الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت صارخ ج 1

سامح سليمان

2015 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يجب ان ننزع القداسه والحصانه وحتى الاعجاب أو أى أعتقاد مسبق عن جميع المعتقدات والمذاهب والأيدلوجيات والتيارات الفكريه والنظم الاجتماعيه وحتى القيم الاخلاقيه والنماذج الحياتيه التى اقرها المجتمع واعطاها الجودة والصلاحيه، والشخصيات سواء كانت شخصيات معاصرة أو شخصيات تاريخيه(اصبحت سيرتهم الذاتيه من أفعال أو أقوال فى نظر الكثيرين من التابوهات المحرمه) قبل ان نبدء فى مراجعتها ودراستها بوضعها تحت مجهر الفحص العلمى المنطقى العقلانى المجرد والحر،مهما كان عدد المؤمنين بها والمؤيدين لها،ومهما كانت مكانتهم الاجتماعيه أو الفكريه،وايضا مهما ارتفعت أصواتهم وأستمروا فى الصراخ والعويل وانزال اللعنات لأرهابنا،فالكثرة العدديه ليست دليل على صحه الموقف وسلامه المنطق وقوة الحجه،بل هى فى اغلب الأحيان دليل على جهل متبعيها وضحاله ثقافتهم وبساطه عقولهم وزيادة قابليتهم للتجييش والقطعنه. يجب علينا بصفه عامه أن نعيد النظر بعقليه علميه موضوعيه متحررة وناقدة فى الكثير من الأقوال والقيم والايدلوجيات والمعتقدات والأفكار التى تم تلقيننا اياها منذ الطفوله ـ
عن طريق اشخاص اعتقدنا لضعفنا وجهلنا وسذاجتنا بأنهم حتما على حق ولديهم الحق الكامل والصواب المطلق، لأنهم مقدسين معصومين،فهم اولى الامر ورعاة القطيع ـ على انها صادقه ومقدسه وصالحه لكل البشر والازمنه ولا تقبل الرفض أو النقد أو حتى التأويل،وأنا على يقين بأننا سوف نكتشف كم خدعنا وكم وثقنا فى اشخاص لا يستحق أكثرهم الا أن نحتقرهم،والأهم من ذلك أننا سوف نكتشف أن أفكارهم وأقوالهم الصائبه ليست ألا سخافات وأساطير عجائزيه ووصلات من الجهل المقدس لا تصدر سوى عن عقول بدائيه متحجرة متخلفه ونفسيات مشوهه مصابه بعقد النقص والتسلط،ولم تخلق سوى اجيال مريضه بمختلف الأمراض الفكريه والنفسيه والأجتماعيه،أجيال تتوارث الجمود وروث الأفكار،أجيال تكرس الجهل وتقدس الخرافه.يجب ان ننضج لنرى العالم على حقيقته كما هو(همجى ومتخلف وسادى)وليس كما نريد ان نراة،أو كيفما يريد سادتنا أن نراة. يجب ان نستيقظ ونعلم ان من يسيرون حياتنا من وراء الستار يريدوننا جهلاء،مشتتين،مغيبين،محتقرين للحياة وكارهين للعلم. يجب ان نستيقظ ونعلم ان من يسيرون حياتنامن وراء الستار لا يريدون التفكير والنقد المؤدى لحدوث نضج وتحرر من سيطرة الغيبيات، فأكثر ما يكرهه الساده هو وجود مجتمع علمى عقلانى متحرر قادر على المراجعه والتحليل ثم القبول أو الرفض بحريه. يجب ان نفهم أن الحياة هى معركه طاحنه لا تعرف الرحمه و لعبه هزليه قذرة قائمه على الأستغلال شديدة القسوة والوحشيه، ونعرف قبل فوات الأوان ما هى قوانينها الحقيقيه،وأن تلك القوانين نسبيه تختلف بأختلاف المجتمع وبأختلاف المرحله التاريخيه، والظروف السياسيه والأقتصاديه،كى نستطيع ان نحياها بصورة ايجابيه وفعاله،مدركين لقيمتها الحقيقيه وكم هى غاليه وثمينه. يجب ان نحيا على المستوى الأنسانى كما يليق بنا ككائنات عاقله مفكرة ومدركه لقيمه وجودها،وليس كما نحيا الان حياة دون مستوى البشر(معتقدين ان سبب وجودنا هو اشباع الغريزة والتكاثر)حياة على المستوى البيولوجى فقط،مستوى ما تحت السرة، محققين غايه المجتمع المقدسه وهى التناسل،غير ناظرين لأمور حياتنا الا بمنظور جنسى حسب منطق العيب وثقافه العار، مختزلين رجوله الرجل فى قوته العضليه وفحولته الجنسيه ومدى تحقيرة وتقييدة وقهرة للمرأة وسيطرته عليها، ومختزلين كيان المرأة فى ثدييها وحفظ ما بين فخذيها ، و خلق أرتباط شرطى بين أنوثتها وبين أستسلامها وطاعتها العمياء لزوجها،وتنازلها عن كرامتها وطموحها واحلامها،وتضحيتها بكل غالى وثمين،وتفانيها فى بذل كل لحظه من حياتها حتى الوفاة فى خدمته وخدمه اولادها بدون أى شكوى أو أعتراض أو تذمر!
يجب ان نستفيق من غيبوبتنا ونفتح عيوننا لنرى المقدار الرهيب الذى تحتويه حياتنا من خوف وجهل ونفاق،وخداع ودجل وكراهيه،وسلبيه وقدريه وأستكانه،وظلم وأستغلال وأستعباد،ومنطق غيبى أسطورى خرافى،و فكر قبلى ذكورى عنصرى متخلف، ونكتشف أن جميع المؤسسات بدون استثناء قد ضحكت علينا وأطعمتنا الأكاذيب،ونعرف من يقوم بأخصائنا نفسيا وفكريا ويقتل مواهبنا وأحلامنا ورغبتنا فى التطور والتقدم،ويتحكم فى أرادتنا،لنوقفهم بكل قوة وصلابه ليصبح حق تقرير مصيرنا فى ايدينا .
و يجب على المرأه ان تنزع عن نفسها قيود السلبيه والأعتماديه والأحساس بالنقص،وان تفحص افكارها وتنقى عقلها من المفاهيم الخاطئه عن نفسها وعن دورها فى الحياة،والتى تلقنتها وزرعت بداخلها منذ الصغر عن طريق الأسرة والتعليم والمؤسسه الدينيه والأعلام.وأن تتخلص من أى علاقه تتعرض من خلالها للقمع والأستغلال تحت أى مسمى، وأن تقتنص حريتها بكل قوة واصرار وثبات وثقه فى صحة وسلامة موقفها وبأن هذا هو حقها المسلوب،دون أن تلتفت لأى جاهل أو مستغل أو مأجور أو مدعى للعلم والفهم او خائن لأنسانيته.
عزيزتى المراة انت كائن مثمر مبدع حر خلاق مساو للرجل فى كل شئ. لذا تحررى من سلبيتك وكافحى من اجل ان تحصلى على حقوقك وتثبتى وجودك فالكفاح من اجل الوجود هو الكفاح المقدس،الذى به تتحقق اعظم قيم الانسانيه وهى المساواة والعدل والحريه .
(فأن يصير المرء موجودا معناه أن يمضى نحو الاستثناء،فليمضى القطيع الى مصيرة،وليصعد الاستثناء جبله بمشقه وفى الصحراء دائما عاش الصادقون) (نيتشه)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع


.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية




.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا


.. 161-Al-Baqarah




.. 162--Al-Baqarah