الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يشترون الموت بأموالهم

كوسلا ابشن

2015 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يشترون الموت بأموالهم

شهر الحج عند العرب (منذ عهد ما يسمى بالجاهلية ) هو شهر الحرام , تحرم فيه المنازعات والحروب, باتفاقية عرفية بين القبائل البدوية تحرم الغزوات اثناء الشهر و يحل فيه موسم العبادات الدينية والتجارة , يقصد فيه المؤمنون بيوت الارباب للعبادة والتقرب الى الالهة, يقول جواد علي(كان الناس يزورونها ويتقربون اليها ويذبحون عند أصنامها ويطوفون حولها ويلبّون تلبية الصنم الذي يطوفون حوله. والحج إلى مكة والى البيوت المقدسة الأخرى، مثل بيت اللات في الطائف وبيت العزُى على مقربة من عرفات وبيت مناة وبيت ذي الخلصة وبيت نجران وبقية البيوت الجاهلية المعظمة), ولم يكن شهر الحج مجرد شهر العبادات فقط, بل يعرف الموسم حركة تجارية نشيطة وقوية.
حج العرب في (الجاهلية) الى مكة قاصدين الكعبة , بيت الالهة المتعددة, لممارسة اركان الحج ومناسكها, وكان لكل قبيلة مناسكها وطقوسها وشعائرها الخاصة بها تختلف عن القبائل الاخرى , ووحد محمد هذه المناسك والشعائر(الاسلام) والزمها لكل اتباعه ( جواد علي ).
العرب قبل الاسلام وبعد الاسلام حجوا الى نفس المدينة ونفس البيت ومارسوا نفس المناسك و الشعائروالطقوس سواء في عهد عبادة اللات والعزة ومناة و... او في عهد عبادة الله, واقترنت مواقع اخرى مقدسة اليهم في كلا الحقبتين, وزيارتها واجب وملزم مثل عرفة ومنى والصفا والمروة و..., وممارسة شعائر الحج المتعارف عليها في هذه المواقع منها ما يعرف برجم الشيطان بمنى.
استمرارية موسم الحج والى مكة بالضبط, في عهد الاسلام لم يكن التزاما لارادة الاهية تعبدية, بقدر ما كان حل وسط بين سادة قريش من جهة ومحمد من جهة اخرى ( مقابل اعتراف سادة قريش بالمعتقد الجديد على محمد قبول استمرارية بعض المظاهر السوسيو-اقتصادية), وكما هو معلوم ان الحج كان موسم التجارة يدر على سادة قريش ارباحا طائلة من تجارتها من مستلزمات الحجاج في شهر الحج, وقد استفاد سادة مكة من هذا الموسم قبل وبعد الرسالة المحمدية وحتى بعد استعمار الاعراب لاوطان الشعوب وفرض الاسلام عليهم بالسيف, ومازالوا الى يومنا هذا ينهبون اموال الشعوب باسم المعتقد المحمدي وممارسة شعائر خرافية ساذجة والاغبياء يدفعون المليارات لممارسة مناسك وثنية من عهد عبادة الاصنام.
السذاجة جعلت الاغبياء يتهافتون لشراء الموت بأموالهم تلبية لتعاليم بدوية وخرافية اللاواقعية, تستغل من طرف اعراب مكة الحالين من ال سعود لزيادة رسمالهم المالي, بحيث تصل عائدات الحج الى ملايير الدولارات سنويا, وكلما ازداد عدد الحجاج ازداد معه حجم الارباح والعائدات من موسم شعائر التخلف والسذاجة, بالمقابل لا يعير ال سعود المستفيدين الوحيدين من موسم التجارة, اي اهتمام للاغبياء من دافع الملايير من اجل الحك بالحجر الاسود ورجم اللاشيْ, فلا مشكلة ان قتل بعض العشرات او المئات ما دام ليس هناك محاسب ولا مطالب بحق القتلى, وحسب رأي الفقيه العريفي ( ضحايا منى : قدرالله عليهم الموت في مكة) قدر الاهي لا يد للانسان فيه ولا يتحمل احد مسؤولية الفاجعة.
عدم تحمل ال سعود مسؤولية اهوال الحج ومصائبه وجرائمه وعدم الاهتمام بالتسيير الجدي للموسم, ما جعل المأسات الانسانية تتكرر وبشكل مهول في شهر السذاجة والتخلف, ومن بين المأسات الانسانية, فاجعة منى الاخيرة وحسب ارقام اولية قتل ما لا يقل عن 769 حاج واصيب 943 , مع الاشارة الى المفقودين ((( ربما تحت ركام الجثث))), والجريمة في حق الانسانية لم تكن الاولى ولن تكن الاخيرة اذا لم تتدخل البلدان المصدرة للرأسمال الحجاجي وكذا تدخل المنظمات الحقوقية الدولية واجبار ال سعود للرضوخ للارادة الدولية في نهج اسلوب انساني في التعامل مع هذه الخليقة, فان جريمة نزيف دماء ضحايا الجهل لن تتوقف. من المؤسف ان هذه الخليقة لا تتعلم من الاحداث الماضية , ففي نفس الموقع منى ولسبب تنفيذ طقس رجم الشيطان اللامرئ, هلك سنة 1994 270 حاجا, و سنة 1998 ما لا يقل عن 118 حاجا واصيب 180 اخرين, وفي سنة 2001 هلك 35 حاجا, 2003 قتل 14 حاجا, 2004 قتل 251 حاجا وفي 2006 وصل ععد القتلى 363 حاجا, هولاء ضحايا جهلهم وتخلفهم العقلي. جشع ال سعود ادى الى سقوط مئات الضحايا في حوادث متفرقة وفي سنوات مختلفة, مثل اشعال الحرائق في مخيمات الحجاج, او انهيار الفنادق بنزلاءها الحجاج او لقمع مظاهرات الحجاج المنددة بالنظام الاستبدادي لال سعود وغيرها من الحوادث, اما اكبر عدد من القتلى في موسم المناسك القريشية, فقد وصل سنة 1990 لوحدها الى 1426.
جرائم في حق البشر لم تثير اهتمام ال سعود ولا حكومات دول الضحايا ولا المجتمع المدني والحقوقي الدولي, اكباش بشرية انتهى اجلها وسلام عليكم, لتبدأ ابواق النظام القروسطوي امثال العريفي وصالح ال طالب لتبرير جرائم نظام ال سعود في حق ابرياء واغبياء دفعوا ثمن اكفانهم لخزينة ال سعود, ومحاولة تهدئة غضب على الاقل اقارب الضحايا, بخرافة القدر او شعار المؤامرة ضد الاسلام واشعال الفتنة بين المسلمين.
رغم حجم المهول للكارثة التي راح ضحيتها 87 حاج من المروك, حسب بعض المواقع غير الرسمية, فان الرقم الرسمي الذي اعلنه القصر ال علوي لا يتعدى 3 قتلى واصابة 6 اخرين بجروح, اما الاعلام الغير الرسمي في المروك, لم يبالي بالجريمة وكأنها حدث عابر لا يمس حق مواطنين مروكيين ولا اناس ابرياء قدموا من كل البقاع للتبرك مما يعتقدونه مقدس,لكنهم قتلوا جراء سوء التسيير و اللامبالات نظام ال سعود لانسانيتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa


.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم




.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك