الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تكتشف المخلوق الطائفي العنصري

عمار عرب

2015 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


- تعريفا : هو المخلوق الذي يكره و يحقد و يشيطن من يخالفه بالعقيدة أو العرق .. و هو غالبا ما ينكر بأنه طائفي عند السؤال إلا في حالة استفحال الحالة تماما ... و مع ذلك لا ينفك يذكر المخالف لعقيدته أو عرقه بسوء ظن فيحمله كل مشاكل جماعته و مصائبهم و تخلفهم ...و إذا ما سألته ما دمت لست طائفيا فلماذا تذكرهم دائما بسوء? فيقول لك جوابه المشهور : نحن نكرههم لأنهم هم يكرهوننا !
أو : نحن نريد قتلهم لأنهم هم يريدون قتلنا
أو : نحن نسبهم لأنهم هم يسبوننا ....الخ
فحالته مرتبطة دائما بسوء الظن تجاه الآخر. ...حتى يصبح يوما مدمنا لسوء الظن هذا ..
فيصدق أي خبر ضده وينشره كالإمعة بدون تدقيق ..
فيزيد حقده هو و جماعته ضدهم و يدخلون في دائرة شيطانية مفرغة من الحقد وسوء الظن لا يمكن الخروج منها غالبا

- مجتمعيا: تكون هذه الحالة مرتبطة كثيرا بالتخلف الإجتماعي وتزداد في المجتمعات القبلية والعشاءرية والبدوية ...و تقل في المجتمعات الحضارية المتطورة و تقل طردا بازدياد الثقافة و الوعي ...

- نفسيا: غالبا ما يكون في القصة المرضية لدى هذا المخلوق المريض تربة نفسية هشة و حالة من الشك المزمن بكل من حوله أو ما يسمى ( Paranoia ) فيتخيل كثيرا أن من حوله يتآمرون عليه فتجده قليل الثقة بالآخرين و قد ينعكس ذلك حتى على عائلته سلبيا في معظم الأحيان ...فتراه يغطي زوجته بالخمار فيعزلها ككيان عن المجتمع ولو بالاكراه ويستخدم سيف الشرع الطائفي كحجة وهو الشرع الأرضي الذي يناسبه تماما من ناحية مكوناته العقلية المحدودة والنفسية الخائفة الهشة كي يغطي العيب الأساسي له ألا وهو إنعدام ثقته بنفسه و بزوجته و بالمجتمع ككل ...

- عمليا : أنا أسميه " مخلوق طائفي " وليس إنسان طائفي لأن حقده الطائفي والعنصري يحجبه تماما في أهم اللحظات عن التفاعل المجتمعي الأخلاقي والإنساني السليم و الصحي والعلمي فيصبح إنسانا في شكله فقط ..حيوانا في حقده و غضبه و دمويته و قنبلة موقوتة أو خطرا مزمنا على المجتمع. .

- الوقاية و العلاج
- قرآنيا : نهانا الله عن الطائفية في آيات بينات وكمثال ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ )
و أعطانا حلولا لها قد يموت الكائن المتعصب الطائفي أو العنصري غيظا قبل تطبيقها. ..
يقول جل وعلا (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
و برأيي الشخصي لا يمكن الخروج من الطائفية إلا بالإبتعاد فكريا عن العقل الجمعي الطائفي للمجتمع والانعزال الهاديء لفترة طويلة خارجه فالصورة الكاملة تظهر أوضح من بعيد ..أو بمحاولة الإنفتاح على الآخر ثقافيا ومعرفيا . ..فالإنسان عدو ما يجهل ..و إلا فالحرب الطائفية قادمة لا محالة و هي عادة حرب ضروس لا منتصر بها ولا خاسر ...لا تبقي ولا تذر و هي ما بدأت بوادرها تلوح في أمتنا. ..نسأل الله السلامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran