضرين، فهو يصور هؤلاء على انهم الاقرب للدين و يصور اتباع الاسلام المتحضر بانهم الابعد للدين، فلم يستخدم المتحضرون هذه المصطلحات ؟

(الاسلام المعتدل ضد الاسلام المتطرف): المشكلة في هذه المصطلحات هي عدم وجود تعريف واضح و محدد للاسلام المعتدل و المتطرف، فهي كلمات مطاطية لا تعريف واضح لها يستخدمها الكل حسب ما يشاء، فترى ان الاخوان المسلمين يرون انفسهم معتدلين و السلف يرون انفسهم معتدلين و السعودية ترى نفسها معتدلة و كذلك طالبان و القاعدة، بل حتى داعش انفسهم يرون نفسهم معتدلين، الامر تحول الى مهزلة. كما ان الامر هو ليس اعتدال او تطرف في الشيء، الاعتدال و التطرف يكونان في منهج و معتقد واحد يتطرف الشخص فيه او يعتدل، و المسلمون المتحضرون و المجرمين يمثلان منهجان مختلفان تمام الاختلاف، الاول يدعوا الى الحضارة و الاخلاق و الثاني يدعوا الى الاجرام و الهمجية.
بالامكان القول بان القاعدة و جيش الاسلام في سوريا يمثلان اسلام اجرامي معتدل و داعش يمثل اسلام اجرامي متطرف، و لكن عند الحديث عن عدنان ابراهيم و احمد صبحي منصور ضد كهنة السعودية و القاعدة فالامر اكبر من اعتدال و تطرف و المسألة تحتاج الى تعاريف واضحة لا لبس فيها او تلاعب.
الاسلام المتحضرة هو الاسلام الذي يدعوا الى الحريات و المساواة بين البشر و حقوق الانسان و الحيوان و العدل
الاسلام الاجرامي هو الاسلام الذي يدعوا الى قتل من يترك الاسلام و من ينتقده و المثليين و الملحدين و اضطهاد المسيحيين و اليهود و المرأة و … اي كل ما يناقض المبادئ المتحضرة

الامور يجب ان تكون واضحة

الاسلام الاجرامي ينقسم الى ثلاثة اقسام:
السلفيين الجهاديين مثل داعش و القاعدة و طالبان، السلفيين، الاخوان المجرمين
كلهم يتشاركون نفس الهدف و هو اقامة شريعة السلف الاجرامية
(يجب التوضح هو انه حتى عند الحديث عن الشريعة يجب الفهم انه هناك شريعة اسلامية متحضرة بمختلف اشكالها يدعوا اليها كثير من المسلمين المتحضرين و شريعة اسلامية اجرامية بمختلف اشكالها يدعوا اليها المسلمين المجرمين)
و ما يختلف عليه هؤلاء هي الطريقة للوصول للهدف.
السلفيين الجهاديين يرون بوجوب اقامة الجهاد و مقاتلة غير المسلمين و المسلمين المختلفين عنهم حتى تحكم الشريعة الاسلامية الاجرامية العالم
السلفيين يرون مثل ما يرونه السلفيين الجهاديين و لكنهم يرون ان الوقت غير مناسب للقتال و يكتفون الان بالدعوة الى فكرهم الاجرامي حتى يحين الوقت لاعلان الحرب و القتال
الاخوان المجرمين: يرون بانه من الانسب الان بما انه يسمح للاسف من قبل الليبراليين المعتدلين في اوروبا و امريكا و غيرها لاتباع الاسلام الاجرامي بالهجرة اليها و التكاثر و نشر افكارهم الاجرامية، فيجب بدلا من قتالهم استعمال وسائل جديدة و هي استخدام الديموقراطية لتدمير الديموقراطية و الحضارة، فيهاجروا و يتكاثروا و ينشروا عقيدهم الاجرامية حتى يصبحوا الاكثر ثم يسيطروا على الحكم بما انهم الاكثرية ثم يعدلوا من القوانين و يغيروها حتى يحولوها الى قوانين الشريعة الاسلامية الاجرامية.

ارى شخصيا ان الاخوان المجرمين هم الاخطر و الاذكى و سأفصل في المسألة لاحقا

الاسلام المتحضر و اتباعه هو الفريق الاضعف الذي لا حول له و لا قوة، الدول الوحيدة التي له قوة معتبرة هي تركيا و الى درجة ما تونس و لبنان و بعض مناطق اندونيسيا، اسباب ضعفه و كيفية تغيير ذلك سيتم الحديث عنه لاحقا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي