الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام المنحطّ

هادي بن رمضان

2015 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إلى ماذا يشير خصوم الإسلام بإستعمالهم لمصطلح "الإسلام" ؟

يشيرون بذلك إلى كل من إعتقد بنبوّة محمّد وبالإله المحمديّ , على إختلاف فرقهم ومذاهبهم . وتنتسب الغالبيّة العظمى من المسلمين إلى فرقتي "أهل السّنّة" و"الشّيعة" . ومادامت كلتا الفرقتين تمثّلان ما يقارب نسبة المائة بالمائة من المسلمين فمصطلح إسلام يشار به عادة إلى الإسلام في نسختيه السّنيّة والشّيعيّة وليس لمختلف الجماعات الأخرى الفاقدة لأي تعداد يذكر لأتباعها كي تزاحم هاتين الفرقتين .

ليست كبرى الأديان العالمية السّائدة اليوم في نسختها الحديثة مماثلة لما كانت عليه في بداية تشكّلها , فقد كان للهندوسيّة ستّ مذاهب فلسفيّة تاريخيّة لم تبقى منها سوى مدرستي -فيدانتا واليوجا- . وكلّ الأديان والمعتقدات الدّينيّة تغيّرت مفاهيمها ومقاصدها للتّأقلم مع حركة التّطوّر . أجبر إزدهار المعرفة البشريّة رجال الدّين على التملّص من المفاهيم والتفّاسير البدائيّة الحرفيّة للنّصوص فالأديان لأجل صمودها في حاجة إلى التّوافق مع متطلبّات العصر الحديث العلميّة منها والإجتماعيّة والإقتصاديّة . فالمسيحيّة في أوروبّا وبعد أن أوغلت في ممارساتها الرّجعيّة والدّمويّة تمّ تقويضها في فرنسا وفي كلّ أنحاء دول العالم الأوروبيّ وفي روسيا بشكل تامّ مع الثّورة البلشفيّة وكذلك بأمريكا . فسقطت الأنظمة القيصريّة القديمة والمسنودة بالسّلطة الإلهيّة للكنيسة . وبشكل تدريجيّ بدأت سلطة الكنيسة في الزّوال أمام صعود الحركات الماديّة والعلمانيّة . فلم يعد للكنيسة أن تلعب دورها السلطويّ القديم , ولم يعد ممكنا حرق وخوزقة "الكفار" و"المرتدين" و"الوثنيين" . ولا ممكنا لرجل الدّين التدخّل في الشّأن السياسي , ولا ممكنا إصدار دعوات القتل والزّندقة العلنيّة والتّحريض على إستهداف المخالفين . وسايرت الكنيسة صعود التيارات المادية والعلمانية وتأقلمت مع الفتوحات العلمية ولو بشكل بطيء في أحيان كثيرة (وذلك حتميّ في الدوغما الدّينيّة) . والنّتيجة كانت المسيحيّة الحديثة ! لم يعد للمسيحيّة أيّ تهديد أو خطر يذكر إذا ما وضعناها في مقارنة من مسيحيّة القرون الوسطى ومسيحيّة الحروب الصّليبيّة . وقبلت المسيحية كهنتا وأتباعا بالقوانين العلمانيّة والوضعيّة . وإذا ما كان للمسيحيّة اليوم مشكلة مع خصومها فهي مشكلة المثليّة الجنسيّة وتليها مشكلة الدّاروينيّة . فللمسيحيّة موقف رجعيّ محافظ من الممارسات المثليّة وهي تكافح بكل ثقلها في الكثير من أنحاء العالم لمنع الزّواج المثليّ . وأمّا علاقتها بالدّاروينيّة فهي علاقة بائسة منذ صدور كتاب "أصل الأنواع" . فالأنجيليّون الأمريكيّون وغيرهم من المسيحيّين المتعصّبين والدوغمائيين يرفضون الإعتراف بحدوث التّطوّر ويصّرون على تبنّي قصّة -الخلق التوراتيّة- مع سعي دؤوب لضمّها إلى المناهج التعليمية . ولأن القانون العلماني يمنع تدريس ما هو دينيّ فقد لجأ هؤلاء إلى صبغ الرّواية الدّينيّة للخلق بصبغة علميّة فأطلق عليها "التّصميم الذّكيّ" . ورغم هذا فقد أعلن الإصلاحيّون المسيحيّون بأنّ -التّطوّر- هو المنهج الإلهيّ في -التّصميم- ليقطعوا مع قصّة -الخلق المباشر- .


وهذا الخلاف الدّائر اليوم بين المسيحيّين وخصومهم يجري تحت لواء المناظرة ومن ثم المحاكم . فليس للمسيحيّين القدرة على ممارسة المسيحيّة في نسختها القديمة بالقبض على "الزنادقة" و"الوثنيين" وحرقهم وتعذيبهم . فالمسيحيّة خضعت إلى إصلاح طويل كان إجباريّا في أحيان كثيرة , وكان إراديّا وإصلاحيّا من رجال الدّين أنفسهم كقضيّة الدّاروينيّة .

ولو أننا قمنا بمقارنة بين المسيحيّة السّائدة والإسلام السّائد اليوم لكان الأمر في غاية الرعب والغرابة ! فإذا كانت المسيحيّة قد تجاوزت نسختها البدائيّة والتي فرضت نفسها على كل تفاصيل الحياة الشخصيّة للأفراد قبل تفاصيل الحياة العامّة , فالفرد العربي لازال يناضل من أجل زواج مدنيّ , ومن أجل حقّه في تبنّي عقيدة إسلاميّة معتدلة ! فبعض الدول تجرّم المجاهرة -بالإعتدال- لتجريمها الطّعن في كتابي مسلم وبخاري بكلّ التّفاصيل الكارثيّة . ولازال الفرد العربيّ يناضل لأجل مساواة بين الأنثى والذكر , وليس المقصود هنا بالمساواة لغة كا تمثّلت في المساواة الغربيّة , بل لازالت دعوات المساواة العربيّة خجولة تساير الحجم الهائل من الهذيان والتّطرّف الدّينيّ , فإذا كانت المساواة الغربيّة مثلا مساواة مطلقة بين الذكر والأنثى فالمساواة العربيّة هي تضرّع من أجل حقّ المرأة وحرّيتها في مغادرة المنزل والدّراسة والعمل وحقّها في مقاضاة زوجها بتهمة العنف (وهي ليست تهمة في أغلب الأحيان) . وأما ممارسات جنسيّة طبيعيّة بأوروبا المسيحيّة كعلاقة جنسيّة بين ذكر وأنثى في كامل نضجيهما العقليّ والجسديّ , فهذه الممارسات يتعامل معها العالم الإسلامي تعامله مع مصطلح "الزنا" بكل دلالاته القروسطيّة . فالجنس خارج الزّواج عقوبته القتل رجما , وفي البلدان الإسلاميّة الأقل تطرّفا فالعقوبة هي السجن . ولازالت الكثير من الدول الإسلامية تجيز الممارسات البيدوفيليّة , فهي تشرع زواج الطفلة في السّابعة من عمرها , وتصنّف سن النّضج الجنسيّ في السّابعة من العمر . والدوغما الدينيّة هنا لا تعترف بمنطق ولا بعلم وإنما تتبنّى ذلك لأن نبيّها قد تزوّج عائشة في سن السابعة كما تخبر الرّوايات الدّينيّة لكبرى المذاهب الإسلامية . وتعاقب أغلب الدول الإسلامية على الردّة بتهم بين القتل والسجن . وتتدخّل في كلّ التّفاصيل الصّغيرة للحياة الشّخصيّة للفرد وكذلك تفعل مع الحياة العامة فالسلطة الدّينيّة تفرض رقابة صارمة على حرية الإعتقاد والتفكير والتّعبير . وهي تحظر تداول الاف الكتب والمجلدات والمجلات والرسوم الكاريكاتورية ... وأمّا المثلية الجنسية التي يطالب أعتى المتطرّفين المسيحيين الغربيين بحظر الزواج بين أفرادها , فهنا يقع التعامل معها بالقتل والسّجن في أكثر البلدان الإسلامية تفتّحا وتسامحا . والمفارقات والمقارنات كثيرة وعرض بعضها يكفي لتبيّن الفرق الهائل بين العالمين المسيحي/العلماني والإسلامي .

يفرض اليوم الإسلام السّنيّ نفسه على المجتمعات الإسلاميّة بشكل ساحق ويليه الإسلام الشيعيّ . ولو قمنا بعرض الأسس العقائديّة لكلا المذهبين فإننا سنتبيّن أنّ الإسلام يشكل خطرا مرعبا على الحضارة الإنسانيّة .

فالإسلام السّنيّ بإجماع مذاهبه الأربع يبيح قتل المرتّد وقتل الكافر وفرض الجزية وأعمال النهب والسّبي والممارسات البيدوفيلية ويضيّق على حريات التّعبير والحريّات الجنسيّة وكذلك الإسلام الشيعيّ . وليس الخلاف بين المذاهب السنية الأربعة والإسلام الشيعي في هذه القضايا إلا خلافا شكليّا بسيطا . فالإختلاف مثلا في مسألة قتل المرتدّ ينقسم بين مؤيد للقتل المباشر وبين مخيّر للإستتابة قبل القتل وقس على ذلك بقية القضايا المرتبطة بالعنف والإرهاب المعولم . أن يكون الإسلام السّائد إسلاما سنيا/شيعيا تقليديا فذلك معناه أن العالم يواجه خطرا محدقا . وبالفعل فمنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر والإرهاب الإسلامي يضرب في كل زمان ومكان موقعا مئات الالاف من القتلى والجرحى . وأقيم موقع إلكتروني مختصّ لرصد كل أعمال العنف والإرهاب لمسلمين حول العالم والأرقام والأحداث مرعبة من حيث الكمّ والنّوع . أن يكون الإسلام السني التقليدي سائدا فمن الطّبيعيّ والمنطقيّ وصم الإسلام بصفة الإرهاب فالإسلام السني إرهابيّ ورجعيّ قروسطيّ في كل تفاصيله . والدول السنية التي تتبنى الإسلام السنّي بكل حذافيره دول قروسطية ورجعية . والعجيب أن نجد من المسلمين من يستنكر وصم الإسلام بالإرهاب , بينما كبرى المذاهب الإسلامية والتي تمثل الغالبية العظمى من المسلمين مذاهب لاعقلانيّة وإرهابيّة عدوانيّة . فما السبب الدافع لهؤلاء المسلمين لإخبارنا بأن الإسلام بريئ !

إعلان البراءة هذا لا نراه من قبل أعداد هائلة من مسلمي السعودية أو باكستان مثلا , بل نراه ذا صيت في دول كتونس والجزائر والمغرب ولبنان وسوريا (ما قبل الحرب) , والسّبب أن هذه الأنظمة التي حاولت تبني بعض القيم العلمانيّة قد فرضت نموذجا دينيا مبتذلا في المدارس يعرّف الإسلام على أنه -عمل وأخلاق- ونرى كل تفاصيل هذا النموذج تصبّ في خانتي -العمل والأخلاق- مع تعظيم لاعقلانيّ ولانقديّ للتاريخ الإسلامي وللأنبياء والصحابة بقتلتهم وسفاحيهم . فالفرد المسلم -خارج بلاد النفط والصحاري- لا يفقه شيئا عن الإسلام سوى ما تعلمه في المدرسة من نموذج مبتذل . وهذا النموذج فرض لئلاّ يقع الأطفال مستقبل في دوامة العنف والإرهاب الدينيّ فهو قد صمم خصّيصا للمحافظة على بقاء الأنظمة الإستبداديّة . فالفرد العربي المسلم قبل الصحوة الإسلاميّة التي بدأت مع قيام الدول الخليجية وإطلاقها لالة الإرهاب والبروبغندا والحملات التبشيرية النفطية لم يكن ليعي الإسلام خارج دائرة العمل والأخلاق ونبذ الكفر بالله . فقد كان للفرد العربي تصوّر ذهنيّ خالص لا نجد له أثرا يذكر في الكتب الدينية والعقائدية وكبرى المدارس الفقهية السّائدة . وهذه الصّورة الذّهنيةّ اللاّموضوعيّة عن الإسلام هي خليط من معتقدات دينية شعبيّة وما درّس من مناهج دينيّة مبتذلة ومن قيم علمانية محضة كالحريّة . فهذا الفرد العربي حتى يومنا هذا يتخيّل أن الإسلام قد جرّم العبودية لمجرّد أنه لا يعي معنى السبي ويجهل كل ما إرتبط بالتاريخ الإسلامي ولمجرّد أن العولمة قد فرضت عليه الإعتقاد بأن الحرية شيئ نبيل فقد أنكر إتّصالها بمعتقده الديني دون أن يستند في ذلك لركيزة عقائدية من صلب الدّين نفسه .

وأفضل مثال عن الصّورة الذهنيّة الخالصة لمن يزعم براءة الإسلام والمسلمين فهو الفرد التونسيّ , فالتّونسي قد خضع لبروبغندا موجّهة فرضها "الحبيب بورقيبة" ومن ثم "بن علي" , فهو يعتقد بأن الإسلام عمل وأخلاق وحرية , والدّولة التونسية لم تكن صارمة في ممارسة أغلب الأساليب الدينية في القمع وقانونها يضمن الحرية الجنسية بين البالغين . فالتونسي الذي عاش مع بعض المعتقدات الدينية الشعبيّة وما تعلمه من المدرسة والمجتمع وما فرض عليه من نمط حياة علمانية إمتلك صورة ذهنيّة عن الإسلام ليس لها أيّ أصل في التّاريخ الإسلامي وكبرى المذاهب العقائديّة . لقد وقف هذا التّونسيّ مذهولا ومشلولا بعد سقوط نظام بن علي , فقد إنتشر الدين السني التقليدي السلفي بسرعة قصوى بالقوّة محتلا المنابر والمساجد ومقيما للخيم الدعوية والمدارس القرانية في كل مكان ومكدّسا للسلاح في الخفاء . وإنطلق التونسيّون من إمتلكتهم الأيديولوجيا السلفية إلى إستعمال مصطلحات لم يعرفها المجتمع التونسي منذ عصور خلت كالرافضة والتوحيد والولاء والبراء والبدعة ... وإصطدم التونسيون بالشّكل الصّريح للإسلام وقد إستولت عليهم الدّهشة وكأنهم في دور "حيّ بن يقظان" وقد رأى أناسا يتكلمون اللّغة لأوّل مرة .

وكان للبروبغندا السلفية تأثير ساحق , فتونس الدولة الصغيرة من حيث المساحة وتعداد السكان تصدّرت أعداد المقاتلين الأجانب ببؤر الإرهاب متفوّقة على دول كمصر والسعودية ! وكذلك تصدرت أرقام هجمات "الذئاب المنفردة" , وسرعان ما إنتقل الإرهاب من إرهاب خطابيّ إلى إرهاب مادي/تطبيقي ضد المؤسّستين الأمنية والعسكرية ومن ثم الخصوم السياسيين و السياّح الأجانب .

وهكذا يكون العقل التونسي والأكثر تعرّضا لرياح العلمنة وتعاملا مع نمط الحياة الغربيّة المثال الأعظم عن حالة الصّدمة , فقد إنهار إنهيارا مريعا أمام الدّين السلفي التقليدي والذي حطّم وبسرعة قصوى صورته الذّهنيّة المثاليّة عن الإسلام , وتصاعدت العنصريّة الدينية والطائفية ضد المسيحيين والشيعة واليهود وغيرهم من الأقليات كنتيجة للدعاية الدّينيّة التي عملت بأقصى درجات الفاعلية لثلاث سنوات في غياب تام لأجهزة الدّولة .

هكذا تنهار الصّورة المثالية الذّهنيّة , فهي تقوم على دين شعبيّ مبتذل كخليط من الشّهوانيّة والرّوحانيّة الزّائفة والمقولات الدينية الأسطوريّة مع أوهام التفوّق والعظمة مردّها الإسلام نفسه . وهذه الصّورة ما إن تصطدم بالإسلام السلفي إلا وتجد نفسها متهافتة الحجج بلا أصل ولا سند , فهي مجرّد صور ذهنيّة لا ترتبط إرتباطا وثيقا بالإسلام التاريخيّ , فسرعان ما تنهار وينهار معها صاحبها ليقع في الحيرة والذّهول .

هذا الإنهيار أمام المدّ السلفي السّاحق شكل جماعات عقائدية جديدة بأسلوب جديد , وهي جماعات لم تستطع أن تتقبّل الإسلام عاريا كما هو وتلقّت صورتها الذّهنية المثاليّة صدمة مريعة , فذهبت للحديث عن مؤامرات صهيوماسونية و مؤامرات غربيّة صنعت هذا الإسلام السلفي -;- دون أن تفهم أن الإسلام السلفي والهمجيّ هو السّائد منذ زعم محمد لنبوّته , فصوّرت الإسلام السلفي على أنه صنيعة إسرائيلية تارة وصنيعة أمريكية تارة أخرى لأجل تحطيم الإسلام . وردة الفعل هذه لا تتجاوز حالة الإنكار الهاذي -;- فقد عجز هؤلاء من تخيّلوا بأقصى درجات الجموح إسلاما مثاليا مبشّرا بالحب والتسامح والحرية , عجزوا عن استيعاب المقولات والحجج السلفية لرجال الدين التقليديين وأنصارهم . ونتيجة لهذا فقد إخترع التونسيّون مصطلحا جديدا لمواجهة البروبغندا السلفية : مصطلح -الإسلام التونسي الزيتوني الأصيل- . والمقصود بهذا المصطلح هو الإسلام المتعامل به بمدرسة الزيتونة التاريخية وهو مذهب الدّولة أي المالكيّ . ولأن ردّة الفعل هذه هاذية ولاعقلانية في جوهرها فقد وقع أنصار المصطلح الجديد في تناقض مريب . فهم أرادوا الإشارة به إلى صورتهم الذهنية المثالية التي فرضها عليهم المجتمع التونسي ونظامه التعليميّ وتقاليده الشعبية المحافظة , والواقع أن المذهب المالكيّ أحد مذاهب أهل السنة والجماعة وهو لا يفرق في شيء عن الإسلام الحنبليّ إلاّ في بعض المسائل البسيطة والتي لا تمس من جوهر العقيدة الإسلامية السنية . فالإسلام المالكي هو أيضا محرّض على السبي والقتل والإرهاب والممارسات البيدوفيليّة وكذلك على العنصريّة . وهذا التّناقض سببه أنّ التونسيّ لا يفقه شيئا يذكر عن الفقه والتاريخ غير ما تعلّمه من إسلام مبتذل في المدرسة والأعمال السينيمائيّة المضلّلة كفلم "الرّسالة" . فقد تصوّر أنّ الإسلام التونسي المالكيّ هذا مضادّ للإسلام السلفّي الذي يعتنقه أمثال الزرقاوي والبغدادي وبن لادن . ولو أن هؤلاء -التونسيين- إستفسروا عن موقف الإسلام الزّيتونيّ ومشائخه من القضايا ذات البعد الهمجيّ واللاعقلانيّ لأنكروه أشدّ الإنكار .

إنقسم العرب والمسلمون في السنوات الأخيرة إلى توجهات عقائدية يمكت إختزالها في :

- الجماعات السلفية الجهادية والتي تخوض الحروب في كل مكان وتنتمي إليها أعداد هائلة من المسلمين .

- الجماعات السلفية العلمية والتي تكتفي بممارسة الإرهاب العقائدي النظري .

- جماعات الإخوان المسلمين والتي تمارس إرهابا عقائديا نظريا وتسعى إلى فرضه بالتدرج بالمشاركة في الحياة السياسية والديمقراطية .

- جماعة من أشباه "الأزهر" , أصوليّة تنبذ الممارسات الأصوليّة الخارجيّة لأسباب سياسيّة !

- والطائفة الكبرى هي طائفة أصحاب الصّور الذهنية اللاّموضوعية , وإن كانت صورتها عن الإسلام ذهنيّة خياليّة محضة فهي تتبنّى بعض المعتقدات العدوانيّة ضدّ الجنس وحريّة التّعبير !

وأمّا الطائفة الأصغر فهي جماعة المسلمين من إمتلكوا أسسا عقائديّة صلبة للردّ على المدارس الفقهيّة السّائدة , و هم -المعتزلة الجدد- و-القرانيون- . وهؤلاء فقط من المسلمين من يواجهون الإرهاب الأصوليّ بأدوات عقليّة ذات أصل عقائديّ , وأمّا الجماعة الأخرى الكبرى من اللاّموضوعيين فالهذيان اللاعقلاني يغلب على طباعهم . وطائفة -العقل- من المسلمين هي الأصغر والأقل نفوذا ويواجهها الأصوليون واللاموضوعيّون بقدر مواجهتهم للإلحاد . و وجود مثل هذه الجماعة لا يعني إنتفاء موضوعيّة وصم الإسلام بصفة الإرهاب , فهؤلاء حالات شاذّة وليس لهم أيّ تمثيل عدديّ يذكر .


أمام تصاعد المد السلفيّ المدمّر ألقى البعض بسؤال مهم :

إذا كانت الغالبيّة العظمى من المسلمين غير عدوانيّة ومعادية للإرهاب الدينيّ فلماذا لم تتشكّل حركات مقاومة شعبية إسلامية ضد الإرهاب ؟

والجواب هو أن أعدادا هائلة من المسلمين تتبنى المذهب السلفيّ , فهو الإسلام الأصيل والتاريخي السّائد . وأما جماعة الصور الذّهنيّة فهؤلاء ليس لهم أي حجّة لمقارعة الإسلام السلفي , ولأن صورتهم الذهنية قد جمعت بين الشهوانية وعقيدة حب الخلود بإحتياجاتها الميتافيزيقية , فقد أيقن هؤلاء فور إصطدامهم بالدّعاية السلفية أنه لا حجّة لهم وأنهم على ضلال مبين , وهذا المتديّن الذي لا أسس عقائديّة لتدّينه يخشى إذا ما قتل أن يكون في النّار , فنراه يرضخ بسهولة للجماعات الإرهابية دون مقاومة , فالمقاومة المسلّحة ومواجهة خطر الموت كل ذلك في حاجة إلى معتقد صلب وراسخ يقوّم العقيدة القتاليّة الصلبة . وهذا ما لا يمتكله صاحب الصّورة الذهنية , فإسلامه خياليّ بلا دليل ولا حجّة .

يقف العالم اليوم أمام خطر محدق , فالإسلام نقيضا للمسيحية لم يساير حركة التّطوّر , ولم تتغيّر ملامحه العقائدية والتشريعية منذ ألف وأربعمائة عام . فلم يتغيّر منها إلا ما إرتبط بالإكتشافات العلمية الحديثة , فقد أجبر رجال الدين على التّحايل على الكلمات والمعاني والقاموس العربي مع كل فتح علمي جديد . غير ذلك فالإسلام عقائديا وتشريعيا قد بقي على حاله . وقد كان العرب المسلمون في فترة ما يتبنّون تلك الصّور الذّهنيّة بشكل أكبر مما عليه اليوم ما سهل صعود الحركات الشيوعية والعلمانية , وقد تغيّر ذلك منذ قيام الدول الخليجية وإطلاقها لحملات التبشير بالإسلام السلفي أي الإسلام السني كما هو , بالترغيب والحجّة والدّعاية الضخمة وبمشاركة أمريكية في الكارثة الأفغانية إستيقظ الإسلام القروسطي من جديد وإستولى على عقول المسلمين بالعالمين العربي والغربي . واليوم إذا ما راجعنا الصور البيضاء والسوداء لحال بلادنا العربية ما بعد الإستعمار لرأينا أن مذاهب العقل والتنوير كانت السّائدة بين النخب ولرأينا قدرا مضاعفا من الحرية عما هي عليه اليوم ولرأينا صورا للنسوة بملابس صيفيّة غربية دون أي شعور بالخطر أو الخوف . وكان من الطبيعي في السّبعينات مثلا أن يعلن الفرد عن إلحاده أو ماركسيّته وأن تتجوّل المرأة عارية الرأس , وأما اليوم فقد تغيّر الحال بشكل هائل ومخيف فأشدّ المجتعمات إعتدالا هي نظيرة لأشدّ المجتمعات تعصبا في يوم من الأيام وتفاقمت ظواهر العقد الجنسيّة وكذلك العنصرية الطائفية والإرهاب العقائدي وإستولت حتى على المسلمين المقيمين بالعالم الغربي .

إن تصنيف الإسلام كأخطر الأديان العدوانيّة اليوم له أسبابه الموضوعيّة فالإسلام السّائد يغلب عليه الطّابع العدواني والإرهابي وينتشر أتباعه في شتّى أنحاء العالم . ولو إفترضنا مثلا أن الدّيانة الهندوسية لازالت على رجعيتها فهي لا تملك في جوهرها العقائدي دافعا لممارسة الإرهاب المعولم , فلا نرى الهندوس يشكّلون جماعات مسلحة في كل مكان لإستهداف الجزّارين ومراكز ذبح وبيع البقر . وأما الإسلام فأنصاره يهاجمون كل من تعرّض لمعتقدهم بصورة أو كلمة أينما كان . ذلك لأنّ الإسلام في جوهره يحتوي على ركائز الإرهاب المعولم والتي لم تخضع أبدا للنقد بل وتتبناها الغالبية العظمى من المسلمين .

يشير الرّاحل -العفيف الأخضر- في مقاله "تحية إلى الأصولية الهندوسية" إلى حدث مهم أقتبسه كما هو -;- " قبل حزب "بهاراتيا جاناتا" الأصولي الهندوسي بروح رياضية من صميم الديمقراطية هزيمته في الانتخابات. هزيمته أمام من؟ أمام امرأة نقول عنها نحن المسلمين أنها ناقصة عقل في الولاية وناقصة دين في العبادة كما نقول عن قومها " لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" وهذه المرأة فضلاً عن ذلك إيطالية وأكثر من ذلك كاثوليكية ستحكم شعباً هندوسياً بغالبيته الساحقة، وهذا حدث نادر بمقاييس الأصولية الإسلامية العربية والإيرانية. "

ويعيد "العفيف" ذلك إلى صميم العقيدة الهندوسيّة فهي لا تحتوي على ما يمكن من خلاله منع تولي إمرأة غير هندوسيّة لمقاليد الحكم عكس ما نجده في الإسلام . فالإسلام يمنع تولي غير المسلمين لمناصب عليا في الدولة إضافة إلى عنصريّته ضدّ المرأة . وقس على ذلك الاف الأمثلة الأخرى في المقاربة بين الإسلام والهندوسيّة .

فالمسيحية إذا قد تم تقليم أظافرها وتخلت عن دورها القديم , ولا نرى حروبا صليبية ضد من طعنوا في شخصية "يسوع" وفي مصداقية الديانة المسيحية من المسلمين , بل إن المسيحية والمسيحيين يقبلون السّخرية العلنيّة من المسيحية ورموزها بكل أساليب السخرية وقد أقيمت الاف العروض الكوميديّة في ذلك في قلب العالم المسيحي وأمّا النّقد العلمي والمنهجي فقد أصبح بديهيا وإعتياديا ويردّ على الحجّة بالحجّة والصّورة بالصّورة والكلمة بالكلمة .

ويختلف الأمر جذريّا مع الإسلام , فالدول العربية الإسلامية في أغلبها تضّيق على المسيحيين وتمنعهم من بناء الكنائس والمجاهرة بمعتقداتهم الدينية . وأما اليهود العرب فقد طوى النسيان أغلبهم وفرّوا إلى إسرائيل وأوروبا أمام تصاعد موجات العنصريّة العدائية مع الهزيمة العربية ضدّ إسرائيل . والدول العربية الإسلامية تضيق على حريات التعبير وتحاكم ممارسيها بتهم كالردة والمسّ من المقدّسات الدينية . ولو أن المسيحية بقبت على ما كانت عليه لما رأينا مسلما واحدا بالعالم الغربي ولا كتاب قران واحد , فالقران يمعن في السخرية من المسيحيين ونعتهم بأبشع النعوت .

يعرف الماركسيّ الكبير "جورج لوكاش" اللاّعقلانيّة على أنّها : -هي الشّكل الذي يتّخذه فكر للتّهرب أمام إجابة جدليّة على مسألة جدليّة , وكل اللاّعقلانيّة بأشكالها "الحسنة" و "الرّديئة" مهّدت الطّريق للفاشيّة .-

والإسلام يتمسك برؤية ميكانيكيّة غير جدليّة للفكر والدّين والأخلاق وكلّ القضايا , وهو دين اللاّعقل الأكبر , ولا يتوانى أتباعه عن ممارساتهم العدوانيّة في كل مكان مهما أظهر لهم الطرف الاخر من ترحيب وسلام .

إن فكرة الإنتماء الإسلامي المجرّد كما رأينا في المثال التونسيّ قد تحوّلت إلى عامل مدمّر , فهذا الإنتماء المجرّد والذي عملت الأنظمة العربية على ترسيخه كإنتماء مجرّد لا بد أن يتّخذ شكلا اخر من الإنتماء ولا بد أن يرتبط في لحظة ما مع معتقدات رجعية لأن الرجعية من صميم الإسلام نفسه . فرض النموذج التونسي شكلا مبتذلا من الإسلام وضيّق على حرية الفكر والتعبير النقديّ ما أسّس لتلك الصورة الذهنية المثالية الخيالية . وفجأة يوم إكتشف التونسيّ الإسلام عاريا كما هو عليه إمتلكه الشّعور بالذنب الساحق , ذنب إنخراطه بنمط الحياة الشّهوانيّة لجهله بالأسس العريضة لمعتقده الدينية وسرعان ما تحول الشّعور السّاحق بالذّنب إلى إضطرابات حادة , فبشهادة قادة ومقاتلي التنظيمات الإسلامية المسلحة فالتّونسي هو الأكثر قسوة وعنفا ودمويّة . وذلك مرده إلى محاولته للتّكفير عن ذنوبه الكثيرة لما أصبح يراه -حياته الجاهلية القديمة- وهذا الشعور بالذنب تحول إلى عنف مدمّر . وإن دلّ المثال التونسي على شيء فهو أن الإسلام مهما كان مبتذلا ومفرغا من محتواه الأصليّ الرجعي فلا بد أن يتحول إذا ما تحقّقت الظّروف المناسبة إلى عنف شامل , وأنّ الحياة الشهوانية إذا ما إرتبطت بإنتماء دينيّ ما فلا بد أن تتحول إلى إرهاب مرده الشّعور بالذّنب أو إلى تصوّف مبتذل . وأنّ العقل الإسلاميّ حتّى وإن كان صاحبه أبعد بمسافات ضوئيّة عن الأنظمة الشموليّة والحروب الطائفيّة فلا بدّ أن يتبنّى منهجا دينيّا وطائفيّا أصوليّا في التّعامل مع العالم إذا ما تحقّقت الظّروف المناسبة . فالتّونسي لم يكن ليفرّق حتّى وقت قريب بين "الشيعة" و"الشيوعيين" ولم يعرف معنى للتعدد الطائفي , وما هي بضع سنوات قليلة من البروبغندا الدّينيّة حتى تحوّل عوامّ التّونسيّين إلى نسخ من سنّة العراق الأصوليّين من يكنّون أشدّ الحقد للشّيعة وأتباعهم . وذهب البعض لإرجاع تصاعد الأيديولوجيا السلفيّة إلى الممارسات الشموليّة , وهو إدعاء ساذج وركيك بلا شكّ , فقد شاع قدر فوضويّ من الحريّة بتونس ما بعد "بن علي" وكان للجميع فرصة المشاركة في الحياة السياسيّة بأساليب ديمقراطيّة , وأمّا العقيدة السّلفيّة فلم تكن لتعترف بذلك ولم يكن ليعنيها أصلا وجود الدّيمقراطيّة من عدمها .


فالإسلام كما رأينا هو دين منحطّ بلغ اليوم أكثر أشكاله إنحطاطا , وهو في مقاربة مع المسيحيّة لم يتجاوز العصور الوسطى , وهو دين اللاّعقل الأكبر ومعتقد الإرهاب الأوّل . وهو الأكبر خطرا من كل أشكال الإرهاب لإمتلاكه لأكبر عدد من الأنصار ولأنه يستهدف أكبر عدد من الأهداف . ولازالت البراهين تتوالى على أن الإسلام يقود العالم إلى هاوية خاتمتها ليس تدمير العالم العربي فحسب , بل تصاعد الحركات الفاشية الدينية والعرقية في كل أنحاء العالم وإنحطاطا حضاريا شاملا سيفجّره المسلمون المقيمون بالعالم الغربي ولربما تكرّر المسألة اليهودية/النازية .

و أخطر ما في الطبيعة اللاّعقلانية للإسلام , النرجسيّة , وهذه النرجسيّة الدّينية صنعت إعتقادا بين كلّ المسلمين على أنّهم الأفضل والأقوى في كل شيء ولو كانوا الأسوأ والأضعف في كل شيء . لقد نجح الإسلام بهذه الصّيغة الميتافيزيقية التي قسمت البشرية إلى مسلمين في الجنّة وكفار في النّار, نجح في تحطيم العقل بأبشع ما يكون التّحطيم . فهذه النّرجسية التي تصاحب الفرد المسلم منذ نشأته صنعت في ذهنه إعتقادا لا يتزعزع بأن الإسلام أداة الخلاص الوحيدة , وهذا إعتقاد جماعيّ بين كلّ المسلمين , لقد إصطدمت النّرجسيّة الإسلاميّة بالتفوق الهائل للحضارة الغربيّة المعادية , فما إستطاعت تقبّل هزيمتها والإعتراف بها وبفشل إسلامها هذا , فإبتكرت الصّيغ الجديدة لتجهز على ما تبقّى من بعض عقلها . فقام الأصوليّون بنبذ التّفوّق الماديّ إنتصارا للحاكمية القطبية والروحانية . وقام صنف اخر بوصف الغربيّين على أنهم مسلمون بلا إسلام , ليعيد بالتالي تفوّقهم ذلك إلى الإسلام كما حتّمت عليه شخصيته النّرجسيّة ذلك . وهذه النّرجسية الدّينية المصحوبة بالتّصورات الذهنية الخيالية لا تنفكّ عن التّورّط في إعادة صناعة الإرهاب , فمهما تعرض العالم الإسلاميّ من ويلات ومصائب فهو يتهرّب من الإعتراف بإرتباطها الوثيق بمعتقده الدّينيّ ليصرّح بأنّ الفشل كان في "التّجربة" لا في "الفكرة" . فتعاد التّجربة ويعاد الفشل في مسيرة لانهائيّة . إنّ أوضح مثال عن الاثار المدمّرة للنّرجسيّة الدّينيّة هو مثال الأزمة الجزائريّة : فالجزائر التي خسرت عشرات الالاف من ضحايا الجماعات الدينية لا ينفك شبابها اليوم المنجرّ خلف -الصّحوة الإسلامية- على نفي طابع الإسلام على أحداث -العشريّة السّوداء- . وكذلك يجد التّونسيّون أصحاب الصّور الذّهنية الخياليّة صعوبة في تقبّل حقيقة أن يرتبط الإرهاب الشّامل بمعتقدهم الدّينيّ . وكا يفعل الجزائريّون يفعلون بإصطناع القصص والشّبهات أثناء كلّ هجوم إرهابيّ حتّى يبقى تصوّرهم الذّهنيّ الخياليّ قائما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مفهوم الاسلام
على سالم ( 2015 / 9 / 29 - 00:50 )
سيدى الكاتب ,اتفق معك تماما لكن الاشكاليه الصعبه هنا ان اكثر من ثلاث ارباع المسلمين فى العالم لايتحدثوا العربيه وفى نفس الوقت يؤمنوا بدين لايعرفوا لغته بل ويصلوا بلغه لايفهموها ,انا اعتبرها صراحه كارثه كونيه حلت بهذا العالم البائس ,لاجدال ان منبع الاسلام وهو السعوديه وقد جندت هذه المملكه الفاسده المجرمه اموال القطران والزفت فى نشر الاسلام الارهابى حول العالم بكل الطرق الغير مشروعه والقذره والخسيسه ,من المؤكد ان ترجمه القرأن الحقيقيه تم تغييرها وتحريفها حتى لايصدم شعوب العالم المنكوب بالاسلام وحقيقه ايات القرأن الوحشيه الاجراميه والدمويه والتى هى اشد وحشيه من كتاب العهد القديم ,بمعنى لو تم تعريف هذه الشعوب المنكوبه بحقيقه الترجمه الحقيقيه لهذا الكتاب الارهابى فأنه من المحتمل ان تحدث ضجه كبيره بل وزلزال يترتب عليه تغيير خريطه العالم ويبدأ هرم الاسلام الرهيب البدوى فى الانهيار والانحصار


2 - اكثر من رائع
زاهر زمان ( 2015 / 9 / 29 - 14:39 )
بالفعل جهد راقى فى تحليل ازمة العقل العربى بوحه عام والعقل الاسلامى بوجه خاص
تحياتى لحضرتك


3 - مقال رائع
salah amine ( 2015 / 9 / 30 - 03:58 )
أشكرك يا أستاذ هادي جزيل الشكر على هذا المقال الرائع، حيث أنك وبدون شك قد بذلت جهدا كبيرا في انتاجه ونجحت نجاحا عظيما في معالجة خطر الحركات الأصولية بصفة خاصة والفكر الديني الظلامي والإجرامي بصفة عامة. ومن جهة أخرى، فإن موضوعك هذا يا أستاذ جعلني أتذكر الموقف المعادية لتدخل الإتحاد السوفياتي في أفغانستان، حيث أن القوى الأصولية والإرهابية والقوى المعادية للشيوعية في ذلك الوقت وقفت مواقف معادية للإتحاد السوفياتي، ونحن في ذلك الوقت كنا نؤيد هذا التدخل وذلك ادراكا منا بأن هذا التدخل ونجاح الإتحاد السوفياتي سيؤدي نسبيا إلى محاربة الفكر الديني. وهاهي التجربة السورية تعيد الحياة إلى مسارها الضروري وهي التقارب بين الروس وأمريكا من أجل ضرب الحركة الأصولية التي فرقت بينهما خلال نهاية السبعينيات في أفغانستان.

اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي