الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصل العدل و القدر عند أهل التوحيد و العدل ( المعتزلة و القدرية ) - نصر حامد أبو زيد

محمد عبد الكريم موافي

2015 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعد تلك القضية أساس قضية العدل التي حارب لأجلها القدرية و المعتزلة و الوجودية كلا من الحنابلة و الجبرية و اهل النقل و من اطلقوا على انفسهم اهل الحديث كالسلفية و الامويون و المتوكل العباسي و من سار على نهجهم ..
واستندوا في ذلك أن كون الله تعالى عادلاً بمعنى أن يحقق وعده و وعيده بمعاقبة الظالم و المجرم و مكافئة من هو غير ذلك .. و لكي تتحقق تلك العدالة لابد من أن يكون الانسان حرا مختارا في فعله و مسئولا عنه لكي يتحقق له الثواب و العقاب .. و يكون الانسان خالقا لفعل نفسه مسئولا عن فساد او صلاح بيئته .. لان نفي الاختيار على الانسان يستلزم بالضرورة عدم استحقاقه للعقاب او الثواب .. و تعذيب الله للانسان مع عدم اختياره لفعله ظلم محال على العدل تعالى .. و معنى ذلك ان الحرية الانسانية و العدل الالهي متلزمان نفي احدهما ينفي الاخر و يؤدي لعبثية الوجود الانساني و الفعل الالهي معا
فأول من قال بالجبر معاوية الذي ربط وجوده في السلطة بقدر الله ليجعله عذرا فيما يأتيه .. و يوهم انه مصيبٌ فيه لانه من اختيار الله .. فالقول بالجبر الحنبلي يهدم قوانين السببية و النظام الاجتماعي و يفرض على الناس الكوارث باسم القضاء و القدر
فقد نفى الحسن البصري اتيان العبد للظلم او وقوع المظلوم فيه بأنه قدر من الله .. و تطبيقا على ذلك فلا يجوز على الانسان ان يقول ان المكروه الذي يحدث له هو قدرٌ من الله كالمرض و الموت .. لان المرض علة و سبب لمٌمرض .. و كذا الموت و الافساد

و اثبت المعتزلة ذلك بعدة دلائل نصية و عقليه ابرزها
1 - جعلوا الارادة الالهية من صفات الافعال التي لا تتعلق بكل شئ .. عكس صفات الذات .. و على اساس ذلك ذهبوا الى ان الارادة قسمين .. احدهما من مقدور الله .. و الاخرى من مقدور العباد .. فذهبوا الى ان ارادة الله في افعال العباد ارادة لها على سبيل الاختيار لا الاجبار .. و انه تعالى خلق و اودع فيهم القدرة على الارادة الحرة .. فقدرة الانسان على الفعل هي من خلق الله .. و هو تعالى خلق الانسان مختارا
2 - ( وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ) و هذه الاية تنفي عن الله خلق العباد لسبب غير طاعته و متعلقات الطاعة .. فتنفي عنه تعالى خلقه للقبيح في الانسان كما قال الحنابلة و الجبرية .. اذا فعلى قول المعتزلة العبد هو من يخلق افعال الفساد و الاجرام و نشر المرض و القتل و غيرها
3- ( والله لا يحب الفساد ) تنفي الاية عن الله تحكمه في افعال الفساد التي يأتيها الانسان ..
4 - يأول المعتزلة الايات التي استدل بها الاشاعرة و الجبرية و فسروها لتتفق مع مذهبهم في القدر كآية ( و ما تشاؤون الى ان يشاء الله ) .. استنادا الى ما سبق من تفرقتهم بين ارادة الله لفعل نفسه و بين ارادته لفعل غيره .. و ذهبوا الى ان تلك الايات متشابهات متعددات المعاني في مواجهة اللآيات المحكمات كقوله تعالى ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) و نستعرض تفسيرها فيما بعد
5 - ( والله خالق كل شئ ) نفى المعتزلة عن هذه الاية سياقها الجبري و اتفقوا على انها وردت على سبيل المدح .. ولا مدح في كونه تعالى خالقا لافعال عباده و محاسبا اياهم عليها .. فآولها المعتزلة في ان الكل هنا للمعظم و استثنوا الافعال .. كقوله تعالى ( و اوتيت من كل شئ ) على ملكة سبأ .. فهي لم تأت الالوهية مثلا فكان معنى الكل هنا للتبعيض و المعظم
وذهب الجبائي الى ان لفظ ( كل ) هنا للمبالغة في التعظيم و الاجلال و المدح و التكثير
6 - (و الله خلقكم و ما تعملون ) نفى المعتزلة عن هذه الاية سياقها الجبري و اتفقوا على انها وردت على في سياق الزجر .. وهو زجر عبدة الاصنام و توبيخهم .. فالتوبيخ هنا لا ينصب على الفعل الانساني .. و انما ينصب على الاصنام .. فيكون المعنى هنا كقولك فلان يعمل الطين .. و معنى الاية هنا والله خلقكم و اصنامكم التي تعملونها من الخشب و الحجر و خلافه .. اما عمل عبدة الاصنام لها فهو من فعلهم الحر
7 - ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) و تفاوت فعل الانسان بين الخير و الشر و الحسن و القبيح و الفساد و الاصلاح ينفي عن الله تعالى خلقه .. فالتفاوت هنا هو التناقض و الاضطراب وهو محال على الله
8 - ( هو الذي احسن كل شئ خلقه ) فكيف يصدر منه القبيح و كيف يخلق في الانسان فعل القبيح ؟؟ و على هذا النحو آيات كقوله (وما خلقنا السماوات و الارض و ما بينهما الى بالحق )
9 - ( ويقولون هو من عند الله و ما هو من عند الله ) و قال القاضي عبد الجبار في تلك الاية بان اهل الكتاب قالوا بان الله انزل كذا .. و قد نفى الله تعالى انه انزله .. فيكون ذلك ادعى لكونهم هم القاعلون
10 - ( ان الله برئ من المشركين ) فيدل ذلك عند القاضي ان الشرك متعلق بمسئولية فاعله .. و الشرك فعل فكانت باقي الافعال متعلقة بمسئولية صاحبها كذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - https://discussions.apple.com/people/fifa16mall
www.fifa16mall.com ( 2016 / 3 / 3 - 20:28 )
Today looks great .

اخر الافلام

.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah


.. 253-Al-Baqarah




.. 254-Al-Baqarah